بسم الله الرحمن الرحيم
تعالوا لنسمع أفراح الروح وهى تسرى في القلب،
فتتلذذ بالصيام والقيام والصدقة وقراءة القرآن والتوبة والغفران،
تعالوا لأفراح الروح لنسمع أفراح الروح في شهر رمضان كيف تعيش تلك الروح.
فهذا صائم يحاول التعبير عن هذه الروحانية فيقول:
"في نهار يوم من أيام رمضان؛ اشتد بي الجوع فيبس لساني، وقرصت الشفتان
وغارت العينان، فنظرت عن يميني فإذا أصناف الطعام؛ وعن شمالي أنواع الشراب،
فذكرت قول الله عز وجل في الحديث القدسي؛ ترك طعامه وشرابه من أجلى، فرق قلبي
ودمعت عيني وانتابني شعور جميل له حلاوة لا أستطيع وصفه ولا بيانه.. قلت؛ لعله
أثر من أثار الإخلاص في هذه العبارة العظيمة ولكن من أنا، عبد من عبيده، فقير إليه
ذليل بين يديه، من أنا فيخاطبني وهو العظيم الجليل ذو الجبروت والملكوت ،،ترك
طعامه وشرابه من أجلي،، من أنا حتى يخاطبني بقوله؛ (من أجلي)
فأتلُ قوله؛ (من أجلي) رقة وشفافية عجيبة، بهذه الرقة وبهذه الشفافية وبهذا
الإيناس نسيت جوعي وتعبي؛ فأي مشقة في الصوم في ظل هذا الود والقرب من السيد
لعبده؛ فشعرت بحرص واطمئنان وثقة ويقين بالقرب من الله جل وعلا".
قال الشيخ الامام, محي السنّة قامع البدعة, أبو عبد الله الشهير
بابن القيّم الجوزيّة رحمه الله ورضي عنه :
ما أخذ العبد ما حرم عليه الا من جهتين: احداهما:
سوء ظنه بربه, وأنه لو أطاعه وآثره لم يعطه خيرا منه حلال,
والثانية: أن يكون عالما بذلك, وأن من ترك لله شيئا أعاضه خيرا منه
(أعطاه خيرا منه), لكن تغلب شهوته صبره, وهواه عقله.
فالأول من ضعف علمه, والثاني من ضعف عقله وبصيرته.
قال يحيى بن معاذ:
من جمع الله عليه قلبه, وصدقت ضرورته وفاقته, وقوي رجاؤه, فلا يكاد يرد دعاؤه.
يا من هو من أرباب الخبرة, هل عرفت قيمة نفسك؟ انما خلقت الأكوان كلها لك.
يا من غذى بلبان البر, وقلب بأيدي الألطاف, كل الأشياء شجرة وأنت الثمرة,
وصورة وأنت المعنى, وصدف وأنت الدر, ومخيض وأنت الزبد.
منشور اختيارنا لك واضح الخط, ولكن استخراجك ضعيف.
متى رمت طلبي فاطلبني عندك, اطلبني منك تجدني قريبا,
ولا تطلبني من غيرك فأنا أقرب اليك منه.
لو عرفت قدر نفسك عندنا ما أهنتها بالمعاصي, انما أبعدنا ابليس اذ لم يسجد لك, وأنت
في صلب أبيك, فواعجبا كيف صالحته وتركتنا! لو كان في قلبك محبة لبان أثرها على جسدك.