بسم الله الرحمن الرحيم
أثر قواعد التلاوة في التدبر
القرآن الكريم كتاب الله المعجز يجب أن يُقرأ بالوجه المخصوص الذي أنزله الله به. قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ} [القيامة: 18]. وقال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} [المزمل:4].
وقال تعالى: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء:106]، لذا فإنه يجب علينا أن على أصحابة، وكما قرأه الرسول نقرأ القرآن كما أُنزل على سيدنا محمد بتؤدة، واطمئنان، وتأنٍّ، وترسُّل، مع إعطاء الحروف حقّها من المخارج والصفات، ومُستحقّها من المد، والغُنّة، والإظهار، والإدغام، والإخفاء، والتفخيم، والترقيق، وتجويد الحروف، ومعرفة الوقف والابتداء.. إلخ.
وقراءة القرآن الكريم وتلاوته طبقاً لما أُنزل وحسب أحكام التلاوة تُظهر لنا المعاني الحقيقية للنص القرآني بآفاقها الواسعة.. بل إننا يمكن لنا أن نستنتج منها أحكاماً في قضايا معينة.
إن هذا الموضوع يجب أن يهتم به أهل الفكر الإسلامي في كل بقاع الدنيا؛ لأنه يحتاج إلى دراسات وأبحاث مستفيضة.. لا يمكن لفرد أو لأفراد أن يحيطوا بعلمه، ولكن يجب عليهم المحاولة والتدبر والتفقّه.
من الامور التي شرعت من أجل تدبر القرآن والتأثر به سلامة التلاوة واتقان التجويد فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع الكرام السفرة )
وكونه ماهر به يشمل اتقانه للحفظ وسلامة التلاوة واتقان التجويد
ومعلوم ان مبنى الكلام قائم على المعنى , ولا شك أن سلامة النطق تزيد الفهم وتكمل الإدراك وتعين على التدبر وإذا اختل النطق بالكلمة أو اعرابها فان المعنى يتغير أو يكون ناقصا أو غير وكل ذلك مما يبعد القلب عن التدبر وتفهم الآيات قال السيوطي رحمه الله –
إن التحقيق يكون للرياضة والتعلم والتمرين , والترتيل يكون للتدبر والتفكر والاستنباط وليس كل ترتيل تحقيقاً بيِّن فعلى قارئ القرآن أن يرتل ويترسل كالباحث عن معنى يخفى عليه بالقراءة السريعة
قراءة القرآن يجب أن تكون قراءة صحيحة؛ لأنها المدخل الأمثل للتدبر، فهي مرحلة مهمة أساسية للتدبر. والقراءة الصحيحة لا يمكن أن تتحقق إلا بالتلقي من أفواه الشيوخ المقرئين،
وقراءته صلى الله عليه وسلم كانت بتدبر؛ ولهذا كانت السورة عندما يرتلها تطول، فقد أخرج مسلم بسنده عن حفصة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - صلَّى في سبحته قاعداً حتى كان قبل وفاته بعام، وكان يصلي في سجدته قاعداً، وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها). وفي ذلك تعليم للتلاوة والتدبر، ورصيد من الثواب الجزيل.
وقد ذكر ابن عبدالهادي الخلاف في ثواب قراءة الترسل والسرعة، ثم نقل عن الحافظ ابن رجب في كتابه (الاستغناء بالقرآن): (الصواب في المسألة أن يقال: ثواب قراءة الترتيل والتدبر، أجلّ وأرفع قدراً، وثواب كثرة التلاوة أكثر عدداً؛
فالأول كمن تصدَّق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جدّاً، والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من الصبية قيمتهم رخيصة
إن مثل هذه القراءة المؤثرة إذا التقى معها التأمل في مقاصدها، والتفهم لمعانيها، فإنها تمس شغاف القلب، فيخشع ويخضع للخالق سبحانه، الذي يخاطب عباده في هذا القرآن الكريم.
قال تعالى:
﴿قد أنزل الله إليكم ذكراً . رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور﴾
(الطلاق( 10-11)
تعلم احكام التجويد له الاثر في الاداء الحسن الجميل عدا انه يعصم اللسان من الوقوع في اللحن الجلي الذي يخل بالمعنى ويغير اللفظ وكان الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم يتلون القرآن الكريم تلاوة مجوَّدة، كما تلقوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال العلماء ان التلقي لابد من في مثل هذه العلوم التي تعتمد على النظر الى النطق من فم العالم المتظلع بعلم التجويد حتى قال الجزري كلمته المشهورة من لم يجود القران اثم
واعتبر علماء التجويد مراعاة قواعد التجويد عند قراءة القرآن فرض عين على كل قارئ لكتاب الله الكريم. ولقد اجتهد المسلمون - ولا يزالون - في خدمة القرآن الكريم، اجتهاداً لم يحظَ به كتاب آخر، حفظاً وكتابة وجمعاً علم التجويد اهو من أشرف العلوم وأجلُّها، إذ بمعرفته تُعرف القراءة الصحيحة لكتاب الله، وبالجهل به يكون الجهل بكتاب الله. التلاوة الصحيحة تُعين القارئ لكتاب الله على فهمه الفهم الصحيح، أما القراءة غير الصحيحة فلا تأتي بالفائدة المرجوة،
قال تعالى : الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته
تلاوة القرآن حق تلاوته ان يشترك فيه اللسان والعقل والقلب
فحظ اللسان تصحيح الحروف
وحظ العقل تفسير المعاني
وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار
ومن الفضائل فهم كتاب الله تعالى وتعلم احكامه يظهر في حديث ابن عباس رضي اله عنهما – أنه قال : ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اللهم علمه الكتاب ( رواه البخاري ) –
وفي رواية ( علمه الحكمة ) رواه البخاري
وقال ابن الجوزي رحمه الله – لما كان القرآن العزيز اشرف العلوم كان الفهم لمعانيه إوفى الفهوم لان شرف العلم بشرف المعلوم
ولقد عد البهيقي رحمه الله – ذلك من شعب الايمان فقال :
التاسع عشر تعظيم القرآن المجيد بتعلمه وتعليمه وحفظ حدوده وأحكامه وتعلم حلاله وحرامه
قرأ حفص كلمة تأمنّا وجهان في القراءة
- الادغام مع الاشمام
- الاخفاء مع الروم
اخفاء ثلث الحركة للنون الاولى اي قراءتها بالاختلاس
التعليل :
من المعلوم ان الروم والاشمام من انواع الوقف وهذه الكلمة جاء الروم والاشمام
في وسطها وليس في آخرها مما يميزها عن غيرها من الكلمات القرآنية فهي الكلمة الوحيدة التي جاء فيها الروم في وسط الكلمة
كلمة تأمنّا قرأت بالروم والاشمام وهذه الكلمة قالها ابناء سيدنا يعقوب عليه السلام ليأذن لهم بأخذ يوسف وأكدوا لأبيهم أنهم امناء عليه وفي قرارة انفسهم إضمار للخيانه فجاءت هذه الكلمة والتي سطرت اول خيانه لبني اسرائيل في القرآن الكريم مقروءة بالروم الاشمام في وسط الكلمة مع ان الروم اصلا لا يكون الا على اواخر الكلم وبها لفت نظر وتنبيه الى مراد ابناء يعقوب من وراء هذه الكلمة
يقولون بأفواههم ما لا يبدون لك والله اعلم بما يكتمون
ايضاً بسورة الفرقان قوله تعالى
) ويخلدْ فيهِ مهاناً ) حيث قرئها حفص بمد كسرةالهاء بمقدار حركتين مد صله
والسبب الحقيقي هنا – التلقي والمشافهه حيث خالف حفص قاعدته في هذا الموضع
وتابع قراءة ابن كثير المكي وكناية عن طول العذاب
أثر قواعد التلاوة في التدبر
القرآن الكريم كتاب الله المعجز يجب أن يُقرأ بالوجه المخصوص الذي أنزله الله به. قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ} [القيامة: 18]. وقال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} [المزمل:4].
وقال تعالى: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء:106]، لذا فإنه يجب علينا أن على أصحابة، وكما قرأه الرسول نقرأ القرآن كما أُنزل على سيدنا محمد بتؤدة، واطمئنان، وتأنٍّ، وترسُّل، مع إعطاء الحروف حقّها من المخارج والصفات، ومُستحقّها من المد، والغُنّة، والإظهار، والإدغام، والإخفاء، والتفخيم، والترقيق، وتجويد الحروف، ومعرفة الوقف والابتداء.. إلخ.
وقراءة القرآن الكريم وتلاوته طبقاً لما أُنزل وحسب أحكام التلاوة تُظهر لنا المعاني الحقيقية للنص القرآني بآفاقها الواسعة.. بل إننا يمكن لنا أن نستنتج منها أحكاماً في قضايا معينة.
إن هذا الموضوع يجب أن يهتم به أهل الفكر الإسلامي في كل بقاع الدنيا؛ لأنه يحتاج إلى دراسات وأبحاث مستفيضة.. لا يمكن لفرد أو لأفراد أن يحيطوا بعلمه، ولكن يجب عليهم المحاولة والتدبر والتفقّه.
من الامور التي شرعت من أجل تدبر القرآن والتأثر به سلامة التلاوة واتقان التجويد فقد قال صلى الله عليه وسلم :
( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع الكرام السفرة )
وكونه ماهر به يشمل اتقانه للحفظ وسلامة التلاوة واتقان التجويد
ومعلوم ان مبنى الكلام قائم على المعنى , ولا شك أن سلامة النطق تزيد الفهم وتكمل الإدراك وتعين على التدبر وإذا اختل النطق بالكلمة أو اعرابها فان المعنى يتغير أو يكون ناقصا أو غير وكل ذلك مما يبعد القلب عن التدبر وتفهم الآيات قال السيوطي رحمه الله –
إن التحقيق يكون للرياضة والتعلم والتمرين , والترتيل يكون للتدبر والتفكر والاستنباط وليس كل ترتيل تحقيقاً بيِّن فعلى قارئ القرآن أن يرتل ويترسل كالباحث عن معنى يخفى عليه بالقراءة السريعة
قراءة القرآن يجب أن تكون قراءة صحيحة؛ لأنها المدخل الأمثل للتدبر، فهي مرحلة مهمة أساسية للتدبر. والقراءة الصحيحة لا يمكن أن تتحقق إلا بالتلقي من أفواه الشيوخ المقرئين،
وقراءته صلى الله عليه وسلم كانت بتدبر؛ ولهذا كانت السورة عندما يرتلها تطول، فقد أخرج مسلم بسنده عن حفصة رضي الله عنها قالت: (ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - صلَّى في سبحته قاعداً حتى كان قبل وفاته بعام، وكان يصلي في سجدته قاعداً، وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها). وفي ذلك تعليم للتلاوة والتدبر، ورصيد من الثواب الجزيل.
وقد ذكر ابن عبدالهادي الخلاف في ثواب قراءة الترسل والسرعة، ثم نقل عن الحافظ ابن رجب في كتابه (الاستغناء بالقرآن): (الصواب في المسألة أن يقال: ثواب قراءة الترتيل والتدبر، أجلّ وأرفع قدراً، وثواب كثرة التلاوة أكثر عدداً؛
فالأول كمن تصدَّق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جدّاً، والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من الصبية قيمتهم رخيصة
إن مثل هذه القراءة المؤثرة إذا التقى معها التأمل في مقاصدها، والتفهم لمعانيها، فإنها تمس شغاف القلب، فيخشع ويخضع للخالق سبحانه، الذي يخاطب عباده في هذا القرآن الكريم.
قال تعالى:
﴿قد أنزل الله إليكم ذكراً . رسولاً يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور﴾
(الطلاق( 10-11)
تعلم احكام التجويد له الاثر في الاداء الحسن الجميل عدا انه يعصم اللسان من الوقوع في اللحن الجلي الذي يخل بالمعنى ويغير اللفظ وكان الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم يتلون القرآن الكريم تلاوة مجوَّدة، كما تلقوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال العلماء ان التلقي لابد من في مثل هذه العلوم التي تعتمد على النظر الى النطق من فم العالم المتظلع بعلم التجويد حتى قال الجزري كلمته المشهورة من لم يجود القران اثم
واعتبر علماء التجويد مراعاة قواعد التجويد عند قراءة القرآن فرض عين على كل قارئ لكتاب الله الكريم. ولقد اجتهد المسلمون - ولا يزالون - في خدمة القرآن الكريم، اجتهاداً لم يحظَ به كتاب آخر، حفظاً وكتابة وجمعاً علم التجويد اهو من أشرف العلوم وأجلُّها، إذ بمعرفته تُعرف القراءة الصحيحة لكتاب الله، وبالجهل به يكون الجهل بكتاب الله. التلاوة الصحيحة تُعين القارئ لكتاب الله على فهمه الفهم الصحيح، أما القراءة غير الصحيحة فلا تأتي بالفائدة المرجوة،
قال تعالى : الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته
تلاوة القرآن حق تلاوته ان يشترك فيه اللسان والعقل والقلب
فحظ اللسان تصحيح الحروف
وحظ العقل تفسير المعاني
وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار
ومن الفضائل فهم كتاب الله تعالى وتعلم احكامه يظهر في حديث ابن عباس رضي اله عنهما – أنه قال : ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : اللهم علمه الكتاب ( رواه البخاري ) –
وفي رواية ( علمه الحكمة ) رواه البخاري
وقال ابن الجوزي رحمه الله – لما كان القرآن العزيز اشرف العلوم كان الفهم لمعانيه إوفى الفهوم لان شرف العلم بشرف المعلوم
ولقد عد البهيقي رحمه الله – ذلك من شعب الايمان فقال :
التاسع عشر تعظيم القرآن المجيد بتعلمه وتعليمه وحفظ حدوده وأحكامه وتعلم حلاله وحرامه
قرأ حفص كلمة تأمنّا وجهان في القراءة
- الادغام مع الاشمام
- الاخفاء مع الروم
اخفاء ثلث الحركة للنون الاولى اي قراءتها بالاختلاس
التعليل :
من المعلوم ان الروم والاشمام من انواع الوقف وهذه الكلمة جاء الروم والاشمام
في وسطها وليس في آخرها مما يميزها عن غيرها من الكلمات القرآنية فهي الكلمة الوحيدة التي جاء فيها الروم في وسط الكلمة
كلمة تأمنّا قرأت بالروم والاشمام وهذه الكلمة قالها ابناء سيدنا يعقوب عليه السلام ليأذن لهم بأخذ يوسف وأكدوا لأبيهم أنهم امناء عليه وفي قرارة انفسهم إضمار للخيانه فجاءت هذه الكلمة والتي سطرت اول خيانه لبني اسرائيل في القرآن الكريم مقروءة بالروم الاشمام في وسط الكلمة مع ان الروم اصلا لا يكون الا على اواخر الكلم وبها لفت نظر وتنبيه الى مراد ابناء يعقوب من وراء هذه الكلمة
يقولون بأفواههم ما لا يبدون لك والله اعلم بما يكتمون
ايضاً بسورة الفرقان قوله تعالى
) ويخلدْ فيهِ مهاناً ) حيث قرئها حفص بمد كسرةالهاء بمقدار حركتين مد صله
والسبب الحقيقي هنا – التلقي والمشافهه حيث خالف حفص قاعدته في هذا الموضع
وتابع قراءة ابن كثير المكي وكناية عن طول العذاب