"من أخلاق أهل الإيمان أنهم اولياء بعض"
للإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز
- رحمه الله تعالى .
وفي سورة براءة ذكر سبحانه أيضا جملة من أخلاقهم
وذلك في قوله سبحانه وتعالى : "
وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ
سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
هذه من أخلاق أهل الإيمان : الرجال والنساء بعضهم أولياء بعض .
والأولياء فيما بينهم من أخلاقهم :
المحبة
والتواصي بالخير
والتعاون على البر والتقوى
فلا يغتاب بعضهم بعضا
ولا ينم عليه
ولا يشهد عليه بالزور
ولا يظلمه
هكذا المؤمنون والمؤمنات أولياء ليسوا متباغضين ، ولا متحاسدين ، ولا متشاحنين ،
ولا يكذب بعضهم على بعض ، ولا يغتابه ، ولا ينم عليه ، ولا يشهد عليه
بالزور ، ولا يظلمه في قول ولا عمل ولا دم ولا مال ، ولا يغشه في معاملة ،
ولا يخونه في جميع الأحوال .
ثم قال سبحانه :
( ... يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ... )
هكذا أينما كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالأسلوب الحسن وبالطريقة الحميدة وبالعلم والبصيرة
كما قال تعالى :
( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ... )
فهم يأمرون عن بصيرة ، وينهون عن بصيرة .
والمعروف : ما أمر الله به ورسوله .
والمنكر : ما أنكره الله ورسوله ونهى عنه .
هكذا المؤمنون والمؤمنات إذا رأوا من بعض إخوانهم تقصيرا في طاعة الله أمروهم بمعروف
وإن رأوهم يتخلفون عن الصلاة في الجماعة قالوا لهم : اتقوا الله وحافظوا على الجماعة فهي مفروضة عليكم ولا تتشبهوا بالمنافقين .
وهكذا لو رأيته يتعاطى الربا نصحته لله ، أو رأيته يجالس من ليس من الطيبين تنصحه وتذكره بالله
فالمؤمن مرآة أخيه المؤمن ، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم مثلا .
هذه من صفات المؤمنين وأخلاقهم :
دعاة إلى الله ناصحون لله ولعباده
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لكن بالأساليب الطيبة ، لا بالعنف والشدة حتى يقبل منهم الحق وحتى يستفيدوا ويستفاد منهم
قال الله تعالى في كتابه العظيم :
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"
وقال سبحانه في دعوة الكفار :
"
وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" وهم
اليهود والنصارى ( إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) فمن ظلم يعامل بما
يستحق .
وقال تعالى :
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"
هكذا المؤمن من أخلاقه العظيمة الدعوة بالتي هي أحسن ويجادل بالتي هي أحسن يرفق بالناس
يقول النبي :
" إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف "
ويقول عليه الصلاة والسلام :
" إن الرفق لا يكون في الشيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه "
ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام :
"من يحرم الرفق يحرم الخير كله "
فلا بدّ من صبر
ولا بد من حلم
ولا بدّ من رفق
في أمرك ونهيك ودعوتك ،
===========
_الجزء السابع
من موقع
الامام رحمه الله تعالى