بسم الله الرحمن الرحيم
اهداء
الى الاباء والامهات الذين يحرصون على سعادتهم وسعادة أبنائهم ويريدون أن ينشؤهم على الفضيلة وقوة النفس والجسد .
الى الذين يودون أن يجعلوا أولادهم قرة عين لهم وللامة والبلاد ويحبون أن يكونوا ذخراً لهم في الدنيا والآخرة .
اليهم جميعا والى الأطفال المعذبين في الارض
الولد العاصي
كثير من الاباء والامهات يشكون من عدم اطاعة اولادهم لاوامرهم .
والعصيان يعود الى سبب من الاسباب التالية :
1_ قد تكون اوامر الاباء مخالفة لغرائز الاطفال, وفي اطاعتها ضرر لهم ، كالنهي عن ترك اللعب والحركة ، وعن فك الاشياء وتركيبها .
2_ قد تكون اوامر الاباء والمربين غير ثابتة ، كأن ينهوا الاطفال عن اعمال مرة ثم يعودوا بعد ذلك يتساهلوا مرة اخرى .
3_ قد تكون الاوامر فوق طاقتهم ومقدرتهم ، وقديما قيل : ( اذا ارد ت ان تطاع فامر بما يستطاع ) وهذه الاوامر تسبب للطفل الازمات العصبية وسوء الخلق فينبغي في هذه الحال تجزئة الاوامر ة وطلب تنفيذها بصورة تدريجة.
4_ ليس عند الاطفال التفكير السليم ، ودماغهم لا يستطيع تنفذ ما يؤمر به الا بطريقة بطيئة ، لذلك كان من الواجب التريث في طلب تنفيذ هذه الاوامر ريثما تنضج في عقله .
5_ومن اسباب العصيان جهل الاباء باهم مبدإ من مبادء التربية ، وهو ان لكل انسان ميوله واستعداده الخاص به فليس من الامكان فرض اقترحات واوامر على الطفل لا تتفق وميوله .
فالاباء كثيرا ما يفرضون ما يشتهون من العلوم والمهن على اولادهم ليختصوا فيها دون ان يميلوا اليها واذا رفضوا ما اقترح عليهم وحق لهم الرفض نسبوا عملهم الى العصيان .
هناك كثير من اوامر الاباء والمربين تحمل معها فكرة عصيانها لانها تلقى بصيغة الاوامر المجردة ، ولا تحمل معها روح التعاون والاستهواء _6_
(( الاستهواء : او الايحاء هو القاء فكرة ما في نفس امرئ فيتقبلها من غير معارضة او نقد ثم يعتقدوها ويعمل بها من دون تفكير فيها او في اسبابها ، ان الام على الغالب تقوم بدور الموحي فتؤثر في طفلها تأثيرا حسنا او سيئا فإذا قالت له : انك بطل سيكون لك مستقبل عظيم فانها بذلك تقوي معنوياته وتدفعه دفعا الى العمل والنجاح واما اذا قالت له بهيم احمق لا يمكن ان تنجح ...فتضعف بذلك عقله وتقتل شخصيته وتحطم نفسه وتدفعه دفعا الى الفشل والياس ، فعلى الاباء والامهات ان يوحوا الى اطفالهم بالقوة والنجاح وليجعلوا اوامرهم تحمل معها فكرة الاطاعة ، كل ذلك بشرط الا تكثر من استخدام هذا الاحاء ونتركه في النهاية كي لا يصبح الطفل آلة مسخرة .
فهناك فرق عظيم بين قولنا للطفل : املئ سطلا من الماء البارد وبين قولنا ابني ولد مطيع ، انه سيذهب الان بسرعة ليملئ سطل ماء بارد .
ذلك ان الطفل محب للظهور وله شخصية ينبغي احترامها ، ولا يجوز بحال من الاحوال تحطيمها بالاوامر المختلفة ، وبالقوة والعقاب ، فينشأ ناقما على ابويه وضعيفا مخبولا لا فائدة منه للمجتمع .
7_ كثيرا من الاوامر تلقى في اوقات غير مناسبة ، كأن يكون الولد يلعب او ياكل ، فينبغى اختيار الوقت المناسب لهذه الاوامر .
واذا كان الولد يلعب ونود ان يحضر لتناول الطعام ، لا نرى مانعا من اعلامه برغبتنا قبل مدة كي يستعد لانهاء لعبه ما دام هذا اللعب ليس الهية لا مغزى لها ، انما هو عمل مفيد منتج .
8_ لا ارى مانعا من تفهيم الطفل فائدة ما نامروه به اذا امكن ، وهذا خير من ان يكون آلة صماء تطيع دون معرفة سبب تلك الطاعة . فاذا طلب منا شراء دراجة مثلا ولم نستطيع بسبب عجز مزانيتنا تلبية طلبه اوضحنا له وارداتنا وكيف تنفق ولا يبقى منها شيء ، وان شراء الدارجة يسبب الحرمان من الخبز واللحم ، وهذا خير من قولنا : لا نحن لا نشترى لك دراجة.
ونختتم هذا البحث بوصية لاحد كبار المربين : اذا اردت غرس عادة الطاعة فتفرغ اول كل شي على دراسة ابنك وقف على ما يفكر فيه واعرف كيف يستجيب لما يعرض عليه .
فكر ماليا في وعودك قبل ان تعده بها فإذا وعدت فاوفي بوعدك او اوضح لولدك العلة في خلف الوعد حتى تستبقى تقة الطفل بك ، ونرى من حق الولد على ابيه ان يثني عليه في حال طاعته ويشكره ويكافئه من حين الى اخر بغية تشجيعه واستمراره على الطاعة فان حب الاحسان وتقُبل الثناء فطري عند الكبار والصغار .
بقلم اختكن في الله انتصار
من كتاب / نقائص الاطفال
والى اللقاء مع نقص ولد اخر وعلاجها
للاطلاع على ما سبق من سلسلتنا :
الولد الناقص(من سلسلة نقائص الاطفال)
نفعكن الله به وحفظ اولادكن من كل سوء
اهداء
الى الاباء والامهات الذين يحرصون على سعادتهم وسعادة أبنائهم ويريدون أن ينشؤهم على الفضيلة وقوة النفس والجسد .
الى الذين يودون أن يجعلوا أولادهم قرة عين لهم وللامة والبلاد ويحبون أن يكونوا ذخراً لهم في الدنيا والآخرة .
اليهم جميعا والى الأطفال المعذبين في الارض
الولد العاصي
كثير من الاباء والامهات يشكون من عدم اطاعة اولادهم لاوامرهم .
والعصيان يعود الى سبب من الاسباب التالية :
1_ قد تكون اوامر الاباء مخالفة لغرائز الاطفال, وفي اطاعتها ضرر لهم ، كالنهي عن ترك اللعب والحركة ، وعن فك الاشياء وتركيبها .
2_ قد تكون اوامر الاباء والمربين غير ثابتة ، كأن ينهوا الاطفال عن اعمال مرة ثم يعودوا بعد ذلك يتساهلوا مرة اخرى .
3_ قد تكون الاوامر فوق طاقتهم ومقدرتهم ، وقديما قيل : ( اذا ارد ت ان تطاع فامر بما يستطاع ) وهذه الاوامر تسبب للطفل الازمات العصبية وسوء الخلق فينبغي في هذه الحال تجزئة الاوامر ة وطلب تنفيذها بصورة تدريجة.
4_ ليس عند الاطفال التفكير السليم ، ودماغهم لا يستطيع تنفذ ما يؤمر به الا بطريقة بطيئة ، لذلك كان من الواجب التريث في طلب تنفيذ هذه الاوامر ريثما تنضج في عقله .
5_ومن اسباب العصيان جهل الاباء باهم مبدإ من مبادء التربية ، وهو ان لكل انسان ميوله واستعداده الخاص به فليس من الامكان فرض اقترحات واوامر على الطفل لا تتفق وميوله .
فالاباء كثيرا ما يفرضون ما يشتهون من العلوم والمهن على اولادهم ليختصوا فيها دون ان يميلوا اليها واذا رفضوا ما اقترح عليهم وحق لهم الرفض نسبوا عملهم الى العصيان .
هناك كثير من اوامر الاباء والمربين تحمل معها فكرة عصيانها لانها تلقى بصيغة الاوامر المجردة ، ولا تحمل معها روح التعاون والاستهواء _6_
(( الاستهواء : او الايحاء هو القاء فكرة ما في نفس امرئ فيتقبلها من غير معارضة او نقد ثم يعتقدوها ويعمل بها من دون تفكير فيها او في اسبابها ، ان الام على الغالب تقوم بدور الموحي فتؤثر في طفلها تأثيرا حسنا او سيئا فإذا قالت له : انك بطل سيكون لك مستقبل عظيم فانها بذلك تقوي معنوياته وتدفعه دفعا الى العمل والنجاح واما اذا قالت له بهيم احمق لا يمكن ان تنجح ...فتضعف بذلك عقله وتقتل شخصيته وتحطم نفسه وتدفعه دفعا الى الفشل والياس ، فعلى الاباء والامهات ان يوحوا الى اطفالهم بالقوة والنجاح وليجعلوا اوامرهم تحمل معها فكرة الاطاعة ، كل ذلك بشرط الا تكثر من استخدام هذا الاحاء ونتركه في النهاية كي لا يصبح الطفل آلة مسخرة .
فهناك فرق عظيم بين قولنا للطفل : املئ سطلا من الماء البارد وبين قولنا ابني ولد مطيع ، انه سيذهب الان بسرعة ليملئ سطل ماء بارد .
ذلك ان الطفل محب للظهور وله شخصية ينبغي احترامها ، ولا يجوز بحال من الاحوال تحطيمها بالاوامر المختلفة ، وبالقوة والعقاب ، فينشأ ناقما على ابويه وضعيفا مخبولا لا فائدة منه للمجتمع .
7_ كثيرا من الاوامر تلقى في اوقات غير مناسبة ، كأن يكون الولد يلعب او ياكل ، فينبغى اختيار الوقت المناسب لهذه الاوامر .
واذا كان الولد يلعب ونود ان يحضر لتناول الطعام ، لا نرى مانعا من اعلامه برغبتنا قبل مدة كي يستعد لانهاء لعبه ما دام هذا اللعب ليس الهية لا مغزى لها ، انما هو عمل مفيد منتج .
8_ لا ارى مانعا من تفهيم الطفل فائدة ما نامروه به اذا امكن ، وهذا خير من ان يكون آلة صماء تطيع دون معرفة سبب تلك الطاعة . فاذا طلب منا شراء دراجة مثلا ولم نستطيع بسبب عجز مزانيتنا تلبية طلبه اوضحنا له وارداتنا وكيف تنفق ولا يبقى منها شيء ، وان شراء الدارجة يسبب الحرمان من الخبز واللحم ، وهذا خير من قولنا : لا نحن لا نشترى لك دراجة.
ونختتم هذا البحث بوصية لاحد كبار المربين : اذا اردت غرس عادة الطاعة فتفرغ اول كل شي على دراسة ابنك وقف على ما يفكر فيه واعرف كيف يستجيب لما يعرض عليه .
فكر ماليا في وعودك قبل ان تعده بها فإذا وعدت فاوفي بوعدك او اوضح لولدك العلة في خلف الوعد حتى تستبقى تقة الطفل بك ، ونرى من حق الولد على ابيه ان يثني عليه في حال طاعته ويشكره ويكافئه من حين الى اخر بغية تشجيعه واستمراره على الطاعة فان حب الاحسان وتقُبل الثناء فطري عند الكبار والصغار .
بقلم اختكن في الله انتصار
من كتاب / نقائص الاطفال
والى اللقاء مع نقص ولد اخر وعلاجها
للاطلاع على ما سبق من سلسلتنا :
الولد الناقص(من سلسلة نقائص الاطفال)
نفعكن الله به وحفظ اولادكن من كل سوء