قام بشرحها والتعليق عليها
خادم القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
مُقَدِّمَةٌ
1يَقُـولُ رَاجِـي رَحْمَـةِ الْغَـفُـورِ دَوْمًـا سُلَيْمَـانُ هُـوَ الجَمْـزُوري
2الْحَمْـدُ لـلَّـهِ مُصَلِّـيًـا عَـلَـى مُحَـمَّـدٍ وَآلــهِ وَمَــنْ تَــلاَ
3وَبَعْـدُ هَــذَا النَّـظْـمُ لِلْمُـرِيـدِ فِـي النُّـونِ والتَّنْوِيـنِ وَالْمُـدُودِ
4سَمَّيْـتُـهُ بِتُحْـفَـةِ الأَطْـفَــالِ عَنْ شَيْخِنَـا الْمِيهِـىِّ ذِي الْكَمـالِ
5أَرْجُـو بِـهِ أَنْ يَنْـفَـعَ الطُّـلاَّبَـا وَالأَجْــرَ وَالْقَـبُـولَ وَالثَّـوَابَـا
1 ) مؤلف هذه المنظومة هو ( الشيخِ سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري ) نسبةً إلى قرية في مصر يقال لها جمزور، و هي قرب طنطا
، ولِدَ الشيخُ سليمان فى طنطا فى ربيعٍ الأول سنةَ ألف ومائة وبضع وستين من الهجرة النبوية , دَرَس على مشايخ عديدين ، وتلقى التجويد وقراءات القرءان من شيخ مشهور (نور الدين الميهى ). له عدة تآليف منها تحفة الأطفال وشرحٌ له وكتابٌ آخر اسمه الفتح الرحمانِي فى قراءات القرءان.
( 2 ) الحمد لله على ما أنعم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أنزل عليه القرآن ، وعلى آله وصحبه الذين تلقوا عنه كتاب الله ، ونقلوه إلينا كما أنزل بلا زيادة أو نقصان ، وعلى كل من تلا القرآن وتعلمه وعلمه .
(
3 ) وبعد فهذه المنظومة لطالب علم التجويد ، وقد اختصت بالنون الساكنة والتنوين والمدود فقط ، لأنها كثيرة التكرار في كتاب الله تعالى ، أما بقية الأحكام من مخارج وصفات وغيرها يجدها الطالب في الكتب الموسعة الأخرى
( 4 ) سمى المؤلف هذه المنظومة ( تحفة الأطفال والغلمان ) والتحفة هي الهدية ، ومرجعه في ذلك الشيخ الكامل نور الدين الميهي رحمه الله تعالى
( 5 ) وغاية المؤلف من هذه المنظومة نفع الطلاب والأجر والقبول من رب الأرباب .
أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوينِ
6لِلـنُّـونِ إِنْ تَسْـكُـنْ وَلِلتَّنْـوِيـنِ أَرْبَـعُ أَحْـكَـامٍ فَـخُـذْ تَبْيِيـنِـي
7فَـالأَوَّلُ الإظْهَـارُ قَبْـلَ أَحْـرُفِ لِلْحَلْـقِ سِـتٌّ رُتِّبَـتْ فَلْتَـعْـرِفِ
8هَمْـزٌ فَهَـاءٌ ثُـمَّ عَـيْـنٌ حَــاءُ مُهْمَلَـتَـانِ ثُــمَّ غَـيْـنٌ خَــاءُ
9والثَّـانِ إِدْغَــامٌ بِسِـتَّـةٍ أَتَــتْ فِي يَرْمَلُـونَ عِنْدَهُـمْ قَـدْ ثَبَتَـتْ
10لَكِنَّهَـا قِسْمَـانِ قِـسْـمٌ يُدْغَـمَـا فِـيـهِ بِغُـنَّـةٍ بِيَنْـمُـو عُلِـمَـا
11إِلاَّ إِذَا كَــانَ بِكِلْـمَـةٍ فَـــلاَ تُدْغَـمْ كَدُنْيَـا ثُـمَّ صِنْـوَانٍ تَـلاَ
12وَالثَّـانِ إِدْغَـامٌ بِغَـيْـرِ غُـنَّـهْ فِـي الـلاَّمِ وَالـرَّا ثُـمَّ كَرِّرَنَّـهْ
13وَالثَّالـثُ الإِقْـلاَبُ عِنْـدَ الْـبَـاءِ مِيمًـا بِغُـنَّـةٍ مَــعَ الإِخْـفَـاءِ
14وَالرَّابِعُ الإِخْفَـاءُ عِنْـدَ الْفَاضِـلِ مِـنَ الحُـرُوفِ وَاجِـبٌ لِلْفَاضِـلِ
15فِي خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْـرٍ رَمْزُهَـا فِي كِلْمِ هَذَا البَيْـتِ قَـد ضَّمَّنْتُهَـا
16صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَـعْ ظَالِمَـا(6 النون الساكنة : هي التي لا حركة لها وتثبت خطا ولفظا ووصلا ووقفا وتكون في الأسماء والأفعال والحروف متوسطة ومتطرفة .
والتنوين : نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا ووصلا وتسقط خطا ووقفا ولا يكون إلا متطرفا، مثل ( كتابٌ ، كتابٍ ، كتاباً )
للنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام فخذ تبيين أحكامها باهتمام :
7 ) أول هذه الأحكام ( الإظهار ) وهو إخراج النون من مخرجها بغير غنة ، وذلك إذا جاء بعدها حرف من حروف الحلق الستة :
( 8 ) حروف الحلق هي : ( الهمزة والهاء ) ومخرجهما أقصى الحلق ، و ( العين والحاء ) المهملتان أي الخاليتان من النقط ومخرجهما وسط الحلق ، و ( الغين والخاء ) المعجمتان أي المنقوطتان ومخرجهما أدنى الحلق مما يلي الصدر ، ويسمى إظهارًا حلقيًا مثل : ( ينْأون ، منْ آمن ، كلٌ آمن ، منْهم منْ هاجر ، جرفٍ هار ، أنْعمت ، منْ عمل ، حقيقٌ على ، تنْحتون ، منْ حكيم ، عليمٌ حكيم ، فسينْغضون ، منْ غل ، حليمًا غفورا ، والمنْخـنقة ، منْ خير ، لطيفٌ خبير ) .
( 9 ) الحكم الثاني هو ( الإدغام ) هو إدخال الحرف الأول بالثاني والنطق بهما بحرف واحد مشدد من جنس الثاني ، ويكون إدغام النون الساكنة والتنوين في ستة أحرف ، مجموعة في كلمة ( يرملون ) ،
(
10 ) ينقسم الإدغام إلى قسمين : الأول ( إدغام بغنة ناقص ) والغنة صوت أغن يخرج من الأنف ، وسمي ناقصا لبقاء أثر الحرف المدغم وهو الغنة ، وحروفه أربعة ، مجموعة في كلمة ( ينمو ) : مثل : (من يَّقول ، برق يَّجعلون ، من نُّور ، حطة نَّغفر ، من مَّال ، مثلا مَّا ، من وَّال ، غشاوَّة ولهم )
( 11 ) من شروط الإدغام أن يكون التنوين والنون الساكنة في كلمة وحرف الإدغام في كلمة ثانية ، أما إذا اجتمعا في كلمة واحدة ، امتنع الإدغام ووجب إظهار النون وذلك في أربع كلمات من القرآن الكريم ( دنيا ، وبنيان ، وقنوان ، وصنوان ) .
( 12 ) والقسم الثاني هو ( إدغام كامل بغير غنة ) وسمي كاملا لانعدام أثر الحرف المدغم ، وحرفاه هما ( الراء واللام ) مثل : (من لّدنه ، هدى لّلمتقين ، من رّبهم ، ثمرة رّزقا ) ويسمى إدغاما بلا غنة . ، ومن المعلوم أن حرف الراء من صفاته ( التكرير ) فيجب الاحتراز من تكريره كي لا يلفظ القارئ أكثر من راء واحدة
( 13 ) الحكم الثالث : ( الإقلاب ) وهو قلب النون الساكنة إلى ميم مخفاة عند حرف واحد هو الباء ، مثل : (أنبئهم ، أن بورك ، سميع بصير .)
( 14 ) الحكم الرابع : ( الإخفاء ) وهو النطق بالحرف بين الإدغام والإظهار مع مراعاة الغنة ، ويكون الإخفاء عند الحروف الباقية :
( 15 ) وعدد هذه الحروف خمسة عشر حرفا ، وقد جمعت في أوائل كلمات البيت التالي :
( 16 ) حروف الإخفاء هي : ( الصاد والذال والثاء والكاف والجيم والشين والقاف والسين والدال والطاء والزاي والفاء والتاء والضاد والظاء ) نحو : ( ينصركم ، ولمن صبر ، عملا صالحا ، لينذر ، من ذا ، ظل ذي ، أنثى ، من ثمرة ، يومئذ ثمانية ، ينكثون ، من كان ، عليا كبيرا ، ننجى ، من جاء ، ولكل جعلنا ، ينشئ ، فمن شهد ، عليم شرع ، وينقـلب ، وإن قيل ، مثلا قرية ، منسأته ، أن سيكون ، رجلا سلما ، عنده من دون ، عملا دون ، ينطق ، فإن طبن ، كلمة طيبة ، أنزل ، فإن زللتم ، نفسًا زكية ، ينفق ، وإن فاتكم ، كنتم ، وإن تبتم ، جنات تجرى ، منضود ، من ضل ، مسفرة ضاحكة ، ينظرون من عمى ظلم ، قوم ظلموا ) . ويسمى إخفاء حقيقيا .يتبع ان شاء الله