معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


2 مشترك

    لا تحسبن الله يغفل ساعة ولا ان ما يخفى لديه يغيب

    ويـ الأمل ـبقى
    ويـ الأمل ـبقى


    مميز لا تحسبن الله يغفل ساعة ولا ان ما يخفى لديه يغيب

    مُساهمة من طرف ويـ الأمل ـبقى الإثنين 27 يوليو 2009, 11:47 pm

    الحمد لله واسع العطاء بيده خزائن الأشياء والصلاة والسلام على خير الأنبياء وعلى آله وأصحابه خير الأتقياء..وبعد:

    أخى المسلم:لقد خلق الله تعالى الخلق وهو يعلم سرهم وجهرهم ويعلم حالهم أينما كانوا..

    "وما تكون فى شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عملٍ إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتابٍ مبين"[يونس:61]

    اخى المسلم:إن استشعار مراقبة الله تعالى من معانى الإيمان العظيمة التى يرتقى لها العبد إلى درجة "الإحسان"..

    "المراقبة" ذلك الأصل العظيم من أصول العمل الصالح..وقف عنده الصادقون..ودندن حوله العارفون..

    زينة الأعمال..وغاية الصدق فى الأقوال والأفعال!

    أتدرى ما هى مراقبة الله تعالى؟

    قال ابن المبارك[رحمه الله] لرجل:"راقب الله تعالى" فسأله الرجل عن تفسيرها فقال:"كن أبداً كأنك ترى الله عزوجل".

    وقال إبراهيم الخواص[رحمه الله] :"المراقبة خلوص السر والعلانية لله عزوجل".

    أخى المسلم:تلك هى المراقبة كما عرفها العلماء العارفون..ومعنى المراقبة يعقله كل قلب فهماً..ولكن قليل تلك القلوب التى تعقله علماً!
    إن تذكر الرقابة الإلهية من دلائل التوفيق التى إذا وفق إليها عبد كان ذلك علامة لفلاحه..وسعادته.

    أخى المسلم:هل وقفت مع نفسك يوماً فسألتها:أين هى من مراقبة الله تعالى؟

    قليل أولئك الذين وقفوا هذه الوقفة مع أنفسهم..وسألوها..وحاسبوها فى خلواتها..
    وأما الأكثرون فقد غفلوا عن المحاسبة..وأعطوا النفس مناها فى عدم التشديد عليها..
    وهذه الغفلة هى حال الكثيرين من أولئك الذين لم يستشعروا رقابة الله تعالى..

    ولعظم مرتبة المراقبة فإن الله تعالى بعث لنبيه[صلى الله عليه وسلم] آمين وحيه جبريل [عليه السلام] لتذكيره بشرف هذه المرتبة ففى حديث جبريل[عليه السلام] لتذكيره بشرف هذه المرتبة ففى حديث جبريل[عليه السلام] الطويل عندما سأل النبى[صلى الله عليه وسلم] عدة مسائل ومنها قال:"يارسول الله ما الإحسان؟ قال:أن تخشى الله كأنك تراه فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك"[رواه مسلم\واللفظ له]

    أخى المسلم:إن من راقب الله تعالى فى أفعاله وأقواله كان من أهل الإحسان..وأهل الإحسان هم الذين قال الله تعالى عنهم:"للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون"[يونس:26]

    فيا من خلوت بمعاصى الله اعلم ان الرقيب عليك من لا تخفى عليه خافية..

    قال بعض العارفين:"اتق الله ان يكون الله أهون الناظرين إليك"

    وقال بعضهم:"خف الله قدر قدرته عليك واستحى منه على قدر قربه منك"

    فيا غافلاً عن رقابة ملك الملوك..
    إنك فى ملك من لا يخفى عليه أمرك..ولا يسترك منه حجاب وحرى بمن أنه مراقب من الله تعالى أن يحذر كل الحذر..وأن يستحى منه حق الحياء..

    خرج عمر بن الخطاب[رضى الله عنه] إلى مكة فنزل فى بعض الطريق فانحدر عليه راع من الجبل فقال له:يا راعى بعنى شاة من هذه الغنم؟ فقال:إننىمملوك.
    فقال:قل لسيدك أكلها الذئب..
    قال الراعى:فأين الله؟!
    فبكى عمر ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه وأعتقه..
    وقال:أعتقتك فى الدنيا هذه الكلمة وارجو أن تعتقك فى الآخرة.

    أخى المسلم:إذا تأملت فى هذه القصة وجدت أن مراقبة الله تعالى تثمر عن ثمار يانعة من خوف الله تعالى وصدق وإخلاص وأمانة..
    كل تلك الخصال السامية تجدها فى أولئك الذين جعلوا المراقبة من بالهم..
    وهى صفات عزيزة نادرة كندرة هذه الصفة:"صفة المراقبة"

    أخى المسلم:مراقبة الله تعالى أكرم الطاعات..وأنبل ما اتصف به المتصفون..
    قال بن عطاء[رحمه الله]:""أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات"

    فإن من راقب الله تعالى فى خلواته فهو المعظم لله تعالى..الخائف منه تباك وتعالى..الصادق فى تعامله مع ربع..القريب من ربه عزوجل..

    فتذكر دائما أنك مراقب من الله تعالى..ملك الملوك..الذى يعلم السر وأخفى قلتتقيه أينما كنت وحيثما حللت..

    عن أبى ذر[رضى الله عنه]قال:قال لى رسول الله[صلى الله عليه وسلم]:"اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"[صحيح]

    ومن فوائد مراقبة الله تعالى:
    - أنها عون على غض البصر..سئل الجنيد[رحمه الله]:بم يستعان على غض البصر؟
    فقال:" بعلمك ان نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى من تنظره"

    - وأنهاسبب فى الفوز بظل العرش يوم القيامة قال النبي [صلى الله عليه وسلم]:"سبعة يظلهم الله يوم القيامة فى ظله يوم لا ظل إلا ظله"فذكر منهم:"ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها قال:إنى أخاف الله"[رواه البخارى].

    أخى المسلم: راقب الله تعالى فى أقوالك وأفعالك وفى كل أمر عزمت عليه..فإن كان لله فيه رضاً أمضيته وإن لم يكن لله فيه رضاً فأمسك عنه فإن أولى من راعيت إطلاعه عليك هو الله تبارك وتعالى..

    إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل*****خلوت ولكن قل على رقيب
    ولاتحسبن الله يغفل ساعة*****ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
    ألم ترأن اليوم أسرع ذاهب*****وأن غداً للناظرين قريب

    فلا تكن كأولئك الغافلين الذين إذا خلوا نسوا رقابة الله تعالى فوقعوا فى المعاصى والآثام..

    ولتجعل أيها المسلم من خلواتك فرصة تغتنمها فى الطاعات فتناجى ربك تعالى وتذكره بما هو أهله..وتذكر أن الصالحين كانوا يأنسون بربهم تعالى ذكره..فلا تمر لحظة أسعد من لحظات خلوتهم بمناجاة خالقهم ومعبودهم تبارك وتعالى..

    قيل:لمالك بن مغول[رحمه الله] وهو جالس فى بيته:ألا تستوحش؟! فقال:"ويستوحش مع الله أحد؟!".

    وكان حبيب أبو أحمد يخلو فى بيته ويقول:"من لم تقر عينه بك فلا قرت عينه ومن لم يأنس بك فلا أنس"

    فراقب الله تعالى أيها المسلم فى سرك وجهرك..وقولك وفعلك..وتذكر دائماً انه أقرب إليك من حبل الوريد!
    وحاسب نفسك دائماً..وذكرها بمن لاتخفى عليه خافية..

    والحمد لله تعالى والصلاة والسلام على النبى محمد وآله وصحبه
    ام ايهاب
    ام ايهاب


    مميز رد: لا تحسبن الله يغفل ساعة ولا ان ما يخفى لديه يغيب

    مُساهمة من طرف ام ايهاب الثلاثاء 09 فبراير 2010, 10:10 am

    جزاك الله خيرا
    اللهم ارزقنا الاخلاص في جميع اعمالنا لأن الاخلاص بالعمل يجعل الانسان يدرك ان الله يراقبه في كل أمره
    ويـ الأمل ـبقى
    ويـ الأمل ـبقى


    مميز رد: لا تحسبن الله يغفل ساعة ولا ان ما يخفى لديه يغيب

    مُساهمة من طرف ويـ الأمل ـبقى الجمعة 12 فبراير 2010, 5:29 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزك الله الفردوس الاعلى من الجنان
    على مرورك الطيب

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 08 مايو 2024, 10:55 am