أحببت أن انقل الكيم بعض المواضيع المتعلقة بالاعجاز العلمي في القراءن الكريم
والسنة النبوية المشرفة عن الدكتور راتب النابلسي
الكون
اعلم أن الكون يشمل كل موجود من أدق جسيم دون ذري إلى الحشود المجرية
الفائقة..ولا أحد يعرف مدى كبر الكون , إن أوسع النظريات انتشارا حول نشوء
الكون عي نظرية الانفجار الكبير التي تقول بأن الكون قد نشأ من جراء انفجار هائل -
هو الانفجار الكبير- حدث منذ (10-20)بليون سنة قد خلت. في البدء كان الكون على
شكل كرة نارية بالغة الكثافة والسخونة , مكونة من غاز يتمدد ويبرد بعد مرور مليون سنة
تقريبا بدأ الغاز يتكثف على الأرجح وفق كتل محلية هي طلائع المجرات وبعد مرور
عدة بلايين من السنين ما زال الكون في حالة تمدد رغم وجود مواضع تحوي أجساما
مشدودة بعضها إلى بعضها الآخر بفعل الثقالة ( الجاذبية ) كالعديد من المجرات المحتشدة
مثلا... ولا يعرف علماء الفلك بعد إذا كان الكون (( مغلقا )) أي أنه سيستمر بالتمدد إلى
ما لا نهاية. حجم الكون يقول الله تعالى ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها
وزيناها وما لها من فروج ) ق6 ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه
الحق ) فصلت53 إن الآيات الكريمة تشير إلى عظمة الكون وإلى عظمة الخالق. إن القرآن
الكريم يحتوي على 1300 آية تتحدث عن الكون وعن خلق الإنسان أي ما يعادل سدس القرآن
وهذا يعني أن الله عزوجل يدعو الإنسان إلى التفكير في خلق السماوات والأرض
وخلق الإنسان لذلك ورد في الأثر " تفكير ساعة خير من قيام ليلة" البيهقي إن المراصد
الفلكية التي توصل إليها العلم الحديث هي مراصد ترصد دائرة من الكون قطرها مليار سنة
ضوئية مع العلم أن السنة الضوئية تعادل90 مليار كم. إن هذه المراصد العملاقة تعتمد على
رصد الأمواج غير المرئية التي تسمى بأمواج الراديو وهي لا تتأثر بشعاع الشمس ولا بجو
الأرض وقد توصلت هذه المراصد إلى إعطاء أرقام تقريبية عن عدد النجوم الموجودة في
مجرتنا درب التبانة وقدرت بثلاثين مليار من النجوم مع العلم أن مجرة درب التبانة تعتبر
من المجرات المتوسطة الحجم بالنسبة لحجم وعدد المجرات الموجودة في الكون ويقدر
علماء الفلك أن عدد المجرات الموجودة في الكون التي تم رصدها حتى الآن هي 200ألف
مليون مجرة فكيف يكون عدد المجرات التي يتم رصدها. والأعجب من كل ذلك أنه تم إرسال
مركبة فضائية تحمل مرصدا عملاقا قطر عدسته ثمانية أمتار إن هذه المركبة اقتربت
من كوكب المشتري بعد سفر استمر 4سنوات في الفضاء بسرعة تزيد عن ألف
ميل في الساعة, إن هذه المركبة استطاعت أن ترصد مجرة تبعد عن الأرض
مسافة 24 ألف مليون سنة ضوئية وتعتبر هذه المجرة الأكثر بعدا عن الأرض
التي تم اكتشافها حتى الآن. إن الأغرب من ذلك أن الموقع الذي تم فيه رصد المجرة
ما هو إلا موقع قديم حيث كانت المجرة موجودة فيه منذ آلاف لسنين وذلك لأن هذه المجرة
انتقلت إلى موقع آخر. مع العلم أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض بسرعات تكاد
ستقترب من سرعة الضوء وهي 300ألف كم\ثا ووتتخلق مادة تملأ الفراغ الناتج عن
تباعد هذه المجرات حتى لا يكون في السماء فراغ وبذلك يكون الكون مترابطا ومتماسكا
لا خلل فيه فقال الله تعالى ( و جعلنا السماء سقفا محفوظا ) الأنبياء 32 , والأعجب من
ذلك أن هذا الإله العظيم الذي خلق هذا الكون العظيم يعلي في الأرض من شأن الإنسان
الذي لا يشكل غبارا في هذا الكون العظيم. توازن الكون يعتمد على 4 قوى تمنع تصادم
الكواكب وقال ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ) الرعد2 وقال
( خلق السماوات بغير عمد ترونها ) لقمان10 معنى عمد أي العامود الذي يحمل عليه
الأشياء الثقيلة ( والسماء ذات الحبك ) الذاريات 7 تشير الآيات الكريمة إلى أن السماء
ذات روابط شديدة كما أنها تتميز بمدارات محددة لجميع الأجرام السماوية الجارية فيها,
يقول علماء الفلك أن عدد المجرات المعروفة حتى الآن200ألف مليون مجرة وهي تتفاوت
في الحجم والشكل والكتلة وفي سرعة الدوران حول محورها وفي سرعتها في مداراتها
في الكون وفي أعداد نجومها فمنها المجرات الحلزونية والبيضاوية ومنها المجرات الصغيرة
الحجم التي يصل قطرها إلى 7500000سنة ضوئية. إن هذه المجرات تتجمع في مجموعات
محلية تضم العشرات من المجرات كما أن هذه المجموعات المحلية تلتقي بدورها في وحدات
أكبر تسمى ( الحشود المجرية) وهي تضم آلاف المجرات على مختلف أنواعها إن هذه
الحشود المجرية تلتقي في وحدات أكبر تسمى بالحشود المجرية العظمى وهي تحتوي
على 100تجمع مجري على الأقل قد تعرف العلماء حتى الآن على 16 نوع من الحشود
المجرية العظمى يبلغ مسافتها 20 مليار سنة ضوئية إن هذه الحشود المجرية العظمى تلتقي
في وحدات أكبر تسمى حشود الحشود المجرية العظمى يقول علماء الفلك أن قطر الجزء
المدرك من الكون ( السماء الدنيا ) يقدر بحوالي 25ألف مليون سنة ضوئية على الأقل بينما
مجرتنا درب التبانة يقدر قطرها بـ 100ألف سنة ضوئية فقط وهذا رقم ضئيل جدا بالنسبة
لقطر الكون وتضم مجرتنا حوالي 100 مليار نجم بجميع أنواع النجوم. إن هذه الصورة
للجزء المدرك من الكون تعطي فكرة واضحة من ضخامة ذلك البناء العظيم وإتقان صنعته
وإحكام كل جزئية فيه وهذا من معاني ( الحبك ) من هنا كان وصف السماء بأنها
( ذات الحبك ). إن أعداد هذه الأجرام الموجودة في الجزء المدرك من الكون تمثل
فقط 10% من مجموع كتلة ذلك الجزء المدرك من الكون فهذا يدل على وجود قوة عظيمة
تعمل على تماسك هذه الأجرام السماوية وتمنعها من الاصطدام مع بعضها البعض لذلك قال
الله تعالى ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) فاطر41 , لقد ثبت علميا أن
الكون هو نظام محكم يعتمد على أربع قوى. 1- القوة الجاذبية: بفضل هذه القوة يدور
القمر حول الأرض وتدور الأرض حول نفسها وتدور الأرض والقمر والكواكب حول
الشمس وتدور المجموعة الشمسية بكاملها حول مركز مجرة درب التبانة وكل مجرة في
الكون هي في حركة مستمرة وتوازن مطلق ولو انعدمت الجاذبية لتشتت الكواكب والنجوم
والمجرات بغير نظام. إن قوى الجاذبية هي التي تجعل الكواكب كروية وهي التي تساهم في
ميلاد النجوم وموتها واستقرارها في الفضاء وبفضلها أيضا تم اكتشاف الكواكب قبل رؤيتها
فكوكب بنتون تم اكتشافه وموقعه قبل رؤيته في المرصد وكذلك كوكب بلوتو وبالجاذبية تسقط
الأمطار على الأرض وتسير النهار نحو البحار وتمنع البحور المالحة من الصعود على اليابسة
والاختلاط بمياه الأمطار العذبة بالجاذبية يبقى الغلاف الجوي محيطا بالأرض 58 2- القوة
الكهرومغنطيسية : وهي القوة التي تمسك بالذرات التي تتكون منها العناصر الطبيعية وهي
التي تمسك بين ذرتي الهدروجين وذرة الأوكسجين ومنها يتألف الماء وهي التي تعطي
للأشياء شكلها وتعدادها ونوعيتها وجمالها. 3- القوة النووية القوية : وهي القوة التي
تمسك بجزيئات النواة في الذرة وهي البروتون والنترون وهي الأقوى ومبدأ القنبلة
النووية يقوم على تحديد هذه القوة. 4- القوة النووية الضعيفة : وهي تنظم عملية تحويل
وتفتيت الجزئيات في الذرة فتسبب موت المادة , ولا بد من الإشارة إلى أن هذه القوى
الأربعة هي غير مرئية وهذا ما يطابق النص القرآني ( خلق السماوات بغير عمد ترونها )
لقمان10 كل ذلك يؤكد على أن السماء هي ذات الحبك أي ذات ترابط محكم بين جميع
مكوناتها وذلك من أصغرها وهي نواة الذرة إلى أكبرها وهي الحشود المجرية العظمى.
عدل سابقا من قبل مودة في السبت 18 أكتوبر 2008, 12:03 pm عدل 1 مرات