التبـــــرك و الكهـــــــانة
ما معني التبرك؟
التبرك: هو طلب البركة ورجاؤها واعتقادها
ما معني البركه؟
البركه تعني النمو و الزيادة و تعدي النفع الي الغير
المقصود بذلك ...المنفعه الغيبه و ليست المنفعه الماديه التي يعطيها الانسان
البركه من الامور التوقفيه.. اي يجب علينا ان نقف عليهاو نتاكد منها بدليل و اضح و صريح من القرآن و السنه
لماذا ؟؟؟
لان التبرك من الامور الغيبيه التي لا يدركها العقل... فيجب علينا ان نكون حذرين بهذ الشيء
فلا يجوز لنا التبرك بشخص او قبر او ما شابه الا بدليل واضح و صريح و قطعي من القرأن و السنه
اي إنه لا يجوز اعتقاد أن هذه الذات أو هذا المكان أو هذا الزمان مبارك إلا بدليل واضح و صريح من كتاب الله تعالى أو صحيح السنة
من هنا يأتي سؤال هام ....
هل ورد الدليل الصحيح في ذات أحدٍ من الناس أنها مباركة؟
نعم قد ورد الدليل بذلك:
وهو ذاته صلى الله عليه وسلم فذاته -صلى الله عليه وسلم- ذات مباركة، فيجوز طلب البركة من ذاته وآثاره
وذلك قد صحت به النصوص الكثيرة:
فمن ذلك: تبرك الصحابة بفضل وضوئه وبنخامته كما في الصحيح في حديث صلح الحديبية:
(ما تنخم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نخامة إلا وقعت في كف رجلٍ منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه).
ومن ذلك: تبركهم بالماء الذي غمس فيه يده
فقد روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناءٍ إلا غمس يده فيه فربما جاءوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيه).
ومن ذلك: التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم
، ففي صحيح مسلم عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى منى فأتى الجمرة فرماها ثم أتى منزله بمنى فنحر ثم قال للحلاق: ( خذ ) وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر ثم جعل يعطيه الناس.
ومن ذلك: التبرك بعرقه صلى الله عليه وسلم
ففي صحيح مسلم عن أنسٍ -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتت فقيل لها: هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- نام في بيتك على فراشك، قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها ففزع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ( ما تصنعين يا أم سليم ) فقالت: يا رسول الله نرجوا بركته لصبياننا. قال: ( أصبت ).
ولذلك فالضابط هنا ...أنه لا يجوز التبرك بذات أحدٍ إلا بذاته -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم.
هل يجوز طلب البركة من بعض الأشجار أو الأحجار؟
طلب البركة من بعض الأشجار أو الأحجار محرم وشرك
قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ﴿19﴾ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ﴿20﴾ ﴾
هل هو شرك أصغر أم شرك أكبر؟
هذا على حسب اعتقاد طالب البركة منها، فإن كان يعتقد أنها تعطيه البركة بذاتها وأن لها تصرفًا خفيًا بذلك فهذا شرك أكبر منافٍ لأصل الإسلام
ولو مات صاحبه عليه فإنه من الخالدين أبدًا في النار
وأما إن كان يجعلها سببًا فقط في تحصيل البركة فهذا شرك أصغر
هل هناك اماكن و اشياء بها بركه بذاتها ...؟
القرآءن الكريم .. جاء فيه ادله كثيرة ان القرآءن بركه
السحور كما قال الرسول صلي الله عليه و سلم ( تسحروا فأن في السحور بركه )
ماء زمزم ورد ايضا فيها ..ماء زمزم لما شرب له
المساحد الثلاثه ..المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصي ورد فيها ادله بأن فيها بركه
ليله القدر..قيل ايضا ان فيها بركه
و هذه الاماكن و الاشياء تتضاعف فيها الاعمال كما ليله القدر وايضا تقدر فيها اقدار خيرالامه كما في ليله القدر ايضا
و هذه الاشياء مباركه بركه متعديه تتعدي ذاتها
و هناك اشياء مباركه ولكن غير متعديه لا تتعدي ذاتها لا تنفع الا نفسها فقط كذوات الانبياء و العمل الصالح.. فالعمل الصالح يفيدك انت وبركته تفيدك انت .. و لاتتعدي لغيرك كما يفعل بعض الناس بالتبرك بالرجال الصالحين و ما شابه ذلك و ايضا العياذ بالله كما يفعل بعض الناس بالتبرك بالقبور و ذوات الانبياء و هذا من مآسي المسلمين و من اسباب ذلنا و ضياع عقيدتنا
نسأل الله تعالي دائما ان ييسر لنا امرنا و يجعلنا علي نعمه التوحيد و لانفعل شيء يجعلنا كافرين لا شرك اكبر او اصغر .
ومن هنا نقول أنه عندما ذكر ان المسجد الحرام ومسجد المدينة والمسجد الأقصى مبارك لماذا ؟...
لان الصلاة فيها مضاعفة للأجر كما قال تعالى عن المسجد الحرام: ﴿ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا ﴾ [آل عمران: 97]، فبركتها بركة معنوية أو نقول بركة لازمة ليست بمنتقلة ولا بمتعدية، أي أنها ليست بركة ذاتية ليست في الحجارة و ما شابه ذلك كبركة ذات النبي -صلى الله عليه وسلم
وبناءً عليه فإن من يتمسح بأستار الكعبة ظنًا منه أن البركة ستنتقل إلى بدنه
وكذلك من يقبل أعمدة المسجد الحرام أو مسجد المدينة، ويتمسح بمقام إبراهيم أو يقبله أو يمسح عليه بيديه ثم يضعهما على وجهه وصدره ظنًا منه أنه بذلك قد انتقلت البركة إليه .. كل ذلك لا يجوز فعله لانها بدعه
كما ان الحجر الاسود صحيح ان الرسول عليه الصلاة و السلام قبله الا انه لا يجوز لنا نتمسح بها و ما شابه .
وماء زمزم ايضا نجد أن بركة ماء زمزم في شربه فقط ....
والمقصود أن بركة هذه الأماكن المذكورة في السؤال إنما هي بركة لازمة معنوية لا أنها بركة ذاتية منتقلة
هل يجوز إطلاق لفظ "تبارك" على غير الله تعالى؟
لا يجوز ذلك ؛ لأن واضع البركة هو الله تعالى، فلا يقال: تباركت علينا يا فلان، ولا يقال: فلان بارك بحضوره هذا المشروع، أو بارك هذا الحفل، كل ذلك من الإطلاقات المحرمه ..
هل يجوز التبرك بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم- من لباسٍ وشعرٍ بعد وفاته؟
يجوز ذلك حتى بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم
فقد ثبت في الصحيح أن أسماء كانت عندها جبة النبي -صلى الله عليه وسلم- تغمس في الماء ويسقى لمن به عين أو وجع فيبرأ - بإذن الله تعالى
ويقول محمد بن سيرين - رحمه الله تعالى -: "عندنا شعرة من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصبناها من أنس، أو من قبل أهل أنس".
إلا أنه ينبغي أن تعلم أن هذه الآثار قد فقدت كلها في أزمنة متقدمة فما بالك بزمننا هذا، فكل من يدعي أن عنده شيء من شعره أو ثيابه أو نعليه أو خاتمه فإنه كاذب في هذه الدعوى، وإنما مراده إفساد الاعتقاد ونشر البدعة وانتهاب الأموال..
هل يجوز قول القائل لمن زاره من الصالحين زارتنا البركة ؟
فإن كان يقصد بركة الذات فهذا لا يجوز ؛ لأن بركة الذات من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- فليس أحد بوركت ذاته إلا هو صلى الله عليه وسلم .
وإن كان يقصد بذلك بركة العمل والاعتقاد أي أن هذا الزائر عنده أعمال صالحة واعتقادات موافقة للكتاب والسنة، فتقول ذلك وتقصد بركة هذه الأعمال والاعتقادات فهذا لا بأس به.
لكن أقول: إذا كان اللفظ فيه شيء من الالتباس على بعض السامعين فالأسلم العدول عنه و لا نقولها .
امـــــا فيما يفعله بعض الصوفية مع مشايخهم؟
حيث إنهم يأمرون أتباعهم بتعظيمهم التعظيم الزائد على الحد المشروع حتى يعتقد المريد أن شيخه هو البركة بعينها، فتراه يتمسح به أو بآثاره ويقبل الصادر والوارد منه بلا تفكير ولا مناقشة ... وهذا كله ضلال وبدعة، بل قد يصل بصاحبه في كثير الأحيان إلى الشرك الاكبر المخرج من الملة.
الكهـــــانة
الكاهن:
هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل اعتمادًا على الاستعانة بالشياطين.
وأما حكمه:
فهو مشرك بالله جل وعلا الشرك الأكبر ؛ وذلك لأنه يستخدم الجن ولا يمكن أن تخبره الجن بالمغيبات إلا إذا تقرب إليها بأنواع العبادات، وهذا من استمتاع الجن بالإنس الداخل في قوله تعالى: ﴿ اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ﴾
فالكاهن يستمتع بما تخبره به الشياطين من الأمور الغيبية والشياطين تستمتع بما يتقرب لها من أنواع العبادات، وكانت الكهانة منتشرة في بلاد العرب في الجزيرة وغيرها
حقيقة الكهانة:
أنها صنعة مضادة لأصل التوحيد لما فيها من تصديق الجن فيما تخبره به من الغيب، فهي مضادة كل المضادة
لقوله تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ ،
ولقوله تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿26﴾ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ...... ﴾
فالكاهن لابد لكي يخدموا بذكر الأمور المغيبة لهم
أن يتقربوا إلى الجني ببعض العبادات إما بالذبح أو الاستغاثة أو بالكفر بالله بسب المصحف أو إهانته ونحو ذلك، حتى ترضى عليهم الشياطين، فتخبرهم ببعض الأمور الغائبة، فهم دجالون كذابون أفاكون يعتمدون في مثل هذه الأخبار على نقل الدجالين الكذابين الأفاكين، والله أعلم.
وهنـا يجب ان نوضح شيء :
الجآن لا يعلمون الغيب و انمايجوز ان يعلموا شيء من الغيب غاب عنا نحن البشر اراد الله لهم ان يعلموه... فلا يدخل علمهم بالغيب في الغيبيات المطلقه.
ما حكم الإتيان إليهم؟
الحاله الاولي:
إما أن يكون لفضح حالهم والإنكار عليهم وبيان تناقضهم وللأخذ على أيديهم أو للتحقق من حالهم ومعرفة حقيقة أمرهم، فهذا مأمور به بل هو من الواجبات جزى الله فاعله خير الجزاء
الحالة الثانية:
أن يأتيهم يسألهم لمجرد الاطلاع على صنعتهم ولا ينوي شيئًا مما ذكرناه في الحالة الأولى ولا يصاحب ذلك الاطلاع والسؤال تصديق فيما يخبرون به من الغيب، فهذا الإتيان محرم وكبيرة من كبائر الذنوب
الحالة الثالثة:
فهي أن يأتيهم فيسألهم عن شيء فيصدقهم فيما يقولون، فهذا قد ارتكب جرمًا أشد من الذي قبله في الحالة الثانية
وقد ورد الدليل الصحيح الصريح بأنه بذلك السؤال والتصديق لا تقبل له صلاة أربعين يومًا، وبأنه كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم،
فقد روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( من أتى عرافًا فسأله عن شيءٍ فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يومًا )، فهذا الحديث عقوبته مشروطة بالتصديق.
وعن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)
وقال: ( من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ).
هناك تنبيهان فيما ورد عن
الاول:
قوله: ( فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )اختلف العلماء في ذلك الكفر، هل هو الأكبر أم الأصغر؟
أنه الكفر الأصغر وذلك لأنه
في الحديث الذي رواه مسلم قال: ( لم تقبل له صلاة أربعين يومًا )، فهذا التقييد فهم أن الكفر هنا هو الكفر الأصغر ؛ لأنه لو كان يريد الأكبر لما حده بأربعين يومًا ؛ لأن الكفر الأكبر لا يقبل معه صلاة مطلقًا
لثاني:
قوله: ( لم تقبل له الصلاة أربعين يومًا ) لا يراد به أنه يتركها بالكلية، وإنما المقصود من ذلك ذهاب الأجر لكنه يجب عليه أداؤها فانها فرض عليه و عبادة لكن لا أجر له فيها و ذلك لمدة اربعين يوما والله أعلم.
ما أصناف الكهانة؟
أصناف الكهانة كثيرة، فمنها:
ما يكون بالنظر في النجوم، ومنها: ما يكون بالخط أو عن طريق الفنجان أو عن طريق الطرق أو عن طريق الودع أو عن طريق قراءة الكف أو عن طريق ضرب الرمل أو عن طريق قراءة ما في الضمير أو عن طريق الحصى أو عن طريق النظر في الزجاج أو الماء أو عن طريق صب الرصاص المذاب أو عن طريق النظر في البروج كبرج الأسد والثور والعقرب والجدي ونحوها
كيف يعرف الكاهن؟
أقول: يعرف الكاهن بأمور كثيرة:
منها: أنه غالبًا يسأل عن اسم الأم أو أحد الأقرباء.
ومنها: أنه غالبًا ما يطلب بعض آثار المريض من ثياب أو ملابس داخلية كسراويل ونحوها.
ومنها: أنه يعرف أيضًا باستخدام بعض الطرق الذي مر ذكرها مثل ذكر اسم الام فيقول لكي اشياء تفصيليه اكثر.
ومنها: يعرض أيضًا بادعائه التطبب بالقرآن وهو لا يصلي ولا يرى في المساجد.
ومنها: أنه غالبًا ما يأمر المريض بذبح شيء من الأنعام أو غيرها مما يؤكل من الحيوانات بشروط يمليها على المريض.
ومنها: أنه يخبر المريض عن أشياء لم يخبره بها المريض ولا يعرف شيئًا عن حاله سابقًا أو يخبر المريض عن أشياء خاصة جدًا لا يطلع عليها إلا خواص الإنسان.
ومنها: أن يُسمَع منه تمتمات وعبارات لا يفقه معناها.
ومنها: أن بعضهم لا يعالج إلا في غرفة مظلمة.
ومنها: إعطاء المريض بعض الأوراق التي فيها كتابات لا تقرأ وعبارات هي كالألغاز التي لا تفهم أو فيها بعض الأسماء الغريبة، وغالبًا ما يكون اسم الشيطان الذي يستعين به.
ومنها: أمر المريض بعدم قراءة القرآن عند المجيء إليه وذلك حتى لا يفر الشيطان الذي يستعين به، بل وبعضهم ينهى المريض عن الصلاة في يوم العلاج وبعضهم ينهاه عن التسمية عند إرادة الدخول عليه في مكان علاجه.
ومنها: تردده الكثير على الخرب والأماكن المهجورة ؛ وذلك لأنها غالبًا ما تكون محتضرة تكثر فيها الشياطين أو ليضع فيها عقده وأوراقه لأنها مكان لا يأتيه أحد.
ومنها: صرف بعض الأعشاب والتدخينات العجيبة لتدخين البيت والغرف بها في أوقاتٍ معينة بطريقة خاصة يخبره الكاهن بها.
ومنها: عدم حرصه على شعائر الإسلام الظاهرة مع تلبسه ببعض المنكرات والمعاصي وهو يدعي أنه يعالج بالقرآن وغير ذلك .