معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    ملكات طالب العلم كيف يكتسبها؟

    ام بودى
    ام بودى


    مميز ملكات طالب العلم كيف يكتسبها؟

    مُساهمة من طرف ام بودى الإثنين 16 مارس 2009, 5:13 am

    ملكات طالب العلم ،لكن كيف يكتسبها ؟
    الملكات التي يحتاج إليها طالب العلم ليسير على منهجية في طلبه جمعتها احدى الأخوات كما يلي :
    الإستماع
    التقييد
    الربط ،التحليل ،والإستنباط
    هيكلة وترتيب المعلومات
    التخليص القراءة
    البحث (مصادره ،كيفية الجمع الجيد للمعلومات )
    التقنين
    إتقان المتن ككل.
    الإشكال أن غالب هذه الملكات بحاجة إلى مدرب حسبما ذكر لي
    (حتى لا تخرج في تطبيقها عن فهم السلف )وأنا ليس بإستطاعتي ذلك الآن وأرجو
    ممن لديها أي خبرة في ذلك مهما كانت بسيطة أو حتىمرجع أن ترشدني جزاها
    الله خيرا .



    الجواب:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ان لكل انسان قدرات ومواهب تختلف عن اي انسان آخر فمثلا
    هناك من يحفظ من اول وهله وهناك من يحفظ من عدة مرات من القراءة والحفظ
    والمراجعة

    فكل انسان اعرف بنفسة وقدراتة
    ولتنظر إلى ما نوّع النبي صلّى الله عليه وسلم به أوصاف
    أصحابه فإذا أبيّ أقرؤهم، وإذا معاذ أعلمهم بالحلال والحرام ،وإذا زيد
    أفرضهم .. الخ، هذا التميز لا يعني أن حظهم من العلوم الأخرى كان صفراً ؛
    لكن كان هناك تميزاً وتفرداً وميل ورغبة لما يصح له الإنسان، ونرى ذلك في
    إختلاف توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام للناس واختلاف إجاباته ولننظر
    إلى ما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي ذر : ( ما أقلت الغبراء ولا أظلت السماء أصدق من أبي ذر ) .


    ومع ذلك يقول له الرسول صلّى الله عليه وسلم : ( يا أبا ذر إنها إمارة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة ) .
    فهو يخوِّفه من الإمارة رغم إيمانه الشامخ ؛ لأن ليس له
    مؤهلات الإمارة والسياسة والتعامل مع الناس، فهو صارم كالسيف رضي الله عنه
    وليس ذلك عيبا فيه بل إكتشافاً لما يحسنه وابعاد عن ما لا يتقنه،


    ولقد ذكر ابن حجر مقالة فريدة ورائعة وذكر فيها مسألة مهمة
    ؛ وهي قضية طالب العلم إن وجد في نفسه مكنة لطلب العلم من سعة حفظ وتوقد
    ذهن ودقة إستنباط كان العلم في حقه أفضل من نوافل العبادات ، وإن لم يجد
    ذلك كانت نوافل العبادات أفضل في حقه من العلم؛ لأنه سيمضي لطب العلم
    ويمضي فيه وقته فلن يصير عالماً ولا عابداً .

    فلا بد أن نعرف إذاً أن القدرة والتأهل أمرٌ مهمٌ جداً في طلب العلم .

    فهناك بعض من يريد العلم على أسهل ما يكون من دون تعب أو
    حفظ، ويبقى رغم ذلك طالب علم يفتي في المسائل ويشير برأيه فعلم بلا حفظ
    كالذي يكتب في الماء، لذلك كانت الطريقة التعليمية الأولى تعتمد على الفهم
    والحفظ معاً، ولذلك كان السلف يبدؤن بتعليم القرآن وتحفيظه لصغارهم وهم
    أبناء ست وسبع وعشر، ثم ينشطون في حفظ المتون والأحاديث والمسائل


    وقال ابن عبد البر رحمة الله عليه عن الحديث الذي نصه : ( تعهدوا القرآن فإنه أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ) قال : في هذا الحديث دليل على أن من لم يتعهد علمه ذهب عنه أي من كان ؛ لأن علمه كان وقت ذلك القرآن .


    المسألة والإستنباط
    فليست المسألة حفظاً فقط؛ فإن بعض الناس ينكب على كتابه
    ويحفظه، فإذا سئل عنه لن يزيد عليه الا كأنه نسخة من ذلك الكتاب، وقد كان
    عمر رضي الله عنه إذا أشكل عليه أمر استفتى علي رضي الله عنه، ومن ذلك
    المسألة المشهورة من الرجل الذي جاء بامرأته التي ولدت له في ستة أشهر ،
    يتهمها أن الولد ليس منه، فقضى علي بن أبي طالب بأن الولد منه، واستشهد
    بأن الرضاعة حولين كاملين، وقال : حمله وفصاله في عامين فيمكن بعد الفصم
    أن يكون الحمل ستة أشهر .


    التأسيس والتدرج
    وهي مسألة ظاهرة عن كثير من طلاب العلم المبتدؤن فيريد
    بذلك أن يقفز قفزة عالية، فتكون نكسته خطيرة فلا بد من صعود الدرج درجة
    درجة، وهناك من الناس من يخطئ في التدرج فالذي يطلب علم الحديث يبدأ بكتاب
    فتح الباري مباشرة دون أن يبدأ بصغار كتب الحديث مثل الأربعين النوويه
    وغيرها، وإذا جاء إلى الفقه يبدأ بالمغني دون تدرج فيخرج منها وليس عنده
    علم مؤسس، فإذا درست كتاب حروفه كبيرة ومشكل ولكن لم تعرف هذه الحروف من
    قبل فكيف ستقرؤه، فالتأسيس مهم جداً يكون كالقاعده التي يبنى عليها ويكون
    بعد ذلك التدرح .


    ولذلك ذكر في تذكرة السامع :" أن من لم يتقن الأصول حرم الوصول" .
    وقال القائل :" من رام العلم جملة ذهب عنه جملة "

    ولا بد من المختصرات قبل المطولات فلا بد من الأصول أولا
    وبعدها الفروع، وهذا التدرج على أنواع منه أن يبدأ بالقليل ثم الكثير وان
    يبدأ باليسير ثم بالعسير، حتى لا تنقبض نفسه أو تصيبه المكابرة، ولذلك قيل
    في ترجمة كتاب العلم من صحيح البخاري : "الرباني الذي يربي الناس بصغار
    العلم قبل كباره " ، والمراد بصغار العلم ما وضح من المسائل والكبائر ما
    دق منها، وقيل بعلمه جزيئاته قبل كلياته أو فروعه قبل أصوله أو مقدماته
    قبل مقصده .


    وقال ابن خلدون : " اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما
    يكون مفيداً إذا كان على التدريج شيئاً فشيئاً وقليلاً قليلاً يلقى عليها،
    ولا مسائل من كل باب من الفن هي أصوله ويقرب له في شرحها إجمالاً، ويراعي
    في ذلك قوة عقله واستعداده لقبول مايرد عليه وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك
    العلم هيأته لفهم الفن وتحصيل مسائله، ثم يرجع به إلى الفن ثانية فيرفعه
    في التلقين عن تلك الرتبة إلى أعلى منها ويستوفي في الشرح والبيان ويخرج
    عن الإجمال ويذكر له ما هنالك من الخلاف … الخ فتجود ملكته " .


    الجدية والهمة
    وحسبنا في ذلك كثير من التراجم والنماذج من ذلك يقول ابن
    حجر : " أنه قرأ صحيح البخاري في عشرة مجالس كل مجلس عشر ساعات ، وصحيح
    مسلم في أربع مجالس في نحو يومين ، وشيء من بكرة النهار إلى الظهر ،
    وانتهى ذلك في يوم عرفة يوم الجمعة عام 813 هـ " .


    والفيروزأبادي قرأ في دمشق صحيح مسلم على شيخه قراءةً ضبط في ثلاثة أيام .
    وللخطيب البغدادي والمؤتمن الساجي وابن الابار وغيرهم عجائب وغرائب يطول ذكرها .

    ويذكر الإمام النووي عن نفسه أنه : " كان له في اليوم الواحد اثنا عشر درساً في اثني عشر علماً " .

    ليس هذا ميسوراً لكل أحد، فالأولى أخذ علم واحد للنبوغ به
    وهناك من عنده همة تبلغ به ذلك، ولكن العلم إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه
    فكيف إذا أعطيته بعضك ؟!

    فأنت تعطيه بعض فضول الأوقات ، وقوة الهمة ينبغي أن تكون
    على ما كانت عليه عند سلف الأمة، حتى قال بعضهم - وكان يطلب قراءة القرآن
    وأخذ القراءات - قال : " وكان الناس يسبقونني - أي إلى شيخ القراءات في
    دمشق - فعزمت على أن أكون سابقاً ، فاستيقظت قبل الفجر الأول ، ومضيت إلى
    المسجد وجئت ، فإذا أنا الثلاثين فقد جاء قبله تسع وعشرون قد بكروا لذلك "


    وكان من دأب علماء الأمة وطلاب العلم من قبل أن تبدأ
    دروسهم قبل الفجر ، ثم يصلون وتبدأ دروس أخرى، والشوكاني ذكر أنه كان يدرس
    ويدرس ثلاثة عشر درساً في أنواع مختلفة من العلوم كل يوم .


    فطلب علم بلا همة لا يمكن أن يكون،ولذلك قيل يحتاج إلى
    العلم والتفقه إلى جد الثلاثة المتعلم والأستاذ والأب إن كان حياً حتى
    يحرض ابنه على ذلك ، قال الشاعر :

    تمنيت أن تُمسي فقيهاً مناظراً *** بغير عناءٍ فالجنون فنون
    وليس اكتساب المال دون مشقة *** تحملها فالعلم كيف يكون
    بقدر الكد تكتسب المعالي *** ومن طلب العلا سهر الليالي
    تروم العز ثم تنام ليلاً *** يغوص البحار من طلب اللآلي
    علو القدر بالهمم العوالي *** وعز المرء في سهر الليالي
    تركت النوم ربي في الليالي *** لأجل رضاك يا مولى الموالي
    ومن رام العلا في غير كد *** أضاع العمر في طلب المحال
    فوفقنني إلى تحصيل علم *** وبلغني إلى أقصى المعالي


    الإجتهاد والتورع
    فإذا أردت أن تقول قولاً أو أن تبحث أمراً أو تضيء في
    مسألة ، فلا يكون ديدنك أن تنظر إلى عنوان هذه المسألة في الكتب أو أن
    تسمع إلى قول مفرد فاصل فيها !

    طالب العلم إذا سئل أن يجد ويجتهد ويبحث في هذه الكتب والمراجع ، وأن يستعين بالله عز وجل .

    وذكر البزار في " الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية " ،
    يقول ابن تيمية عن نفسه : " إن كنت أقرأ في الآية مائة تفسير - أي يطلع
    على مائة تفسير - في هذه الآية ثم أخرج إلى بعض المساجد الخالية في أطراف
    دمشق ، فأمرغ وجهي في التراب، فأقول : اللهم يا معلم إبراهيم علمني ،
    اللهم يا مفهم سليمان فهمني .


    ليست المسألة أن تأخذ ما تيسر دون أن تعمل ذهنك وتجهد
    بصرك، كان السابقون إذا قالوا قولاً في مسألة فلا يقولونه إلا بعد استفراغ
    في الجهد والوقت بشكل كبير، ثم يقول بعد ذلك : هذا مبلغ علمي أو أحسبه
    كذلك ولا يصادر قول غيره .


    المواصلة والإستمرار
    فإن الذي يظن أنه بعد مدة قصيرة أو بعد عدة كتب ومراجع أنه
    أصبح فقيهاً فهو حقيقة لم يفقه العلم ، ولم يعرف ما ورد عن رسول الله صلّى
    الله عليه وسلم في قوله : ( منهومان لا يشبعان : طالب علم وطالب دنيا ) .


    وهناك ظاهرة موجودة وهي عدم المواصلة، يبدأ الدرس في كتاب
    الفقه أو الحديث أو غيره بخمسين أو ستين طالب علم ثم ينتهي بخمسة أو ستة،
    فليس هناك جلد أو شغف وذلك لعده أمور، منها أمور إيمانية من عدم الإخلاص
    وعدم القصد لله، ومنها كذلك أمور علمية لم يفقه العلم ولم يفقه أسباب
    وطرائقه وغي ذلك، ومنها كذلك عدم الإدراك للثمرة المرجوة من العالم، أهل
    العلم في ملازمتهم أمر عجيب فهذا ابن كثير رحمة الله عليه يلازم باب
    الحجاج المزي ملازمه طويلة حتى يصهر منه . وبعضهم لازموا شيوخهم سنوات
    طوال ،وأخذوا العلم منهم حتى في السفر والترحال وفي كل وقت .


    الأخذ والتلقي
    أفلا يكفي خصوصاً عند الإبتداء أن يرجع المرء إلى الكتاب ؟!
    وهذه مشكلة كما قيل كبيرة متكررة ؛فإن بعض الشباب بمجرد أن
    يسمع عن بعض الكتب المشهورة يأخذه ويقرأه يريد أن يتعلم منه قبل أن يلتقى
    عن شيخ متقن مجيد فاهم بهذا العلم، ومثل هذا يقع في أمور شنيعة ويحصل له
    خلط ومثال ذلك أمر طريق يتعلق بقارئ ليس بمتلقي لأحاديث الرسول صلّى الله
    عليه وسلم


    ولابد من الأستماع للمشايخ والعلماء وتقييد علمهم خاصة اذا كان الطالب او الطالبة ضعيفة الحفظ
    ثم الحفظ والمراجعة والبدء بالتدرج فمن حفظ القرآن اولا الى العلوم الأخرى
    وأما مسائل الإستنباط والربط والتحليل لاتكون إلا بالحفظ
    والتدرب عليه لأنه مع الحفظ للكتب والمتون والقرآن الكريم أولاً تستطيعين
    الربط والتحليل واستنباط الأحكام ،،والجمع بين المسائل

    ثم القراءة المكثفة حتى لو تاخرت في بعض الطلب ولكن اتقان وحفظ للبعض خير من حفظ الكثير ثم اضاعته..

    منقول من منتدى أهل الحديث
    وفي هذا الرابط عدة فوائد

    http://www.khayma.com/ibnkather/islamic%20study.htm
    مها صبحي
    مها صبحي
    الإدارة


    مميز رد: ملكات طالب العلم كيف يكتسبها؟

    مُساهمة من طرف مها صبحي الثلاثاء 27 أبريل 2010, 10:15 pm

    بوركتِ حبيبتي أم بودي
    رزقنا الله العلم النافع

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024, 2:17 am