السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في محكم تنزيله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ
وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (ا[لبقره:155]) ،
هذه الآية فيها قسم من الله- عز وجل - أن يختبر العباد بهذه الأمور.
فقوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) أي: لنختبرنكم.
(بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ) لا الخوف كله بل شيء منه؛ لأن الخوف كله مهلك ومدمر. لكن بشيء منه.
(( الخوف)) هو فقد الأمن، وهو أعظم من الجوع، ولهذا قدمه الله عليه، لكن
الخائف- والعياذ بالله- لا يستقر لا في بيته ولا في سوقه، والخائف أعظم من
الجائع؛ ولهذا بدأ الله به فقال: (بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)
وأخوف ما نخاف منه ذنوبنا؛ لأن الذنوب سبب لكل الويلات، وسبب للمخاطر،
والمخاوف، والعقوبات الدينية، والعقوبات الدنيوية.
(وَالْجُوعِ) يبتلي بالجوع.
والجوع يحمل معنيين:
المعني الأول: أن يحدث الله- سبحانه- في العباد وباء؛ هو وباء الجوع، بحيث
يأكل الإنسان ولا يشبع، وهذا يمر على الناس، وقد مر بهذه البلاد سنة
معروفة عند العامة تسمي سنة الجوع.يأكل الإنسان الشيء الكثير ولكنه لا
يشبع- والعياذ بالله- نحدث أن الإنسان يأكل من التمر مخفراً كاملاً في آن
واحد ولا يشبع-والعياذ بالله- ويأكل الخبز الكثير ولا يشبع لمرض فيه. هذا
نوع من الجوع.
النوع الثاني من الجوع: الجدب والسنون الممحلة لا يدر فيها ضرع ولا ينمو فيها زرع، هذا من الجوع.
وقوله (ِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ) يعيني : نقص الاقتصاد ، بحيث تصاب
الأمة بقلة المادة والفقر، ويتأخر اقتصادها ، وترهق حكومتها بالديون التي
تأتي نتيجة لأسباب يقدرها الله -عز وجل- ابتلاء وامتحاناً.
وقوله: (وَالْأَنْفُسِ) أي : الموت ؛ بحيث يحل في الناس أوبئة تهلكهم
وتقضي عليهم. وهذا أيضاً يحدث كثيراً ولقد حدثنا أنه حدث في هذه البلاد-
أي البلاد النجدية- حدث فيها وباء عظيم تسمي سنته عند العامة( سنة الرحمة)
إذا دخل الوباء في البيت لم يبق منهم أحد إلا دفن- والعياذ بالله_، يدخل
في البيت فيه عشرة أنفس أو أكثر، فيصاب هذا بمرض، ومن غد الثاني والثالث
والرابع، حتى يموتوا عن آخرهم وحدثنا أنه قدم هذا المسجد، مسجد الجامع
الكبير بعنيزة- وكان الناس بالأول في قرية صغيرة، ليس فيها ناس كثير كما
هو الحال اليوم، يقدم أحياناً في فرض الصلاة الواحد سبع إلي ثمان جنائز ،
نعوذ بالله من الأوبئة. هذا أيضاً نقص من الأنفس.
وقوله: (وَالثَّمَرَاتِ) أي أن لا يكون هناك جوع، ولكن تنقص الثمرات، تنزع
بركتها في الزروع والنخيل وفي الأشجار الأخري، والله - عز وجل- يبتلي
العباد بهذه الأمور ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون.
فيقابل الناس هذه المصائب بدرجات متنوعة، بالتسخط، أو بالصبر أو بالرضا، او بالشكر كما قلناه فيما سبق. والله الموفق.
من شرح رياض الصالحين
للعلامة ابن عثيمين رحمه الله
قال تعالى في محكم تنزيله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ
وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (ا[لبقره:155]) ،
هذه الآية فيها قسم من الله- عز وجل - أن يختبر العباد بهذه الأمور.
فقوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) أي: لنختبرنكم.
(بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ) لا الخوف كله بل شيء منه؛ لأن الخوف كله مهلك ومدمر. لكن بشيء منه.
(( الخوف)) هو فقد الأمن، وهو أعظم من الجوع، ولهذا قدمه الله عليه، لكن
الخائف- والعياذ بالله- لا يستقر لا في بيته ولا في سوقه، والخائف أعظم من
الجائع؛ ولهذا بدأ الله به فقال: (بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)
وأخوف ما نخاف منه ذنوبنا؛ لأن الذنوب سبب لكل الويلات، وسبب للمخاطر،
والمخاوف، والعقوبات الدينية، والعقوبات الدنيوية.
(وَالْجُوعِ) يبتلي بالجوع.
والجوع يحمل معنيين:
المعني الأول: أن يحدث الله- سبحانه- في العباد وباء؛ هو وباء الجوع، بحيث
يأكل الإنسان ولا يشبع، وهذا يمر على الناس، وقد مر بهذه البلاد سنة
معروفة عند العامة تسمي سنة الجوع.يأكل الإنسان الشيء الكثير ولكنه لا
يشبع- والعياذ بالله- نحدث أن الإنسان يأكل من التمر مخفراً كاملاً في آن
واحد ولا يشبع-والعياذ بالله- ويأكل الخبز الكثير ولا يشبع لمرض فيه. هذا
نوع من الجوع.
النوع الثاني من الجوع: الجدب والسنون الممحلة لا يدر فيها ضرع ولا ينمو فيها زرع، هذا من الجوع.
وقوله (ِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ) يعيني : نقص الاقتصاد ، بحيث تصاب
الأمة بقلة المادة والفقر، ويتأخر اقتصادها ، وترهق حكومتها بالديون التي
تأتي نتيجة لأسباب يقدرها الله -عز وجل- ابتلاء وامتحاناً.
وقوله: (وَالْأَنْفُسِ) أي : الموت ؛ بحيث يحل في الناس أوبئة تهلكهم
وتقضي عليهم. وهذا أيضاً يحدث كثيراً ولقد حدثنا أنه حدث في هذه البلاد-
أي البلاد النجدية- حدث فيها وباء عظيم تسمي سنته عند العامة( سنة الرحمة)
إذا دخل الوباء في البيت لم يبق منهم أحد إلا دفن- والعياذ بالله_، يدخل
في البيت فيه عشرة أنفس أو أكثر، فيصاب هذا بمرض، ومن غد الثاني والثالث
والرابع، حتى يموتوا عن آخرهم وحدثنا أنه قدم هذا المسجد، مسجد الجامع
الكبير بعنيزة- وكان الناس بالأول في قرية صغيرة، ليس فيها ناس كثير كما
هو الحال اليوم، يقدم أحياناً في فرض الصلاة الواحد سبع إلي ثمان جنائز ،
نعوذ بالله من الأوبئة. هذا أيضاً نقص من الأنفس.
وقوله: (وَالثَّمَرَاتِ) أي أن لا يكون هناك جوع، ولكن تنقص الثمرات، تنزع
بركتها في الزروع والنخيل وفي الأشجار الأخري، والله - عز وجل- يبتلي
العباد بهذه الأمور ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون.
فيقابل الناس هذه المصائب بدرجات متنوعة، بالتسخط، أو بالصبر أو بالرضا، او بالشكر كما قلناه فيما سبق. والله الموفق.
من شرح رياض الصالحين
للعلامة ابن عثيمين رحمه الله