بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة الى ابني :
أي بُني ..! أكتب اليك مذكراً ، فأنت تصعد نحو قمة العشرين وشرخ الشباب وها أنذا أسير نحو الخمسين ، أعطيك من تجربتي وخبرتي في الحياة فقد خبرتها بحلوها ومرها ، وعايشت الناس على اختلاف أجناسهم ، فما وجدت آنس من صحبة الأخيار ، ولا أشرح للصدر وأحلى على النفس من تقوى الله .
أي بُني..! الناس أجناس ، وسترى في مجتمعك أنماطاً متعددة ، وأشكالاً تذهل لها النفس ، تود لو كنت في عالم آخر ، وسأعرض عليك نماذج من الجوانب السلبية التي ستواجهها ، لتبتعد عنها وتفعل الأحسن .
* لا تكن الطالب الفاشل ، الذي يبني نجاحه على الغش والنقل ، ومن شغل تفكيره بقصات الشعر ، ونو ع الملبس ، اقتداء بالممثل الفلاني ، أو نقلاً عن الراقص الفلاني ، واعلم يا بني أن اعتمادك على الله ثم على نفسك أساس نجاحك ، ونجاحك نفع لك ولوطنك وأمتك.
** لا تكن التاجر الذي لا هم له إلا جمع الدراهم والدنانير من أي وجه كان الربح ؛ غش ، إحتكار ، اختلاس ، ربا ،....غير مهم ؛ سواء شبع الفرد أو جاع ، أو ناله من عبء الجوع أوجاع ، الغاية أن يمتلئ الصندوق ، ويزداد رأس المال ، ولكن كن التاجر الصدوق الذي يراقب الله تعالى في بيعه وشرائه.
*** لا تكن الموظف المهمل الذي لا يعرف الا عد أيام الشهر ، وشرب القهوة والشاي ، وقوله دائماً تعالى غداً أو بعد غد ، وطّن نفسك على إتقان العمل ، والإخلاص فيه ، ومراقبة الله ، وأذكّرك بقوله عليه الصلاة والسلام :" إن الله كتب الإحسان على كل شيئ" ، " وأن احب الناس الى الله أنفعهم لعياله ".
**** لا تكن كبعض ضعاف النفوس ، الذين يظنون أن خدمة الأمة بدفع الرشاوي وقبضها ، وصولا للمنصب والكرسي ..، كرّس نفسك لخدمة أمتك بما يرضى الله والضمير ، وأعلم أن لكل مجتمع تقاليده وعادته وأحكام تناسبه.
***** ترى بعض الفتيات كبرج بابل ، وأخريات كأهرامات مصر ، سد عال ، ذنب حصان ، أصباغ وألوان ، دمى متحركة ،لا أحساس ولا أنوثة ،بل لا حياء ولا خجل .
المرأة _ يا بني _ نصف المجتمع ، وشريكة الرجل ، وتعليهما ضروري ، أحرص على تربية نساء بيتك التربية الصالحة ، والزمهن على الدين والفضيلة ، فتسهم في بناء خلية إجتماعية سليمة.
أي بُني ..! هذة نماذج من أشكال ستراها في مجتمعك ،انظر الى السيئ منها كأنك عابر سبيل ، لا تتشاءم ، فالمجتمع كما قلت لك فيه أنماط وااخلاط ، وتذكر قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) : " الخير فيّ وفي أمتي الى يوم القيامة ".
أي بُني ..! إختر من أنداك وأقرانك من تتوسم فيهم الخير والدين والخلق ، فالصاحب ساحب ، والمرء على دين خليله .
أخلد الى كتابك ودراستك فهي خير جليس ، واحسن أنيس ، وأفضل ما تحقق به خدمة نفسك وأمتك / وأعلم أن بناء الأمم إنما يقوم على كواهل الشباب .
شباب خُنَعٌ لا خير فيهم ** وبورك في الشباب الطامحينا
أي بُني ..! أمامك وسائل الغواية ، والإنحدار والفسق كثيرة ، وهنا الإختبار والإبتلاء الصعب ، فإما أن تُثبت أنك رجل صلب العود ، شديد المراس ، قوي الإرادة ، لا تثنيه المغريات ، أو أنك ستهزم أمام نفسك الأمارة بالسوء ، وبالتالي تستطيع الحكم على إنسان انهزم أمام نفسه ، فكيف سيثبت أمام عدوه !!..
أي بُني ..!! لا تتعجب لو قلت لك ،إن المعاصي تورث صاحبها حرمان العلم ، وحرمان الرزق ، وفي المسند : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه إضافة الى الظلمة والوحشية التي يجدها في قلبه ونفسه"، وتذكّر أن النظر الى المحرمات أصل الوقوع فيها ، ولهذا يقول (عليه الصلاة والسلام ) " لا تتبع النظرة النظرة ،فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة "، وقيل : الصبر على غض البصر ايسر من الصبر على ألم ما بعده.
أي بُني ..!! كن على يقين أن التوبة والندم عن المعاصي والاعتصام بحبل الله ، خير ما يهبك الصبر والقوة والثبات في الملمات ، واقرأ _ إن شئت _ قول الله تعالى : " وأتقوا الله ويعلمكم الله " (البقرة : 282).
وقوله تعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً " ، ويرزقه من حيث لا يحتسب " (الطلاق 2_3).
أي بُني ..!! لقد أخلصت لك النصيحة والموعظة ، فأخلص لنفسك حسن التنفيذ والإتباع ، هداك الله ، وأيدك بنصره .
*******
نقلا من كتاب أدبني ربي مقالات في مكارم الاخلاق والسلوك.
الكاتب : الدكتور محمد قاسم الشوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة الى ابني :
أي بُني ..! أكتب اليك مذكراً ، فأنت تصعد نحو قمة العشرين وشرخ الشباب وها أنذا أسير نحو الخمسين ، أعطيك من تجربتي وخبرتي في الحياة فقد خبرتها بحلوها ومرها ، وعايشت الناس على اختلاف أجناسهم ، فما وجدت آنس من صحبة الأخيار ، ولا أشرح للصدر وأحلى على النفس من تقوى الله .
أي بُني..! الناس أجناس ، وسترى في مجتمعك أنماطاً متعددة ، وأشكالاً تذهل لها النفس ، تود لو كنت في عالم آخر ، وسأعرض عليك نماذج من الجوانب السلبية التي ستواجهها ، لتبتعد عنها وتفعل الأحسن .
* لا تكن الطالب الفاشل ، الذي يبني نجاحه على الغش والنقل ، ومن شغل تفكيره بقصات الشعر ، ونو ع الملبس ، اقتداء بالممثل الفلاني ، أو نقلاً عن الراقص الفلاني ، واعلم يا بني أن اعتمادك على الله ثم على نفسك أساس نجاحك ، ونجاحك نفع لك ولوطنك وأمتك.
** لا تكن التاجر الذي لا هم له إلا جمع الدراهم والدنانير من أي وجه كان الربح ؛ غش ، إحتكار ، اختلاس ، ربا ،....غير مهم ؛ سواء شبع الفرد أو جاع ، أو ناله من عبء الجوع أوجاع ، الغاية أن يمتلئ الصندوق ، ويزداد رأس المال ، ولكن كن التاجر الصدوق الذي يراقب الله تعالى في بيعه وشرائه.
*** لا تكن الموظف المهمل الذي لا يعرف الا عد أيام الشهر ، وشرب القهوة والشاي ، وقوله دائماً تعالى غداً أو بعد غد ، وطّن نفسك على إتقان العمل ، والإخلاص فيه ، ومراقبة الله ، وأذكّرك بقوله عليه الصلاة والسلام :" إن الله كتب الإحسان على كل شيئ" ، " وأن احب الناس الى الله أنفعهم لعياله ".
**** لا تكن كبعض ضعاف النفوس ، الذين يظنون أن خدمة الأمة بدفع الرشاوي وقبضها ، وصولا للمنصب والكرسي ..، كرّس نفسك لخدمة أمتك بما يرضى الله والضمير ، وأعلم أن لكل مجتمع تقاليده وعادته وأحكام تناسبه.
***** ترى بعض الفتيات كبرج بابل ، وأخريات كأهرامات مصر ، سد عال ، ذنب حصان ، أصباغ وألوان ، دمى متحركة ،لا أحساس ولا أنوثة ،بل لا حياء ولا خجل .
المرأة _ يا بني _ نصف المجتمع ، وشريكة الرجل ، وتعليهما ضروري ، أحرص على تربية نساء بيتك التربية الصالحة ، والزمهن على الدين والفضيلة ، فتسهم في بناء خلية إجتماعية سليمة.
أي بُني ..! هذة نماذج من أشكال ستراها في مجتمعك ،انظر الى السيئ منها كأنك عابر سبيل ، لا تتشاءم ، فالمجتمع كما قلت لك فيه أنماط وااخلاط ، وتذكر قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) : " الخير فيّ وفي أمتي الى يوم القيامة ".
أي بُني ..! إختر من أنداك وأقرانك من تتوسم فيهم الخير والدين والخلق ، فالصاحب ساحب ، والمرء على دين خليله .
أخلد الى كتابك ودراستك فهي خير جليس ، واحسن أنيس ، وأفضل ما تحقق به خدمة نفسك وأمتك / وأعلم أن بناء الأمم إنما يقوم على كواهل الشباب .
شباب خُنَعٌ لا خير فيهم ** وبورك في الشباب الطامحينا
أي بُني ..! أمامك وسائل الغواية ، والإنحدار والفسق كثيرة ، وهنا الإختبار والإبتلاء الصعب ، فإما أن تُثبت أنك رجل صلب العود ، شديد المراس ، قوي الإرادة ، لا تثنيه المغريات ، أو أنك ستهزم أمام نفسك الأمارة بالسوء ، وبالتالي تستطيع الحكم على إنسان انهزم أمام نفسه ، فكيف سيثبت أمام عدوه !!..
أي بُني ..!! لا تتعجب لو قلت لك ،إن المعاصي تورث صاحبها حرمان العلم ، وحرمان الرزق ، وفي المسند : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه إضافة الى الظلمة والوحشية التي يجدها في قلبه ونفسه"، وتذكّر أن النظر الى المحرمات أصل الوقوع فيها ، ولهذا يقول (عليه الصلاة والسلام ) " لا تتبع النظرة النظرة ،فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة "، وقيل : الصبر على غض البصر ايسر من الصبر على ألم ما بعده.
أي بُني ..!! كن على يقين أن التوبة والندم عن المعاصي والاعتصام بحبل الله ، خير ما يهبك الصبر والقوة والثبات في الملمات ، واقرأ _ إن شئت _ قول الله تعالى : " وأتقوا الله ويعلمكم الله " (البقرة : 282).
وقوله تعالى : " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً " ، ويرزقه من حيث لا يحتسب " (الطلاق 2_3).
أي بُني ..!! لقد أخلصت لك النصيحة والموعظة ، فأخلص لنفسك حسن التنفيذ والإتباع ، هداك الله ، وأيدك بنصره .
*******
نقلا من كتاب أدبني ربي مقالات في مكارم الاخلاق والسلوك.
الكاتب : الدكتور محمد قاسم الشوم