المدود التي تلحق بالمد الفرعي بسبب السكون اللازم
المـد الـلازم
تعريف المد اللازم
هو أن يقع سكون أصلي بعد حرف المد واللين في كلمة أو بعد حرف المد واللين أو بعد حرف اللين في حرف من الحروف المقطعة في فواتح السور، وعددها أربعة عشر حرفا افتتح الله تبارك وتعالى بها تسع وعشرون سورة من سور القرآن الكريم
وهي تشبه الكلمة الواحدة .
أما إذا كان حرف المد واللين في نهاية الكلمة الأولى والسكون الأصلي في بداية الكلمة الثانية فيحذف حرف المد واللين عند الوصل بسبب التقاء الساكنين، ويمد مدا طبيعيا حال الوقف عليه.
مثال: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَـٰنُ ﴾ البقرة ٣٦ - ﴿ وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ ﴾ يوسف ٢٥
سبب تسميته لازما ؟
سمي لازما للزوم مده حال الوصل والوقف مقدار ست حركات عند جميع القراء اتفاقا إلا في حرف العين عند حفص عن عاصم من طريق الشاطبية في فاتحتي مريم والشورى يجوز فيه الوجهان : الاسباع والتوسط
والاشباع هو المقدم
(وسيأتي الحديث عن ذلك بالتفصيل)
حكمه : لزوم المد لثبوته وصلا ووقفا ولاتفاق العلماء على مده ومقداره .
مقدار مده : يمد ست حركات لزوما لجميع لجميع القراء إلا حرف العين - كما سبق شرحه -
أقـسام الـمد الـلازم
ينقسم المد اللازم إلى قسمين : مد لازم كلمي ومد لازم حرفي
وينقسم كلاهما الى قسمين : مثقل ومخفف .
أولا المد اللازم الكلمي المثقل
تعريفه: أن يأتي بعد حرف المد واللين حرف ساكن سكونا أصليا مدغما فيما بعده (مشدد) في كلمة واحدة ويمد 6 حركات لزوما عند جميع القراء ويكون في:
أول السورة ﴿ ٱلۡحَآقَّةُ ﴾ الحاقة١
ووسطها ﴿ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ ﴾ النازعات ٣٤
وفي آخرها ﴿ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ﴾ الفاتحة ٧
سبب التسمية: سمي كلميا لوقوع الساكن الأصلي بعد حرف المد واللين في كلمة واحدة - ولايكون في كلمتين كما سبق شرحه -
ومثقلا لكون الساكن مدغما مشددا مما يؤدي إلى ثقل النطق به .
وسبب المد أنه لا يجمع في الوصل بين ساكنين وهما حرف المد واللين والحرف المدغم بعده .. فأولهما ساكن ولذلك زيد في المد .. وهو من قبيل التقاء الساكنين في كلمة .. التي كان يستسيغها العرب - وقد تم شرحه سابقا - .
تـنـبـيه:
من هنا كلمتان يسمى المد فيهما مد لازم كلمي مثقل ومد فرق
ويجوز فيهما الإبدال مع المد المشبع وهو المقدم
والوجه الثاني التسهيل مع القصروهما: ﴿ ءَآلذَّڪَرَيۡنِ ﴾ الأنعام:١٤٣
﴿ ءَآللَّهُ ﴾ يونس: ٥٩
وقد وردت كل كلمة من هذه الكلمات في موضعين لاثالث لهما في التنزيل فقد وردت كلمة ﴿ ءَآلذَّڪَرَيۡنِ ﴾ في موضعين وهما سورة الأنعام آية رقم 143- 144
وكلمة ﴿ ءَآللَّهُ ﴾ آية رقم ٥٩
سورة سيدنا يونس ، وآية رقم ٥٩ سورة النمل
حكمه: يمد ست حركات لزوما عند جميع القراء.
ثانيا المد اللازم الكلمي المخفف
تعريفه: أن يقع بعد حرف المد واللين حرف ساكن سكونا أصليا غير مغم فيما بعده ( مخفف) في كلمة واحدة.
وورد في كلمة واحدة وردت في موضعين في القرآن الكريم سورة سيدنا يونس آية ٥١ ﴿ ءَآلۡـَٔـٰنَ ﴾
وفيها أيضا مد لازم كلمي مخفف ومد فرق ولا ثاني لهما في القرآن الكريم.
سبب تسميته لازما مخففا
للزوم مده عند جميع القراء مدا مشبعا ولأن الساكن الأصلي بعد حرف المد واللين مخففا لكونه غير مدغم فيما بعده ولخفة النطق به لخلوه من التشديد.
حكمه: يمد ست حركات لزوما عند جميع القراء من قبيل المد اللازم الكلمي المخفف
وأيضا مد فرق فيه الإبدال مع المد المشبع والتسهيل - وسيتم شرحه إن شاء الله -.
ثالثا : مـد الـفـرق
تعريفه: إذا دخلت همزة القطع التي للاستفهام على همزة الوصل التي للاستخبار .. أي دخول همزة القطع على همزة الوصل في الاسم المعرف بال فإن همزة الوصل تبدل حرف مد وتمد مدا مشبعا ويسمى هذا المد مد فرق وهو من قبيل المد اللازم لكون سكون الحرف الذي بعده سكونا أصليا لازما وليس عارضا سواء مثقلا نحو:
﴿ ءَآلذَّڪَرَيۡنِ ﴾ الأنعام:١٤٣
﴿ ءَآللَّهُ ﴾ يونس ٥٩
أم مخففا نحو:
﴿ ءَآلۡـَٔـٰنَ ﴾ يونس:٥١
وقد وردت كل كلمة من هذه الكلمات في موضعين لا ثالث لهما في التنزيل فقد وردت كلمة ﴿ ءَآلذَّڪَرَيۡنِ ﴾ في موضعين وهما سورة الأنعام آية رقم 143- 144
﴿ ءَآلۡـَٔـٰنَ ﴾ يونس:٥١
وسمي بمد الفرق لأنه يفرق به بين الاستفهام والخبر ويجوز فيه الوجهان :
1- الابدال مع الاشباع وهو المقدم في الأداء
2- التسهيل وهو النطق بالهمزة بصورة متوسطة بين بين الهمزة المحققة والألف .. والتسهيل لايكون إلا مع القصر.
سؤال: لماذا أثبتنا الهمزتين ولم تحذف إحداهما في مد الفرق؟
الإجابة: لأن همزة القطع التي للاستفهام مفتوحة وهمزة الوصل التي للاستخبار أيضا مفتوحة لدخولها على الاسم المعرف بأل التعريف ولاتكون إلا مفتوحة ..
فلو حذفنا إحداهما فلا نعلم أحُذفت همزة الوصل التي للاستخبار فأصبحت الكلمة للإستفهام أم العكس..
فأبقى العلماء على الهمزتين وأبدلوا همزة الوصل إلى حرف مد مشبع وهو المقدم .
والوجه الثاني التسهيل.