بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام التامان الأ كملان على سيدنا محمد
و على آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الإمام عاصم بن أبي النجود أحد القراء السبعة المشهورين
له عدة رواة أشهرهم :
أبو بكر شعبة وحفص بن سليم
اختص الإمام عاصم في قراءته بحروف لم يشاركه فيها أحد من القراء السبعة
من ذلك قراءته :
- { وأن تصدقوا }
بتخفيف الصاد .
في قوله تعالى :
{ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِاَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّفُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } البقرة/280
والأصل بتاءين " تتصدقوا " حُذِفت إحدى التاءين استخفافا ،
خفف الصاد كأنه استثقل الإدغام .
قال الشاطبي :
( وتصدقوا خف نـما ....)
أشار إلى عاصم برمزه " النون " من ( نـما ) وأخبر أنه خفف { تصدقوا }
قراءته :
- { تجارةً حاضرةً }
بنصبهما هنا في قوله تعالى في آية الدين :
{... وَلاَتَسْئَمُوا أن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أوْ كَبِيرًا إلَى أجَلِهِ ذَلِكُمْ أقْسَطُ عِندَ اللهِ وَأقْوَمُ للِشَّهَادَةِ وَأدْنَى ألاَّ تَرْتَابُوا
إلاَّ أن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ألاَّ تَكْتُبُوهَا ... }
أضمر في تكون اسمها ، ونصب { تجارة } على خبر { تكون } والتقدير : " إلا أن تكون التجارة تجارة ... "
قال الشاطبي:
( تجارة انصب في النسا ثوى ــــ وحاضرة معها هنا عاصم تلا )
أي عاصم يقرأ بنصب { تجارة } مع صاحبيه الكوفيين في النساء
واختص وحده بنصبها هنا في البقرة ونصب معها { حاضرة } .
ومن خصائص قراءته :
{ وقد نزل }
بفتح النون والزاي .
في قوله تعالى :
{ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أن إذَا سَمِعْتُمْ ءَايَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا
فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ ... } النساء/140
ردَّه إلى اسم الجلالة قبله ، في قوله :
{ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا }
على معنى : وقد نَزّلَ الله عليكم
قال الشاطبي :
( ونزل فتح الضم والكسر حصنه ـــ وأنزل عنهم عاصم بعد نزلا )
أي أن عاصم قرأ { نزل } الواقع بعد الحرفين المذكورين بفتح ضم النون وفتح كسر الزاي ،
كما قرأ مدلول ( حصن) الحرفين قبله بفتح الضم والكسر فيهما .