معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


5 مشترك

    شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع

    هومه
    هومه


    شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع Empty رد: شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع

    مُساهمة من طرف هومه الجمعة 27 فبراير 2009, 9:25 am




    شبهة
    تعبير القرآن عن الماضي بصيغة المضارع


    الشبهة


    يقولون: ورد في القرآن الكريم في أكثر من موضع عند الإخبار عن أمر قد وقع وانتهى، مجيئه بلفظ المضارع، وإنما القياس أن يكون بلفظ الماضي.

    من ذلك ما جاء في سياق الحديث عن خلق عيسى عليه السلام في قوله تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59] فكيف يكون الإخبار بصيغة الحاضر: (فيكون) على ما وقع في الماضي، ومقتضى الكلام أن يقال: فإنما يقول له كن فكان؛ لأنه إخبار عن أمر قد وقع وانتهى، ولا يصح أن يكون بلفظ المضارع، وإنما بلفظ الماضي.

    وقالوا: إن التعبير بأسلوب: (كُنْ فَيَكُونُ) ورد في أكثر من موضع في القرآن الكريم في سياقات مختلفة.


    الإجابة

    نقول وبالله تعالى التوفيق: قد أجاب المفسرون على مجيء هذه الآية على هذا الأسلوب، فقالوا:

    إن الآية جاءت بصيغة الحاضر بدلاً من صيغة الماضي، جريًا على عادة العرب في الاستعمال؛ حيث يستعملون صيغة المضارع تعبيرًا عن الماضي؛ لاستحضار صورة الحدث، وكأنه يقع الآن.

    قال ابن هشام في «مغني اللبيب»: إنهم يعبرون عن الماضي، كما يعبرون عن الشيء الحاضر، قصدًا لإحضاره في الذهن، حتى كأنه مُشاهد حالة الإخبار.

    وعلى هذا الأسلوب جاءت كثير من الآيات القرآنية، غير الآية التي بين أيدينا، من ذلك قوله تعالى: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا) [فاطر: 9] فلم يقل سبحانه: فأثارت بصيغة الماضي، وإنما قال: (فَتُثِيرُ) بصيغة الحاضر؛ لاستحضار تلك الصورة البديعة، الدالة على القدرة الباهرة من إثارة السحاب؛ وكأنها تحدث الآن، حيث تبدو أولاً قطعًا متناثرة، ثم تأتلف وتتداخل فيما بينها، إلى أن تصير ركامًا، ويتشكل منها الماء.


    ومن ذلك أيضًا قوله تعالى في قصة موسى عليه السلام: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) [القصص: 5] مع قوله أيضًا: (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) [القصص: 6] فإن المنَّ على موسى بالنصر والتأييد قد تم وانتهى، وأصبح من التاريخ والماضي، ولكن جاء الخطاب القرآني بصيغة المضارع (نَمُنَّ) ليستحضر القارئ صورة النصر والتأييد، وكأن مجريات الأحداث تجري بين ناظريه، وقل مثل ذلك في عاقبة فرعون، حيث جاء التعبير القرآن بصيغة المضارع (وَنُرِيَ) لاستحضار صورة الهزيمة، والعاقبة الوخيمة التي آل إليها أمر فرعون ومن معه.

    ومن الأمثلة الشعرية على هذا الأسلوب، قول الشاعر تأبط شرًا، وكان قد دخل في صراع مع ضبع من الضباع، يقول في وصف هذا الصراع:


    بأني قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان


    فأضربها بلا دَهَشٍ فخرت صريعًا لليدين وللجران

    فالشاعر قد ضرب الضبع في الماضي، وضَرْبها قد مضى وانتهى، لكن لما قصد أن يصور لقومه الحالة التي تشجع فيها على ضرب الغول، كأنه يبصرهم إياها، ويطلعهم على حقيقتها، للتعجب من جرأته على كل هول، وثباته عند كل شدة، عبر عن ذلك بصيغة المضارع، فقال: فأضربها ولم يعبر بصيغة الماضي: فضربتها؛ والذي دعاه للعدول عن صيغة الماضي إلى صيغة المضارع، استحضار تلك الصورة العجيبة، من إقدامه وثباته، حتى كأنهم يبصرونه في تلك الحالة.

    وعلى هذا الأسلوب أيضًا جاء قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:


    يُغشون حتى ما تَهِرُّ كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل

    فقد عبر الشاعر عن المعنى الذي يريد إيصاله بصيغة المضارع: تَهِرُّ، مع أنه يخبر عن أمر قد مضى وانتهى، وما ذلك إلا لبعث الماضي في صورة الحاضر، وتصويره كأنه يحدث الآن.

    وهذا الأسلوب الشائع في لغة العرب، والذي جاء القرآن الكريم على وفق لغتهم، إنما يُعمل به إذا عُرف المعنى، ولم يكن هناك التباس وغموض.

    كذلك أن مجيء الآية على هذا الأسلوب وراؤه أمر بلاغي؛ وذلك أن التعبير بصيغة الماضي يفيد الانقطاع والانتهاء، وهذا غير مراد في الآية، حيث جاءت لتبين الكيفية التي خلق الله فيها آدم؛ لأنه لو قال: كن فكان، لصدق هذا التعبير على وجود آدم لحظة واحدة من الزمن، ولو كان قد مات لحظة خلقه.

    أما التعبير بصيغة المضارع: (كُنْ فَيَكُونُ) فيفيد الدوام والاستمرار، وهذا يدل على أن آدم وجد، واستمر وجوده حتى أنجب ذكورًا وإناثًا؛ لأن دلالة المضارع تبدأ من الحال، وتستمر في الاستقبال.

    ============
    * الشبكة الإسلامية
    مها صبحي
    مها صبحي
    الإدارة


    شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع Empty رد: شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع

    مُساهمة من طرف مها صبحي السبت 28 فبراير 2009, 2:25 am

    شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع Www.hh50.com-Photos-Images-Expressions-Forums-0738
    avatar
    انتصار
    الادارة العامة


    شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع Empty رد: شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع

    مُساهمة من طرف انتصار السبت 28 فبراير 2009, 9:41 am

    جزاك الله خيرا على متابعة الموضع القيم جدا حبيتبي هومه
    نفع الله بك وبه وجزا الكاتب خيرا ما شاء الله
    ردوده رااائعة ومفحمة نسال الله ان يثبتنا واياه على الحق
    وان يجعلنا ممكن يعملون بالقرآن العظيم ويصدقون به بدون ادنى شك
    راجية رحمته
    راجية رحمته


    شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع Empty رد: شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع

    مُساهمة من طرف راجية رحمته الثلاثاء 23 يونيو 2009, 4:06 pm

    بارك الله فيك استاذه هومه
    سبحان الله العظيم سبحان الله البديع
    لم يختار هذا الحاقد في شبهته الا هذه الجمله الرائعه في لفظها وفي معناها سبحان الله
    اعتقد اننا نستحدمها فيما بيننا لنجعل الآخر منا يقلع عن ذنب او يفيق علي حاله ونستخدمها للعابد ليزداد خشية للعزيز الجبار القوي المتعال
    اللهم فقهنا وفهمنا وأجر علي ألسنتنا الحق
    جزاك الله خيرا
    avatar
    ليلاس


    شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع Empty رد: شبهه تعبير القران عن الماضى بصيغه المضارع

    مُساهمة من طرف ليلاس السبت 09 يناير 2010, 3:30 pm

    جزاك الله خيرا حبيبتي
    اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِيباً وَصَبْراً جَمِيلاً، وَأَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَأَسْأَلُكَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ، وَأَسْأَلُكَ الْغِنَى عَنِ النَّاسِ. وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيَّ الْعَظِيمِ.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 16 سبتمبر 2024, 1:37 pm