شبهة تناقض القرآن في إسناد الأحداث للأشخاص |
الشبهة يقولون: أسند القرآن بعض الأحداث لأناسٍ في موطن، ثم إسناد نفس الأحداث لغيرهم من الأشخاص في موطن آخر، ومن ذلك قوله: (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [سورة الأعراف: 109] ولكنه يقول على لسان فرعون نفسه في نفس الموقف: (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [سورة الشعراء: 34] فهل القائل فرعون أم ملئه؟. كذلك نجد في قصة إبراهيم أن البشرى بالغلام كانت لامرأته: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ...) الآية إلى قوله: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) [هود: 69] بينما نجد أن البشرى لإبراهيم نفسه: (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قَالُوا لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) [الحِجْر: 51- 53] وقال: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ...) الآية إلى قوله (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ) [الذاريات: 24- 28] فهل البشرى لإبراهيم أم لزوجته؟. الإجابة نقول وبالله تعالى التوفيق: لا يوجد ما يمنع أن يقول ذلك كل من فرعون وملئه، بل في تكرار قول الملأ الحرفي لما قال فرعون دليل طاعتهم الشديدة له، حتى بألفاظه حرفياً، وهذا أبلغ في بيان عِظَم إيمان سحرة فرعون -رضي الله عنهم- فمَن كان في مجتمعٍ يتصف بالولاء المطلق لفرعون، ما الذي دفعه إلى الإيمان بالله جل جلاله، والاستشهاد في سبيله بلا نفع دنيوي؟ وفيه أيضًا تبكيت للملأ بكونهم مجرد أبواق، مقلدين إمعات يكررون كلام فرعون بلا فكر وروية، وإشارة إلى صعوبة مهمة سيدنا موسى عليه السلام وحاجته إلى وجود سيدنا هارون عليه السلام وزيراً مسانداً له في دعوته لفرعون وملئه. وفي شأن بشرى إبراهيم وزوجته اختلف التعبير باختلاف المقام، وهذا طبيعي غير مستغرَب بل المستغرَب التكرار الحرفي. من الطبيعي أن يجلس الضيوف مع سيدنا إبراهيم عليه السلام في البداية دون وجود زوجه، ولهذا فزوجه لم تحضر البشارة الأولى، فلما حضرت عندما أدخلت الطعام بشروها، أي أن سيدنا إبراهيم عليه السلام سمع البشارة مرتين، مرة وحده ومرة مع زوجه، أما زوجه فسمعتها مرة واحدة، كأن يأتيك ضيف ويبشرك، ثم يدخل أخوك ويبشره أمامك. ======================== * موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة |
عدل سابقا من قبل هومه في السبت 07 فبراير 2009, 7:18 am عدل 1 مرات