من طرف فاطمة سند الثلاثاء 23 يونيو 2009, 2:00 am
دورة علم القراءات:
الدرس الاول:
مبادىء علم اصول القراءات:
اعلمي أن علم أصول القراءات كغيره من الفنون له مبادئ عشرة
إن مبادئ كل فن عشرة الحد والموضوع ثم الثمرة
وفضله ونسبته والواضع والاسم الاستمداد حكم الشارع
مسائله والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشرفا
أولا: الحد:أى التعريف:
وهو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وادائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله
أو:هو علم يعرف به اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى واختلافهم فى أحوال النطق به من حيث السماع
ثانيا: الموضوع:
الكلمات القرآنية من حيث أحوال النطق بها وكيفية أدائها التى بُحث عنها فيه كالمد والقصر والإظهار .......... إلخ
ثالثا: ثمرته:
العصمة من الخطأ فى القرآن ومعرفة ما يَقرأ به كل واحد من الأئمة وتمييز ما يُقرا به ومالا يُقرا به
رابعا: فضله:
من أشرف العلوم المتعلقة بكلام الله عز وجل
خامسا: نسبته لغيره من العلوم:
علم من العلوم الشرعية الذي جاء بها الشارع
سادسا:واضعه:
من الناحية العملية: رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تلقاه عن جبريل عن رب العزة
من الناحية العلمية: أئمة القراءة وقال البعض انه "ابو عمرو حفص الدورى"
وأول من دون فيه هو " أبو عبيد القاسم بن سلام"
سابعا:الاسم:
علم القراءاتجمع قراءة بمعنى وجه مقروء به
ثامنا:استمداده:
من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة الموصولة بالسند عن النبي صلى الله عليه وسلم
تاسعا:حكم الشارع فيه:
الوجود الكفائى تعلما وتعليما
عاشرا:مسائله(قواعده الكلية):
أى كقولنا كل ألف منقلبة عن ياء يميلها حمزة والكسائى ويقللها ورش بخلف عنه مثل:الإمالة- الإظهار
بعض المسائل والمفاهيم
أولا: بعض فوائد اختلاف القراءات
1-الدلالة على صيانة كتاب الله وحفظه من التبديل والتحريف على كونه على هذه الأوجه الكثيرة
2- التخفيف على هذه الأمة وتسهيل القراءة عليها
3- إعجاز القرآن في إيجازه حيث تدل كل قراءة على حكم شرعي دون تكرار اللفظ ودون تناقض في الأحكام
مثال:" وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم الى الكعبين"قرئ بالنصب والخفض
قرئ بالنصب: لبيان حكم غسل الرجل فى الوضوء فيكون العطف على وجوهكم
قرئ بالخفض: لبيان حكم المسح على الخفين عند وجود مقتضياته فيكون العطف على برؤوسكم
4- بيان ما يحتمل أن يكون مجملا في قراءة أخرى كقراءة:يطهْرن، يطهّرن فى قوله تعالى " ولا تقربوهن حتى يطهْرن" قرئت بالتشديد والتخفيف فقراءة التشديد مبينة لقراءة التخفيف
فالحائض لا يحل وطئها ولا تقرا القرآن بانقطاع الدم فقط ولكن حتى تتطهر بالماء
*شروط القراءة الصحيحة:
1- التواتر:-إذ أجمع عليه الأصوليون والفقهاء والمحدثون والقراء ولا تثبت إلا به وإلا كانت قراءة شاذة ولو وافقت رسم المصحف ( يسمى صحة السند)
2-موافقة القراءة لوجه من وجوه اللغة العربية ولو ضعيفا
مثال:"وصية ً لأزواجهم " قرئت "وصية ٌ لأزواجهم" قرئ بالرف على أنها مبتدأ مؤخر وقرئ بالنصب على أنها مفعول مطلق.
3-موافقة القراءة للرسم العثمانى ولو احتمالا
مثال: فى سورة الفاتحة قوله تعالى " ملك يوم الدين" ممكن تقرأ " ملك يوم الدين" بدون ألف بعد الميم فيحتملها الرسم لن الألف مشار إليها (الواحد الصغير).
وجمعها ابن الجزرى فى طيبة النشر:
فكل ما وافق وجه نحو وكان للرسم احتمالا يحوى
وصح إسنادا فهو القرآن فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن اثبتِ شذوذه ولو أنه في السبعة
تعريف القارئ والمقرئ:
المقرئ: من عَلم القراءة أداءً ورواها مشافهة وأ ُجيز أن يعّلم غيره
القارىء:هو الذى جمع القرآن حفظا عن ظهر قلب وله مراتب:
1-مبتدئ:وهو من أفرد الى ثلاث روايات
2-متوسط:وهو من أفرد الى اربع أو خمس روايات
3-المنتهى:وهو من عرف من الروايت أكثرها واشهرها
ما هى شروط المقرىء:
مسلما- عاقلا- بالغا-ثقة-مأمونا- ضابطا- خاليا من الفسق ومسقطات المروءة وأن يتأدب بآداب حملة القرآن
ولا يجوز أن يقرئ إلا مما تلقاه ممن توفرت فيه هذه الشروط
ما هو الفرق بين القراءة والرواية والطريق؟
القراءة:كل خلاف نُسب لإمام من الأئمة العشرة مما أجمع عليه الرواة فهو قراءة
الرواية:كل ما نُسب للأخر عن القارئ ولو بواسطة
الطريق: كل ما نُسب للأخر عن الراوي وإن سفل
وجه الرواية ووجه الدراية
وجه الرواية:هو المنقول عن الشيوخ بسند متصل الى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو وجه إلزام.
وجه الدراية: القياس العلمي واجتهاد العلماء (فمن يقرأ إجازة كاملة ولم يأتي بالروم والإشمام فليس عليه شيء)فهو ليس ملزم
الخلاف الواجب والخلاف الجائز
الخلاف الواجب:هو ما ورد في القراءة والرواية والطريق ولابد أن يأتي بها جميعا ولو أخل بوجه منها كان نقصا في الرواية (كأوجه البدل مع اللين لورش)ونطلق عليه وجه رواية
الخلاف الجائز:هو خلاف الأوجه على سبيل التخيير والإباحة فلو أتى بوجه أجزأ عن الباقي كأوجه البسملة- الوقف-السكون-الروم-الإشمام ونطلق عليه وجه دراية
لماذا نسبت القراءات إلى الأئمة القراء؟
لأن كل واحد منهم قضى مدة حياته يقرأ بالقراءة التى اشتهر بها ويقرئ بها الناس فعُرف بها فيقال قراءة نافع فهذه النسبة إليه نسبة مداومة وملازمة وقراءة وإقراء وليست النسبة نسبة ابتداع واجتهاد فالقراءات بالتلقي عن المشايخ المتصلي السند
*تنبيه هام: هناك خطأ قول" إن منشأ اختلاف القراءات احتمال الرسم العثماني"
وهذا القول خطا لأن هذه الروايات هكذا أنزلت وكذلك أن القرآن تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة ثم الصحابة والتابعين ثم كتب فى عهد عثمان. وهذا دليل فالقرآن قرئ أولاً ثم كتب وليس العكس
الأحكام المطردة والأحكام المنفردة
الأحكام المختلف فيها على قسمين:
الأحكام المطردة:كل حكم كل ِ جارٍفي كلِ ما تحقق فيه شرط ذلك الحكم مثل المدود
وتسمى الأصول
الأحكام المنفردة: هي ما يذكر في السور من كيفية قراءة كل كلمة قرآنية مختلف فيها بين القراء مع عزو كل قراءة الى صاحبها مثل : فعزْزنا-فعزّزنا
وتسمى الفرش أو (الفروع)؛ وسميت فرشا لتفرقها وانتشارها في السور
تعريف أصول القراءات
الأصول: هي جمع أصل وهو في اللغة: ما يبنى عليه غيره
اصطلاحا: الحكم المطرد أي الحكم الكلى الجاري في كل ما تحقق فيه شرطه
الأصول الدائرة على اختلاف القراءات:هي سبعة وثلاثون أصلا مثل :الإظهار- المدود-التحقيق
الشاطبي والشاطبية (الطريق الذي سنتناوله بالدراسة)
تعريف الشاطبى:هو أبو القاسم بن فيرُّه بن خلف بن احمد الاندلسى الشاطبى الدعينى الضرير ولد سنة 538هجريا بالأندلس وتوفى سنة 590 هجريا بالقاهرة
وكان ثبتا حجة فى علوم القرآن والحديث واللغة وغيرها
وكان مثلا في حدة الذكاء وقوة الإدراك والصبر والاحتساب وكان يزين ذلك كله ورعه وزهده في الدنيا وإقباله على الله وعلى العبادات
وكان لا يجلس للإقراء إلا على طهارة وكان إذا قرئ عليه الموطأ والصحيحان تصحح النسخ من حفظه
متن الشاطبية: المسمى ب "حرز الأمانى ووجه التهاني"
وهى قصيدة لامية تضمنت أصول وفرش سبع قراء تخيّرهم الشاطبي وجاءت في ألف ومائة وسبعين بيتا 1170 بيت وتخير لكل قارئ راويان ولكل راو طريق واحد