الحافظة وفاء بنزاكور:عاشقة تتويج الكرامة
-------------------------------------
سيدة اعتادت طالبات دار القرآن عبد الحميد احساين بالرباط (العاصمة المغربية) رؤيتها مجتهدة في حفظ وتحفيظ القرآن الكريم، إنها المعروفة لدى زميلاتها بعاشقة القرآن، وعاشقة تتويج الكرامة.
إيمانا منها أن الإنسان مهما عمل من خير في حق والديه فمن الصعب أو يوفيهما حقهما، فإنها أدركت عن طريق السنة النبوية أن أقصر طريق لتتويجهما بتاج الكرامة هو حفظ القرآن، وبذلك سيكون على الأقل أدى نحوهما أحسن دور.
السيدة وفاء بنزاكور من مدينة الرباط حفظت القرآن الكريم عشقا منها وسعيا وراء إسداء خدمة جليلة للوالدين بتتويجهما غدا يوم القيامة بتاج الكرامة، حيث أكدت السنة النبوية الشريفة أن الناس ينبهرون ويتساءلون عن المتوجين بتاج الكرامة فيجاب عليهم بأنهم آباء من حفظوا القرآن، وتصيب من لم يحفظ القرآن غبطة ويتحسر لماذا لم يحفظ القرآن ليهيء لوالديه هذا المقام الرفيع.
لا تفتر وفاء عن ارتياد بعض مساجد الرباط ودار القرآن عبد الحميد احساين سعيا وراء تحفيظ بنات جنسها وتجديد العهد بالقرآن الكريم، وبمقر المجلس العلمي بالرباط تم اللقاء بها لمعرفة ثنايا قصة حفظها للقرآن الكريم.
حياة ما قبل الحفظ
تزوجت وفاء صغيرة وهي بنت 17 سنة، وكانت تعيش حياة لا تعتبرها ذات قيمة مقارنة مع ما تعرفه الآن من حلاوة القرآن، وتتحسر على الجزء الفارغ من حياتها كما تراه ويحلو لها أن تصف حالها بالقول: "كنت قبل حفظي للقرآن أو بالأحرى قبل أن ألتزم بالزي الشرعي تائهة بين دروب الحياة لا أذوق طعم الطمأنينة، لكن الله من علي بسيدة أغتنم الفرصة لأجزل لها الشكر، مهدت الطريق أمامي وعرفتني أن حجاب المرأة فرض، وكان ذلك بعد أدائها مناسك العمرة، بل وخيرتني بين طريقين طريق الخير وهو طريق الالتزام بشرع الله وطريق الشر الذي تتم فيها مخالفة أوامر الله.
"ساعدتني هذه السيدة بالتوجيه ووجدت فيها معينا على السير في طريق الخير، لكن الأقدار حالت بيني وبينها بسبب سفرها خارج أرض الوطن، حينها توجهت لشراء الكتب الدينية والحمد لله لم أجد إلا الخير في طريق السير إلى الله".
ولم تتردد وفاء في التذكير بأن تربيتها منذ الصغر كانت تربية صالحة، إذ لا تستطيع حضور الحفلات التي يكون فيها اختلاط النساء والرجال والموسيقى الصاخبة. فقط كان ينقصها بعض التوجيه نحو أهمية حفظ القرآن كاملا.
ولكن حين ذاقت حلاوة حفظ القرآن أيقنت أنه يربي الفرد ويحميه من الانحراف والزيغ، فحامل القرآن حامل لراية الإسلام لذلك ينبغي أن يكون قدوة لغيره.
وتصف وفاء الفرق بين حياتها قبل حفظ القرآن وبعده بالقول: "أكيد، هناك فرق شاسع، وأول مظهر من مظاهر الاختلاف هو الإحساس بالطمأنينة، فكثير من الناس يبحثون عن السعادة ويسعون لها سعيا بمختلف الوسائل، وبالنسبة لي السعادة الحقيقية التي كنت أبحث عنها وجدتها حين حفظت القرآن، ويمكنني القول إنها قمة السعادة".
من فضائل القرآن؟
من فضائل حفظ القرآن أن فازت وفاء بجائزة الحفظ في مسابقة نظمها المجلس العلمي بالرباط، وكانت قيمة الجائزة تذكرة أداء مناسك الحج، وعبرت عن فرحتها بذلك بالقول: "أحمد الله أن كانت الحجة التي أحجها هي الثانية ومن جميل الأقدار أن تكون سنتها موالية للسنة التي قضيت فيها مناسك الحج لأول مرة في حياتي".
لقد شكرت وفاء الله عز وجل كما لم تنس أن تشكر شريك حياتها الذي مهد الطريق أمامها وقالت في حقه:
"زوجي جزاه الله خيرا يساعدني كثيرا وهو فرح بكوني أسعى لحفظ القرآن".
وتحرص وفاء كل الحرص حتى لا ينفلت منها القرآن فتتعاهده بملازمة المصحف أينما حلت وارتحلت، وتحمد الله أن اهتمامها منصب على القرآن، خاصة بعد أن زوجت أبناءها. ولم تنكر أن حافظة القرآن تحتاج إلى تحفيز وإلى تذكرة.
ولت تقف وفاء عند حد حفظ القرآن بل إنها تخضع لتكوين شرعي من أساتذة مختصين في المجلس العلمي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط، كما أنها تحاول قراءة تفسير القرآن، وتتابع القنوات مثل قناة "الناس" و"الفجر" و"المجد" وقناة السادسة للقرآن الكريم.
من الحفظ إلى التحفيظ
لم تقف وفاء عند حد حفظ القرآن بل سعت بما في جهدها لإشاعته بين بنات جنسها وأفراد أسرتها فقد قالت:
"أحاول تحبيب القرآن للآخرين، ومنهم زوجي، وأحمد الله أن مجموعة من النساء اللواتي أسهر على تحفيظهن في المساجد أو في البيت منهن من حفظن القرآن كاملا ومنهن من شارفن على الانتهاء كما أن منهن من بدأت تشق طريق الحفظ، أسأل الله لهن التوفيق جميعا".
دعوة النساء لحفظ القرآن
سألت وفاء بنزاكور عن طريقة دعوتها للنساء لحفظ القرآن فأجابت: "يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالقرآن"، إذن ما دام خير الدنيا والآخرة في القرآن فإن كل راغب وأزيد لأقول أن من أراد أن يسدي خدمة جليلة لوالديه فعليه أن يحفظ القرآن وبذلك سيتوجهم غدا يوم القيامة بتاج الكرامة، وينبهر الناس ويتساءلون عن المتوجين بتاج الكرامة فيجاب عليهم بأنه آباء من حفظوا القرآن، وتصيب من لم يحفظ القرآن غبطة ويتحسر لماذا لم يحفظ القرآن ليهيء لوالديه هذا المقام الرفيع.
ونحن نعلم أن الإنسان مهما عمل في الدنيا لن يوفي لوالديه حقهما، وهنا نذكر الصحابي الجليل الذي ذهب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له بأنه حمل أمه على ظهره وأدى بها جميع مناسك الحج، وسأل هل سيكون بهذا العمل قد وفاها حقها عليه، فكان جواب الرسول الكريم: "ولا طلقة واحدة" أي ولا ضربة واحدة في بطنها حين كانت تحمله في بطنها".
ووجهت وفاء نداء: "أدعو كل النساء لحفظ القرآن ومحاولة الاستمتاع بحلاوته كما أحسستها، ولا ننسى دور المرأة في المجتمع، فإذا كانت نساؤنا حافظات للقرآن فلابد وأن المجتمع سيجنب كثيرا من الآفات التي قد تصدر عن هذه المرأة لو لم تسر في طريق حفظ القرآن والعمل به والتخلق بأخلاقه.
وتأثير المرأة في مسار البيت تأثير كبير والمرأة التي تحفظ القرآن لابد وأن السعادة ستشع نورا على أرجائه، كما أن جل أسباب الصراع قد تزول لأنها تتعامل مع الله وتطيعه بدل أن تطيع نفسها وهواها".
طموح؟"
أريد أن أتمكن من معرفة تفسير القرآن وتبليغه للناس كما أسعى لتحفظ بنات حواء القرآن الكريم" بهذه الكلمات تختم وفاء كلامها عن حفظها للقرآن الكريم وتؤكد بالفعل أنها عاشقة القرآن حتى النخاع، تسير في دربه وتدعو للنيل من معينه. فهنيئا لها ولكل عاشقات القرآن.
بقلم حبيبة أوغانيم
-------------------------------------
سيدة اعتادت طالبات دار القرآن عبد الحميد احساين بالرباط (العاصمة المغربية) رؤيتها مجتهدة في حفظ وتحفيظ القرآن الكريم، إنها المعروفة لدى زميلاتها بعاشقة القرآن، وعاشقة تتويج الكرامة.
إيمانا منها أن الإنسان مهما عمل من خير في حق والديه فمن الصعب أو يوفيهما حقهما، فإنها أدركت عن طريق السنة النبوية أن أقصر طريق لتتويجهما بتاج الكرامة هو حفظ القرآن، وبذلك سيكون على الأقل أدى نحوهما أحسن دور.
السيدة وفاء بنزاكور من مدينة الرباط حفظت القرآن الكريم عشقا منها وسعيا وراء إسداء خدمة جليلة للوالدين بتتويجهما غدا يوم القيامة بتاج الكرامة، حيث أكدت السنة النبوية الشريفة أن الناس ينبهرون ويتساءلون عن المتوجين بتاج الكرامة فيجاب عليهم بأنهم آباء من حفظوا القرآن، وتصيب من لم يحفظ القرآن غبطة ويتحسر لماذا لم يحفظ القرآن ليهيء لوالديه هذا المقام الرفيع.
لا تفتر وفاء عن ارتياد بعض مساجد الرباط ودار القرآن عبد الحميد احساين سعيا وراء تحفيظ بنات جنسها وتجديد العهد بالقرآن الكريم، وبمقر المجلس العلمي بالرباط تم اللقاء بها لمعرفة ثنايا قصة حفظها للقرآن الكريم.
حياة ما قبل الحفظ
تزوجت وفاء صغيرة وهي بنت 17 سنة، وكانت تعيش حياة لا تعتبرها ذات قيمة مقارنة مع ما تعرفه الآن من حلاوة القرآن، وتتحسر على الجزء الفارغ من حياتها كما تراه ويحلو لها أن تصف حالها بالقول: "كنت قبل حفظي للقرآن أو بالأحرى قبل أن ألتزم بالزي الشرعي تائهة بين دروب الحياة لا أذوق طعم الطمأنينة، لكن الله من علي بسيدة أغتنم الفرصة لأجزل لها الشكر، مهدت الطريق أمامي وعرفتني أن حجاب المرأة فرض، وكان ذلك بعد أدائها مناسك العمرة، بل وخيرتني بين طريقين طريق الخير وهو طريق الالتزام بشرع الله وطريق الشر الذي تتم فيها مخالفة أوامر الله.
"ساعدتني هذه السيدة بالتوجيه ووجدت فيها معينا على السير في طريق الخير، لكن الأقدار حالت بيني وبينها بسبب سفرها خارج أرض الوطن، حينها توجهت لشراء الكتب الدينية والحمد لله لم أجد إلا الخير في طريق السير إلى الله".
ولم تتردد وفاء في التذكير بأن تربيتها منذ الصغر كانت تربية صالحة، إذ لا تستطيع حضور الحفلات التي يكون فيها اختلاط النساء والرجال والموسيقى الصاخبة. فقط كان ينقصها بعض التوجيه نحو أهمية حفظ القرآن كاملا.
ولكن حين ذاقت حلاوة حفظ القرآن أيقنت أنه يربي الفرد ويحميه من الانحراف والزيغ، فحامل القرآن حامل لراية الإسلام لذلك ينبغي أن يكون قدوة لغيره.
وتصف وفاء الفرق بين حياتها قبل حفظ القرآن وبعده بالقول: "أكيد، هناك فرق شاسع، وأول مظهر من مظاهر الاختلاف هو الإحساس بالطمأنينة، فكثير من الناس يبحثون عن السعادة ويسعون لها سعيا بمختلف الوسائل، وبالنسبة لي السعادة الحقيقية التي كنت أبحث عنها وجدتها حين حفظت القرآن، ويمكنني القول إنها قمة السعادة".
من فضائل القرآن؟
من فضائل حفظ القرآن أن فازت وفاء بجائزة الحفظ في مسابقة نظمها المجلس العلمي بالرباط، وكانت قيمة الجائزة تذكرة أداء مناسك الحج، وعبرت عن فرحتها بذلك بالقول: "أحمد الله أن كانت الحجة التي أحجها هي الثانية ومن جميل الأقدار أن تكون سنتها موالية للسنة التي قضيت فيها مناسك الحج لأول مرة في حياتي".
لقد شكرت وفاء الله عز وجل كما لم تنس أن تشكر شريك حياتها الذي مهد الطريق أمامها وقالت في حقه:
"زوجي جزاه الله خيرا يساعدني كثيرا وهو فرح بكوني أسعى لحفظ القرآن".
وتحرص وفاء كل الحرص حتى لا ينفلت منها القرآن فتتعاهده بملازمة المصحف أينما حلت وارتحلت، وتحمد الله أن اهتمامها منصب على القرآن، خاصة بعد أن زوجت أبناءها. ولم تنكر أن حافظة القرآن تحتاج إلى تحفيز وإلى تذكرة.
ولت تقف وفاء عند حد حفظ القرآن بل إنها تخضع لتكوين شرعي من أساتذة مختصين في المجلس العلمي التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط، كما أنها تحاول قراءة تفسير القرآن، وتتابع القنوات مثل قناة "الناس" و"الفجر" و"المجد" وقناة السادسة للقرآن الكريم.
من الحفظ إلى التحفيظ
لم تقف وفاء عند حد حفظ القرآن بل سعت بما في جهدها لإشاعته بين بنات جنسها وأفراد أسرتها فقد قالت:
"أحاول تحبيب القرآن للآخرين، ومنهم زوجي، وأحمد الله أن مجموعة من النساء اللواتي أسهر على تحفيظهن في المساجد أو في البيت منهن من حفظن القرآن كاملا ومنهن من شارفن على الانتهاء كما أن منهن من بدأت تشق طريق الحفظ، أسأل الله لهن التوفيق جميعا".
دعوة النساء لحفظ القرآن
سألت وفاء بنزاكور عن طريقة دعوتها للنساء لحفظ القرآن فأجابت: "يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالقرآن"، إذن ما دام خير الدنيا والآخرة في القرآن فإن كل راغب وأزيد لأقول أن من أراد أن يسدي خدمة جليلة لوالديه فعليه أن يحفظ القرآن وبذلك سيتوجهم غدا يوم القيامة بتاج الكرامة، وينبهر الناس ويتساءلون عن المتوجين بتاج الكرامة فيجاب عليهم بأنه آباء من حفظوا القرآن، وتصيب من لم يحفظ القرآن غبطة ويتحسر لماذا لم يحفظ القرآن ليهيء لوالديه هذا المقام الرفيع.
ونحن نعلم أن الإنسان مهما عمل في الدنيا لن يوفي لوالديه حقهما، وهنا نذكر الصحابي الجليل الذي ذهب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له بأنه حمل أمه على ظهره وأدى بها جميع مناسك الحج، وسأل هل سيكون بهذا العمل قد وفاها حقها عليه، فكان جواب الرسول الكريم: "ولا طلقة واحدة" أي ولا ضربة واحدة في بطنها حين كانت تحمله في بطنها".
ووجهت وفاء نداء: "أدعو كل النساء لحفظ القرآن ومحاولة الاستمتاع بحلاوته كما أحسستها، ولا ننسى دور المرأة في المجتمع، فإذا كانت نساؤنا حافظات للقرآن فلابد وأن المجتمع سيجنب كثيرا من الآفات التي قد تصدر عن هذه المرأة لو لم تسر في طريق حفظ القرآن والعمل به والتخلق بأخلاقه.
وتأثير المرأة في مسار البيت تأثير كبير والمرأة التي تحفظ القرآن لابد وأن السعادة ستشع نورا على أرجائه، كما أن جل أسباب الصراع قد تزول لأنها تتعامل مع الله وتطيعه بدل أن تطيع نفسها وهواها".
طموح؟"
أريد أن أتمكن من معرفة تفسير القرآن وتبليغه للناس كما أسعى لتحفظ بنات حواء القرآن الكريم" بهذه الكلمات تختم وفاء كلامها عن حفظها للقرآن الكريم وتؤكد بالفعل أنها عاشقة القرآن حتى النخاع، تسير في دربه وتدعو للنيل من معينه. فهنيئا لها ولكل عاشقات القرآن.
بقلم حبيبة أوغانيم