بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين
اما بعد
اليوم ان شاء الله سنبدأ فى باب جديد وهو الوقف على أواخر الكلم
وهذا الباب يختص بكيفية الوقف على الكلمة القرءانية وليس المقصود هو نوع الوقف لان نوع الوقف يختص به باب الوقف والابتداء
من المعلوم ان الكلمة الموقوف عليها لا تخرج عن ثلاث حالات
الحالة الاولى : أن يكون الحرف الأخير ساكن سكون أصلى حال الوصل ففي هذه الحالة ليس لى الا ان اقف عليه بالسكون
مثل " فحدث – اقرأ – تنهر " فهذه الكلمات هى ساكنة حال الوصل وحال الوقف وبالتالى لا نقف عليها الا بالسكون
ويجب مرعاة ما يترتب عليه من احكام تجويدية واعطاء الحرف صفاته الممكنه له
الحالة الثانية
واما ان يكون الحرف المراد الوقوف عليه حرف صحيح و هو فى الوصل متحرك بالفتح او الكسر او الضم او مشدد او مخفف او منون فكل هذه الحالات تندرج تحت ان الحرف متحرك حال الوصل وكيفية الوقوف عليه هو محل دراستنا فى هذا الباب
الحالة الثالثة
ان يكون الحرف المراد الوقوف عليه حرف علة اى حرف مد مثل
رمى – يقضي – يدعوا
وسوف نتعرف على كيفية الوقوف على حرف العلة فى محله ان شاء الله
عرفنا ان الحالة الاولى ساكن حال الوصل وحال الوقف وبالتالى الوقف عليه يكون بالسكون
الحالة الثانية وهى ان الحرف متحرك حال الوصل
ويوجد عندنا قاعدة أن العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك بكامل حركته
انواع الوقف على الحرف الصحيح المتحرك حال الوصل
النوع الاول : الوقف بالسكون المحض
ومعنى السكون اى عزل الحركة عن الحرف الموقوف عليه
ومعنى المحض أى الخالص الذى لا اشارة فيه ولا حركة فيه
والوقف بالسكون هو الأصل لأن الوقف مبنى على التيسير والتخفيف فالأيسر ان تلغى الحركة تماما ولذلك كان هو الاصل
وأى كلمة نهايتها حرف صحيح متحرك وصلا يجوز لنا الوقف عليها بالسكون المحض سواء كان مفتوح او مكسور او مضموم وسواء كان مشدد او مخفف عدا استثناء حالتين
الحالة الاولى : التنوين بالنصب مثل " عليماً " فلا يجوز الوقف عليه بالسكون ولكن نقف عليه بالابدال وهو ابدال التنوين الى الف مدية تسمى مد عوض ويكون بقدار حركتين
الحالة الثانية : الاسم المقصور مثل " هدى " عند الوقف عليه يكون بالمد الطبيعى بمقدار حركتين
النوع الثانى من الوقف على الحرف الصحيح المتحرك حال الوصل هو الوقف بالروم
معنى الروم لغة :هو الطلب
*واصطلاحا : هو اضعاف صوت الحركة او تخفيضها بحيث يذهب معظمها يسمعها القريب المصغى دون البعيد والجزء الذاهب من الحركة يقدر بثلثين الحركة وباقى ثلث الحركة تقريبا
كيفية النطق بالروم
بإخفاض صوت الحركة مع الاسراع
واخفاض الصوت والاسراع أدى ذلك الى ذهاب معظم الحركة
والروم كوصل وما يترتب على الوصل يترتب على الروم
والوقف بالروم لا يكون الا فى الحرف المرفوع مثل " نستعينُ " والمجرور مثل " الرحيمِ " فى الكلمات المعربة والمضموم والمكسور مثل " هؤلاءِ " فى الكلمات المبنية
ولا يدخل الروم : في المنصوب والمفتوح
وذلك لان الفتح من اخف الحركات ولا تتجزأ بمجرد الفتح تأتي الفتحة كاملة ولا تتجزأ
الفرق بين الروم والاختلاس
الاختلاس هو الاسراع بالحركة ولكن دون خفض الصوت ولذلك يكون الجزء المتبقى اكبر من الجزء الملغى ويقدر ان يكون الجزء المتبقى من الحركة هو تلثى الحركة والجزء الذاهب ثلث الحركة فقط
الاختلاس يأتى فى الضم والكسر والفتح مثال للاختلاس مع الضم (تأمنا)ومثال الاختلاس بالكسر (نعما )لغير لحفص اختلاس كسرة العين ومثال للاختلاس مع الفتح (يهَدِي)لغير حفص يختلس فتحة الهاء
الاختلاس لا يكون الا وصلا اما الروم فهو نوع من انواع الوقف على اواخر الكلم
والاختلاس اوسع واعم من الروم
النوع الثالث من الوقف على الحرف الصحيح المتحرك حال الوصل هو
الوقف بالإشمام :
الإشمام لغة :هو الإشارة
واصطلاحا : هو ضم الشفتين بدون صوت بعيد اسكان الحرف ويراه المبصر دون الكفيف الذى لا يبصر
ويأتى الاشمام فى الضم فقط لان الاشارة تتطلب عضو ظاهر واضح للمبصر ليراه بعينه ولا يتحقق هذا الا فى ضم الشفتين
اما المفتوح والمكسور تكون حركاته داخليه فلا يكون فيهما اشمام
والاشمام كالوقف لان الاشارة تاتي عقب الاسكان وهى اشارة لا حركة
ويترتب عليه ما يترتب على الحرف الموقوف عليه بالسكون من احكام تجويد وتفخيم وترقيق
الاشمام يأتى فى اخر الكلمة عند الوقف ويأتى فى وسط الكلمة فى موضع واحد فقط فى كلمة " تأمنا " عند حفص
كلمة الاشمام فى باب الوقف على اواخر الكلم يقصد بها الاشارة الى اصل الحركة ولكن الاشمام أنواع يوجد اشمام حركة بحركة واشمام حرف بحرف ولكن ليس هذا هو المقصود فى باب الوقف على اواخر الكلم
اشمام حركة بحركة مثل " قيل "
عند بعض القراء بها اشمام حركة بحركة لان اصل حركة هذه الكلمات كانت الضمة ولكن لان البناء للمجهول قلبت الضم كسرة لمناسبة البناء للمجهول
فبعض القراء يشير بالضم عند نطق هذه الكلمات لبيان ان اصل حركة هذه الكلمات هى الضم
اشمام حرف بحرف
مثل كلمة " صراط " بعض القراء يشم الصاد بصوت الزاى فنسمع صوت قريب من حرف الظاء فنسمع صوت صاد مشمه بزاي
واشمام حرف بحرف او حركة بحركة لغير حفص
الفرق بين الاشمام والروم
الاشمام يرى ولا يسمع اما الروم يسمع ولا يدركه البعيد
الاشمام لا يدركة الا المبصر أما الروم يدركه المبصر والغير مبصر
الاشمام يأتى وصلا ووقفا أى يأتى فى اخر الكلمة عند الوقف ويأتى فى وسط الكلمة أما الروم لا يأتى الا وقفا فقط
الاشمام لا يأتى الا مع المرفوع والمضموم أما الروم يأتى مع المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور
الاشمام كالوقف من حيث المدود والتفخيم والترقيق
أما الروم يعامل معاملة الوصل من حيث المدود والتفخيم والترقيق
هل الوقف بالروم او الاشمام يأتى به الانسان وهو يقرأ منفردا ؟؟
قال العلماء أنه لا يلزم ان يأتى به القارئ عند القراءة منفردا لان الروم والاشمام يأتى لفائدة وهى اعلام السامع ان اصل الحركة كانت الضم او الكسر وعند القراءة منفرد فلا داعى الى الروم والاشمام
فائدة الروم والاشمام
1-بيان اصل الحركة للحرف الوقوف عليه
2- ترسيخ الحركة عند الحفظ
3-بيان المعنى عند الوقف مثال (منهم من كلم الله ُ)لبيان ان الله هو من كلم
4-توضيح الفرق بين القراءات حال اختلاف الحركة مثال (كن فيكونُ)قراها بن عامر بفتح النون وقرءها الباقون بالضم
قامت بالتفريغ الاخت ام مريم فجزاها الله خيرا
الاسئلة
1- عرف السكون الوقف بالسكون وفى اى نوع يجوز الوقف به ؟
2- عرف الروم لغة واصطلاحا وفي اى الحركات يدخل مع الامثلة ؟
3- عرف الاشمام لغة واصطلاحا وفى اى الحركات يدخل ولماذا ؟
4-اذكرى الفرق بين الروم والاختلاس وبين الاختلاس والاشمام مع الامثلة ؟
5-ما هى فائدة الروم والاشمام ؟