معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


+4
أم عبد الرحمن
huda om omar
طالبة المعالي
lamiaa
8 مشترك

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة


    روح و ريحان


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف روح و ريحان الجمعة 28 أغسطس 2009, 8:07 am


    ** حكم من قال بخلق القرآن **



    حكمه أنه كافر كفر أكبر مخرج من الملة

    فالقرآن كلام الله المنزل منه بدأ وإليه يعود وهو صفة من صفاته

    ومن قال في صفات الله أنها مخلوقة فهو كافر مرتد

    يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام فإن رجع وإلا قتل كفراً وليس له شيئا ً من أحكام المسلمين

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 117l

    **هل صفة الكلام صفة ذاتية أم فعلية**


    نقول أن صفة الكلام صفة ذاتية كعلمه تعالى

    أما بإعتبار تكلمه بمشئته وإرادته فهي صفة فعل

    كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله أن يوحي بأمر تكلم بالوحي )

    لذلك قال السلف رحمهم الله في صفة الكلام أنها صفة ذات وفعل معا ً

    فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفاً بالكلام أزلاً وأبداً

    فتكلمه تكلم فعلي وذاتي

    وتكلمه بمشيئته وإرادته فيتكلم متى شاء وكيف شاء

    بكلام يسمعه من شاء وكلامه صفة لاغاية لها و لا إنتهاء

    قال الله تعالى : {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ

    أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً }الكهف109

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 117l


    **ماحكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق**


    أي أنه كلام الله ولكن اللفظ مخلوق

    فهذا أيضاً لا يجوز إطلاقه لا نفياً ولا إثباتا ً

    لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد

    وبين الملفوظ الذي هو القرآن فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 117l


    الخلاصة نقول : -


    أن القرآن الكريم كلام الله لفظه ومعانيه منزل غير مخلوق

    منه بدأ وإليه يعود وهو معجزٌ دالٌ على صدق من جاء به وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

    وهومحفوظ إلى يوم القيامة .

    تم بحمد الله

    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الأربعاء 02 سبتمبر 2009, 12:16 am



    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Bsmnb5d
    الايـــــــمان بالرســـل
    كيف نحقق الإيمان بالرسل ؟
    نحقق الإيمان بالرسل إذا استوفينا الإيمان بعدة أمور
    ]
    [الأول : الإيمان بأن الله قد بعث في كل أمةٍ من الأمم رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾النحل:36 ، وهذا يتضمن أن دينهم واحد وشرائعهم مختلفة ، قال تعالى : ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾المائدة:48
    =21] ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد وشرائعنا مختلفة ) .[/size]

    ]الثاني : الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع ، كما قال تعالى : ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ الشعراء:، ، وقال تعالى : لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾البقرة:285] لذلك اذا نظرنا الى النصارى فقد كفروا برسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبناءا عليه فقد كفروا برسالة الرسول محمد وبذلك هم لم يحققوا الايمان بكل الرسل]
    [الثالث : الإيمان بمن علمنا اسمه باسمه وقد سمى الله في القرآن عددًا من الأنبياء والرسل ، كآدم وإبراهيم وإسماعيل ومحمد وموسى وعيسى ونوح وهود وصالح وشعيب وداود وسلميان وأيوب ويونس وهو ذو النون وذا الكفل واليسع ولوط وهارون وإسحاق ويعقوب وزكريا ويحيى وإدريس وإلياس والأسباط وهم أنباء بني إسرائيل وكذلك الخضر على الصحيح من أقوال أهل العلم وقال تعالى : ﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾النساء]
    ومن لم نعلم اسمه منهم فإننا نؤمن بهم إيمانًا مجملاً كما قال تعالى : ﴿ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ﴾ .
    ]

    [الرابع : تصديق ما صح من أخبارهم مع أممهم ، وهذا داخل في الإيمان بأخبار القرآن ، فأخبارهم صدق وحق لا يتطرق إليها الكذب بوجهٍ من الوجوه .
    ]الخامس : العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم وأفضلهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾النساء:65
    ]

    السادس : الإيمان الجازم بأن رسالته ][صلى الله عليه وسلم رسالة عامة للثقلين الإنس والجن ، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾سبأ:28 ، وقال تعالى عن من آمن منهم بعد سماع القرآن أنهم قالوا لقومهم : ﴿ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿ 31 ﴾تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1

    ]هل النبوة مكتسبة أم مبناها على الاصطفاء والاختيار

    قول المسلمين هو أن النبوة مبناها على الاصطفاء والاختيار وهو عائد إلى الله تعالى ، قال تعالى : ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾الأنعام:124] ، وقال تعالى : ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾الحج:75 ، وهي داخلة في عموم قوله تعالى : ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾القصص:68] .
    وأما القول بأنها مكتسبة فإنه كفر وخروج عن الملة ؛ لأنه مكذب للنص الصريح القاطع ، ولأنه يفضي إلى ادعاء النبوة بعده صلى الله عليه وسلم] ، وقد قال تعالى : ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾9الأحزاب:40] ومن يقول انها مكتسبة هو قول بعض الفلاسفة
    [
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1الفرق بين النبي والرسول ؟


    الفرق المشهور هو أن النبي من بعث بشرع ولم يؤمر بإبلاغه ، والرسول من أوحي إليه شرع وأمر بإبلاغه ، ولكن هذا الفرق فيه نظر من عدة وجوه :

    أحدها : قال تعالى :
    ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ... ﴾ الآيةsالحج:52 ، فأثبت هنا أن النبي داخل ضمن من أرسل ومن لوازم ذلك أن يرسل إلى قوم ويبلغهم ما أرسل به ، فكيف يقال : ولم يؤمر بإبلاغه ؟


    ]الثاني ثبت في الصحيح أن النبي [صلى الله عليه وسلم] قال : ( عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد ) ، وهذا دليل على أنهم مبعوثون للبلاغ وأن من أطاعهم وصدقهم فهو معهم ومن عصاهم وكذبهم فقد خاب وخسر فكيف يقال : ولم يؤم بإبلاغه ؟


    [الثالث ] أن المقصود الأعظم من الوحي هداية الناس وإرشادهم ودلالتهم إلى الصراط المستقيم ، وما الفائدة من وحي لم يؤمر بإبلاغه من أوحي إليه ، مع أن الناس في زمنه محتاجون لما معه أشد من حاجتهم للطعام والشراب ، فيكف لا يلزم بإبلاغه مع شدة الحاجة وكثرة المخالفة .

    الرابع أن الواجب على أهل العلم إبلاغ الشريعة وتعليم الجاهل وإرشاد الضال وإفتاء السائل قال تعالى :
    ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾آل عمران:187 .
    [وبناءً عليه فالفرق الصحيح بين النبي والرسول : أن الرسول من جاء بشرع جديد ، والنبي من جاء مجددًا لشريعة من قبله ، والله أعلم .
    ]تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 26be0f940ara7[/size][/size]
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 166701
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الأحد 06 سبتمبر 2009, 12:39 am


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Bsmnb5d
    تابــع الايمـان بالرسل
    كيف نجمع بين قوله تعالى : ﴿ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ البقرة: وبين قوله تعالى : ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾][البقرة:253]

    ؟لا اختلاف في ذلك ألبته وبيانه أن يقال :


    لا نفرق بين الرسل في أصل الإيمان برسالتهم وأنها حق وصدق من عند الله تعالى ، فهم بهذا الاعتبار لا نفرق بين أحد منهم ، فلا نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، كما ورد ذلك مفسرًا في قوله تعالى : ﴿ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ﴾النساء:150
    ، فهذا هو التفريق المنهي عنه .
    وأما باعتبار الشرائع التي بعثوا بها والمعجزات والبراهين التي أيدوا بها والفضائل التي ثبتت لآحادهم فإن بعضهم أفضل من بعض بهذا الاعتبار وعلى هذا فلا إشكال بين الآيتين
    ]

    [تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1]

    أيهما أفضل الأنبياء أم الرسل ؟
    الرسل أفضل من الأنبياء ، وأفضل الرسل أولوا العزم المذكورون في قوله تعالى : ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ الأحقاف:21] ، وهم : محمد وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح ، وعلى جميع أنبياء الله ورسله أفضل الصلاة وأتم التسليم ، قال تعالى : ﴿ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم الأحزاب:21] ، وقال تعالى : ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾9][الشورى12

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1

    الرسول ارسل بشريعة جديدة فهل امر بالتبليغ فقط ؟
    للرسل عدة وظائف :

    فمن ذلك : البلاغ المبين ، قال تعالى : ﴿ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ
    النحل

    [الدعوة إلى الله تعالى وان يحاول بكل الوسائل لدعوة الناس للرجوع الى الله عز وجل وهدايتهم بشتى الوسائل قال تعالى : ﴿ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾[يوسف:التبشير والإنذار ، قال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ النساء: ، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾الإسراء:105 .ويكون ذلك بالترغيب والترهيب معا

    [إصلاح النفوس وتزكيتها ، قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾الجمعة:2 ، وقال تعالى : ﴿ الله اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾[البقرة:256 أي بإرسال الرسل وإنزال الكتب .ويكون ذلك بترقيقها وجعلها متواصلة مع الله
    تقويم الأفكار المنحرفة والعقائد الزائغة ، ويدل عليها كل آية فيها الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ومتابعة الآباء على الباطل وتفنيد عبادة الأصنام وهي كثيرة جدًا .وقد جاء الرسل جميعا ليؤكدوا العقائد الصحيحة ولكن النصارى واليهود حرفوا فى كتبهم وبدلوها فتشوهت عقائدهم من بعد ما كانت نقية وصافية
    ] إقامة الحجة ، قال تعالى : ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾[9النساء:165.

    سياسة الأمم وفصل الحكومات بين أفرادها بالحق والعدل ، قال تعالى :﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾[ص:26، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي بعث نبي ) .تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1

    ما الأحكام التي اختص بها الأنبياء ؟
    الأحكام التي اختص بها الأنبياء مجملة فيما يلي :

    الأول
    الوحي الذي يحصل به النبوة والرسالة ، قال تعالى : ﴿ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾الأنعام:19، وقال تعالى : ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ﴾[النساء:163
    .

    الثاني : العصمة ، فإن العلماء اتفقوا على أن الأنبياء معصومون فيما يبلغونه من وحي الله جل وعلا ، ومعصومون من الكبائر ، وهذا بالاتفاق ولم يخالف فيه إلا أهل البدع ، وأما الصغائر فإن الواحد منهم إذا وقع فيه بادر بالتوبة منها ولا يمكن أبدًا أن يقر عليها .

    ومنها : أنه تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا ) ، وفي الصحيح أن النبي [صلى الله عليه وسلم
    قال : ( يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي ) .

    ومنها : أنهم يخيرون عند الموت ، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة ) متفق عليه ، وفي الصحيح أيضًا أنه سمع منهصلى الله عليه وسلم
    أنه قال قبل قبضه : ( في الرفيق الأعلى ) ثلاثاً ، ثم قضى .

    ومنها : أن الأنبياء يقبرون حيث يموتون ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( لم يقبر نبي إلا حيث يموت ) رواه أحمد بسند صحيح ، ولذلك دفن النبي [صلى الله عليه وسلم
    في حجرة عائشة - رضي الله عنها - ؛ لأنه قبض فيها .

    أن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء )


    أنهم أحياء في قبورهم يصلون ، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ) ، وروى مسلم في صحيحه عنه أنه قال : ( مررت على أخي موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره )

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1

    ما ثمرات الإيمان بالرسل ؟

    الأولى : العلم بكبير رحمة الله تعالى بعباده وعنايته بهم ، حيث أرسل لهم الرسل ليهديهم إلى الصراط المستقيم، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله تعالى ؛ لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك .

    الثانية : شكره جل وعلا على هذه النعمة العظيمة .

    الثالثة : محبة الرسل وتعظيمهم والثناء عليهم بما يليق بهم ؛ لأنهم رسل الله ولأنهم قاموا بما أوجب الله عليهم من إبلاغ الشريعة على أتم الوجوه


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 26be0f940ara7
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 166701



    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الإثنين 07 سبتمبر 2009, 9:31 am



    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tetetee4
    الإيمـان باليـوم الآخـر
    أقسام الإيمان باليوم الآخر قسمان : إيمان مجمل ، وإيمان مفصل
    فالإيمان المجمل : هو الإيمان بكل ما سيكون بعد الموت مما أخبرت به الأدلة الصحيحة الصريحة على وجه الإجمال
    وأما المفصل : فهو أن ينصب الإيمان على كل قضية من قضايا اليوم الآخر على حدة بمعنى أن تؤمن بسؤال القبر على حدة ، وبعذابه ونعيمه على حدة ، وبالبعث والمعاد على حدة وهكذا إلى آخر ما أخبرت به الأدلة
    [تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1
    مقتضيات الايمان باليوم الاخر
    الايمان بما سيجرى باليوم الاخر وكل ما استدلينا به من الكتاب والسنة والحوض وهناك عدة قضايا يجب على المؤمن الايمان بها منها :
    القضية الاولى :اشرطة الساعة الكبرى
    معنى اشرطة الساعة هى الامور التى تحدث قبيل قيام الساعة ومنها:
    طلوع الشمس من مغربها
    الدابة
    الدجال وفتنته
    نزول سيدنا عيسى
    يأجوج ومأجوج
    الدخان
    الريح التى تأخذ كل نفس مؤمنة
    النار
    قال الله تعالى ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحيوة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن ءايتنا غافلون)وقال تعالى ( إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع )وقال عز من قال(إن الساعة اتية لا ريب فيها )
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1

    القضية الثانية من قضايا الايمان باليوم الاخر
    القضية الثانية الإيمان بأن كل أحدٍ سيموت ]
    فالموت حتم على كل أحدٍ ، قال تعالى : ﴿ كل نفس ذائقة الموت ]﴾ ، وقال تعالى : ﴿ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ كل شيء هالك إلا وجهه ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون]﴾كذلك فلابد من الاستعداد له واستفراغ الأوقات في التعبد ، ولنحذر من نسيانه فإن ذلك يوجب الغفلة والاشتغال عن الاستعداد له ، نسأل الله ]تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1القضية الثالثة من مقتضيات الإيمان باليوم الآخر
    الإيمان بسؤال القبر ونعيمه وعذابه
    قوله تعالى في آل فرعون : ﴿ النار يعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ]﴾وقال تعالى : ﴿ ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ﴾ وقال تعالى : ﴿ سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب الحريق ]﴾ ، فقد قال ابن مسعود وأبو مالك وابن جريج والحسن البصري وسعيد وقتادة وابن إسحاق : أن المراد بذلك عذاب الدنيا وعذاب القبر ، والعذاب العظيم هو عذاب جهنم - نعوذ بالله من عذاب القبر وعذاب النار ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيجلسانه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل - لمحمد [صلى الله عليه وسلم - فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقولان : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله مقعدًا من الجنة ، فيراهما جميعًا ، وأما المنافق أو الكافر فيقولان له : ما تقول في هذا الرجل ، فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال له : لا دريت ولا تليت ، ويُضرب بمطارق من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ) .

    وفيهما أيضًا عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، يقال له : هذا مقعدك حتى يبعثك الله عز وجل ) .
    وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في حائط لبني النجار على بغلة له والصحابة معه ، إذ حادت به وكادت تلقيه فإذا أقبرٌ ستة أو خمسة ، فقال : ( من يعرف هذه الأقبر ) ؟ فقال رجل : أنا . قال : ( فمتى ماتوا ) ؟ قال : في الشرك . فقال : ( قد أوحي إلي أن هذه الأمة تفتن في قبورها ولولا أن لا تدافعوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع ) ثم قال : ( تعوذوا بالله من عذاب القبر ) . فقالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر . قال : ( تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ... ) الحديث .

    وفي الصحيحن عن ابن عباس قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال : ( أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله ، وأما الآخر فكان يمشي بين الناس بالنميمة ) ، فدعا بجريدة رطبة فشقها باثنتين فغرز على كل قبر واحدة ، فقالوا : لم فعلت ذلك يا رسول الله ؟ قال : ( لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا ) .
    [/size]

    ومن ذلك الحديث الطويل حديث البراء بن عازب : ( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة كأن على وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مَدَّ البصر ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ) ، قال : ( فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسكٍ وجدت على وجه الأرض ) ، قال : ( فيصعدون بها فلا يمرون - يعني بها على ملأٍ من الملائكة - إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان بن فلان ، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء ، فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماءٍ مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ) ، قال : ( فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله . فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله ؟ فيقولان له : وما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ، فينادي منادٍ من السماء : أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابًا إلى الجنة ) ، قال: ( فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مُدَّ بصره ) ، قال : ( ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح ، فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير ، فيقول : أبشر بالذي يسرك أنا عملك الصالح ، فيقول : رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي ) ، قال : ( وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مَدَّ البصر ثم يجيء ملك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخطٍ من الله وغضب ) ، قال : ( فتتفرق روحه في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها - يعني على ملأٍ من الملائكة - إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح له فلا يفتح له ) ، - ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ﴿ لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ﴾ - ، ( فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحًا ) ، - ثم قرأ : ﴿ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به في مكان سحيق ﴾ - ، ( فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري . فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي منادٍ من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار ، وافتحوا له بابًا إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : ومن أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة ) حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود وغيرهم .
    وقد ذهب إلى موجب هذه الأحاديث جميع أهل السنة والحديث ، فهذه بعض الأدلة على إثبات هذه القضية العظيمة
    [/size]

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1

    هل الروح تموت أو لا ؟
    أنه إذا كان المقصود بموتها مفارقتها للجسد فإنها تموت بهذا الاعتبار ، وإن كان المقصود بموتها فناؤها وعدمها كأن لم تكن فهي لا تموت بهذا الاعتبار ؛ لأن الدليل السابق دل على أنها تبقى بعد مفارقة الجسد منعمة إن كان صاحبها من أهل النعيم ، ومعذبة إن كان صاحبها من أهل العذاب ، فمن قال من أهل العلم أنها تموت فإنما يريد مفارقتها للجسد ، ومن قال منهم إنها لا تموت فإنما يريد أنها لا تفنى ؛ لأنها خلقت للبقاء تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1
    هل
    عذاب القبر دائم على صاحبه أو منقطع ؟


    ]أنه يختلف باختلاف الميت ، فإن كان من أهل الكفر والشرك والنفاق الاعتقادي فإن عذابه في القبر دائم لا ينقطع ، وأما إن كان من الذين معهم أصل الإسلام والإيمان فإن عذابه منقطع ، وهو بمثابة المكفر عنه ذنوبه وخطاياه ، نعوذ بالله من عذاب القبر وعذاب النار مطلقًا]
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1[/size]
    هل عذاب القبر يقع على الروح أو الجسد ؟
    مذهب أهل السنة والجماعة أن عذاب القبر على الروح والجسد إلا أنه على الروح أصلاً ويدخل معها الجسد تبعًا
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1[/size]

    هل سؤال القبر خاص لهذه الأمة أو عام لسائر الأمم ؟
    فيه خلاف ، ومقتضى الأدلة أنه عام لكل الأمم وما ورد في بعض الأحاديث من قوله : ( إن هذه الأمة تفتن في قبورها ) و( أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم ) فلا يعد الاختصاص ؛ لأن هذا ذكر للعام ببعض أفراده وقد تقرر في الأصول أن ذكر العام ببعض أفراده ليس بتخصيص تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1[/size]

    هل سؤال القبر وعذابه ونعيمه يخص بمن قبر فقط أم ماذا ؟
    ] لا ، بل هو عام لكل من مات سواءً دفن أو لم يدفن ، وسواء احترق وتفرقت أجزاؤه ، أو أكلته السباع ، أو سفته الريح ، أو غرق في البحر[تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1[/size]

    هل سؤال القبر يكون لمن مات صغيرًا من أهل الإسلام أو مجنونًا ؟

    فيه قولان لأهل السنة ، والأقرب والله أعلم أنهم لا يسألون ؛ لأنهم ليسوا من أهل التكليف ، لفقدهم أهلية التكليف ، ولأن القلم مرفوع عنهم ، ولأنهم ليسوا من أهل الابتلاء والاختبار ، وإذا سلمنا أنهم لا يسألون في قبورهم فإنهم يوفقون للإجابة ؛ لأن الله تعالى لا يعذب من ليس من أهل العذاب سبحانه وتعالى ،تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1[/size]

    كيف نجيب على من ينكر عذاب القبر ونعيمه لأنه لا يحس فلو فتح قبر المؤمن لم نر نعيمًا ولو فتح قبر الكافر لم نر عذابً
    االأول : أن عذاب القبر ونعيمه من الأمور الغيبية التي تجب فيها التسليم فقط



    الثاني : أن طرق الإثبات كثيرة وليست مقصورة على الحس والمشاهدة فقط ، فهب أن دليل الحس انعدم ، فهل انعدامه دليل على العدم ؟ بالطبع لا ، فقد ثبت ذلك من طريق آخر وهو الخبر الصادق الذي لا يتطرق إليه الشك بوجه من الوجوه ، وهو خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن الأدلة في إثبات نعيم القبر وعذابه قد بلغت مبلغ التواتر وطريق النقل طريق ثابت بنفسه سواءً أيده دليل الحس والمشاهدة أو لا ، فيجب إثبات ما أثبته النص]

    الثالث : أن عذاب القبر ونعيمه ليس من جنس عذاب الدنيا ونعيمها وإن كان الله تعالى يحمي على الكافر التراب والحجارة التي فوقه وتحته حتى تكون أعظم حرًا من جمر الدنيا ولو مسها أهل الدنيا لم يحسوا بها ، بل وأعجب من هذا أن الرجلين يدفنان أحدهما إلى جنب صاحبه وهذا في حفرة من النار وهذا في روضة من رياض الجنة
    الرابع : أن الله تعالى أخفى عنا عذاب القبر حتى لا يتنكد عيشنا ، ولذلك فإنه قد ورد أن الثقلين لو سمعوا صراخ من يعذب في قبره لصعقوا عن آخرهم ، فرحمة منه وإحسانًا بنا أخفاه عنا ، فكيف بجعل ما هو رحمة وإحسانًا سببًا لتكذيب الشارع في خبره ؟وانه عندما يطلعنا الله على عذاب من فى القبور سببا لتخوف الناس من دفنهم ولانتشرت الامراض والاوبئة
    وهذا تكون انتهت القضية الثالثة

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 156294
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الإثنين 28 سبتمبر 2009, 11:49 am



    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Uityuty67
    تكلمنا فيما سبق عن الموت وخروج الروح والقبر وسؤاله ونعيمه وعذابه والان سنكمل عند نقاط هامة وننتقل بعدها الى القضية الرابعة من قضايا اليوم الاخر

    القضية الرابعة من قضايا اليوم الآخالإيمان الجازم بالبعث

    ما قولك فيمن يدعي علم قيام الساعة ويستدل على ذلك بأرقامٍ

    موعد الساعة من مفاتيح الغيب قال الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{34 لقمان

    ولقوله تعالى: ﴿ يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾
    ، ولقوله تعالى : ﴿ يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبًا ﴾
    . ولما سأل أحبُ الملائكة إلى الله تعالى أحبَ البشر فقال : متى الساعة ؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل
    .
    النفخ فى الصور هل هما نفختين ام اكثر؟


    قال الله عز وجل (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ{68} الزمراذن هناك نفختين الاولى للصعق والثانية للبعث وهناك راى اخر بان الفزع ليست هى نفسها نفخة الصعق بمعنى انهم ثلاث نفخات قال الله تعالى (ويوم ينفخ فى الصور ففزع من فى السموات ومن فى الارض الا من شاء الله)تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 9القضية الخامسة البعث من القبور

    قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى)الحج

    وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{27}الروم[يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ{104}الانبياء
    [
    وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ{51} قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ{52}يس

    أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{33}الاحقاف


    الله تعالى اعتبر من يكفر بالبعث كافر بالله ورسوله (وقال الذين كفروا ءاذا كنا ترابا وءاباؤنا ءانا لمخرجون
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 9القضية السادسة :ما بعد البعث وهو الحشر

    [النبى عليه الصلاة والسلام اعطانا ادلة كثيرة على الحشر وذكرها ووصفه وكما قال تعالى (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)الانعام 94
    وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً{47}الكهف

    [size=21]يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً{85} وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً{86}مريم
    يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً{108}طه
    وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ{18}غافر
    سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ{31}الرحمن
    وقال عليه الصلاة والسلام (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم فى الارض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم

    )[تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 122061cqk2r4y8uj
    تكملة الموقف وهو العرض على الله للحساب

    يقول عز من قال ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ{الحاقة18}
    وقال تعالى (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً{48}الكهف
    وقال تعالى (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ{83} حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{84} وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ{85} النمل
    ]وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ{24}الصافات
    فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ{92} عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{93}الحجر
    َوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ{6} الزلزلة
    ]قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من نوقش الحساب عُذِب)
    وقال عليه السلام(يدنو احدكم من ربه فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقول له الله سترتها عليك فى الدنيا وانا اغفرها لك اليوم)تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 9القضيةالسابعة نشر الصحف
    الإيمان بتطاير صحف الأعمال ، فآخذ صحيفته باليمين وآخذ لها بالشمال أو من وراء ظهره ، قال تعالى : ﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابًا يلقاه منشورًا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا ]﴾
    ، وقال تعالى : ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا في هنيئًا بما أسلفتم في الأيام الخالية وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عني مالية هلك عني سلطانية ﴾
    ، وقال تعالى في سورة الانشقاق : ﴿ وأما من أتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورًا ويصلى سعيرًا
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 564565464564
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الجمعة 02 أكتوبر 2009, 3:30 am


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Uityuty67
    تابع قضايا الايمان باليوم الاخر
    الان بدأ الحساب
    ما أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة ؟ وما أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة ؟
    أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة : الصلاة ، وأول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة : الدماء .
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
    ] أنه قال : ( أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، يقول الله تعالى لملائكته : انظروا صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة ، وإن كان نقص منها شيئًا قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ، قال : فإن كان له تطوع قال : أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم يؤخذ الأعمال على ذلك ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وصححه الحاكم .
    وروى النسائي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أول ما يحاسب عليه صلاته وأول ما يقضى بين الناس في الدماء )

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 9

    القضية السابعة : الايمان بالحوض
    ]هل الحوض هو الكوثر أم غيره ؟
    فيه خلاف بين أهل العلم ، والصحيح أن الحوض ليس هو الكوثر ، بل هما متغايران ، والدليل على ذلك أن الأدلة السابقة المثبتة للحوض تدل على أنه في عرصات يوم القيامة ، والكوثر نهر في الجنة ولا يذاد عنه أحد ، ]، وأيضًا فالمتقرر عند العرب في لسانها ومعلومها أن الحوض هو مجتمع الماء وغالب الأحيان لا يكون جاريًا ، وأما النهر فإن ماءه جار ، فاختلفا ، وأيضًا فإن الكوثر في الجنة كما ثبت به النص ، فهو من جملة نعيمها ونعيمها لا يمنع منه أحد ، والحوض قد ثبت الدليل أن رجالاً يطردون عنه ولا يمكنون من الشرب منه ومن ذلك : حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله 9][صلى الله عليه وسلم
    قال : ( إن حوضي أبعد من أيلة من عدن لهو أشد بياضًا من الثلج وأحلى من العسل واللبن ولآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وإني لأصد الناس كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه ) . قالوا : يا رسول الله أتعرفنا يومئـذٍ ؟ قال : ( نعم لكم سيما ليست لأحد من الأمم تردون علي غرًا محجلين من أثر الوضوء ) .
    ولعل هذه الأدلة كافية في إثبات هذه القضية الهامة من قضايا اليوم الآخر ، نسأله جل وعلا أن يكرمنا بالشرب من هذا الحوض المبارك

    [ صفاته
    ]لقد مر في الأدلة شيء منها : فمن صفاته : أنه طويل وعريض، عرضه كطوله ، فطوله مسيرة شهر وعرضه كذلك
    ومن صفاته : أن من شرب منه شربة فإنه لا يظمأ بعدها أبدًا - نسأل الله الكريم من فضله العظيم
    ومن صفاته : أن ماءه أشد بياضًا من الثلج واللبن
    ومن صفاته : أن عليه آنية وأباريق كثيرة جدًا لا يحصيها العد فهي في كثرتها كعد نجوم السماء وأن هذه الأباريق والآنية من الذهب والفضة كما ثبت ذلك في صحيح مسلم[
    ]ومن صفاته : أن الشرب منه وقف على من لم يغير ولم يبدل ولم يحدث في الدين شيئًا ، ولذلك فإن هناك رجالاً يذادون عنه كما يذاد البعير الضال ويقال : ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ما زالوا يرجعون على أعقابهم ) رواه مسلم .
    ومن صفاته : أن رائحته أطيب من ريح المسك كما في صحيح مسلم . ومن صفاته أيضًا : أنه يصب فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من فضة ،

    هل هو حوض واحد أم أن لكل نبي حوضًا ؟

    فيه خلاف ،، أما حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فأدلته متواترة ، ومن كذب به فهو كافر لتكذيبه للنصوص المتواترة ، وأما حوض غيره فقد ورد فيه بعض الأحاديث ، فنقول : نعم إن لكل نبي حوضًا ترده أمته إلا أن أكبر هذه الأحواض وأكثرها واردًا هو حوض نبينا صلى الله عليه وسلم
    ، ففي جامع الترمذي من حديث الحسن عن سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل نبي حوضًا وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارده وإني أرجو أن أكون أكثرهم وراده ) ، وهذا الحديث صحيح بشواهده ، وكذلك صح ذلك عن علي رضي الله عنه
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 9

    القضية الثامنة الايمان بالميزان
    ومذهب أهل السنة أنه ميزان حقيقي يرى ويوزن فيه ، له كفتان لا أنه مجرد العدل كما يقوله بعض المبتدعة ، قال تعالى : ﴿ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا وإن كان مثال حبةٍ من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ والوزن يومئذٍ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية
    ﴾ .

    وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) متفق عليه . وروى الإمام أحمد عن عبد الله ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل يستخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلاً كل سجلٍ مد البصر ثم يقول : أتنكر من هذا شيئًا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ قال : لا يا رب . ثم يقول : أفلك عذر أو حسنة ؟ قال : فبهت الرجل فيقول : لا يا رب . فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم عليك اليوم ، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ، فيقول أحضروه ، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات . فيقول : إنك لا تظلم ، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، قال : فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، قال : ولا يثقل شيء مع بسم الله الرحمن الرحيم ) ورواه الترمذي وابن ماجة وهو حديث حسن صحيح ، فهذا فيه إثبات لميزان الآخرة

    ولأحمد أيضًا من حديث علي رضي الله عنه أن ابن مسعود رضي الله عنه صعد شجرة فهبت ريح فانكشف ساقه فجعل الناس يعجبون من دقة ساقيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم21] : ( أتعجبون من دقة ساقيه فو الذي نفسي بيده هما في الميزان أثقل من أحد ) وسنده حسن . وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم] قال : ( إنه ليأتي الرجل لعظيم السمن يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة ، وقال : اقرءوا إن شئتم : ﴿ فلا نقيم له يوم القيامة وزنًا ﴾ ، وقد أجمع أهل السنة - - على إثبات الميزان الذي سينصب يوم القيامة

    هل هو ميزان واحد أم موازين كثيرة ؟
    الأرجح - أنه ميزان واحد وليس بمتعدد ، وأما جمعه في بعض الآيات فالظاهر والله أعلم أنه باعتبار ما يوزن به ، فالموزونات التي ستوزن فيه كثيرة ، فجمع باعتبار تعدد ما سيوزن فيه ، وأما هو في ذاته فهو واحد لا يتعدد ،

    ما الذي سيوزن في هذا الميزان ؟
    : لقد دلت الأدلة السابقة أن الموزونات التي ستوزن في الميزان ثلاثة أشياء :
    العمل نفسه ، والعامل ذاته ، وصحيفة العمل .

    فأما العمل : فلحديث : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ... ) الحديث .
    وأما العامل فلحديث علي رضي الله عنه في قوله : ( والذي نفسي بيده هما في الميزان أثقل من جبل أحد ) ، وحديث الرجل العظيم السمين لا يزن عند الله جناح بعوضة .
    وأما صحيفة العمل
    فلحديث السجلات والبطاقة وقد تقدمت .
    وقد تقرر في الأصول أن الجمع بين الأدلة الشرعية هو الواجب ما أمكن ، فالأدلة الواردة في ذلك لا اختلاف فيها ولله الحمد ؛ لأن الواحد منها يثبت ما لا ينفيه الآخر ، فمنها ما أثبت الوزن للعمل ، ومنها ما أثبت الوزن للعامل ، ومنها ما أثبت الوزن للصحيفة


    كيف يوزن العمل وهو ليس بجسم يخف ويثقل ؟
    الجواب من وجهين :

    الأول : أن هذا مما أخبرت به الأدلة وصحت به الآثار ، فالواجب الإيمان والتسليم به والوقوف حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والحديث وهو من أمور الآخرة وأمور الآخرة تختلف عن المعهود عندنا في الدنيا وهو داخل في الإيمان بالغيب

    .
    الثاني ] أن الله تعالى قادر على كل شيء ولا يعجزه شيء فهو قادر أن يجعل العمل جسمًا ، ألا ترى أن الدليل الصحيح أثبت أن الله تعالى يجعل الموت على صورة كبش ويذبح بين الجنة والنار مع أن الموت ليس بجسم ، بل هو معنى ، وليس المراد بذلك ملك الموت ، ولكن المراد نفس الموت ، حيث يجعله الله تعالى جسمًا يشاهده أهل الجنة وأهل النار ، فكذلك الأعمال يجعلها الله تعالى أجسامًا فتوزن في هذا الميزان الحسي



    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 9
    القضية التاسعة : الايمان بالصراط

    وهو الجسر الذي سينصب على متن جهنم ، قال تعالى : ﴿ وإن منكم إلا واردها ﴾ ، فقد فسره طائفة كبيرة من السلف بأنه الورود على الصراط ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة [رضي الله عنه
    مرفوعًا في حديث الشفاعة الطويل وفيه : ( ويضرب الصراط بين ظهري جنهم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسول ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ، وفي جنهم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم شوك السعدان ) ؟ قالوا: نعم . قال: ( فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تعالى ، تخطف الناس بأعمالهم فمنهم الموبق بعمله ، والموثق بعمله ، ومنهم المخردل أو المجازى أو نحوه ... ) الحديث .

    وفيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
    من حديثه الطويل في ذلك مرفوعًا وفيه : ( ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم ) . قلنا : يا رسول الله ، وما الجسر ؟ قال : ( مدحضة مزلة ، عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان يمر المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناجٍ مسلم وناجٍ مخدوش ومكدوسٍ في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبًا ) .

    ولمسلم من حديث أنس وابن مسعود - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال : ( آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشى مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة ، فإذا جاوزها التفت إليها فقال : تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله شيئًا ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين ) .

    ولمسلم أيضًا عن أبي هريرة وحذيفة - رضي الله عنهما - في حديث استفتاح الجنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
    مطولاً وفيه : ( وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبي الصراط يمينًا وشمالاً فيمر أولكم كالبرق ) . قال : قلت : بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق ؟ قال : ( ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ، ثم كمر الطير وكأشد الرجال ، تجري بهم أعمالهم ) ، قال : ( ونبيكم قائم على الصراط يقول : رب سلم سلم ... ) الحديث . وفيه أيضًا من حديث أبي سعيد أنه قال : ( بلغني أن الجسر أدق من السيف وأدق من الشعرة ) .
    والأحاديث في إثبات الصراط كثيرة ، وقد أجمع أهل السنة على أنه جسر حقيقي محسوس يمشي الناس عليه لا كما يقوله أهل البدع

    السبب في ذلك تفاوتهم في أعمالهم كما ورد في الحديث السابق : ( تجري بهم أعمالهم ) .
    إن المشي على الصراط الحسي يوم القيامة إنما هو نتيجة للمشي على الصراط المعنوي في الدنيا ، ونعني بالصراط الحسي أي الجسر المنصوب على متن جهنم ، ونعني بالصراط المعنوي أي متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكلما كان الإنسان أتبع وأسرع متابعة له في الدنيا كلما كان أسرع على ذلكم الصراط الحسي ، فمن ثبتت قدمه هنا ثبتت قدمه هناك ، ومن زلت به القدم هنا زلت به القدم هناك ، ومن أبطأ هنا أبطأ هناك ، ومن أسرع هنا أسرع هناك ، فما أيسر هذا الأمر تنظيرًا وشرحًا ، ولكن ما أعسره تطبيقًا وامتثالاً إلا أنه يسير على من يسره الله عليه



    ]صفة هذا الصراط ؟
    فمنها : أنه مظلم حالك الظلمة والمار عليه يحتاج إلى نور ليرى طريقه ، قال تعالى : ﴿ يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم . يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا ... ﴾ الآية .

    وفي صحيح مسلم عن أبي الزبير عن جابر في الحديث الطويل وفيه : (
    ويعطى كل إنسان منافق أو مؤمن نورًا ثم يتبعونه وعلى جسر جنهم كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله تعالى ثم يطفأ نور المنافقين ثم ينجو المؤمنون ... ) الحديث .

    وروى الحاكم وصححه وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه] في قوله تعالى : ﴿ يسعى نورهم بين أيديهم ]﴾ ، قال : ( على قدر أعمالهم يمرون على الصراط منهم من نوره مثل الجبل ، ومنهم من نوره مثل النخلة ، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم ، وأدناهم نورًا من نوره في إبهامه يتقد مرة ويطفأ مرة ) ، وما احتاجوا إلى هذا النور للمرور عليه إلا لأنه مظلم .

    ومنها : أنه دحض مزلة لا تثبت عليه القدم إلا إذا ثبتها الله تعالى ، ودليلها ما تقدم من حديث أبي سعيد وفيه : قالوا : وما الجسر ؟ قال : ( مدحضة مزلة ) ، والله المستعان .

    ومنها : أنه أحَدُّ من السيف وأدق من الشعرة ، ودليلها الحديث السابق عن أبي سعيد قال : ( بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف ) .


    ومنها : أن عليه خطاطيف وكلاليب مثل شوك السعدان ، وهو الشوك الملتف بعضه على بعض كما في الأحاديث السابقة وفيها : ( عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجدٍ يقال لها السعدان ) .

    ومنها: أن الأنبياء قائمين عليه يقولون: ( اللهم سلم سلم ) ، وفي الحديث: ( ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ) ، نسأل الله جل وعلا أن يثبتنا على هذا الصراط


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 I-042

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 47hn3
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الأحد 11 أكتوبر 2009, 5:41 am

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Post-20628-1188425664
    نتابع معا باقى قضايا الايمان باليوم الاخر
    أيهما يكون قبل الآخر : الصراط أم الميزان أم الحوض ؟
    والله تعالى أعلم - أن الحوض أولاً ثم الميزان ثم الصراط ، هكذا وردت الأدلة

    ماذا يكون بعد الصراط؟
    إذا مر الناس على الصراط فإنهم يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض ، فإذا هذبوا ونُقَّوا أُذِنَ لهم في دخول الجنة وذكر ان اول المظالم بين الناس الدماء وقد مر معنا حديث ابى سعيد الخدرى
    وقال تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً{40}النساء
    وقال عز من قال (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ{17}غافر
    وقال تعالى (وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{20}غافر
    وقال تعالى (َأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ{70}الزمر
    ويقال انها جزء صغير من الصراط ليقتص الانسان من الانسان من دماء وغيبة واكل مال حرام وظلم وهناك حديث للرسول عليه الصلاة والسلام قال (اتدرون من المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال ان المفلس من امتى يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتى قد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فأن فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخد من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار )

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 9
    القضية الحادية عشرة من مقتضيات الإيمان
    باليوم الآخر الإيمان بالجنة والنار
    كيف يتم تحقيق الإيمان بهما ؟

    الأول : أن تؤمن إيمانًا جازمًا يقينيًا أنهما موجودتان الآن ، أي أنهما قد خلقتا وفرغ من أصل خلقهما ، وقد تواترت الأدلة على ذلك :
    فمن ذلك :
    قوله تعالى في آيات كثيرة بعد ذكر نعيم الجنة : ﴿ أعدت للمتقين
    ﴾ ،
    ومن ذلك : ما في الصحيحين من حديث ابن عمر مرفوعًا : ( إن أحدكم عرض مقعده بالغداة والعشي فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله عز وجل يوم القيامة ) .
    وهذا العرض على الجنة والنار دليل على أنهما موجودتان الآن .

    ومن ذلك : قوله تعالى : ﴿ النار يعرضون عليها غدوًا
    وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب
    ﴾ ،

    الأمر الثاني : الإيمان الجازم بأنهما باقيتان أبدًا لا تفنيان أبدًا ولا تبيدان قوله تعالى في نعيم الجنة : ﴿ إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ﴾ ، وقوله تعالى : ﴿ وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ﴾ ، وقوله تعالى في آيات كثيرة عن أهل الجنة : ﴿ خالدين فيها أبدًا ﴾ ، وقال تعالى عنهم أيضًا : ﴿ لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ، وهذا نفي للموت عنهم وكما أفاده أيضًا حديث ذبح الموت بين الجنة والنار ، وقوله : ( يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت ) وهو في الصحيح .

    الأمر الثالث : أن تؤمن بما صح به الخبر من نعيم الجنة وعذاب النار مع الإيمان الجازم أن المعلوم منه إنما هو الاسم فقط وأما الكيفيات فإنه لا يعلمها على ما هي عليه إلا الله تعالى ، قال تعالى : ﴿ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ﴾ ، وقال في الحديث القدسي : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) . وقال ابن عباس : ( ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء ) .
    ومن القواعد المتقررة عند أهل السنة رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى أن الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى


    الأمر الرابع : أن تؤمن أن الله تعالى خلق لهما أهلاً ، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً ، ومن شاء منهم فإلى النار عدلاً وأنه يبقى فيهما فضل بعد دخول أهلهما فيهما ، فأما الجنة فينشئ الله لها خلقًا جديدًا ويدخلهم الجنة ؛ لأنه يتفضل وينعم ابتداءً لكمال فضله وواسع كرمه ، وأما النار فيضع رب العزة عليها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول : قط قط ، أي حسبي حسبي ، كما في الحديث الصحيح ؛ وذلك لأنه لا يعذب أحدًا بلا سابق جرم لكمال عدله جل وعلا فإذا آمنت بهذه الأمور الأربعة تكون بذلك قد حققت الإيمان بالجنة والنار .
    جعلنا الله وإياك من أهل الجنة وأعاذنا من عذاب القبر وعذاب النار


    وهناك من ينظر لله تعالى جعلنا الله واياكم منهم قال تعالى (وجوه يومئذ ناضرة *الى ربها ناظرة )وقال تعالى (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) اعاذنا الله
    وهناك حديث للرسول عن جرير قال كنا جلوس مع النبى عليه الصلاة والسلام فنظر الى القمر ليلة البدر قال انكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر لا تضامون فى رؤيته فأن استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فأفعلوا).

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 37
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Heart
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الإثنين 19 أكتوبر 2009, 5:46 am

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 454545fd1
    نتابع القضية الاخيرة من قضايا الايمان باليوم الاخر
    الشفـــــاعــــــــة
    عرف الشفاعة ؟ وما الأصل فيها عند أهل السنة والجماعة ؟

    والمراد بها في عرف أهل الاعتقاد : السؤال لفصل القضاء والتجاوز من الذنوب وتخفيف العذاب وزيادة الثواب لمستحقه ، فهذا التعريف يدخل فيه جميع الأنواع المذكورة والتي ثبتت بها الأدلة ، وهو تعريف للشفاعة في الآخرة وإلا فالشفاعة في الأصل : طلب الخير للغير ، إذا علمت هذا فاعلم أن الأصل في شفاعة الآخرة التوقيف على الدليل ، أي أنه لا يجوز أن يثبت منها إلا ما ورد الدليل به فقط وأما ما لا دليل عليه فالأصل عدمه لأن هذه الشفاعات من أمور الغيب وقد تقرر أن أمور الغيب مبناها على التوقيف ، فما صح به الدليل قلنا به ومالا فلا وكما أنه لا يجوز أن يثبت منها إلا ما أثبته الدليل ، فكذلك لا يجوز إنكار أو تأويل ما ثبت به الدليل

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 V38

    أقسام الناس في الشفاعة
    الناس في الشفاعة ثلاث طوائف
    طرفان ووسط:ـ

    الأولى:
    طائفة أنكرها كاليهود والنصارى والخوارج والمعتزلة الذين ينكرون الشفاعة في أهل الكبائر فخالفوا الآيات القرآنية الصريحة والأحاديث النبوية الصحيحة وناقضوا إجماع الأمة.

    الثانية:
    طائفة غلت في إثبات الشفاعة حتى تجاوز بهم الحد الشرعي فجوزوا طلبها من الأموات كالأنبياء والأولياء والصالحين،حتى أثبتوها لبعض الجمادات كما قال الله تعالى ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾[الزمر:3] وقال عنهم: ﴿ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس:18] فرد الله عليهم وكذبهم في زعمهم هذا فقال: ﴿ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر:18] وقال تعالى: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾[المدثر:48] وقد عاب الله تعالى على الذين اتخذوا شفعاء من دونه وهم لا يملكون شفاعة ولا يعقلون لأنهم إما أموات غير أحياء وإما جمادات فقال تعالى: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ ﴿43﴾ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزمر:43 ـ 44] وقال تعالى: ﴿ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾[سـبأ:23] فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون في معبوداتهم هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن .

    الثالثة: أهل السنة والجماعة : فقد أثبتوا الشفاعة الشرعية واعتمدوا ما جاء في شأنها في الكتاب والسنة وأنها لا تطلب إلا من الله تعالى


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 V38
    هل الشفاعة ف الآخرة عامة أم خاصة ؟

    كنها ما هو عام ومنها ما هو خاص ، ونعني بالخاص أي بالنبي وحده صلى الله عليه وسلم ، ونعني بالعام ، أي لسائر النبيين والملائكة والصديقين والشهداء والصالحين ومن مات صغيراً ولعامة المؤمنين.

    فأما الشفاعات الخاصة فثلاث :
    الأولى:
    الشفاعة العظمى.
    الثانية:
    الشفاعة في أهل الجنة ليدخلوا الجنة.
    الثالثة:
    الشفاعة في عمه أبي طالب.

    وأما الشفاعات العامة فأربع :

    الأولى: الشفاعة فيمن أستحق النار إلا يدخلها

    الثانية: الشفاعة فيمن دخلها من أهل القبلة ممن معه أصل الإسلام أن يخرج منها.
    الثالثة:
    الشفاعة في أهل الأعراف
    الرابعة: الشفاعة في رفعة الدرجات في الجنة ،
    فصارت الشفاعات بذلك سبع شفاعات ، ثلاث منها خاصة به صلى الله عليه وسلم والباقي عام له ولسائر المؤمنين والله أعلم .

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 V38

    ما المراد بالشفاعة العظمى وما دليلها ؟

    المراد بها شفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف لفصل القضاء بينهم ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون أشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول : لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله ، فيأتون موسى فيقول : لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول : لست لها ولكن عليكم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأقول :ـ أنا لها فاستأذنت على ربي لي ويلهمني محامد أحمده بها الآن فاحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال: يا محمد ارفع راسك وقل يسمع لك واشفع تشفع وسل تعط، فأرفع راسي وأقول : يا رب أمتي أمتي ... الحديث الطويل )[متفق عليه] .

    وهذه الشفاعة المقام المحمود الذي يحمده فيه الأولون والآخرون كما قال الله تعالى: ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ﴾[الاسراء:79] وكما ذكرت أن هذه الشفاعة خاصة به صلى الله عليه وسلم والله أعلم .

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Glitterline-03

    ما المقصود بالشفاعة لدخول الجنة مع ذكر دليلها ؟

    ج: المقصود بها أن أهل الجنة إذا جاءوا إليها وجدوا أبوابها مغلقة ويكون أول من يفتح له النبي صلى الله عليه وسلم فيدخلها وقد دخل بعده أمته ثم بقية الأمم ،
    ودليلها حديث أنس عند مسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول : محمد ، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ) وفي لفظ له ( أنا أول شفيع في الجنة )

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Glitterline-03

    ما المراد بالشفاعة في عمه أبي طالب وما دليلها ؟

    ج: المراد بها شفاعة تخفيف لا إخراج وهي خاصة بأبي طالب فقط وإلا فالأصل في عموم الكفار والمشركين أنهم لا تنفعهم الشفاعة ولا يأذن لأحد أصلاً بالشفاعة فيهم
    كما قال تعالى: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾[المدثر:48]، ففي الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: ( يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )، وفي لفظ ( وجدته في غمرات من النار ، فأخرجته إلى ضحضاح ) وفي الصحيح أيضاً من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عند عمه أبو طالب فقال : ( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه ) وللبخاري ( يغلي من أم دماغه ) ولمسلم عنه مرفوعاً ( إن أدنى أهل النار عذاباً من ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه )


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 V38

    ننتقل للشفاعات العامة
    ما المراد بالشفاعة في أهل الكبائر ؟ وما دليلها ؟
    المراد بذلك أن من الأمة من يموت مصراً على بعض الكبائر ، وقد ذكرنا أنه عند أهل السنة تحت المشيئة . فإذا شاء الله عذابه فإنه لا يخلو من أحوال إما أن يأذن بالشفاعة فيه فلا يدخل النار أصلاً بل يغفر له ويدخل الجنة ابتداءً

    ما المراد بالشفاعة فيمن دخل النار ومعه اصل الاسلام ؟

    وإما أن يدخل النار ثم يؤذن بالشفاعة فيه بعد دخولها فيخرج منها إلى الجنة انتقالاً ، وذلك يعود إلى مشيئة الله جل وعلا وهذه الشفاعة قد تواترت على إثباتها الأدلة ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لكل نبي دعوة دعاها لأمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ) وفي الصحيح أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) وعن أنس مرفوعاً ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) وفي الصحيح أيضاً عن حماد بن زيد قال قلت لعمرو بن دينار : أسمعت جابر بن عبدالله يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة ؟ قال : نعم )، وفي الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً ( فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا رحمة أرحم الراحمين فيقبض قبضةً من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا فحماً فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة ، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ) وفي الصحيح من حديث أبي سعيد السابق والطويل وفيه ( حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله تعالى في استيفاء الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون : ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم ، فتحرَّمُ صورهم على النار فيخرجون خلقاً كثيراً قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه ، فيقولون: ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به فيقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينارٍ من خير فأخرجوه فيخرجون خلقاً كثيراً ، ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه ، فيخرجون منها خلقاً كثيراً ، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيراً ) وفي الصحيح من حديث أبي سعيد أيضاً مرفوعاً ( أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس منكم أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم الله إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيئ بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل : يا أهل الجنة أفيضوا عليهم .... الحديث )

    ما دليل الشفاعة في رفعة الدرجات في الجنة ؟

    دليلها قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾[الطور:21] وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما توفي أبو سلمة ( اللهم أغفر لأبي سلمة وأرفع درجته في المهديين )

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 V38
    من أهل الأعراف ؟
    ج: أهل الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فيوقفون بين الجنة والنار ، يرون أهل الجنة يدخلون فيقولون ﴿ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴾ [الأعراف:46] ويرون أهل النار يدخلونها ﴿ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾[الأعراف:47] فيأذن الله تعالى بالشفاعة فيهم فيشفع فيهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون ، ويستدل على الشفاعة فيهم ببعض عمومات الأدلة السابقة كحديث ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ) وغير ذلك


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 V38

    ما شروط الشفاعة ؟ مع بيانها بالأدلة ؟

    ج: شروط الشفاعة شرطان : الإذن و الرضى قال تعالى ﴿
    مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾[البقرة:255] وقال تعالى ﴿ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾[الانبياء:28] وقال تعالى: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾[النجم:26]


    وهكذا نكون قد من الله علينا بختم فصل الايمان باليوم الاخر ونحمد الله على ان هدانا لذلك وما كنا لنتهدى لولا ان هدانا الله





    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Heart









    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa السبت 24 أكتوبر 2009, 4:15 pm

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 454545fd1
    سنبدأ على بركة الله دراسة بحث الايمان بالقدر

    عرف القضاء والقدر ؟
    والقضاء لغة له معان ، ومنها : الحكم ، وهما مصطلحان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا ، أي إذا ذكر القدر وحده دخل معه القضاء وإذا ذكر القضاء وحده دخل معه القدر ، وإذا ذكرا جميعًا في سياق واحد تغايرا ، فيكون القدر بمعنى العلم السابق والكتابة والمشيئة ، والقضاء بمعنى وقوع ذلك المقدور وخلقه فهما في ذلك كالإسلام والإيمان

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 V38

    دليل الايمان بالقدر
    قال الله عز وجل( مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً{38}الاحزاب
    وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً{47}النساء
    مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{11} وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ{12}التغابن
    الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}البقرة
    والاحاديث المذكورة كثيرة منها حديث جبريل عليه السلام المشهور (ان تؤمن بالقدر خيره وشره)وايضا
    وقال [صلى الله عليه وسلم] : ﴿ وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ﴾ رواه مسلم أيضًا ، وقد أجمع أهل العلم على الإيمان بالقدر وأنه الركن السادس من أركان الإيمان

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 V38

    مراتب الايمان بالقدر

    مراتب الإيمان بالقدر أربع مراتب :

    المرتبة الأولى : مرتبة العلم ، معناها : الإيمان بعلم الله تعالى المحيط بكل شيء من الموجودات والمعدومات والممكنات والمستحيلات ، لا يخفى عنه شيء في الأرض ولا في السماء ، فقد علم ما الخلق عاملون قبل أن يخلقهم وعلم أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم وأعمالهم في جميع حركاتهم وسكناتهم وشقاوتهم وسعادتهم ومن هو من أهل الجنة ومن هو من أهل النار وهو الايمان الجازم بعلم الله الذى لا يغرب عنه مثقال ذرة وعلمه وسع كل شئ

    قال الله تعالى (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ{22}الحشر
    اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً{12} الطلاق
    ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ{125}النحل
    وقال عليه الصلاة والسلام ( قال رجل : يا رسول الله ، أيعرف أهل الجنة من أهل النار ؟ قال : ( نعم ) . قال : فلم يعمل العاملون ؟ قال : ( كل يعمل لما خلق له ، أو : لما ييسر له ) .
    الراوي: عمران بن حصين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6596
    خلاصة الدرجة: [صحيح]


    وقال - عليه الصلاة والسلام - لما سئل عن أولاد المشركين : ﴿ الله أعلم بما كانوا عاملين ﴾ متفق عليه

    دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار . فقلت : يا رسول الله ! طوبى لهذا . عصفور من عصافير الجنة ! لم يعمل السوء ولم يدركه . قال " أو غير ذلك ، يا عائشة ! إن الله خلق للجنة أهلا . خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم . وخلق للنار أهلا . خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم " . الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2662
    خلاصة الدرجة: صحيح




    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Glitterline-03
    المرتبة الثانية : مرتبة الكتابة ، ومعناها : الإيمان الجازم بأن الله تعالى قد كتب في اللوح المحفوظ كل ما هو كائن إلى يوم القيامة وقد أجمع الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أهل السنة على أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب ، قال تعالى :إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ{12}يس

    قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى{52}طه

    وقال عليه الصلاة والسلام (فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقعد وقعدنا حوله ، ومعه مخصرة ، فنكس ، فجعل ينكت بمخصرته ، ثم قال : ما منكم من أحد ، ما من نفس منفوسة ، إلا كتب مكانها من الجنة والنار ، وإلا قد كتب شقية أو سعيدة

    والايمان بهذه المرتبة يوجب علينا ان نؤمن بتقدير الله لنا فى 5 امور :-
    الأول : التقدير الازلى : العام الشامل لكل شيء ، وهو تقدير الرب لجميع الكائنات بمعنى علمه بها وكتابته لها ومشيئة وخلقه لها ، وانه كتب علينا مقاديرنا من قبل خلق السموات والارض بخمسين الف سنة واول ما خلق القلم وقال عز من قال ( :مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ{22}الحديد

    وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقول : ﴿ كتب الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ﴾

    وعن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( إن أول ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب ، قال : رب وماذا أكتب ؟ قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة . يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من مات على غير هذا فليس مني الراوي: أبو حفصة المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4700


    الثاني : التقدير العمري ، وهو تقدير كل ما يجري على العبد في حياته إلى نهاية أجله من كتابة رزقه وأجله وعمله وشقي وهو نوعان :

    -حين اخذ الله الميثاق
    -عند خلق النطفة فى الرحم

    التقدير العمرى عند اخذ الميثاق قال تعالى فيه (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ{172}الاعراف

    وهناك حديث للرسول عليه الصلاة والسلام (أن رجلا قال يا رسول الله أنبتدئ الأعمال أم قد قضي القضاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ثم أفاض بهم في كفه فقال هؤلاء إلى الجنة وهؤلاء إلى النار فأهل الجنة ميسرون لعمل الجنة وأهل النار ميسرون لعمل النار


    التقدير العمرى عندما يكون نطفة فى الرحم قال تعالى (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى{32}النجم
    وقال عليه السلام (إن النطفة لتكون في الرحم أربعين يوما ثم تكون مثل ذلك علقة ثم تكون مثل ذلك مضغة ثم يبعث الله ملكا بأربع كلمات فيكتب رزقه وأجله وشقي أم سعيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أحدكم يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع ثم يدركه الكتاب الذي سبق عليه فيعمل بعمل أهل النار حتى يموت ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يدركه الكتاب الذي سبق عليه فيعمل بعمل أهل الجنة قبل أن يموت



    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Glitterline-03

    الثالث : التقدير الحولي ، ومعناه كتابة ما سيكون في هذه السنة من الإيجاد والإعدام والإعزاز والإذلال والرفع والخفض والرزق والعمل ونحو ذلك ، وهذا التقدير يكون في ليلة القدر من العشر الأواخر من رمضان ، قال تعالى : ﴿ إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم ﴾ ، وقال تعالى فيها : ﴿ تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمرٍ سلام هي حتى مطلع الفجر ﴾ .

    وقد روي عن ابن عمر وابن عباس والحسن وسعيد بن جبير أنهم قالوا : ﴿ يكتب فيها أي في هذه الليلة ما يحدث في السنة من موت وحياة وعز وذل ورزق ومطر حتى الحجاج يقال : يحج فلان ويحج فلان ﴾ .


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Glitterline-03



    الرابع : التقدير اليومي ، وهو تقدير ما سيحصل في كل يوم بيومه ، ويدل عليه قوله تعالى : ﴿ كل يوم هو في شأن ﴾ ، فقد قيل في تفسيرها : شأنه أن يعز ويذل ، ويخفض ويرفع ، ويعطي ويمنع ، ويغني ويفقر ، ويضحك ويبكي ، ويميت ويحيي ، إلى غير ذلك قال تعالى (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{29}الجاثية


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 V38

    هل يا ترى بعد ما علمنا بالمقادير وانها تكتب لنا منقبل ان نخلق فهل يجعلنا هذا نستسلم ؟

    هل الإيمان بالقدر يتنافى مع فعل الأسباب والحرص عليها ؟
    اتفق اهل السنة والجماعة واتفقت الكتب
    أن الإيمان بالقدر لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب ، بل يقولون : إن الأخذ بالأسباب من الإيمان بالقدر ، فمباشرة الأسباب من تمام الإيمان بالقدر ، ولهذا فيجب على العبد مع الإيمان بالقدر الاجتهاد في العمل والأخذ بأسباب النجاة والالتجاء إلى الله تعالى بأن ييسر له أسباب السعادة ، وأن يعينه عليها ، ونصوص الكتاب والسنة حافلة بالأمر باتخاذ الأسباب المشروعة في مختلف شؤون الحياة ، فقد أمرت بالعمل وطلب الرزق

    وقال - عليه الصلاة والسلام - لما قيل له : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل , فقال : ﴿ اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، فأهل السعادة يسيرون لعمل السعادة وأهل الشقاوة يسيرون لعمل الشقاوة ﴾ ثم قرأ : ﴿ ﴿ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ﴾ ﴾ والحديث في الصحيح. وقال - عليه الصلاة والسلام -: ﴿ احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ﴾ ، بل إن ترك تعاطي الأسباب اتكالاً على الكتابة السابقة في حقيقته أنه للقدر أصلاً؛ لأن الله تعالى ربط هذا الكون بعضه ببعض ونظم بعضه ببعض وربط الأشياء بأسبابها
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Nsaayatef8a741c44

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 861_01254256657

    لا وربي لن تهنئوا بنا سافرات)

    (نحن برداء فاطمة وعائشة متمسكات)




    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa السبت 31 أكتوبر 2009, 2:09 pm


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 2459074826_4c3e2129a2_o
    وقفنا عند المرتبة الثانية من مراتب الايمان بالقدر
    المرتبة الثالثة من مراتب الايمان بالقدر :-
    الايمان بالمشيـئة

    المشيئة ، ومعناها : الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وأنه لا يكون من حركةٍ ولا سكون ولا هداية ولا إضلال إلا بمشيئته وهذه المرتبة قد دل عليها إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم وجميع الكتب المنزلة من عند الله تعالى والفطرة التي فطر الله الناس عليها
    قال تعالى ({وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39الانعام
    وقال تعالى ({إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)} [يس : 82]
    وقال -عليه الصلاة والسلام- : ﴿ إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحد يصرفه حيث يشاء ﴾ .

    وقال عليه الصلاة والسلام (اشفعوا تؤجروا)
    ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty

    المرتبة الرابعة : الخلق

    وهذه المرتبة تقتضي الإيمان بالله تعالى وهو خالق كل شيء ، فهو وحده جل وعلا خالف الكائنات بذواتها وصفاتها وحركاتها ، فهو الخالق وما سواه مخلوق ، قال تعالى : ﴿ الله خالق كل شيء ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ وخلق كل شيء فقدره تقديرًا ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ هل من خالقٍ غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساءً ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ والله خلقكم وما تعملون ﴾
    وعن الرسول صلى الله عليه وسلم (والخير بين يديك ومنك وإليك اللهم ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر فمشيئتك بين يديه ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير
    واقوال الله كلها خير محض كما قال الرسول (الخير كله بين يديك )اى انها افعال وليست مشيئة وانه تعالى حكم عدل يضع الاشياء مواضيعها الائقة بها كما هى معلومة عنده وما كان فى نفس المقدور من شر فذلك يلحق ويضاف للعبد بما كسبت يداه والله سبحانه خالق لافعالهم
    قال تعالى ( {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)} [الشورى : 30]
    وقال تعالى {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76)} [الزخرف : 76]

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty

    هل للعباد قدرة ومشيئة على افعالهم ولماذا ؟
    نعم للعباد قدرة ومشيئة على افعالهم وان المشيئة تضاف لاعمالهم لانهم كلفوا وعليها يثابون ويعاقبون لان الله ارسل لهم الرسل بالشرائع والكتب ففى سن التكليف هم عندهم القدرة على التمييز بين الخير والشر اذن تبدأ افعالهم وعليها يثابون ويحاسبون
    ولكن اقف هنا حد انهم لا يقدرون الا على ما اقدرهم الله عليه ولا يشاوؤن الا ما يشاء الله ولا يتقدمون الا لجعلهم يفعلون ما يقدرون عليه وليس من الضرورى ان تكون مشيئة العبد مثل مشيئة الله عز وجل كما انهم ليسوا افعالهم المخلوقة لائقة بهم ومضافة لهم فقال تعالى ( {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ } [آل عمران : 73] وقال تعالى (من يهد الله فهو المهتد)ولكم كما ان الهادى ليس عين المهتدى فكذلك ليست الهداية هى عين الاهتداء التى تصدر من عباده
    اى ان جميع تصرف الله فى عباده اشياء محددة والعبد يفعل اشياء محددة اى اننا نقول ان افعال الله من حيث الفعل والافتعال فهذا كفر وايضا ان قول الهداية والوصول للهداية من فعل العبد فهذا كفر ايضا
    الله عندما كتب علينا المقادير المختلفة اى ان الله كتب علينا ان نكون مهتدين وهذا فعل قد كتبه الله لنا ولكن من يطبق فنحن علينا التطبيق وعلى حسب تطبيقنا يكون الثواب والعقاب وسبحان الله لسابق علمه بنا وكتابه لنا قد علم من سيكون مهتدى بشكل سليم ومن سيكون على ضلالة او ان يكون بين هذا وذاك

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty
    اليس فى قدرة الله ان يجعل كل عباده مؤمنون فلماذا لم يخلقهم هكذا ؟

    الله سبحانه بالتأكيد قادر على ذلك {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)} [المائدة : 48]
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)} [يونس : 99]
    وهذا مقتضى حكمة الله وموجب ربوبيته واسماءه وصفاته

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty
    الارادة
    الارادة نوعان
    الاولى كونية قدرية قصرية وهى بمعنى مشيئة هذه الارادة من امر الله وليس للانسان اى مجال ان يتدخل به ابدا فهى مقدرة تقدير كونى من الله كما وامثل ذلك بأنظمة الكون لا دخل للانسان بها لا من قريب ولا بعيد كاشمس والقمر والكفر والايمان والحياة والموت

    الثانية :الارادة الشرعية وهى تابعة لما يحب الله وهى متعلقة بأفعال العباد من الاعمال المشروعة وترك ما يبغضه الله عز وجل وهو مراد الله فعين امره بالصلاة والزكاة وصلة الرحم وحسن الخلق ولكن العباد قد بفعلون وقد لا يفعلون وعندما شرع الله الشرائع اوجب ان نكون متعبدين ودخلت هنا ارادة الانسان فمنهم من تبعها ومنهم من لم يهده الله وفقا لارادة عقل هذا الانسان ومشيئة الله وسابق علم الله به وبما سيكون هذا الانسان وانه ان كان مهتد فلا شئ سيقف امام اهتداؤه وانه لو ضال مضل فان شئ لن يقف امام ضلاله

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty
    والعباد وافعالهم من مخلوقات الله ...كيف ذلك ؟

    خالق الافعال هو الله ولا خالق سواه فالعباد مخلوقون لله وافعالهم من خلق الله وما يفعلون بأرادتهم وهنا يكون القدر الاختيارى ولكن هل هذه الافعال التى خلقها الله ولى كامل الاختيار فى فعلها ام لا ؟ ساجيب بمثال اذا قدم طعام نافع وظاهر عليه انه نافع وطعام اخر ضار وظاهر عليه الضرر فنحن بالتأكيد سنأكل الطعام النافع لان من مصلحتى ان اكله وان اترك الضار لعلمى بمفسدته وعندما نترك الشر ونأخذ الخير فهذا بين وهنا تكمن ارادتنا فمن خلق الله لنا التمييز بين الخير والشر واعطانا القدرة حسب افعالنا وما نقدر عليه ليحاسبنا به

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 676_01255916695

    لاوربي لن تهنئوا بنا سافرات)

    (نحن برداء فاطمة وعائشة متمسكات)


    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa السبت 31 أكتوبر 2009, 3:05 pm

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 3551_p126236
    ما حكم الاحتجاج بالقدر
    نجد الكثيرين يعلقون الاخطاء والاثام ويلقونها على القدر ويقولون قدر الله وما شاء فعل فسبحان الله الاحتجاج بالقدر منه ما هو مشروع ومنه ماهو ممنوع وزائغ كيف ذلك
    لان الاحتجاج بالقدر عند نزول المصائب جائز على سبيل المثال عند الموت او ان تبتلى فى مالك او اولادك او اعضائك او اى مصيبة تحل على الانسان فهى من قدر الله وهذا مشروع ان نحتج بالقدر عليها كما قال المولى عز وجل {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)} [الحديد : 22]
    اما اذا احتج الانسان بمعاصى يرتكبها وذنوب واثام والاحتجاج بالقدر على الذنوب غير جائز بتاتا وخاصة الذى يقترف ويفعل هذه الاثام والكبائر ويقول هذا مما كتبه الله على

    نحن اهل السنة والجماعة لنا هنا قاعدة هامة
    يجوز الاحتجاج بالقدر فى المصائب لا فى المعائب لان المصائب لا ارادة لنا فيها اما المعائب فهى من صنع ايدينا ولنا فيها ارادة
    الاحتجاج بالقدر حجة إبليسية التأصيل والتخطيط وآدمية التنفيذ ، فأساسها من كيد الشيطان الرجيم ، والمنفذ لها تطبيقًا عمليًا هم كثير من بني آدم ، .

    الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية وترك الواجب حجة داحضة باطلة كل البطلان نقلاً ، وعقلاً ، وحسًا ، وفطرة :

    أن القرآن أبطل هذه الحجة غاية الإبطال ولم يعتبرها شيئًا ونفى أن تكون من العلم في شيء ، ، قال تعالى : ﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ﴾


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty

    كيف علم العاصى ان معصيته التى ارتكبها هذه من قدر الله من قبل ان يعملها ؟
    أن الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي مع مخالفته للمنقول فهو أيضًا مناقض للمعقول ، وبيان ذلك أن الإنسان قبل فعل هذه المعصية هل كان يعلم أن الله قدرها عليه ؟ بالطبع لا ، فيكون هو الذي أقدم على فعلها اختيارًا منه لا اضطرارًا ، ولماذا لا يتركها ويقول : لم يقدرها الله علي ، بل لماذا لا يقبل على فعل الطاعة ويقول : الله قدر علي في هذا الوقت أن أفعل هذه الطاعة ، فإن هذا قليل فاعله ، أما أن يتقحم في المعاصي ويخالف أمر ربه ويتنكب عن الصراط المستقيم ويرتكب المحرمات وموبقات الآثام ، ويقول : الله قدرها علي ، فهذا خائب خاسر تائه ضائع لا حظ له في الآخرة ولا ينفعه ذلك يوم القيامة ؛ لأنه لم يكن يعلم ما قدر له حتى يقول : الله قدرها علي ، والله أعلم .

    أن الاحتجاج بالقدر فيه تعطيل للأسباب التي جاءت الشريعة بإثباتها والأمر بها ، فإن الشريعة قد ربطت الآثار بأسبابها فمن أراد هذا الشيء فعليه بتحصيل سببه أما أن يريد آثار الأسباب من غير تحصيل للأسباب فإن هذا قدح في الشرع وعجز وكسل وخور فإن من أراد الولد فلا بد أن يحصل الزواج؛ لأنه طريق الولد ، لكن من ترك الزواج وقال : إن كان الله قدر لي الولد فسيأتيني ولو لم أتزوج فكيف يكون هذا ولله المثل الاعلى وهذا واضح فى الحيث القدسى ﴿ فاستهدوني أهدكم ﴾ ، وفي الحديث الآخر : ﴿ اعقلها وتوكل ﴾ ، فمن أراد الهداية فعليه بسلوك سبب تحصيلها ومن أراد الجنة فعليه بسلوك سبب تحصيلها من فعل المأمورات وترك المحظورات مع الإخلاص والمتابعة


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty
    العبد مأمور بالإيمان بالقدر واتباع الشريعة بفعل المأمور واجتناب المحظور ، فلا تناقض بين القدر والشرع ؟

    فالمحتج بالقدر على ترك المأمور أو فعل المحظور هو في حقيقته مؤمن بوجود التناقض بين قدر الله وشرعه وهذا فيه قدر كبير في علم الله وحكمته ، بل يجب عليك أن تعلم أن من لم يؤمن بالشرع فإنه مكذب بالقدر؛ لأن شرع الله من جملة قدره ، ومن لم يؤمن بالقدر فإنه مكذب للشرع وهذا فيه قدح كبير لحكمة الله وعلمه وعندما نقول ان الله قدر لى المعيبة وكيف نقول ان شرع الله نزل بالبعد عن هذه المعيبة ولذلك قال ابن عباس : القدر نظام التوحيد ، فمن اعتقد أن هناك تعارضًا بين القدر والشرع فهو زنديق ، ولا يصل العبد إلى ذلك إلا بالاحتجاج بالقدر على ترك الشرع
    لا يوجد تناقض بين شرع الله وقدره
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty
    أن العباد مطالبون بالنظر فيما أمروا به فيفعلونه وفيما نهوا عنه فيتركونه ، هذا هو الذي تعبدنا الله تعالى به ، فنحن مطالبون بالاجتهاد في العمل لا في مطالعة الأقدار ، فالمحتج بالقدر ترك ما هو مأمور به من العمل ونظر فيما لم يؤمر به من مطالعة القدر ، فأشغل نفسه في مطالعة ما لا يعود عليه بالنفع لا العاجل ولا الآجل ، بل أشغل نفسه فيما يعود عليه بالضرر؛ لأن الهدى والصلاح والبر والتقوى إنما هي في متابعة الرسول [صلى الله عليه وسلم] لا في مجرد النظر فيما قدر لنا

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty

    أن العبد مأمور بالتوبة إذا وقع منه الزلل أمر إيجاب ، قال تعالى : ﴿ وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم ترحمون ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا ﴾ ، والاحتجاج بالقدر على فعل المعصية قاتل لانبعاث التوبة في القلب ، وبيان ذلك أنه قد سوغ لنفسه الاستمرار على هذه المعصية بأن الله قدرها عليه فلا يفكر أن يتوب منها لأنه وإن رآها خطأ إلا أنه يرى أنه معذور في فعلها لأنها مما قدر وكتب عليه ، فتراه مستمرًا عليها لا ينزجر عن فعلها ولا يرعوي عن مقارفتها ، والتوبة أمر مقصود شرعًا

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Tyrtyrtyrty
    أن الاحتجاج بالقدر على فعل المعصية لو كان حجة مقبولة لبادر بها إبليس لـمَّا تخلف عن السجود ولقال يا رب أنت قدرتها علي ، لكن علم في قرارة نفسه أنها لا تنفعه لأنها في الحقيقة ليست عذرًا مقبولاً

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 A3a5.com-a0a16aaceb
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الإثنين 30 نوفمبر 2009, 1:52 pm

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 2459076228_cf67f36d17_o
    مقارنة بين الارادة الكونية والارادة الشرعية
    الاولى :الارادة الكونية لا تستلزم المحبة اما الشرعية فتستلزم المحبة وهذا يعنى انها ليس كل شئ يخلقه الله كونا يستلزم ان يكون محبا له الله اما الشرعية فهى كل شئ امر الله به شرعا يحبه ويرضاه

    الثانية : الارادة الكونية لابد ان تقع اى ان كل شئ اراده الله كونا فأنه لابد ان يقع لا يدفعه شئ ابدا اما الشرعية قد تقع وقد لا تقع اى قد يريد الله اشياء شرعا وهذه ارادته الشرعية ويريدها ان تقع فى الكون ويريد شرعا الاسلام والهداية ولكن هذا لم يحدث ولم يقع بل ان اغلب الناس على كفر وضلال

    الثالثة : الارادة الكونية تكون مراده لغيرها لا لذاتها اى ان المعاصى الواقعة مرادة لغيرها لا لذاتها ليبين ان الطاعة هى الواجبة وليظهر معنى الطاعة اما الشرعية فأنها مرادة لذاتها كما نقول الايمان مراد لذاته والصلاة لذاتها والصيام والحج وهكذا

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Roses

    المشروع عند نزول المصائب من حوادث او كوارث

    اولا :يجب علينا الصبر وعدم الجزع وعدم التسخط على الاقدار كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )
    ثانيا: يجب علينا ان لا نقول لو فكلمة لو كما قال النبى عليه الصلاة والسلام ( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف و في كل خير و احرص على ما ينفعك و استعن بالله و لا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل : لو فعلت كذا و كذا و لكن قل : قدر الله و ما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ) ويجب الاقتناع ان هذه الحوادث سببها ما كسبه العبد من الذنوب والا ثام قال تعالى (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )
    ثالثا: الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره فيجب ان نسلم ويجب ايضا شكر الله على ما قدره لنا قال تعالى ({مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)} [التغابن : 11]

    رابعا :يجب علنا التحلى بالاوراد الشرية الوارد عن السول صلى الله عليه وسلم والايات القرانية الواردة أ نقول (انا لله وانا اليه راجعون ) وقوله تعالى فى سورة البقرة ( {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة : 156 - او ان نقول قدر الله وما شاء فعل او اللهم اءجرنى فى مصيبتى واخلفنى خير امنها وعند المرض نقول كفارة وطهور ان شاء الله

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Roses

    عموما قول اهل السنة والجماعة عند نزول المصائب
    كل شئ وقع وسيقع فى الكون لا يقع الا بأرادة الله عز وجل وهذه الارادة اما تكون لذاتها او لغيرها

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Roses

    لماذا خلق الله ابليس وماالحكمة فى ذلك؟
    نقول ان ابليس هو مادة لكل فساد فى الدنيا والاديان والاعمال والشبهات وهو سبب لشقاوة الانسان وخلقه ليس مراده لذاته بل لغيره وقد تلمس العلماء المصالح من خلقه ومنها ما يلى :
    الاولى : قدرة الله تبارك وتعالى فى خلق المتضادات والمتقابلات فالذى خلق هذه الذات الفاسدة وهى اخبث الذوات وسبب كل كل خطيئة هو الذى خلق جبريل عليه السلام وهو اشرف الذوات ومادة كل خير فتبارك الله وايضا الجنة والنار والايمان والكفر وهذا من كمال سلطانه

    الثانية : ان يكمل الله تعالى لاولياءه مراتب العبودية وذلك بمجاهدة ابليس وحربه وبطاعة الله والاستعاذة من ابليس والاستعانة واللجوء لله فيترتب مصالح دينية ودنيوية واخروية لهم فيكون هناك المحبة والصبر والرضا وهذه احب انواع العبودية لله

    ثالثا: الله تعالى خلق ابليس ليمتحن وليميز الخبيث من الطيب وحتى تظهر اثار اسماءه ومقتضاياتها ومتعلقاتها مثل الرافع والخافض والمعو والمذل فأذا كنا جميعا مطيعين لن تظهر اثار الاسماء والصفات

    رابعا : خروج ما فى طبائع البشر من خير وشر وذلك كامن فيها فخلق الشيطان ليظهر طبائع اهل الخير من القوة للفعل وارسل الرسل لتظهر طبائع اهل الخير من القوة للفعل

    خامسا : ظهور الكثير من اياته وعجائب صنعه فحصل ما فى نفس الخبيث من وقوع الكبر ايات مثل ايات الطوفان وايه قوم لوط وقوم نوح وانقلاب النار على سيدنا ابراهيم لتصبح بردا وسلاما


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Roses

    ما حكمة الله تعالى لخلق المصائب ؟

    الاولى : ان يتذكر العباد الذين بعدوا عن الجادة الصحيحة بقدرة الله وعندما تلم بهم مصيبة تكون كالصفعة لهم وتهتز قلوبهم فتعود وتتذكر وتنتبه من الغفلة

    الثانية : استخراج عبودية الضراء (الصبر ) وعندما نصبر ندعو الاله (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا ...)فهذه العبودية تظهر وتتجلى عند المصائب

    ثالثا: حث النفوس وحفز اشواقها للجنة للعمل والسعى لنيل رضا الله ودخول الجنة ولولم يكن لكان الانسان ما سعى لنيلها والوصول لها

    رابعا : تقوية الرابطة بين العبد وربه وعلمه بضعفه فأن هذه المصائب تعلم الانسان انه لا مخرج له منها الا بالصبر وصدق الالتجاء لله تعالى فيكون دائم التضرع والدعاء وهو اعلى مراتب العبودية

    خامسا : الدخول فى زمرة المحبوبين لله تعالى فالمبتلون يدخلون فى زمرة المحبوبين المشرفين بحب الله تعالى فأن الله اذا احب قوما ابتلاهم كما قال النبى عليه الصلاة والسلام ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) رواه الترمذى وابو داووود

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Wfn57015

    كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الاضحى المبارك..
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 C21a8786a3تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 C21a8786a3تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 C21a8786a3
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa السبت 05 ديسمبر 2009, 3:59 am

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 2459074826_4c3e2129a2_o
    نتابع معا باقى تفاصيل الايمان بالقدر
    ما الواجب على العبد اعتقاده في أفعال الله تعالى ؟

    الواجب على العبد تجاه ذلك أن يعتقد الاعتقاد الجازم أن الله جل وعلا في جميع أفعاله حكمًا جليلة وغايات ومصالح عظيمة سواءً علمناها أو لم نعلمها ، فيجب على العبد أن يعلم ويعتقد أن أفعال الله جل وعلا وأوامره لا تخلو من الحكم الباهرة العظيمة التي تحير العقول وأنه متنزه عن فعل ما لا حكمة فيه ولا مصلحة ، فإن هذا عبث وقد نزه نفسه الكريمة عنه كما في قوله : ﴿ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ﴾ فأفعاله كلها حكم ومصالح ، وإذا لم تدخل في حدود معلومنا فذلك لا يدل على انتفائها في نفس الأمر ؛ لأن عدم العلم ليس علمًا بالعدم وعقولنا أحقر من أن تحيط بذلك على وجه التفصيل ، وهذا الإيمان الجملي فرض عين على كل أحدٍ ، بل هو من مقتضيات وصف الله جل وعلا بالكمال المطلق ، فإن القدح في ذلك قدح في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وهو منافٍ لكمال التوحيد الواجب ، بل قد يكون في بعض صوره منافٍ لأصل التوحيد والعياذ بالله ، فعلى العبد أن يؤمن بلا ريب أن الله تعالى هو الكامل الكمال المطلق في علمه وحكمته وسائر أفعاله جل وعلا ، ومقتضى هذا الإيمان أن يؤمن بأن أفعاله جل وعلا كلها بلا استثناء لها الحكم العظيمة والغايات والمصالح المحمودة

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Roses

    ما معنى قوله تعالى : ﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ﴾ ؟

    أن القدر نوعان :

    الأول : القدر المثبت أو المطلق أو المبرم ، ويراد به ما قد كتب في أم الكتاب أي اللوح المحفوظ فإن هذا التقدير ثابت لا يتبدل ولا يتغير ولا يزاد فيه ولا ينقص ، وهذا هو المراد بقوله تعالى : ﴿ وعنده أم الكتاب ﴾ ، وبناءً عليه فالآجال والأرزاق والأعمال وغيرهما التي كتبت في أم الكتاب ثابتة لا يعتريها شيء من التغيير والتبديل .

    الثاني : القدر المعلق أو المقيد ، وهو ما في صحف الملائكة ، فهذا هو الذي يقع فيه المحو والإثبات ، فإن الله تعالى قد أمر الملك أن يكتب له أجلاً ، وقال : إن وصل رحمه زدته كذا وكذا ، والملك لا يعلم أيزداد أم لا ؟ لكن الله تعالى يعلم ما يستقر عليه الأمر ، فإذا جاء الأجل لا يتقدم ولا يتأخر ، وكذلك يقال في الأرزاق والمصائب ونحوها ، فإنه قد يثبت منها أشياء في الكتب التي بأيدي الملائكة ، وقد يمحى منها أشياء ، وذلك كله داخل تحت قوله تعالى : ﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ ، فهذا المحو والإثبات إنما يكون في الصحف التي بأيدي الملائكة ، وكل ذلك قد كتب في أم الكتاب ، أعني الأقدار وأسبابها ، فلا تبديل ولا محو ولا إثبات فيما كتب في اللوح المحفوظ


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Roses

    بعض الأخطاء التي وقع فيها بعض الناس في هذا الباب المهم لنحذرها ونحذر منها .

    منها : وهو أعظمها الخوض في هذا الباب بلا علم ولا برهان والنزاع فيه ، فإن هذا زلل عظيم ومزلق وخيم ، وهاوية كبيرة قل من يسلم منها إذا وقع فيها ، ولذلك وردت الأدلة والآثار محذرة من ذلك كل التحذير ، فقد روى أحمد وابن ماجة بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله خرج على الصحابة وهم يتنازعون في القدر ، هذا ينزع آية وهذا ينزع آية ، فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان ، فقال : ﴿ بهذا أمرتم - أو بهذا وكلتم - أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض انظروا إلى ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتهم عنه فاجتنبوه ﴾ . وروى الطبراني وأبو نعيم في الحلية من حديث ابن مسعود t مرفوعًا : ﴿ وإذا ذكر القدر فأمسكوا ﴾ وحسن إسناده الإمام العراقي وابن حجر والسيوطي والمباركفوري ، وقد قال الله تعالى : ﴿ ولا تقف ما ليس لك به علم ﴾ وإن الخوض في القدر بلا علم ولا برهان قد أورث كثيرًا من الأسئلة الاعتراضية التي لا ينبغي أن يسأل عنها وقد أورث أن بعض الناس يبحث في الجوانب الخفية في هذا الباب ، وأفضى أيضًا إلى ترك التسليم والإذعان لله تعالى في قدره ، وكثير من الناس أقحم عقله الضعيف العاجز في اكتشاف مسائل هذا الباب من غير اهتداء بنور الكتاب والسنة ، وهذا أدى إلى التنازع والافتراق في هذا الباب ، وكل ذلك سببه الكلام في هذا الباب بلا علمٍ ولا نورٍ من الله ، فاحذر من ذلك الأمر الخطير ، والله يحفظنا وإياك .
    ومنها : الاحتجاج به على فعل المعائب أي المعاصي وقد تقدم لنا الحكم فيه والأجوبة عنه .
    ومنها : الاتكال على ما كتب وترك تحصيل الأسباب الشرعية وغيرها اعتمادًا على ما سبق به العلم وهذا خطأ فادح ومهيع وخيم جدًا ومدخل شيطاني لابد من سده بمعرفة منهج أهل السنة وقد قدمنا الجواب عن ذلك .
    ومنها : عدم الاهتمام بشأن الدعاء ويرى أنه لا حاجة له ؛ لأنه لو دعا ثم دعا فلن يأتيه إلا ما قدر له ، فما قدر له فإنه يأتيه بلا دعاء وما لم يقدر له فلن يأتيه ولو استفرغ جهده في الدعاء ، وهذا فرع من فروع الاتكال على القدرة وتعطيل الأسباب الشرعية ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ﴿ ولا يرد القدر إلا الدعاء ﴾ رواه أحمد وابن ماجة والترمذي وحسنه الألباني - رحم الله الجميع رحمة واسعة - . وقال - عليه الصلاة والسلام - : ﴿ من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئًا يعطى أحب إليه من أن يسأل العافية ، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء ﴾ وحسنه الألباني أيضًا . وقال [صلى الله عليه وسلم] : ﴿ لا يغني حذر من قدر وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة ﴾ وحسنه الألباني أيضًا .
    وأما ما يتردد على لسان الصوفية من قولهم عن إبراهيم الخليل [صلى الله عليه وسلم] : ﴿ حسبي من سؤالي علمه بحالي ﴾ فإنه كلام لا أصل له ، قاله أبو العباس شيخ الإسلام وغيره من أئمة الحديث .
    ومنها : نسبة المشيئة إلى الظروف أو الأقدار فيقول : شاءت الظروف وشاءت الأقدار ، وهذا خطأ لأن الظروف والأقدار لا مشيئة لها وإنما الذي يشاء هو الله تعالى كما حققه الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - .
    ومنها : دعاء بعض الدعاء بقوله : ، وهذا دعاء لا ينبغي ؛ لأنه قد شرع لنا ما هو خير منه وأاللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه فضل وهو الدعاء برد القضاء إذا كان فيه سوء ، ويكفيك قوله [صلى الله عليه وسلم] : ﴿ تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء ﴾ رواه البخاري .
    ومنها : سب القدر واتهامه والتسخط عليه ونسبة السوء إليه - والعياذ بالله تعالى - ، وهو منافٍ للأدب مع الله تعالى ، وعلامة للجزع النافي للصبر الواجب ، ومفضٍ بصاحبه إلى سخط الله تعالى كما في الحديث : ﴿ ومن سخط فعليه السخط ﴾ والجزاء من جنس العمل .
    ومنها : ما يفعله بعض الناس من استطلاع القدر المستقبلي عند الكهنة والمنجمين ، وهذا ضلال مبين في باب القدر ؛ لأن القدر من الغيب ، والغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ، ويدخل في ذلك من يصدق بتأثير الأسماء والأبراج فيما يجري للإنسان في حياته .
    ومنها : إنكار علم الله تعالى السابق أو إنكار الكتابة السابقة أو إخراج أفعال العباد أن تكون مخلوقة لله تعالى كما تقوله القدرية .
    ومنها : سلب العبد قدرته ومشيئته كما هو قول الجبرية .
    ومنها : زعم أن الإنسان مخير مطلقًا أو مسير مطلقًا .
    ومنها : قول العبد ( لو ) أو ( ليت ) عند نزول الأمر المؤلم وقد قدمنا ذلك سابقًا .
    ومنها : تمني الموت بسبب ما نزل به من الضر ، هذا حرام لا يجوز ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ﴿ لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد متمنيًا فليقل اللهم أحييني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي ﴾ متفق عليه .
    ومنها : قتل نفسه ، وهو المعروف بالانتحار ، وهذا جريمة عظيمة وعقوبتها وخيمة ، قال تعالى : ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كـان بكم رحيمًا ومن يفعـل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا ﴾ . وقال - عليه الصلاة والسلام - : ﴿ من وجأ نفسه بحديدة فقتل نفسه فحديدته في يده يجأ بها في بطنه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ، ومن تحسى سمًا فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا ﴾ متفق عليه .
    وقتل النفس دلالة صريحة على التسخط على القدر ، والمخيف أنه قد هذه الآونة الأخيرة بدأ يكثر ، فنعوذ بالله من الخذلان والله أعلم .
    فهذه بعض الأخطاء في هذا الباب المهم فاحذر وحذر منها ، عافانا الله وإياك من كل سوءٍ وبلاءٍ ، والله أعلم .



    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Roses

    كيف الجواب على من أشكل عليه الجمع بين قوله تعالى : ﴿ ويعلم ما في الأرحام ﴾ ، وقوله [صلى الله عليه وسلم] : ﴿ ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله ﴾ ، وبين معرفة الأطباء لما في الرحم من كونه ذكرًا أو أنثى ؟
    - أن المقدم هو كلام الشارع في كل شيء ، فالقرآن والسنة لا يجوز أن يعارضا بأي شيء ، ولا يجوز التقدم عليها بقولٍ أو فعلٍ .

    وثانيًا :
    اعلم أيضًا أنه لا يمكن أبدًا ولا يتصور أن تتعارض الحقائق العلمية التي ثبتت بالطريق الصحيح مع نصوص الكتاب وصحيح السنة ، فإن الذي أنزل النص هو الذي خلق الأشياء كلها وهو العالم بذواتها وصفاتها وخصائصها وأفعالها وما يتعلق بها ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، فلا يمكن أبدًا أن يكون كلامه معارضًا لذلك إذا تكلم عنه ، فإذا وجد ما يوهم المعارضة فلا يخلو :
    إما أن تكون هذه الحقيقة العلمية المدعاة ليست بشيء أصلاً ، أي أنها لم تبن على علم وبصيرة وهدى ، أو أن تكون متلقاة ممن لا يؤتمنون على حمل قتٍ ، فيظهرونها في صورة الحقائق العلمية وهي إلى الخرافات والدجل أقرب ويعارضون بها نصوص الوحيين ، وإما أن يكون صريح النص لم يدل على خلافها أصلاً لكنه لم يفهم على وجهه الصحيح ، كما في هذا السؤال ، فإن بعض الناس لا يفهم من قوله تعالى : ﴿ ويعلم ما في الأرحام ﴾ ، وقوله [صلى الله عليه وسلم] : ﴿ ولا يعلم ما في الأرحام إلا الله ﴾ لا يفهم منه إلا العلم بالذكورة والأنوثة فقط ، وهذا فهم قاصر ؛ لأن المراد بهذا العلم العلم الشامل لكل أحوال هذه النطفة من ذكورة وأنوثة ، وانفرادٍ وتعدد ، وشقاوة وسعادة ، وأجل وعمل ، وما تكون عليه من الصفات الخَلقية والخُلقية في المستقبل ، ويعلم رزقها ، وهل يولد حيًا أو ميتًا ، فلا يحصر العلم فقط في الذكورة والأنوثة .
    ويقال أيضًا : إن الأطباء لا يعلمون ذلك غيبًا ، بل بالأجهزة المعلومة المعروفة التي تبدي ما كان مستترًا حتى يكون علانية فيرون صورة الجنين الذي تخلق ، أي أن علمهم هذا ليس من علم الغيب ، بل من علم الشهادة ؛ لأن مبناه على الوسائل الحسية التي هداهم الله لها .
    ويقال أيضًا : إن هذه النطفة قبل تخلقها هل يعرف الأطباء ما ستكون عليه ؟ بالطبع لا ، فو الله الذي لا إله إلا هو لو يجتمع أطباء الدنيا على نطفة في الرحم لم تتخلق لما عرفوا هل هي ذكر أو أنثى ، وصدق الله تعالى إذ قال : ﴿ وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Roses

    ما ثمرات الإيمان بالقدر ؟

    الأولى : حصول الهداية وزيادة الإيمان .
    الثانية : خفة حدة المصائب النازلة والأقدار المؤلمة .
    الثالثة : راحة النفس وطمأنينتها لأنها تعلم أن كلاً بقضاء وقدر وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها وما أخطأها لم يكن ليصيبها .
    الرابعة : أن الإيمان بالقدر يربي النفس على الصبر وقوة الاحتمال .
    الخامسة : محاربة اليأس والقنوط والعجز والكسل .
    السادسة : الشجاعة والإقدام واطراح الخور والجبن .
    السابعة : تربية النفس على القناعة .
    الثامنة : سد باب الدجل والخرافة وتحرير العقول من ربقتها لأن المؤمن بالقدر لا يعتمد على خبر دجال ولا عراف ولا كاهن ولا يستطلع إلى مستقبله إلا بالبناء الصحيح بالجد والعزيمة الصادقة والاجتهاد في
    العمل


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Wfn57015

    وهكذا نكون بفضل من الله اتممنا باب الايمان بالقدر ارجو من الله ان ينفعنا بما تعلمناه وان يزيدنا من علمه
    طالبة الغفران
    طالبة الغفران


    إعلان جزاكى الله خيرا

    مُساهمة من طرف طالبة الغفران الإثنين 14 ديسمبر 2009, 11:36 am

    جزاكى الله خيرا راية التوحيد يسر الله امر الجميع
    المشكلة انى مسافرة لغايت اسبوعين ان شاء الله ولا اعلم ماذا افعل
    اللهم يسر الحال
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الجمعة 08 يناير 2010, 3:30 am

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 2458241985_86cb5d93fd_o
    نبدأ على بركة الله باب الاسماء و الصفات

    ما مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    مذهبهم في الأسماء والصفات في ثلاث نقاط :
    اولا:فى الاثبات
    ثانيا: فى النفى
    ثالثا: فى ما لم يرد دليل بخصوصه

    فأما الإثبات فهم يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات في كتابه وما أثبته له نبيه [صلى الله عليه وسلم] في سنته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، بل يؤمنون بأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع العليم والبصير
    .
    وأما النفي فهم ينفون عن الله تعالى ما نفاه عن نفسه في كتابه وما نفاه عنه نبيه [صلى الله عليه وسلم] في سنته مع إثبات كمال الضد كما سيأتي بيانه

    وأما فيما لم يرد فيه دليل بخصوصه فإنهم لا يثبتون لفظه ولا ينفونه ويستفصلون في معناه ، فإن أريد به الحق قبلوه وإن أريد به الباطل ردوه ، وسيأتي بيان ذلك بعد قليل - إن شاء الله تعالى - ، فهذا هو مجمل اعتقادهم [رضي الله عنهم] في الصفات ، والله أعلم .
    -تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 2458335341_fee7b13586_o
    ما معنى قول أهل السنة : ( من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل

    هذه المصطلحات الأربعة مهمة جدًا في سياق مذهب أهل السنة في الأسماء والصفات ، ودونك شرحها :
    الأول : التحريف ، وهو لغة : التغيير . واصطلاحًا : تغيير النص لفظًا أو دلالة . ونعني بالدلالة المعنى ، وبه يتضح أن

    التحريف قسمان : تحريف للفظ النص بأن يزاد فيه أو ينقص منه أو تغير حركته ، وقد يتغير معه المعنى وقد لا يتغير
    ، وتحريف لمعنى النص ، وهو تحريف دلالة النص ، بأن يبقى اللفظ على ما هو عليه ، ولكن تسلب دلالته الصحيحة ويقحم فيه معنى لا يدل عليه ، ودونك الأمثلة :

    مثال تحريف اللفظ الذي تغير معه المعنى ، تحريف اليهود لقوله تعالى : ﴿ وَقُولُوا حِطَّةٌ ﴾[البقرة:58] أي حط عنا ذنوبنا ، فحرفوه وقالوا : ( حنطة ) فزادوا هذه النون ، فهذه النون حرفت النص لفظًا ومعنى ، ويسميها العلماء نون اليهود .
    ومثال آخر : تحريف الجهمية لقوله تعالى﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الأعراف:54] : فحرفوه إلى قولهم : ( استولى ) فزادوا فيه اللام ، وبها يكون قد تغير النص لفظًا ومعنى ، ويسميها العلماء لام الجهمية ،

    مثال اخر : في قوله تعالى : ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾[النساء:164] فحرفه بعضهم بنصب لفظ الجلالة الاسم الأحسن ، وذلك لنفي صفة الكلام عن الله تعالى ، ولما جاء بعضهم إلى أبي عمرو بن العلاء المقرئ المعروف واقترح عليه قراءة هذه الآية كذلك أي بنصب لفظ الجلالة قال له : هب أنني وافقتك فيكف تفعل بقوله تعالى : ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾[الأعراف:14
    فسقط في يديه وبهت ذلكم المعتزلي
    .
    اما مثال التحريف اللفظى الذي لم يتغير معه المعنى ، فكنصب لفظ ( الحمد ) في قوله تعالى : ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة:1] .
    وأما مثال تحريف المعنى ، فكتحريف الأشاعرة والمعتزلة والجهمية لصفات الله تعالى ، مثل قولهم : المراد باليدين النعمة أو القدرة والمراد بالنـزول إلى السماء الدنيا نزول الملك أو الأمراء أو الرحمة ، ونحو ذلك كما سيأتي مفصلاً - إن شاء الله تعالى - .
    والتحريف حرام وقد يصل بصاحبه في بعض صوره إلى الكفر


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 2458335341_fee7b13586_o
    الثاني : التعطيل ، وهو لغة : الإخلاء والتفريغ ومنه قوله تعالى : ﴿ وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ﴾[الحج:45] أي لا وراد لها لحلول العذاب بأهلها ، ومنه قول العرب : « جيـد معطـل » أي خلي من الحلي .
    واصطلاحًا : إخلاء الله تعالى عن أسمائه وصفاته إخلاءً كليًا أو جزئيًا ، وبه يتضح أن التعطيل قسمان أيضًا :

    تعطيل كلي ، كتعطيل الجهمية أتباع الجهم ابن صفوان الترمذي فإنهم عطلوا الله - تعالى- عن أسمائه وصفاته كلها .
    وتعطيل جزئي ، كتعطيل المعتزلة أتباع واصل بن عطاء والأشاعرة أتباع أبي الحسن الأشعري ، فإن المعتزلة عطلوا الله - تعالى- عن كل صفاته فقط ، وأما الأشاعرة فعطلوه عن ما سوى الصفات السبع ، وقد أثبت الفريقان - أي المعتزلة والأشاعرة - الأسماء وزادت الأشاعرة بإثبات الصفات السبع .
    والتعطيل حرام وقد يصل بصاحبه في بعض صوره إلى الكفر .

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 2458335341_fee7b13586_o
    الثالث : التكييف ، وهو حكاية كيفية الصفة أي أن يقال : كيفية يد الله كذا وكذا ، وكيفية وجه الله كذا وكذا ، وهو حرام وقد يصل بصاحبه في بعض صوره إلى الكفر .

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 2458335341_fee7b13586_o

    الرابع : التمثيل ، وهو إثبات مماثل ، كأن يقال : يد الله مثل أيدينا أ وجه الله مثل وجوهنا ، وهو حرام وقد يصل بصاحبه إلى الكفر .

    إن إثبات أهل السنة للصفات والأسماء لا تمثيل ولا تكييف فيه وتنزيههم لا تعطيل ولا تحريف فيه ، فإثباتهم ونفيهم بريء من هذه الآفات الأربع ، والله أعلم .
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 2458335341_fee7b13586_o

    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الأحد 17 يناير 2010, 1:31 pm

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 080dw
    تابع الحديث فى فصل الاسماء والصفات
    كما قلنا انفا ان اهل السنة والجماعة ينفون ما نفاه الله عن نفسه ويثبتون ما اثبته الله لنفسه
    فعندما نفا الله عن نفسه صفة الظلم فهذا هو كمال عدله
    وعندما نفا عن نفسه الولد فهو غنى كامل الغنى غنيا عن العالمين
    وعندما نفا السنة والنوم فنحن نؤمن بأن الله كامل الحياة والقيومية
    وعندما نفا الله عن نفسه العجز فهذا معناه ايماننا بكامل قوته وقدرته
    وعندما نفا الاحاطة به علما فهذا معناه كمال عظمته وكبره وجلاله وعزته جل وعلا
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 IMG54931-1237394745
    سنأخذ الان فرقتان خالفتا اهل السنة والجماعة فى اسماء الله وصفاته واثباتها ونفيها
    وهما الفرقتان الضالتان : الممثلة والمعطلة
    بدأ الخلاف بيننا وبينهم عندما اخذوا لانفسهم قاعدة من بعض الفلاسفة اليونان وممن تعمقوا فى شذوذافكارهم وهذه القاعدة هى التى جعلتهم يضلوا عن جادة الحق
    القاعدة هى :الاتفاق فى الاسماء يلزم به الاتفاق فى الصفات
    اما قاعدة اهل السنة والجماعة تقول : ان الاتفلق فى الاسماء لا يستلزم به الاتفاق فى الصفات
    اما الممثلة فقالوا : نحن نثبت لله الاسماء والصفات ويفسدوا قولهم بأنهم يثبتوا الاسماء والصفات على وجه يماثل صفات المخلوقات فبذلك مثلوا الله بخلقه وهذا ما اوقعهم فى الخطأ

    اما المعطلة قالوا : نحن ننزه الله عن مماثلته للمخلوقات وهذا ما نؤمن به ولكن افسدوا قولهم بأنهم نفوا عن الله الاسماء والصفات وهنا وقعوا فى نفس المشكلة التى وقع فيها الممثلة
    فالفكر الاصلى للمثلة هو نفسه فكر المعطلة وهى ان الاتفاق فى الاسماء يستلزم الاتفاق فى الصفات ومن هنا ضلوا عن الحق
    اما اهل السنة والجماعة قاعدتهم هى : الاتفاق فى الاسماء لا يستلزم الاتفاق فى الصفات

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 IMG54931-1237394745
    اهل السنة اخذوا على القاعدة عدة مآخذ وهى :
    اولا : القاعدة مناقضة للمنقول والمعقول والمحسوس
    مناقضة المنقول :
    الله سبحانه وتعالى فى كتابه سمى نفسه بأسماء ووصف نفسه بصفات ووصف بعض عباده بهذه الصفات ومن المعلوم ان المسمى ليس كالميمى ولا الموصوف كالموصوف
    قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)} [النساء : 58]
    وقال تعالى {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)} [الإنسان : 2]
    فأثبت لنفسه صفة السمع والبصر واثبت لعباده نفس الصفات وليس السمع كالسمع وليس البصر كالبصر
    وقال تعالى {إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة : 117] وقال عن نبيه عليه الصلاة والسلام {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة : 128]
    اذن الرأفة وصفها لنفسه ووصفها لنبيه ولكن ليس الموصوف كالموصوف
    وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات : 58]وقال على قوم ملكة سبأ {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ} [النمل : 33]
    وليس القوة كالقوة
    وقال تعالى {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة : 255]وقال تعالى {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [مريم : 33]
    وليس الحى كالحى ولا الحياة كالحياة

    مناقضة المعقول

    فلأنه قد تقرر في العقول السليمة أن الصفة تختلف باختلاف من أضيفت إليه ، فيد زيد ليست كيد خالد لأنه اختلف المضاف إليها ، فاليد الأولى أضيفت إلى زيد واليد الثانية أضيفت إلى خالد ، ولا يمكن في المعقول أبدًا أن تختلف الإضافة وتتحد الصفة من كل وجهٍ ، إذا علمت هذا فاعلم أن الصفات التي يذكرها الله في القرآن لا يذكرها مطلقة ، بل يذكرها مضافة إليه جل وعلا ، كقوله : ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ [الرحمن:27] ، وقوله : ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ [المائدة:64] ، وقوله : ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طه:39] ، وقوله : ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [الأعراف:156] ، وغير ذلك .

    ويقال أيضًا : وجه زيد ، ويد زيد ، وعين زيد ، ورحمة زيد ، فاختلفت الإضافتان هنا ، فالوجه واليد والعين والرحمة في الآيات قد أضيفت إلى الله تعالى ، فتكون لائقة بذاته الكاملة من كل وجه ، وفي الأمثلة قد أضيفت إلى زيد وهو مخلوق فتكون مناسبة لحاله وبه يتقرر عقلاً أن المعاني والأوصاف تختلف باختلاف من أضيفت إليه ، فإن أضيفت إلى الخالق صارت لائقة به جل وعلا ، وإن أضيفت إلى المخلوق صارت مناسبة لذاته .

    مناقضة المحسوس
    فإننا نجد فيما نشاهده أن هناك أشياء قد اتفقت في أسمائها واختلفت في صفاتها ، فنحن نرى أن للفيل يدًا ، للذباب يد ، ولا توافق بينها في شيء من الصفات ، وللجمل وجه وللبعوضة وجه ، ولا توافق بينها في شيء من الصفات ، بل نحن نشاهد أن للقرد وجهًا وللمثل وجهًا فهل هذا الاتفاق في الاسم يلزم منه الاتفاق في الصفات ؟ بالطبع لا ، وأظنهم لا يخالفون في هذا على وجه الخصوص ، فإذا كان هذا الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الصفة فيما بين المخلوقات ، أفيكون ذلك لازمًا فيما بين الخالق الكامل من كل الوجوه والمخلوق الناقض في ذاته وصفاته وأفعاله ؟
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa السبت 23 يناير 2010, 11:37 pm


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 137bismillahui5
    نكمل معا الابحار فى باب الاسماء والصفات
    هناك صفات اهل السنة والجماعة يثبتونها لله حال كونها كمالا وينفونها فى حال كونها نقصا هذه الصفات ان فكرنا بها ليست صفات حسنة انما صفات نقص فى حق الخلق وسنثبت كيف ان الله تعالى منزه عن كل نقص ومن هذه الصفات :
    المكر -الكيد -الاستهزاء -السخرية -المخادعة -النسيان
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 3.3
    المثال الأول : صفة المكر

    فإنها ليست من الكمال المطلق ولا من النقص المطلق ، بل من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار ، فهي نقص باعتبار الابتداء ، أي المكر ابتداءً بمن لا يستحق أن يمكر به فهذا نقص ؛ لأنه ظلم فينزه الله تعالى عن المكر بهذا الاعتبار لأنه تعالى لا يظلم أحدًا وما ربك بظلام للعبيد ، وأما المكر من باب الجزاء والمقابلة ، أي المكر بمن يمكر فهذا كمال ؛ لأنه دليل على كمال القدرة والعلم والحكمة ، فيوصف الله به حينئذ، أي أن الله تعالى يوصف بالمكر الذي من باب الجزاء والمقابلة لا بالمكر ابتداءً ، ولذلك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا في الجزاء والمقابلة كقوله تعالى : ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ [آل عمران:54] ، وقال تعالى : ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30]
    .
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 3.3


    المثال الثاني : الكيد

    فإنه ليس من الصفات التي هي كمال مطلق ، ولا من الصفات التي هي نقص مطلق ، بل من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار ، فنثبت لله حال كمالها وتنفى عن الله حال نقصها ، فالكيد ابتداءً بلا مقتضى ظلم والله منزه عن الظلم ، فلا يوصف الله به ، وأما الكيد من باب الجزاء المقابلة فإنه كمال ؛ لأنه دليل على كمال القدرة والعلم الحكمة ، فيوصف الله تعالى به حينئذٍ لأنه كمال ، فنقول : الكيد ابتداءً نقص لا يوصف الله به ، والكيد جزاءً ومقابلة كمال فيوصف الله به ، ولذلك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا في باب المقابلة كما قال تعالى : ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا [الطارق:15-16] .

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 3.3

    المثال الثالث : الاستهزاء
    فهذه الصفة ليست من قبيل الكمال المطلق ، ولا من قبيل النقص المطلق ، ولكنها كمال باعتبار ونقص باعتبار ، فأما الاستهزاء ابتداءً بلا موجب ولا سبب فهو نقص ؛ لأنه اعتداء وظلم ، فلا يوصف الله به حينئذٍ ، وأما الاستهزاء بمن استهزأ بالله أو رسله أو كتبه أو عباده المؤمنين فإنه كمال ؛ لأنه دليل على كمال القدرة والقوة والعلم والحكمة ، فيوصف الله به ، فتقول : لا يوصف الله بالاستهزاء ابتداءً ويوصف به من باب الجزاء والمقابلة ، ولذلك فإنك لا تجدها في القرآن مضافة إلى الله تعالى إلا من باب الجزاء والمقابلة كما في قوله جل ذكره : ﴿ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿ 14 ﴾ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾[البقرة:14-15] .
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 3.3
    المثال الرابع : السخرية
    فهذه الصفة لا يوصف الله بها ابتداءً وإنما يوصف بها من باب الجزاء والمقابلة ، كما قال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[التوبة:79] .
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 3.3
    المثال الخامس : المخادعة

    فهذه الصفة لا يوصف الله بها ابتداءً وإنما يوصف بها من باب الجزاء والمقابلة ، كما في قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾[النساء:142] .
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 3.3
    المثال السادس: النسيان
    هل يوصف الله تعالى بالنسيان ؟
    إن صفة النسيان من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار ، وقد تقدم أن منهج أهل السنة في ذلك أنهم يثبتون لله حال كمالها وينفونها عن الله حال نقصها ، وبيان ذلك أن يقال : إن النسيان له في لغة العرب معنيان :

    الأول : النسيان بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء ، فهذا نقص لا يوصف الله تعالى به ، وهو النسيان المنفي في قوله تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾[مريم:64] ، وفي قوله تعالى : ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ﴾[طه:52] ، ومثاله أن يضع الإنسان متاعه في مكان فيغفل عنه ، بل يكون قلمه في يده وهو يبحث عنه ، فهذا نقص والله منزه عن النقص .
    الثاني : النسيان بمعنى الترك عن علمٍ وقصدٍ جزاءً ومقابلة للمتروك ، فهذا الترك يقال له في لغة العرب نسيان ، وهو كمال فيوصف الله به، ولذلك لا تجده في القرآن مضافًا إلى الله إلا في الجزاء والمقابلة، كما في قوله تعالى : ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾[التوبة:67] ، وقوله تعالى : ﴿ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ﴾[السجدة :14] ، وقوله تعالى : ﴿ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾[طه:126] ، فالنسيان بمعنى الترك عن علم وعمد جزاءً ومقابلة ، ومنه أيضًا قوله في الحديث : ﴿ فإني أنساك اليوم كما نسيتني ﴾ ، وأما النسيان المنفي عن الله تعالى فإنه الذي بمعنى الغفلة والذهول عن الشيء

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 3.3
    هل يوصف الله بالعجب ؟
    إن صفة العجب من الصفات التي هي كمال باعتبار ونقص باعتبار ، وقد عرفنا أن منهج أهل السنة في مثل هذه الصفات أنهم يثبتوها لله حال كمالها وينفونها عنه جل وعلا حال نقصها ، وهي تعتبر مثالاً يضاف مع الأمثلة السابقة
    أن العجب له سببان :

    الأول : عجب يكون سببه خفاء الأسباب ، وهو الذي يقول فيه الناس : إذا عرف السبب بطل العجب ، فالموجب للتعجب هو خفاء السبب ومتى ما بان السبب وعلم زال ذلك العجب من أساسه فالعجب بهذا الاعتبار نقص لا يجوز وصف الله تعالى به ؛ لأن مبناه على خفاء السبب ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، ومن صفاته العلم الكامل الشامل لكل شيء ، فليس هناك أشياء تخفى على الله تعالى فيتعجب منها حتى إذا ظهرت له أسبابها زال عجبه

    الثاني : عجب يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره ، أي أن يكون هناك نظائر لها حكم واحد فيخرج منها فرد من أفرادها عن حكم نظائره ، فيتعجب من هذا الخروج ، مع أن سبب الخروج معلوم ليس بخافٍ ولكن التعجب من عين هذا الخروج ، فهذا العجب كمال يوصف الله تعالى به ، ودليل ذلك قوله تعالى : ﴿ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ [[size=18]الصافات:12]وقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لقد عجب ربكما بصنيعكما بضيفكما البارحة وقوله - عليه الصلاة والسلام : ( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب ) ، ويروى في الحديث : ( يعجب ربك إلى الشاب ليست له صبوة ) ، وغير ذلك من الأدلة ، فالعجب المضاف إلى الله تعالى هنا هو العجب الذي يكون سببه خروج الشيء عن حكم نظائره
    [/size]

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Get-1-2010-gulflobby_com_i9wlhxar


    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa السبت 30 يناير 2010, 1:24 pm

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 58uo0
    مذهب أهل السنة في النقطة الثالثة حيث قلت : ( مذهبهم فيما لم يرد فيه دليل بخصوصه )
    هناك بعض العبارات والألفاظ التي تكلم بها المبتدعة على مختلف فرقهم وجعلوها ديدنهم ، بل وحرفوا كثيرًا من نصوص الصفات من أجل الفرار منها ، مع أننا لا نجد لها ذكرًا في القرآن ولا في السنة ولا في كلام السلف - رحمهم الله تعالى - فمع كثرة تلفظ المبتدعة بها وإلزامهم لأهل السنة بلوازمها ، ومع خوف أهل السنة بلوازمها ، ومع خوف أهل السنة من انسياق العوام وراء هذه الألفاظ حرصوا - رحمهم الله تعالى - أن يبرزوا مذهبهم فيها ، فقالوا : ما لم يرد في الكتاب ولا في السنة نفيه ولا إثباته من الصفات ، فلنا فيه نظران : نظر من ناحية لفظه ، ونظر من ناحية معناه .

    فأما لفظه : فإننا نتوقف فيه فلا نثبته ولا ننفيه ولا نتكلم به أبدًا في إثبات ولا نفي لأنه لم يرد في القرآن ولا في السنة ولا على لسان السلف - رحمهم الله تعالى - ، وأما معناه فإننا نستفصل فيه لأن هذه الألفاظ مجملة تحتمل الحق والباطل فلا يقبل معناها مطلقًا ، فيؤدي ذلك إلى قبول ما فيها من الباطل ، ولا ترد معانيها مطلقًا فيؤدي ذلك إلى رد ما فيها من الحق ، ولكن الأسلم في ذلك أن نستفصل فيها حتى يتميز حقها من باطلها فيقبل الحق ويرد الباطل ، وعلى ذلك بعض الأمثلة :

    المثال الأول : الجهة ، فإن هذا اللفظ بعينه لم يرد ذكره في القرآن ولا في السنة ولا في كلام السلف ، فلنا فيه نظران : أما لفظه فلا نتكلم به ، بل نتوقف فلا نثبته ولا ننفيه . وأما معناه فنستفصل فيه ونقول : هل تريد بالجهة جهة سفل ، فإن كنت تريد هذا فهو مردود عليك ؛ لأن الله تعالى لا يحيط به شيء ، أم تريد جهة علو غير محيطة به جل وعلا ، فإن كنت تريد هذا المعنى الأخير فهو حق وصدق وقد توافرت الدلائل المتواترة لفظًا ومعنى على إثباته كما سيأتي - إن شاء الله تعالى - ، لكن هذا المعنى الأخير لا نسميه جهة وإنما نقول : الله في العلو المطلق .

    المثال الثاني : المكان ، فإن هذا اللفظ لم يرد ذكره بعينه لا في القرآن ولا في السنة ولا في كلام الصحابة والتابعين ، فلنا فيه نظران : أما من ناحية لفظه فلا نتكلم به ، بل نتوقف فيه فلا نثبته ولا ننفيه ، أي لا نقول : الله في مكان ، ولا نقول : الله ليس في مكان . وأما معناه فنستفصل فيه ونقول : هل تقصد بالمكان مكان سفل ؟ فإن كنت تقصد هذا فهو ممتنع على الله تعالى ؛ لأن السفل نقص ، والله منزه عن النقص ، أم تقصد مكان علو محيط بالله جل وعلا ؟ فإن كنت تقصد هذا فهو أيضًا باطل وممتنع عليه جل وعلا ؛ لأنه لا يحيط به شيء عز وجل ، أم تريد مكان علوٍ لائق به جل وعلا غير محيط به ؟ فإن كنت تريد هذا فهو حق وصدق ، ولكن لا نطلق عليه اسم المكان ، وإنما نقول : الرحمن على العرش استوى ، وقل بقول أهل السنة : الله فوق سماواته مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته .

    المثال الثالث :
    الحيز ، لفظ تكلم به المبتدعة وامتحنوا عباد الله به وحرفوا نصوص الكتاب والسنة من أجله ، فقال أهل السنة : إن هذا اللفظ لفظ محدث لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام الصحابة والسلف الصالح ، فلنا فيه نظران : أما لفظه فلا نتكلم فيه ، بل نتوقف فيه فلا نثبته ولا ننفيه ، فلا نقول : الله في حيز ولا نقول الله ليس في حيز ، وأما معناه فنستفصل فيه ونقول : هل تريد بالحيز أي الذي يحوز الأشياء أو تحوزه الأشياء ، أي يدخل فيها وتدخل فيه ؟ فإن كنت تريد هذا فهو معنى باطل كل البطلان ، أم تريد بالحيز أي المنحاز وهو المنفصل البائن ، أي أن الله منحاز عن المخلوقات بمعنى أنه منفصل عنها بائن منها ليس فيها شيء من ذاته وليس فيه شيء منها ؟ فإن كنت تريد هذا المعنى فهو حق وصدق لا ريب فيه ، وهو الواجب اعتقاده ، ولكن لا نطلق عليه اسم ( الحيز )، لأنه لفظ مجمل وإنما نقول : الله فوق سماواته مستوٍ على عرشه بائن من خلقه ليس فيه شيء منهم وليس فيهم شيء منه .

    المثال الرابع : الجسم ، احذر كل الحذر من أن تقول : الله جسم ، أو تقول : الله ليس بجسم ، فلا تثبت اللفظ ولا تنفيه ؛ لأنه لفظ لم يرد إثباته ولا نفيه في القرآن ولا في السنة ولا في كلام الصحابة وتابعيهم وأئمة السلف ، ولا تتكلم به وأعرض عنه ، وأما معناه فنستفصل فيه ونقول : هل تريد بالجسم ما هو معهود في حقنا من كونه أجزاءً وأبعاضًا يفتقر بعضها إلى بعض ؟ فإن كنت تريد فإن هذا نقص ، والله منزه عن النقص ، ، فهذا معنى باطل كل البطلان لأنه مفضٍ إلى تمثيل الله بخلقه ومفضٍ إلى تعطيله عما يجب له من الكمال ، أم تريد بالجسم الذات الكاملة من كل وجه المتصفة بصفات الجلال والكمال والجمال على ما يليق به جل وعلا ؟ فإن كنت تريد ذلك فهذا معنى حق لاشك فيه ولا ريب ، بل هذا من مقتضيات الإيمان بالله تعالى ، ولكن لا نطلق على ذلك لفظ ( الجسم ) وإنما نقول : لله ذات وصفات ، هكذا قال أهل السنة .

    فهذه الأمثلة الأربعة توضح قولنا : ﴿ ما لم يرد فيه دليل بخصوصه فلا نثبت لفظه ولا ننفيه ونستفصل في معناه ، فإن أريد به الحق قبلناه وإن أريد به الباطل رددناه


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd
    ما منهج أهل السنة في معاني الصفات وكيفياتها ؟ ولماذا ؟

    أن نصوص الصفات لنا فيها نظران : نظر من ناحية معانيها ، ونظر من ناحية كيفياتها .
    وأما أهل السنة - رحمهم الله تعالى - فإنهم يعلمون معاني نصوص الصفات وذلك لأن هذه النصوص نزلت باللسان العربي المبين كما جاء ذلك في آيات كثيرة فكان الواجب حمل معاني هذه الألفاظ على المتقرر عندنا في هذا اللسان العرب ، ولأن الله تعالى أمرنا بتدبر كتابه وغالبه آيات الصفات ، فكيف يأمرنا بتدبر ما لا يفقه معناه ؟ فلما أمرنا بتدبر ذلك علمنا جزمًا أنه مما يمكن تدبره وتفهمه وتعقله ، وهذا يقضي علينا أن نحمل معاني نصوص الصفات على ما تقرر من المعاني في لساننا العربي

    وأما باعتبار كيفياتها : فهي التي لا نعلمها ولا سبيل لنا إلى علمها ، وذلك لانعدام طرق العلم بالكيفية ، فإن كيفية الشيء لا تعلم إلا برؤيته نفسه ، أو برؤية مماثل له ، أو بإخبار الصادق عن هذه الكيفية ، وكلها منعدمة في حق كيفية صفات الله تعالى ، فإننا لم نره ولن نراه في هذه الدنيا ، ونسأله جل وعلا أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة ، وليس له نظير أو مثيل حتى يستدل به عليه ، ولم يخبرنا [صلى الله عليه وسلم] عن كيفية شيء من صفاته وإنما أخبرنا بالصفة فقط ولم يخبرنا عن كيفية الصفة ، فالواجب هو الوقوف حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والحديث ، وإذا أردت أن تحفظ القاعدة في ذلك فهذا نصها : « أهل السنة والجماعة يعلمون معاني الصفات ويجهلون كيفياتها » ، والله أعلم .

    فتقول مثلاً : أنا أعلم معنى الوجه وأجهل كيفيته ، وأعلم معنى الاستواء ولكن أجهل كيفيته ، وأعلم معنى اليد وأجهل كيفيتها ، وأعلم معنى النزول وأجهل كيفيته ، وأعلم معنى القدم والرجل والساق وأجهل كيفيتها ، وهكذا والله أعلم .

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Get-1-2010-gulflobby_com_i9wlhxar
    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa الأحد 07 فبراير 2010, 12:32 am

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 58uo0
    نبدأعلى بركة الله الفصل الثالث من منهج العقيدة وهو تابع لباب الاسماء والصفات
    اذكر أقسام صفات الله - تعالى- الثبوتية
    صفات الله- تعالى- تنقسم إلى قسمين : صفات ذاتية ، وصفات فعلية.

    الصفات الذاتية: هي الملازمة للذات لا تنفك عنها أزلاً وأبداً .
    والصفات الفعلية: فهي المتعلقة بالمشيئة، أي متى ما شاء فعلها ومتى شاء لم يفعلها ، ويمثل للصفات الذاتية : بالوجه ، والبصر ، والحياة ، والوجود ، والسمع ، والقدم ، والساق ، وغير ذلك ، ويمثل للصفات الفعلية : بالنزول إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر ، والرضى ، والغضب ، ونحو ذلك

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd
    هل أسماء الله- تعالى- مترادفة أم متباينة ؟

    ، والقاعدة عند أهل السنة - رحمهم الله تعالى - في ذلك تقول : أسماء الله- تعالى- مترادفة من حيث الذات ومتباينة من حيث الصفات ، وبيان ذلك أن يقال : إن التباين يكون بالنظر إلى إن كل اسم من أسمائه - جل وعلا- يدل على صفة كمال ليست هي الصفة التي يدل عليها الاسم الآخر، فالقدير: يدل على القدرة ، والسميع: يدل على السمع ، فالقدير ، والسميع متباينان من حيث النظر إلى ما تضمناه من الصفات ، لكنهما اسم لذاتٍ واحدة ، وهي ذات الباري - جل وعلا- والعزيز: يدل على صفة العزة ، والعلي يدل على صفة العلو ، والعزة ليست هي العلو ، فالعزيز ، والعلي من حيث النظر إلى صفاتهما متباينان، ، ولكنهما اسم لذات الباري - جل وعلا- وهي واحدة ولا تتعدد، والقوي: يدل على صفة القوة ، والعليم: يدل على صفة العلم ، والقوة ليست هي العلم فهما من هذا الاعتبار متباينان لكنهما اسم لذات واحدة ، وهكذا . فأسماء الله- تعالى- إذا نظرت إلى أنها جميعها تدل على ذات واحدة ، وهي ذات الباري - جل وعلا- نقول : مترادفة ، وإذا نظرت إلى ما تضمنته من الصفات فهي متباينة فلا نقول : متباينة مطلقاً ، ولا مترادفة مطلقاً ، بل نقول : مترادفة من حيث الذات ، ومتباينة من حيث الصفات ، مثل:

    المثال الأول: أسماء القرآن ، فإن من أسمائه الذكر ، والكتاب ، والهدى ، والشفاء ، فهذه الأسماء مترادفة من حيث إنها تدل على ذات واحدة ، وهي ذات القرآن ، لكن كل منها يدل على صفة لا يدل عليها الاسم الآخر ، فهي -- باعتبار صفاتها- متباينة .

    المثال الثاني: أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم- فإنه محمد ، وأحمد ، والعاقب ، والحاشر ، ونبي الملحمة ، ونبي الرحمة ، والمُقفِّي ، وغير ذلك مما ثبت له من أسماء فهذه الأسماء مترادفة أي: متفقة من حيث إنها تدل على ذات واحدة ، وهي ذات النبي - صلى الله عليه وسلم- لكن كل اسم منها يدل على صفة لا يدل عليها الاسم الآخر فهي من هذا الاعتبار متباينة.

    المثال الثالث: أسماء اليوم الآخر فإن من أسمائه: يوم القيامة ، والصاخة ، والطامة ، والقارعة ، ويوم التغابن ، والواقعة ، وغير ذلك . فهذه الأسماء -باعتبار دلالتها على يوم واحد- مترادفة ، ولكن كل اسم منها يحمل صفة لا يحملها الاسم الآخر فهي- بهذا الاعتبار- متباينة ، وبناءً عليه فنقول : أسماء القرآن مترادفة من حيث الذات ، متباينة من حيث الصفات . وأسماء النبي - صلى الله عليه وسلم- مترادفة من حيث الذات متباينة من حيث الصفات . وأسماء يوم القيامة مترادفة من حيث الذات متباينة من حيث الصفات ، وكذلك اسماء الله تعالى مترادفة من حيث الذات متباينة من حيث الصفات
    .
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd

    ما أنواع الإضافة إلى الله - تعالى - ؟ وما القاعدة في ذلك ؟

    إن الأشياء التي يضيفها الله- تعالى- إليه نوعان :

    الأول : إضافة أشياء لا يتصور قيامها بذاتها بل لا يتصور قيامها إلا بغيرها ، فهذه الإضافة إضافة صفة إلى موصوف ، وذلك كإضافة الوجه في قوله تعالى: ﴿ ويَبْقَى وجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والْأِكْرَامِ ﴾ [الرحمن:27] فالوجه عين لا يمكن قيامه إلا بغيره ، فهو إضافة صفة إلى موصوف فنقول : من صفاته - جل وعلا- أن له وجهاً لائقاً بجلاله وعظمته . ومن ذلك إضافة اليدين في قوله تعالى: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾
    [المائدة: 64] فاليد لا يتصور قيامها إلا بغيرها فهي إضافة صفة إلى موصوف فنقول : من صفاته - جل وعلا- اليدان ، فله يدان كريمتان لائقتان بجلاله وعظمته . ومن ذلك إضافة العين في قوله تعالى: ﴿ ولِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طـه:39] والعين من الأشياء التي لا تقوم إلا بغيرها فهي إضافة صفة إلى موصوف فنقول : من صفاته - جل وعلا- أن له عينين تليقان بجلاله وعظمته . ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ﴾ [التوبة:6] ، وقوله ﴿ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي ، وبِكَلامِي ﴾ [الأعراف: 144] فالكلام شيء لا يقوم بذاته بل لا يقوم إلا بغيره فهو إضافة صفة إلى موصوف فنقول : من صفاته - جل وعلا- الكلام اللائق به - جل وعلا- ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ ومَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ﴾ [طـه:81] فالغضب لا يقوم بذاته ، بل لا يقوم إلا بغيره فهو إضافة صفةٍ إلى موصوف فنقول : من صفاته - جل وعلا- أن له غضباً يليق بجلاله وعظمته . وهكذا .

    الثاني : إضافة أعيان قائمة بذاتها أي بنفسها منفصلة عن الله كل الانفصال ، فهذه إضافة تشريف أو إضافة خلق أو إضافة عابدٍ إلى معبوده كقوله تعالى: ﴿ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ .... آيَةً ﴾ [الأعراف:73] والناقة عين قائمة بذاتها منفصلة عن الله كلَّ الانفصال فهي إضافة تشريف ، وتكريم . وكقوله تعالى ﴿ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ ﴾ [البقرة:125] والبيت أي: المسجد الحرام عين قائمة بنفسها منفصلة عن الله كل الانفصال فهو إضافة تشريف ، وتكريم . وكقوله تعالى ﴿ ولَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ ﴾ [الأحزاب:40] والرسول - صلى الله عليه وسلم- عين قائمه بذاتها منفصلة عن الله- تعالى- كل الانفصال فهي إضافة تشريف ، وتكريم. وكقوله تعالى ﴿ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ﴾ [مريم:17] وجبريل - عليه الصلاة والسلام- عين قائمة بذاتها منفصلة عن الله- تعالى- كل الانفصال فهي إضافة تشريف ، وتكريم . وكقوله تعالى ﴿ وعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾ [الفرقان: 63] وهؤلاء العباد أعيان قائمه بنفسها منفصلة عن الله كل الانفصال فهي إضافة تشريف ، وتكريم . وكقوله تعالى ﴿ ولَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ [المائدة: 32] والرسل أعيان قائمة بنفسها منفصلة عن الله كل الانفصال فهي إضافة تشريف ، وتكريم.وهكذا . وإذا أشكل عليك شيء من الإضافات من أي نوع هي فارجع إلى سؤال أهل العلم لقوله تعالى: ﴿ ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل:43] وإياك والتخرص وسلوك طريق العماية ، وإعمال العقل المجرد عن نور الكتاب والسنة . والقاعدة في ذلك عند أهل السنة - رحمهم الله تعالى - تقول : الأشياء المضافة إلى الله- تعالى- إن كانت لا تقوم بذاتها فإضافة صفة إلى موصوف ، وإن كانت تقوم بذاتها فإضافة تشريف وتكريم أو خلق . والذي دعا أهل السنة - رحمهم الله تعالى - لقول ذلك هو أن المبتدعة يسوون بين الإضافتين ؛ إرادةً منهم لنفي صفات الله- تعالى- فنقول : إن قوله: ﴿ ويَبْقَى وجْهُ رَبِّكَ ﴾ [الرحمن:27] ﴾ كقوله: ﴿ نَاقَةُ اللَّهِ ﴾ [الأعراف:73] فكما أن إضافة الناقة له - جل وعلا- لا تدل على أنها صفته ، فكذلك إضافة الوجه له لا تدل على أنه صفته ، بل إضافة الوجه له إضافة تشريف وتكريم كإضافة الناقة ، فأضطر أهل السنة للتفريق بين الإضافتين للرد على هؤلاء الضالين في باب صفات الله- تعالى


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd

    ما الواجب في الإيمان بأسماء الله- تعالى- ؟
    الواجب في ذلك أن تؤمن بثلاثة أمور:

    الأول : أن تؤمن بها اسماً لله – تعالى – أي : أن نعتقد أنه اسم له - جل وعلا - فنسميه به .

    الثاني : أن نؤمن بالصفة التي تضمنها ذلك الاسم ؛ لأن القاعدة المتفردة عند أهل السنة أن كل اسم من أسماء الله- تعالى- يتضمن صفة من الصفات ، فلا يتم الإيمان بأسمائه - جل وعلا- إلا إذا آمنا بالصفة التي تضمنها ذلك الاسم فالعزيز اسم والعزة صفة ، والقوي اسم والقوة صفة ، والحي اسم والحياة صفة ، والعليم اسم والعلم صفة ، والبصير والسميع اسمان والبصر والسمع صفة ، وهكذا فأسماء الله- تعالى- أعلام ونعوت ، فهي أعلام باعتبار دلالتها على الاسمية ، ونعوت باعتبار دلالتها على الوصفية .

    الثالث :[ سبحان من وسع سمعه الأصوات ] والعليم اسم والعلم صفة ، والأثر هو أنه يعلم كل شيء فيعلم ما كان ، وما يكون ، وما سيكون ، وما لم يكن أن لو كان كيف يكون ، فلا يخرج شيء عن كونه معلوماً له - جل وعلا- والحكيم اسم ، والحكمة صفة ، والأثر الإيمان التام بأنه - جل وعلا- الحكيم في أقداره ، وأفعاله ، وشرعه. والقدير اسم ، والقدرة صفة ، والأثر هو أن نؤمن بأنه الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وأن الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة ، والسماوات مطويات بيمنه ، وهذا شأن الكثير من أسمائه - جل وعلا- وأما إذا كانت الصفة ليس لها أثر متعدٍ ، فالواجب: الإيمان بالأمرين الأولين فقط ، وذلك كالحي فأنه اسم والحياة صفة ، ولكن ليس لهذه الصفة أثر متعد . وخلاصة الجواب أن يقال : الواجب في الأسماء أمران : الإيمان بها اسماً ، والإيمان بما تضمنته من الصفات ، وإذا كانت صفة الاسم لها أثر متعدٍ فيزيد ذلك الاسم بوجوب الإيمان بالأثر المتعدي


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 Get-1-2010-gulflobby_com_i9wlhxar

    lamiaa
    lamiaa


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف lamiaa السبت 13 فبراير 2010, 11:54 pm


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 58uo0
    سنتحدث اليوم عن الالحـــــــــــــــــــــــــــــــاد
    عافانا الله واياكم منه

    الإلحاد لغة : هو الميل ، ومنه اللحد ؛ لأنه ميل عن سنن القبر ، ومنه الملحد ؛ لأنه مائل عن الاعتقاد، والعمل الصحيح الموافق للكتاب والسنة .
    وشـرعاً : الميل عمًّا يجب اعتقاده في أسمائه - جل وعلا- وآياته .
    ومن التعريف يتضح أن الإلحاد قسمان :
    إلحاد في أسماء الله ، وإلحاد في آياته
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd
    ما أنواع الإلحاد في أسماء الله - جل وعلا- ؟ وما حكمه ؟

    الأول :
    أم عبد الرحمن
    أم عبد الرحمن


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف أم عبد الرحمن الأحد 14 فبراير 2010, 12:56 am

    ما أنواع الإلحاد في أسماء الله - جل وعلا

    الإلحاد في أسماء الله - تعالى - أنواع
    :

    الأول : إنكارها جملة أو إنكار بعضها ، كما وقع من الجهمية - نفاة الأسماء والصفات- وكما وقع من المشركين كما قال الله - تعالى - عنهم: ﴿ وإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا ومَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وزَادَهُمْ نُفُوراً ﴾ [الفرقان:60] فمن أنكر أسماء الله- تعالى- بعضاً أو كلاً فهو ملحد .

    الثاني : إنكار ما تضمنته من الصفات ، فيثبت الاسم ، ولكنه ينكر الصفة، كما وقع من المعتزلة فإنهم يقولون : الله عليم بلا علم ، وقدير بلا قدرة ، وبصير بلا بصر ، وسميع بلا سمع ، وقوي بلا قوة ، وهكذا في سائر الأسماء . وقد تقدم لك أن أهل السنة - رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى - يثبتون الأسماء ، ويؤمنون بما تضمنه الاسم من الصفة .

    الثالث : تسمية الله- تعالى- بما لا دليل عليه ، وهذا تجرُّؤٌ على مقام الربوبية ، والألوهية ، والأسماء ، والصفات ، فتراهم يطلقون على الله- تعالى- من الأسماء ما لا دليل عليه ، وذلك كتسمية النصارى له {بالأب} وكقول الفلاسفة الأغبياء الحمقى : الله هو العقل الفعال ، والعلة الفاعلة ، والموجب بالذات ، وكقول بعضهم عن الله تقدس اسمه : إنه صاحب الفيوضات ، وغير ذلك من تخرصاتهم ، وتهوكاتهم ، وما هي بأول ضلالاتهم ، ووقاحتهم ، وقلة أدبهم ، أما أهل السنة - رحمهم الله تعالى - فإن باب الأسماء عندهم باب توقيفي على الدليل فلا يسمون الله- تعالى- إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله - صلى الله عليه وسلم-

    الرابع :
    وصفه – تعالى- بما لا يليق به - جل وعلا وتقدس- كقول أخبث الطوائف : إنه فقير ، وقولهم : إنه استراح بعد أن خلق الخلق ،

    وقولهم: إن يده مغلولة . وقول النصارى : إنه اتخذ صاحبة وولداً ، وكقول بعض حمقى الكلام: إنه لا داخل العالم ، ولا خارجه ، ولا فوق ، ولا تحت ، ولا موجود ، ولا معدوم ، ولا أبيض ، ولا أسود ، ولا فوق السماوات إله يعبد ، ولا رب يصلى له ويسجد ،وكقول أهل الحلول : إنه حال في خلقه فهو بذاته في كل مكان ، وكقول الاتحادية : إنه عين هذا الوجود ، وهذا الوجود هو عينه فليس هناك خالق ، ولا مخلوق بل هما عين واحدة لا تنقسم ولا تتجزأ ، وغير ذلك من صفات النقص والبهتان التي ينبو عنها القلم ، ويستحي العبد من تسطيرها، فالحمد لله على السلامة والعافية وأسأله - جل وعلا- أن يثبتني وإياكم على اعتقاد أهل السنة إلى الممات ، وأن يحشرنا في زمرتهم . والله أعلم.

    الخامس : أن يشتق من أسمائه - جل وعلا- أسماءً لبعض المعبودات الباطلة ، كتسميتهم اللات من الله ، والعزى من العزيز ، وتسميتهم الصنم ألهاً ، وهذا إلحاد حقيقة ؛ فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم ومعبوداتهم الباطلة.

    السادس :
    تشبيه صفاته بصفات خلقه أو تعطيلها ، كما وقع فيه الممثلة والمعطلة ، وهذا الإلحاد حرام وجريمة وكبيرة من عظائم الأمور ومن فظائع منكرات الاعتقادات والأقوال وقد يصل بصاحبه إلى الكفر. والدليل قوله تعالى: ﴿ ولِلَّهِ الْأسماء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف:180]
    والله أعلم .



    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الثلاثاء 06 أبريل 2010, 12:13 pm




    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 58uo0

    ما أنواع الإلحاد في الآيات ؟ وما معنى كل نوع ؟ مع بيان ذلك بالدليل؟

    ج : الإلحاد في الآيات نوعان :

    إلحاد في الآيات الكونية كالشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض ونحوها.
    وإلحاد في الآيات الشرعية أي القرآن

    فالإلحاد في الآيات الكونية يكون باعتقاد خالق لها مع الله- تعالى- أو مُعِينٍ له في خلقها أو أن هناك مدبراً لها معه - جل وعلا- أو صرف شيء من العبادة لها من دونه - جل وعلا- قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَات ولا فِي الْأَرْضِ ومَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ ومَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سـبأ:22] وقال تعالى ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ﴾ [فاطر: 40] وقال تعالى ﴿ ومِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمْسُ والْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ ولا لِلْقَمَرِ واسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [فصلت:37]
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd

    وأما الإلحاد في الآيات الشرعية فيكون بإنكارها جملة أو بإنكار بعضها ، أو تحريفها ، وإخراجها عن المعاني الصحيحة اللائقة بها ، أو اعتقاد أن هذا القرآن مخلوق من جملة المخلوقات ، أو التكذيب بشيء منها ، وهذا الإلحاد حرام وكبيرة من كبائر الذنوب وقد يصل بصاحبه- في كثير أحيانه- إلى الكفر قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت:40] فنعوذ بالله تعالى من الإلحاد في أسمائه ، وآياته . والله تعالى أعلم .
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd

    هل أسماء الله- تعالى- محصورة بعدد معين أم لا ؟
    القاعدة عند أهل السنة ، والجماعة أن أسماء الله- تعالى- لا تحصر بعدد معين.

    والدليل على ذلك ما رواه أحمد ، وابن حبان ، والحاكم بسندٍ صحيح من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه- في حديث الكرب وفيه :
    ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك... ) فهذا الحديث دليل على أن لله أسماء قد استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، فقوله ( استأثرت به ) أي: انفردت بعلمه ، وما استأثر الله به في علم الغيب عنده لا يمكن لأحد حصره ، ولا الإحاطة به . فإن قلت : فماذا تقول في قوله - صلى الله عليه وسلم - ( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ) أوليس هذا دليلاً على الحصر؟ وبيان ذلك بضرب مثالين وهما :

    الأول : لو قلت لك : إن عندي مائة بيتٍ شعري من حفظها أعطيته ألف ريال ، فهل تفهم من هذا التركيب اللغوي أنه ليس عندي إلا مائة بيت فقط ؟ بالطبع لا . ولكني حصرت هذه المكافأة فيمن حفظ من أبياتي هذا المقدار .

    الثاني : لو قلت لك : إن عندي مائة درهم أعددتها للصدقة فهل تفهم من هذا التركيب أنه لا يوجد عندي إلا هذه الدراهم فقط ؟ بالطبع لا. وإنما هذه الدراهم هي المعدة للصدقة فقط ؛ وبناءً عليه نقول : إن الله- تعالى- رتب دخول الجنة على من أحصى من أسمائه هذا المقدار ، فكأنه يقول : إن من أحصى من أسمائي تسعة وتسعين اسماً فله الجنة أي: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة . وهذا واضح ... ويقال أيضاً : سلمنا أنه يفهم منه الحصر فإن الحديث الثاني ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) أفادنا أن ما فهمناه من الحصر ليس مقصوداً ، وفهمنا تابع للأدلة ، لا أن الأدلة موقوفة على فهمنا، فما وافقه منها قبلناه ، وما خالفه رددناه فإن هذا مسلك الهالكين من أهل البدع ، وقد انعقدت قلوبنا على أنه لا تعارض بين نصين صحيحين مطلقاً . والله أعلم.

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd

    هل آيات الصفات من قبيل المحكم أم من التشابه ؟؟
    لا يقال: من المحكم مطلقاً ، ولا يقال: من المتشابه مطلقاً .

    وبيان ذلك : أن المراد بالمحكم/ ما اتضح معناه . والمتشابه / ما خفي معناه ولم يعرف

    ؛ وبناءً عليه نقول : إن آيات الصفات من المحكم باعتبار معانيها ، بل هي من أعلى درجات المحكم ؛ لأننا نعلم معانيها كما قدمنا لك سابقاً ، ومن المتشابه باعتبار كيفياتها لأننا لا نعلمها ، ولا طريق للعلم بها ،
    وهذا المذهب الحق وسط بين مذهبين :

    الأول : من يرى أنها من المتشابه مطلقاً أي: لا يعلم معناها أصلاً فضلاً عن كيفيتها . وهم المفوضة .

    الثاني : من يرى أنها من المفهوم المعلوم حتى في كيفياتها . وهم الممثلة .
    فجاء أهل السنة فقالوا : بل هي من المحكم باعتبار ، ومن المتشابه باعتبار، فهي محكمة باعتبار معانيها ، ومتشابهة باعتبار كيفياتها. وهذا صورة من صور الوسطية التي تميز بها أهل السنة والجماعة . والله أعلم ..

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1018254ziqayvf5qd

    هل ظاهر نصوص الصفات مراد أم غير مراد ؟

    :
    إن الاحتياط في الجواب ، وإزالة ما عساه أن يرد على السامع من مقاصد أهل السنة والجماعة ؛ وبناء عليه فنقول :

    إن لفظ الظاهر بحسب كثرة الاستعمال صار من الألفاظ المجملة . فالممثلة ، والمعطلة يفهمون منها ظاهراً ، وأهل السنة أهل العقول السليمة والفطر المستقيمة يفهمون منها ظاهراً ، فإذا كان ذلك كذلك فنقول : إن كنت تريد بالظاهر ما يفهمه أهل السنة ، والجماعة من هذه النصوص من المعاني اللائقة بالله - جل وعلا- التي لا تمثيل فيها ولا تعطيل ولا نقص بوجه من الوجوه ، فهذا الظاهر لاشك أنه مراد ، فأهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة ، والإيمان بها ، وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون ، ولا يمثلون ، ولا يحرفون ، ولا يعطلون . فهذا الظاهر مراد - ولا شك –

    وأضرب لك بعض الأمثلة على ذلك :
    قوله
    تعالى ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة:64] فالظاهر منها عند أهل السنة إثبات اليدين اللائقتين بالله - جل وعلا- كقوله تعالى ﴿ ويَبْقَى وجْهُ رَبِّكَ ﴾ فالظاهر منها عند أهل السنة إثبات الوجه لله – تعالى- على ما يليق بجلاله وعظمته ، وكقوله تعالى [ ورَحْمَتِي وسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ] [الأعراف:156] فالظاهر منها إثبات الرحمة لله- تعالى- على ما يليق بجلاله وعظمته ، وكقوله - صلى الله عليه وسلم- ( ينـزل ربنا إلى السماء الدنيا ...... ) فالظهار منه إثبات النزول في هذا الوقت لله - جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته . وكذلك يقال في سائر آيات الصفات ، فإذا كان المراد بالظاهر ما يفهمه أهل السنة من المعاني اللائقة بالله - جل وعلا- فإننا نقول: هذا الظاهر مراد ، وأما إذا كان يقصد بالظاهر ما يفهمه المبتدعة من الممثلة ، والمعطلة فإنه ليس بمراد لأنهم يفهمون من هذه الآيات معانٍ لا تليق بالله - جل وعلا- فلا يفهمون منها إلا ما يفهمونه من صفات المخلوقات ، وهذا ليس بمراد من هذه الآيات ، ولكن نحن ننازعهم أصلاً في أن هذا الذي فهموه ليس هو الظاهر الصحيح الذي دلت عليه آيات الصفات ، وإنما هو شيء توهموه بعقولهم الفاسدة. وفي الحقيقة أن فهمهم هذا مخالف لما فهمه السلف منها ، وهو خباية على النصوص ، وتعطيل لها عن المراد بها ، وهو مخالف أيضاً للعقل الصريح ، والفطر السليمة ، والإفهام المستقيمة لأن العقل ، والشرع يفرضان مباينة الخالق للمخلوق في الذات ، والصفات ، فهم - وإن سموه ظاهر الصفات- فإنها تسمية باطلة مردودة بالنقل ، والعقل ، والفطرة . والله أعلم .


    قام بتفريغه وتنسيقه أختنا lamiaa
    جزاها الله عنا خيرا


    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الثلاثاء 20 أبريل 2010, 3:30 am




    ما حكم السؤال عن كيفية شيءً من صفات الله- تعالى
    السؤال عن كيفية صفات الله محرم ، وجريمة، من إقحام العقل والنفس فيما لا مجال لها فيه ، وهو من زلل القول ، وخطل الفهم الذي ينبغي لصاحبه التوبة النصوح ، والاستغفار الكثير منه ؛ وذلك لأنه مسلك الهالكين من أهل البدع ، ومن أبواب الشر التي لو فتحت لأفسدت على الناس عقيدتهم في ربهم - جل وعلا- ولأنه مخالف لمنهج السلف فإن السلف - رحمهم الله تعالى - لا يعرف عنهم كلمة واحدة في ذلك ؛ ولأنه من الأمور الغيبية التي هي خارجة عن حدود العقل ، وطاقاته فمهما أعملت عقلك في إدراك الكيفية لشيء من صفات الله فلن ترجع إلا بالضلال ، والحيرة ، والتيه ، والشكوك ، والأسئلة الكثيرة ، والإشكالات المحيرة التي لا جواب عنها إلا بردع العقل ، والنفس عن الدخول في ذلك ، فما هلك أهل التمثيل ، والتعطيل إلا لأنهم وضعوا لصفات الله كيفية من عند أنفسهم فرضيها أهل التمثيل فمثلوا ، وأباها أهل التعطيل فعطلوا . فأحذر من سلوك سبيلهم الضال ، وقف حيث وقف السلف في صفات الله العظيم الكبير المتعال ؛ ولأن الكيفية لا تعلم إلا بالرؤية ، أو بمشاهدة النظير ، أو بإخبار الصادق عنها ، وكلها منتفية في حق صفات الله- تعالى- وأما الجواب لمن سألنا عن شيء من ذلك فهناك عدة أجوبة :

    الأول : أن نقول له : ما سألت عنه من الصفات معناه معلوم ، وكيفه مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعه . وهذا الجواب صحيح ، سديد باتفاق أهل السنة ، وصالح للإجابة به عن أي صفة قد سئل عن كيفيتها ، فهو ، - وإن ورد في الإجابة عن السؤال عن كيفية صفة الاستواء - لكن يصلح للجميع لأن المتقرر أن القول في بعض الصفات كالقول في بعضها ، وهذا أوضح .

    الثاني : أن نقول : إن كيفية الشيء لا تعلم إلا بعد العلم بكيفية ذاته ، فأخبرني أنت عن كيفية ذات الباري - جل وعلا- فبالطبع لن يجد جواباً ، وسيقول: لا أعلم كيفية ذاته ، فقل له : إذا كنا: أنا وأنت مشتركين في عدم العلم بكيفية الذات فكيف تطالبني بكيفية صفة ذاتٍ لا أعلمها؟ فإن من يجهل كيفية ذات شيء فإنه من باب أولى أن يجهل كيفية صفاتها ، فأنا لا أعلم كيف استواء الله لأنني أصلاً لا أعلم كيف هو في ذاته ، ولا أعلم كيفية وجهه ، ويديه ، وعينيه لأنني أصلاً لا أعلم كيف هو في ذاته - جل وعلا- فالجهل بكيفية الذات مفضٍ إلى الجهل بكيفية الصفات ، وقد تقرر عند أهل السنة أن القول في الصفات كالقول في الذات ، فنحن لا نعرف كيفية صفات الله- تعالى- لأننا أصلاً لا نعرف كيفية ذاته .

    الثالث : أن تبين له أن الكيفية لا يمكن أن تعرف إلا بالرؤية ، ونحن لم نر الله- تعالى- أو بمشاهدة النظير ، وليس لله مثيل ، ولا شبيه حتى نستدل برؤية صفاته على صفاته . كيف؟ وقد قال تعالى ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11] وقال ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾ [مريم:65] وقال ﴿ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾ [الاخلاص:4] وقال تعالى ﴿ فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل:74] أو بإخبار الصادق - صلى الله عليه وسلم- عن الكيفية ، وهذا منتفٍ أيضاً فإنه -صلى اله عليه وسلم- أخبرنا بالصفة ، ولم يخبرنا بكيفيتها فوجب الوقوف حيث وقف النص
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1457745k8p286od3g

    ما أقسام التأويل ، وما المقبول منها والمردود ؟
    التأويل ثلاثة أقسام :

    الأول : حقيقة الشيء التي يؤول إليها ، وهذا هو استعمال القرآن لهذه اللفظة ، وما تصرف منها ، أي: حقيقة الشيء التي هو عليها في الواقع ،

    فتأويل الأمر: امتثاله ، وفعله ، كما قالت عائشة - رضي الله عنها: ( كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن ) متفق عليه ، أي: يوقع حقيقة ما أمر به في القرآن .
    وتأويل النهي: اجتنابه فتأويل قوله تعالى ﴿ ولا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وسَاءَ سَبِيلاً ﴾ [الإسراء:32] هو اجتناب الزنى ، وتأويل قوله تعالى ﴿ ولا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ ﴾ [الأنعام: 151] هو ترك الفواحش ما ظهر منها ، وما بطن ، وهكذا .
    وتأويل الرؤيا: وقوعها أي: وقوع حقيقتها في الخارج ، ومنه قوله تعالى عن يوسف - عليه الصلاة والسلام- ﴿ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ﴾ [يوسف:100] أي: أن سجود أبويه ، وإخوته له هو حقيقة الرؤيا التي رآها من قبل . وتأويل الخبر: وقوع حقيقته كما قال تعالى: مهدداً الذين ينكرون اليوم الآخر ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ﴾ [الأعراف: 53] أي هل ينتظرون إلا وقوع حقيقته على ما أخبرت به الكتب ، وجاءت به الرسل يوم تأتي حقيقته حينئذ يندمون ولا ت ساعة مندم ، فتأويل اليوم الآخر هو وقوعه . وتأويل الصفات هي حقيقتها التي هي عليها في الواقع ، ومن ذلك أيضاً قول الخضر لموسى - عليهما الصلاة والسلام- ﴿ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ﴾ [الكهف: 78] أي: سأخبرك بحقيقة ما رأيت من الأمور التي جعلتك تستنكر ، وتبادر بالإنكار ، ثم قال بعد ذلك أي: بعد أن بين له حقيقتها:﴿ ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ﴾ [الكهف: 82] أي: هذا الذي بينته لك هو الحقيقة التي يؤول إليها ما فعلته ، فهذا هو المعنى الأول .

    الثاني : التأويل: بمعنى التفسير ، ومنه قول الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره العظيم : القول في تأويل قوله تعالى: كذا ، وكذا........ كذا ، وكذا . أي تفسير . ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم- لابن عباس ( اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل ) أي تفسير القرآن ، ومنه قول ابن عباس :أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله . وقد قيل في بعض الآيات التي ورد فيها لفظ التأويل أنها بمعنى التفسير ، وهذا من خلاف التنوع لا التضاد ، فهذان المعنيان صحيحان ، مقبولان ، متفق عليهما بين أهل العلم ، وهما المأثوران عن السلف الصالح
    الثالث : التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره الراجح إلى معناه المرجوح ، أو من حقيقته إلى مجازه . وهذا النوع من التأويل لا يعرف عن السلف ، وإنما أحدثه المتأخرون الخلف من المتكلمين في الأصول ، والفقه ، وقد تلقفوه من أهل الكلام المذموم الذي أدخل على أهل الإسلام البلاء الكثير ، والشر المستطير ، وقد توقف أهل السنة والجماعة - رحمهم الله تعالى - في قبوله ، ورده لأنه من الألفاظ المجملة التي تحتمل حقاً ، وباطلاً ، وشأنهم فيما كان من هذا القبيل التوقف ، والإستفصال ، فقالوا : إن كان هذا الصرف بمقتضى الدليل الصحيح الصريح فإنه صرف مقبول ، فما اقتضاه الدليل فأهلاً وسهلاً . وأما إذا كان صرفاً لا دليل عليه ، وإنما مبناه على التخرص ، والظنون الكاذبة ، والشهوات ، والهوى فإنه مردود على صاحبه مضروب به في وجهه ، ولا كرامة له ، وهو في هذه الحالة - وإن سماه أصحابه تأويلاً ليروج ، وتقبله النفوس- إلا أنه في حقيقته تحريف ، و خلط ، و باطل ، ودليل بطلانه أنه مخالف لمنهج السلف الكرام - رضي الله عنهم وأرضاهم- فإنهم - كانوا يقولون عند الظاهر المتبادر من النصوص ، ولا يتعدونه إلا بمقتضى دليل ، ولأن المتقرر عند أهل العلم أن الأصل هو البقاء على الظاهر الراجح ، ولا ننتقل إلى المرجوح إلا بدليل ، ولأن الأصل في الكلام الحقيقة فلا يعدل عنها إلى الجاز إلا بقرينة صادقة ، ولأن هذا الصرف الذي لا دليل عليه تحكم في كلام المتكلم بلا إذن منه ، وهذا لا يجوز في آحاد كلام البشر فكيف بكلام الله - جل وعلا- وكلام رسله - صلوات الله وسلامه عليهم- ولأن أدلة الشريعة إنما جاءت لإرادة البيان والهدى ، لا للألغاز والتعمية. فكيف يخاطبنا الشارع بكلام له ظاهر ، وهو في حقيقة الأمر لا يريد منا أن نعتقد ظاهره من غير بيانٍ منه لذلك؟ فإن هذا القول يتضمن إخراج هذه النصوص عن مقصود إنزالها الذي هو الهداية - بهذا المعنى من جملة الطواغيت التي أفسدت كثيراً من عقول المسلمين ، وعلومهم ، وأدخلت عليهم التمثيل ، والتعطيل ، والجبر ، وإنكار القدر ، والوقيعة في خيار الأمة ، وسلفها
    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1457745k8p286od3g

    ما مذهب أهل السنة في نفس الله- تعالى- مع بيان ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة ؟
    يعتقد أهل السنة ، والجماعة أن لله – تعالى- نفساً لائقة بجلاله ، وعظمته ، ليست كأنفس المخلوقين ، ومجرد اتفاق اسم نفسه مع اسم نفسنا لا يستلزم اتفاقهما في كيفياتهما -كما قدمنا لك سابقاً - والدليل قوله تعالى: ﴿ وإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 54] فقد أضاف النفس إليه ، وهي لا تقوم بذاتها فدل ذلك على أنها إضافة صفة إلى موصوف - جل ربنا ، وتعالى ، وتقدس عن أن تكون نفسه كنفس خلقه ، وعز جلاله ، وتعالت عظمته أن يكون عدماً لا نفس له- وقال تعالى لكليمه موسى - عليه الصلاة والسلام: ﴿ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾ [طـه:40ـ41] فثبت أن لله نفساً ، وقال تعالى: ﴿ ويُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 28] وقال تعالى عن عيسى -عليه السلام: ﴿ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي ولا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ﴾ فثبت لله نفساً إثباتاً بلا تمثيل ، ونزهه عن مماثلة خلقه فيها تنزيهاً بلا تعطيل ، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ( يقول الله- تعالى- أنا مع عبدي حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم ) متفق عليه ، وإضافة النفس هنا إضافة صفة إلى موصوف . وعن ابن عباس - رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- حين خرج إلى صلاة الصبح ، وجويرية جالسة في المسجد فرجع حين تعالى النهار قال: لم تزالي جالسة بعدي ؟ قالت نعم . قال : قد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بهن لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ومداد كلماته ، ورضى نفسه ، وزنة عرشه "رواه مسلم ، ، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيما يروى عن ربه تبارك وتعالى ( إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا.... ) [مسلم]ومن الأدلة القطعية أيضاً إجماع أهل السنة فقد أتفق أهل السنة - رحمهم الله تعالى - على إثبات النفس لله – تعالى- على ما يليق بجلاله وعظمته ، وهو الذي نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا . إذا علمت هذا فأعلم أن صفة النفس من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله- تعالى- والله أعلم.

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1457745k8p286od3g

    ما مذهب أهل السنة في علم الله تعالى ؟
    يعتقد أهل السنة - رحمهم الله تعالى - اعتقاداً جازماً بيقين راسخ أعظم من رسوخ الجبال الرواسي أن الله- تعالى- موصوف بالعلم الكامل الشامل الذي لم يسبق بجهل. فهو يعلم ما كان ، وما يكون ، وما لم يكن أن لو كان كيف يكون ، وأنه من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله- تعالى- أزلاً ، وأبداً قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ومَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ......الآية ﴾وقال تعالى ﴿ وعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِنْ ورَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ وقال تعالى ﴿ ومَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى ولا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ﴾، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ وقال تعالى: ﴿ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ ﴾ وفي حديث الاستخارة الطويل ( اللهم إني أستخيرك بعلمك الغيب ...... ) ، وعن ابن عمر - رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: ( مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ هذه الآية ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنَزِّلُ الْغَيْثَ ويَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ومَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً ومَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ ) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ( سبق علم الله في خلقه فهم صائرون إليه ) [أخرجه اللاكائي -رحمه الله تعالى-] في شرح العقائد،
    ، ودل عليها العقل أيضاً : وذلك من وجوه : الأول : أن العلم في حد ذاته صفة كمال في المخلوق لا نقص فيها ، وقد تقرر في القواعد أن ما كان صفة كمال في المخلوق لا نقص فيها بوجه فالخالق أولى بها .

    الثاني : أن الله- تعالى- هو الذي أعطى المخلوق هذه الصفة التي هي كمال في ذاتها ، ومعطي الكمال أولى بالكمال .

    الثالث : أنه يستحيل أن يوجد هذا الكون العظيم على هذا النسق الرفيع والنظام البديع ، وهو غير متصف بالعلم ، وقد أشتد نكير السلف على من أنكرها حتى قالوا : ناظروهم بالعلم فإن أقروا به خلصوا ، وإن جحدوا كفروا
    وهذا ما نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا ، وقد أنعقد الإجماع على ذلك والله أعلم .

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1457745k8p286od3g

    قام بتفريغه وتنسيقه أختنا lamiaa
    جزاها الله عنا خيرا



    زادي التوحيد
    زادي التوحيد


    إعلان رد: تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة

    مُساهمة من طرف زادي التوحيد الأحد 25 أبريل 2010, 1:31 am


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 58uo0

    تابع صفات الله تعالى
    ما مذهب أهل السنة - رحمهم الله تعالى - في صفة الوجه ؟
    يعتقد أهل السنةأن لله – تعالى- وجهاً يليق بجلاله وعظمته ، وهو من صفاته الذاتية.
    قال تعالى: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وجْهَه ﴾، وقال تعالى: ﴿ ويَبْقَى وجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والْأِكْرَام ﴾، وقال: ﴿ واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ ﴾ وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ، ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) [مسلم] وعن جابر - رضي الله عنه- قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾ قال النبي - صلى الله عليه وسلم- ( أعوذ بوجهك. قال: ﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ قال - عليه الصلاة والسلام: ( أعوذ بوجهك ). قال: ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ قال : ( هذه أهون أو أسهل ) [البخاري] . وفي حديث عطاء بن السائب عن أبيه عن عمار بن ياسر - رضي الله عنهما- أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- يدعو يقول : ( اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك عن الخلق أجمعين ....... ) وفيه: (وأسألك لذة النظر إلى وجهك ) وعن شقيق قال : كنا عند حذيفة فقام شبث بن ربعي فصلى فبصق بين يديه فقال له حذيفة : يا شبث لا تبصق بين يديك ، ولا عن يمينك فإن عن يمينك كاتب الحسنات ، ولكن عن يسارك أو من ورائك فإن العبد إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم قام إلى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فيناجيه فلا ينصرف عنه حتى ينصرف عنه أو يحدث حدث سوء . متفق عليه . ، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : ( من استعاذ بالله فأعيذوه ، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه ) [أبو داود ، والنسائي بسند صحيح]وقد اجمع أهل السنة ، والجماعة على إثبات هذه الصفة لله – تعالى- وهو ما نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا ، والله أعلم .


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1457745k8p286od3g

    ماذا قال المبتدعة في هذه الصفة ؟وكيف الرد عليهم ؟
    الأول : أنه مخالف لمنهج السلف ، وما أجمعوا عليه ، وما خالف منهجهم ، وإجماعهم فهو باطل مردود ، وإذ لا يمكن أبداً بل لا يتصور أن يكون السلف من الصحابة ، والتابعين كانوا في معزل عن فهم ما أنزل عليهم ، ويفهمه هؤلاء المتهوكون الضالون، هذا ما لا يقوله عاقل يعلم ما يقول فضلاً عن كونه مسلماً .

    الثاني : أنه مخالف لما يظهر من دلالة النصوص، فإن هذه الأدلة قد أضافت الوجه إلى الله- تعالى- إضافة الصفة إلى الموصوف ، والانصراف عن هذا الظاهر المتبادر للفهم السليم لا يجوز إلا بمقتضى دليل صارف ، ولا دليل يصرفنا عن الأصل ، والظاهر ، والحقيقة ، فوجب البقاء عليه.

    الثالث : أن يقال لهم : إنكم فررتم من إثبات الوجه لله – تعالى- خوفاً من مماثلة الله بخلقه لأن لهم وجوهاً ، وقلتم إنه الذات . فبالله عليكم أوليست لنا ذوات ؟ بالطبع نعم ، إذاً قد فررتم من شيء ، ووقعتم في مثله ، فإن قالوا : نحن نقول: هي ذات ليست كالذوات ، فنقول: قولوا هذا القول في الوجه بادئ الأمر ، واستريحوا ، وأريحوا ، وذلك لأنه قد تقرر أن القول في الصفات فرع عن القول في الذات هذا مختصر الجواب عليهم ، والله أعلم.

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1457745k8p286od3g

    ما مذهب أهل السنة في اليدين مع بيان الأدلة ؟


    يعتقد أهل السنة قاطبة أن لله – تعالى- يدين اثنتين لائقتين بجلاله وعظمته ، لا تماثل أيدي المخلوقين ، ومجرد الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى ، وأنهما من الصفات الذاتية التي لا تنفك عنه - جل وعلا- أزلاً ولا أبداً ، وأهما كريمتان مبسوطتان بالعطاء ، والنعم قال تعالى: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة: 64] وقال تعالى ﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [صّ: 75] وقال تعالى ﴿ بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ وقال تعالى ﴿ بيده الخير ﴾ وقال تعالى ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الفتح: 10] وقال تعالى ﴿ ومَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ والْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر:67] وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة في ذكر محاجة موسى لآدم - عليهما الصلاة والسلام- وفيه أن موسى قال : ( أنت آدم الذي خلقه الله بيده ، ونفخ فيك من روحه... )، ، وفي الصحيح أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي ) وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ( إن الله- تعالى- يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ( إن أحدكم ليتصدق بالتمرة من طيب ، ولا يقبل الله إلا طيباً فيجعلها الله- تعالى- في يده اليمنى ثم يربيها كما يربي أحدكم فلوه حتى تصير مثل أحد ) ، وفي رواية ( فيقع في كف الرحمن وفي الصحيح أيضاً من حديث ابن عمر - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( يقبض الله- تعالى- يوم القيامة سمواته فيأخذهن بيمينه ، ويقبض الأراضين ، ويأخذهن بيده الأخرى ثم نهزهن فيقول : أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ وفي صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- على منبره يقول : ( إن موسى سأل ربه فقال: يا رب أخبرني بأدنى أهل الجنة منزلة ؟ ..... ) ، وفيه ( فقال : يا رب فأخبرني بأعلاهم منزلة قال : هذا ما أردت فسوف أخبرك ، قال : غرست كرامتهم بيدي ، وختمت عليها ،لم تر عين ، ولم تسمع أذن ...الحديث ) وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ( تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة في يكفوها الرحمن بيده كما يكفئ أحدكم خبزته في السفر ، نزلاً لأهل الجنة ...... ) ، وقد أتفق أهل السنة على إثبات هذه الصفة لله تعالى من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تمثيل ، ولا تكييف ؛ لأن الله- تعالى- ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وهو ما نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا . والله أعلم.


    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1457745k8p286od3g

    هل دل العقل، والفطرة على إثبات هذه الصفة ؟
    نعم، قد دل الدليل العقلي، والفطري على إثبات هذه الصفة. فأما الدليل الفطري:
    فإن من المتقرر في الفطر السليمة التي لم تتلوث من بعض أهل الكلام، أن الله - تعالى- في العلو، فإن من قام بقلبه حاجة، وحلت عليه ضرورة، وأراد أن يدعو الله - تعالى- بكشف حاجته، وما به من ضر، قلبه لا يتجه إلى أسفل، ولا إلى اليمين، ولا الشمال، ولا إلى الخلف بل يجد في قلبه ضرورة طلب جهة العلو، ولذلك نجده من حيث يشعر أو لا يشعر يتجه ببصره، ورأسه، ويديه إلى السماء؛ لأن فطرته تعلم جزماً بذلك، ولا عبرة بمن تلوثت فطرته، وأفسدت بالشبهات التي يمليها شياطين الإنس والجن, فهذا أمر لا تنكره الفطرة بل قد استقرأوها عليه.

    وأما دلالة العقل فمن وجوه: الأول: أن ضد العلو السفل أو المحاذاة . والسفل نقص . والمحاذاة توجب المساواة، وهي نقص في حق الله - تعالى- والله منزه عن النقص، فحيث انتفى السفل، والمحاذاة ثبت العلو، وهو المطلوب .

    الثاني: أن البشر يستشرفون أن يكونوا في العلو لعلمهم أنها كمال، ولذلك تجد علية القوم من الملوك، والأمراء يعلون بنيانهم، ويكونون في أعلاه، ويتشرف أحدهم إذا اجتمعت رعيته في الشوارع أن يشرف عليهم من أعلا شرفات قصره ليكلمهم، ويأمرهم، و ينهاهم - ولله المثل الأعلى- فهو ملك الملوك، وجبار السماوات والأرض العلي الأعلى، فحيث كان ذلك كمالاً في المخلوق فالخالق أحق أن يتصف به؛ لأن كل كمالٍ ثبت للمخلوق لا نقص فيه فالله أحق بالاتصاف به . والله أعلم.

    تفريغ دروس العقيدةالجامعة المانعة - صفحة 2 1457745k8p286od3g

    قام بتفريغه وتنسيقه أختنا lamiaa
    جزاها الله عنا خيرا




      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 2:25 am