تميز الآدمي بالعقل
* اعلم يا بني _ وفقك الله للصواب _ أنه لم يتميز الآدمي بالعقل إلا ليعمل بمقتضاه ،
فاستحضر عقلك وأَعْمِلْ فكرك ، واخل بنفسك .
* تَعْلَمُ بالدليل أنك مخلوق مكلف ، وأن عليك فرائض أنت مطالب بها ، وأن الملكين
يحصيان ألفاظك ونظراتك ، وأن أنفاس الحي خطاه إلى أجله ، ومقدار اللبث في الدنيا
قليل ، والحبس في القبور طويل ، والعذاب على موافقة الهوى وبيل . فأين لذة أمس ؟
رَحَلَتْ وأبقت ندما !! . وأين شهوة النفس ؟ كم نكَّسَتْ رأسًا ، وأزلتْ قدمًا ، وما سَعِدَ مَنْ
سَعِدَ إلا بخلاف هواه ، ولا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ إلا بإيثار دنياه .
فاعتبر بمن مضى من الملوك والزهاد ، أين لذة هؤلاء ؟ وأين تعبُ أولئك ؟ بقي الثواب
الجزيل ، والذكر الجميل للصالحين ، والقالة القبيحة والعقاب الوبيل للعاصين ، وكأنه ما جاع
منْ جاع ، ولا شبع منْ شبع .
* والكسل عن الفضائل بئس الرفيق ، وحب الراحة يورث من الندم ما يربو على كل لذة ،
فانتبه واتعبْ لنفسك .
* واعلم أن أداء الفرائض واجتناب المحارمِ لازم ، فمتى تَعَدَّ الإنسان فالنار النار !! .
* ثم اعلم أن طلب الفضائل نهاية مراد المجتهدين .
* ثم الفضائل تتفاوت ، فمن الناس من يرى الفضائل : الزهد في الدنيا . ومنهم من يراها
التشاغل بالتعبد .
* وعلى الحقيقة ، فليست الفضائل الكاملة إلا الجمع بين العلم والعمل ، فإذا حصلا رفعا
صاحبهما إلى تحقيق معرفة الخالق سبحانه وتعالى ، وحركاه إلى محبته وخشيته والشوق
إليه .
فتلك الغاية المقصودة و (( على قدر أهل العزم تأتي العزائم )) ، وليس كل مريدٍٍ مرادًا ، ولا
كل طالب واجدًا ، ولكن على العبد الاجتهاد ، و(( كلٌّ ميسر لما خُلِقَ له )) والله المستعان
{ صيد الخاطر ، للإمام ابن الجوزي _ رحمه الله }
* اعلم يا بني _ وفقك الله للصواب _ أنه لم يتميز الآدمي بالعقل إلا ليعمل بمقتضاه ،
فاستحضر عقلك وأَعْمِلْ فكرك ، واخل بنفسك .
* تَعْلَمُ بالدليل أنك مخلوق مكلف ، وأن عليك فرائض أنت مطالب بها ، وأن الملكين
يحصيان ألفاظك ونظراتك ، وأن أنفاس الحي خطاه إلى أجله ، ومقدار اللبث في الدنيا
قليل ، والحبس في القبور طويل ، والعذاب على موافقة الهوى وبيل . فأين لذة أمس ؟
رَحَلَتْ وأبقت ندما !! . وأين شهوة النفس ؟ كم نكَّسَتْ رأسًا ، وأزلتْ قدمًا ، وما سَعِدَ مَنْ
سَعِدَ إلا بخلاف هواه ، ولا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ إلا بإيثار دنياه .
فاعتبر بمن مضى من الملوك والزهاد ، أين لذة هؤلاء ؟ وأين تعبُ أولئك ؟ بقي الثواب
الجزيل ، والذكر الجميل للصالحين ، والقالة القبيحة والعقاب الوبيل للعاصين ، وكأنه ما جاع
منْ جاع ، ولا شبع منْ شبع .
* والكسل عن الفضائل بئس الرفيق ، وحب الراحة يورث من الندم ما يربو على كل لذة ،
فانتبه واتعبْ لنفسك .
* واعلم أن أداء الفرائض واجتناب المحارمِ لازم ، فمتى تَعَدَّ الإنسان فالنار النار !! .
* ثم اعلم أن طلب الفضائل نهاية مراد المجتهدين .
* ثم الفضائل تتفاوت ، فمن الناس من يرى الفضائل : الزهد في الدنيا . ومنهم من يراها
التشاغل بالتعبد .
* وعلى الحقيقة ، فليست الفضائل الكاملة إلا الجمع بين العلم والعمل ، فإذا حصلا رفعا
صاحبهما إلى تحقيق معرفة الخالق سبحانه وتعالى ، وحركاه إلى محبته وخشيته والشوق
إليه .
فتلك الغاية المقصودة و (( على قدر أهل العزم تأتي العزائم )) ، وليس كل مريدٍٍ مرادًا ، ولا
كل طالب واجدًا ، ولكن على العبد الاجتهاد ، و(( كلٌّ ميسر لما خُلِقَ له )) والله المستعان
{ صيد الخاطر ، للإمام ابن الجوزي _ رحمه الله }