قاعدة تكرار النكرة والمعرفة وآيتا سورة الشرح
أنتج التدبر القرآني عدداً من القواعد التي حاول أصحابها إظهار الجمال والجلال في النظم القرآني، ومن ذلك ما تداوله كثيرٌ من المفسرين والنحويين حول (تكرار النكرة والمعرفة) حيث ظهرت استنباطاتهم هنا أخذاً من تدبر قوله تعالى {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (*) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}(الشرح:5-6).
ولتحقيق الأمر حول هذه القاعدة، وبيان جلال المعاني القرآنية وعظمتها يمكننا إجمال الكلام في الآتي:
أولاً: بيان قاعدة تكرار النكرة والمعرفة:
تتكون هذه القاعدة من جزءين:
الجزء الأول: إذا تكررت المعرفة لفظاً فهي الأولى معنى.
الجزء الثاني: إذا تكررت النكرة لفظاً فالثانية غير الأولى.
وبين عددٌ من أهل العلم هذه القاعدة، ومنهم الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والسمين الحلبي في الدر المصون في علوم الكتاب المكنون فقالوا: العرب إذا أَتَتْ باسمٍ ثم أعادَتْه مع الألفِ واللامِ ِكان هو الأولَ نحو: «جاء رجلٌ فأكرمْتُ الرجلَ»، أما إذا كان الاسمان المكرران نكرة فإن الأول غير الثاني ـ غالبا ـ لأن تكرار النكرة يدل على تعددها فالنكرة الأولى غير النكرة الثانية.
ومثلوا للجزء الأول من هذه القاعدة بعدد من الأمثلة القرآنية منها:
1) قوله تعالى: {كَمَآ أَرْسَلْنَآ إلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فعصى فِرْعَوْنُ الرسول}(المزمل: 15-16) قالوا: ولو أعاده نكرة لكان غيرَ الأول.
2) قوله تعالى في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (*) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}(الفاتحة:6-7) فالصراط في المَوضع الأول معرفة بأل، وفي الثاني معرفة بالإضافة، فالمراد بالاسم الأول هو عينه الاسم الثاني، فصراط الذين أنعم الله عليهم هو نفس الصراط المستقيم.
3) قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}(الصافات:158)، فالجنة الثانية هي الأولى.
4) قوله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (*) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}(الزمر: 2-3)، فالدين ثانياً هو عينه الأول كما قالوا.
5) قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(غافر:9) فذكروا أن معنى السيئات ثانياً هو معناها أولاً، مع أن الثانية أعم من الأولى كما هو واضح.
ومثلوا للجزء الثاني من هذه القاعدة بعدد من الأمثلة منها:
1) {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}(سبأ: 12) فالشهر الثاني غير الشهر الأول، ويكون المجموع شهران.
2) وأشهر الأمثلة التي مثلوا بها هو قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (*) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}(الشرح:5-6) فقالوا لَمَّا أعاد العُسْرَ الثاني أعادَه بأل، ولَمَّا كان اليُسْرُ الثاني غيرَ الأولِ لم يُعِدْه ب أل.
وللموضوع بقية
[/center]
أنتج التدبر القرآني عدداً من القواعد التي حاول أصحابها إظهار الجمال والجلال في النظم القرآني، ومن ذلك ما تداوله كثيرٌ من المفسرين والنحويين حول (تكرار النكرة والمعرفة) حيث ظهرت استنباطاتهم هنا أخذاً من تدبر قوله تعالى {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (*) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}(الشرح:5-6).
ولتحقيق الأمر حول هذه القاعدة، وبيان جلال المعاني القرآنية وعظمتها يمكننا إجمال الكلام في الآتي:
أولاً: بيان قاعدة تكرار النكرة والمعرفة:
تتكون هذه القاعدة من جزءين:
الجزء الأول: إذا تكررت المعرفة لفظاً فهي الأولى معنى.
الجزء الثاني: إذا تكررت النكرة لفظاً فالثانية غير الأولى.
وبين عددٌ من أهل العلم هذه القاعدة، ومنهم الطحاوي في شرح مشكل الآثار، والسمين الحلبي في الدر المصون في علوم الكتاب المكنون فقالوا: العرب إذا أَتَتْ باسمٍ ثم أعادَتْه مع الألفِ واللامِ ِكان هو الأولَ نحو: «جاء رجلٌ فأكرمْتُ الرجلَ»، أما إذا كان الاسمان المكرران نكرة فإن الأول غير الثاني ـ غالبا ـ لأن تكرار النكرة يدل على تعددها فالنكرة الأولى غير النكرة الثانية.
ومثلوا للجزء الأول من هذه القاعدة بعدد من الأمثلة القرآنية منها:
1) قوله تعالى: {كَمَآ أَرْسَلْنَآ إلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فعصى فِرْعَوْنُ الرسول}(المزمل: 15-16) قالوا: ولو أعاده نكرة لكان غيرَ الأول.
2) قوله تعالى في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (*) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}(الفاتحة:6-7) فالصراط في المَوضع الأول معرفة بأل، وفي الثاني معرفة بالإضافة، فالمراد بالاسم الأول هو عينه الاسم الثاني، فصراط الذين أنعم الله عليهم هو نفس الصراط المستقيم.
3) قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}(الصافات:158)، فالجنة الثانية هي الأولى.
4) قوله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (*) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}(الزمر: 2-3)، فالدين ثانياً هو عينه الأول كما قالوا.
5) قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(غافر:9) فذكروا أن معنى السيئات ثانياً هو معناها أولاً، مع أن الثانية أعم من الأولى كما هو واضح.
ومثلوا للجزء الثاني من هذه القاعدة بعدد من الأمثلة منها:
1) {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}(سبأ: 12) فالشهر الثاني غير الشهر الأول، ويكون المجموع شهران.
2) وأشهر الأمثلة التي مثلوا بها هو قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (*) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}(الشرح:5-6) فقالوا لَمَّا أعاد العُسْرَ الثاني أعادَه بأل، ولَمَّا كان اليُسْرُ الثاني غيرَ الأولِ لم يُعِدْه ب أل.
وللموضوع بقية
[/center]