كيف نعلم الأطفال مكارم الأخلاق؟
الاجابة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الأمين_صلى الله عليه وسلم_ وبعد..
أطفالنا هم فلذات أكبادنا ومستراح أعيننا، مّن الله بهم علينا فضلا وتكرما، وهم أمانة في أعناقنا يجب أن نؤديها، وهم رعية عندنا والله سائلنا عما استرعانا "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"... ومن أهم جوانب تلك الأمانة أن نعلمهم الدين والخلق...
وتعليم الأطفال الأخلاق الفاضلة موضوع متسع كبير ذو تفاصيل ولكنني هنا أؤكد معك على نقاط هامة وموجزة كالتالي:
أولا: الأطفال يتأثرون بشخصيات وطباع الوالدين أشد تأثر سواء انتبه الوالدان لذلك أو غفلوا عنه، فليكن أول محاور اهتمامك هو إصلاح أخلاقك أنت كأب وإصلاح أخلاق أمهم ليتشربوا الخير منكما عفوا أو عمدا.
ثانيا: المواقف العملية كنز كبير من كنوز التربية الأخلاقية فلا تهمل الاستفادة منه، وعليك أن تستغل كل موقف يمكنك أن تعلم فيه طفلك أن تعلمه ما يمكنك فلقد كان النبي_صلى الله عليه وسلم_ يستخدم تلك المواقف العابرة في بث المعاني الرفيعة عند أصحابه صغارا وكبارا..
ثالثا: عليك بعد ذلك أن تركز تعليمك على المبادئ قبل التوجيهات فإن التوجيهات متكاثرة وقد يستثقلها الأبناء، إنما التأكيد على تثبيت المبادئ يقوّم سلوك الأبناء ويثبت القيم العالية في نفوسهم سواء كانوا بين الناس أو وحدهم.. فأكد إذن على معاني الصدق والصبر والعطاء والبذل والمروءة وغيرها من تلك المعاني الفاضلة..
رابعا: لا تكتف بنفسك كمصدر للتربية الأخلاقية، ولكن اجعلهم يختلطون بمعلمين ومربين أكفاء وببيئة تربوية متقنة بشرط أن يقوم عليها مربون خبراء ومعلمون منهجيون يعلمون ما يفعلون.
خامسا: الكرم من أهم الأخلاق التي تكسو المرء حلّة محبة وتكسو القلب نظافة ونقاء وتُعلم البذل والعطاء في المواقف المختلفة فاحرص على تثبيت معنى الكرم، فهما وتطبيقا في كل موقف يمر بك مع أولادك واحذر أن يشتموا منك للبخل رائحة أو يلحظوا منه سلوكا..
سادسا: إذا أردتهم يتعلموا الممارسة الخلقية الصحيحة فاحرص على تربيتهم وسط المجتمع – بعد اختيارك لمجتمع نظيف خلقيا وتقي إيمانيا – ولا تساعدهم على الانطواء والانزواء عن الناس، بل علمهم كيف يكونون مصلحين يرون الخطأ فيستنكروه ويحاولون إصلاحه.
سابعا: أصل مكارم الأخلاق قد اجتمعت بحذافيرها في شخصية النبي_صلى الله عليه وسلم_ فاحرص على تعليمهم سيرة الرسول الأكرم_صلى الله عليه وسلم_ بمواقفها وطرائق تعامله_صلى الله عليه وسلم_ وتصرفه وجميل خلقه وبديع حكمته.
ثامنا: مراقبة الله سبحانه تعلم المرء ألا يجترئ على المحارم، فعلمهم معنى المراقبة وكيف أن الله سبحانه يراهم في كل مكان ويطلع على أحوالهم وتصرفاتهم ولا يخفى عليه شيء من أمرهم .
تاسعا: أدر العملية التربوية لأبنائك إدارة سلسلة غير معقدة ولا تشعرهم أنك متوتر أثناء ذلك.... وإياك والغضب في أثناء التربية – نعم اغضب لله – ولكن إياك أن تتصرف من منطلق غضب أو توتر أو تشنج فإن لذلك مردوداً سلبياً على العملية التربوية برمتها.
عاشرا: أوصيك بالدعاء لأولادك أن يرزقهم الله الخلق الحسن وينبتهم نباتا حسنا وأذكرك بقول الله تعالى: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً" (النساء:9).
منقول
الاجابة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الأمين_صلى الله عليه وسلم_ وبعد..
أطفالنا هم فلذات أكبادنا ومستراح أعيننا، مّن الله بهم علينا فضلا وتكرما، وهم أمانة في أعناقنا يجب أن نؤديها، وهم رعية عندنا والله سائلنا عما استرعانا "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"... ومن أهم جوانب تلك الأمانة أن نعلمهم الدين والخلق...
وتعليم الأطفال الأخلاق الفاضلة موضوع متسع كبير ذو تفاصيل ولكنني هنا أؤكد معك على نقاط هامة وموجزة كالتالي:
أولا: الأطفال يتأثرون بشخصيات وطباع الوالدين أشد تأثر سواء انتبه الوالدان لذلك أو غفلوا عنه، فليكن أول محاور اهتمامك هو إصلاح أخلاقك أنت كأب وإصلاح أخلاق أمهم ليتشربوا الخير منكما عفوا أو عمدا.
ثانيا: المواقف العملية كنز كبير من كنوز التربية الأخلاقية فلا تهمل الاستفادة منه، وعليك أن تستغل كل موقف يمكنك أن تعلم فيه طفلك أن تعلمه ما يمكنك فلقد كان النبي_صلى الله عليه وسلم_ يستخدم تلك المواقف العابرة في بث المعاني الرفيعة عند أصحابه صغارا وكبارا..
ثالثا: عليك بعد ذلك أن تركز تعليمك على المبادئ قبل التوجيهات فإن التوجيهات متكاثرة وقد يستثقلها الأبناء، إنما التأكيد على تثبيت المبادئ يقوّم سلوك الأبناء ويثبت القيم العالية في نفوسهم سواء كانوا بين الناس أو وحدهم.. فأكد إذن على معاني الصدق والصبر والعطاء والبذل والمروءة وغيرها من تلك المعاني الفاضلة..
رابعا: لا تكتف بنفسك كمصدر للتربية الأخلاقية، ولكن اجعلهم يختلطون بمعلمين ومربين أكفاء وببيئة تربوية متقنة بشرط أن يقوم عليها مربون خبراء ومعلمون منهجيون يعلمون ما يفعلون.
خامسا: الكرم من أهم الأخلاق التي تكسو المرء حلّة محبة وتكسو القلب نظافة ونقاء وتُعلم البذل والعطاء في المواقف المختلفة فاحرص على تثبيت معنى الكرم، فهما وتطبيقا في كل موقف يمر بك مع أولادك واحذر أن يشتموا منك للبخل رائحة أو يلحظوا منه سلوكا..
سادسا: إذا أردتهم يتعلموا الممارسة الخلقية الصحيحة فاحرص على تربيتهم وسط المجتمع – بعد اختيارك لمجتمع نظيف خلقيا وتقي إيمانيا – ولا تساعدهم على الانطواء والانزواء عن الناس، بل علمهم كيف يكونون مصلحين يرون الخطأ فيستنكروه ويحاولون إصلاحه.
سابعا: أصل مكارم الأخلاق قد اجتمعت بحذافيرها في شخصية النبي_صلى الله عليه وسلم_ فاحرص على تعليمهم سيرة الرسول الأكرم_صلى الله عليه وسلم_ بمواقفها وطرائق تعامله_صلى الله عليه وسلم_ وتصرفه وجميل خلقه وبديع حكمته.
ثامنا: مراقبة الله سبحانه تعلم المرء ألا يجترئ على المحارم، فعلمهم معنى المراقبة وكيف أن الله سبحانه يراهم في كل مكان ويطلع على أحوالهم وتصرفاتهم ولا يخفى عليه شيء من أمرهم .
تاسعا: أدر العملية التربوية لأبنائك إدارة سلسلة غير معقدة ولا تشعرهم أنك متوتر أثناء ذلك.... وإياك والغضب في أثناء التربية – نعم اغضب لله – ولكن إياك أن تتصرف من منطلق غضب أو توتر أو تشنج فإن لذلك مردوداً سلبياً على العملية التربوية برمتها.
عاشرا: أوصيك بالدعاء لأولادك أن يرزقهم الله الخلق الحسن وينبتهم نباتا حسنا وأذكرك بقول الله تعالى: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً" (النساء:9).
منقول