أثر الدعاء في صلاح الأبناء
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
لا تقر أعين الآباء بالأبناء حقيقة إلا إذا كانوا صالحين، لهذا فإن الصالحين من عباد الله يجتهدون في صلاح أبنائهم، ويعلمون أن الأمر كله بيد الله -عز وجل-،
وأن من أعظم أسباب صلاح أبنائهم كثرة الدعاء لهم والتضرع إلى الله ليصلحهم.
وقد ذكر الله -تعالى-
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) الفرقان:74)،
ونظرًا لما للدعاء من أثر عظيم في صلاح الأبناء وجدنا خير خلق الله -تعالى- وصفوتهم الأنبياء والرسل يسألون ربهم ويلحون عليه -سبحانه- أن يصلح لهم ذرياتهم، حتى إنهم دعوا الله -تعالى- من أجلهم قبل أن يولدوا.
الخليل -عليه السلام- يسأل ربه الذرية الصالحة:
فهذا سيدنا إبراهيم يرفع أكف الضراعة طالبًا من الله -تعالى- أن يرزقه أبناء صالحين مصلحين فقال
(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ )الصافات:100
إنه قد بلغ سنًّا كبيرة، وامرأته عجوز، وهو يشتهي الولد، لكنه لا يريد أي ولد؛ إنما يريد ولدا صالحًا، فكانت الاستجابة من الله وأعجب من ذلك أن الخليل -عليه السلام- لم ينقطع عن الدعاء لذريته، بل ظل يتعهدهم بالدعوات الصالحات طوال حياتهم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ )إبراهيم:35)،
ويستمر في الدعاء
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبل دعاء)
ونبي الله زكريا:
إذ دعا الله -تعالى- لأبنائه قبل أن يولدوا، (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً( مريم:5-6)، ولقد استجاب الله -تعالى- لدعائه، وحملت الملائكة إليه البشرى بالولد والنبي الصالح
النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو لأبناء المسلمين:
إذا رجعنا إلى هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم- لوجدناه يكثر من الدعاء لأبناء المسلمين، ويوجّه المسلمين إلى الدعاء لأبنائهم حتى قبل أن يولدوا، فيحث من أراد إتيان أهله قضاءً لشهوته وطلبًا للولد أن يحرص على وقايته من الشيطان فيقول
(بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا. فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرُّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا
ويدعو لهم عند ولادتهم:
فعن عائشة -رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ -تعني حديثي الولادة- فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُمْ) متفق عليه.
ويدعو لهم أثناء مخالطتهم تشجيعًا وتثبيتًا لهم على الخير:
حيث دعا لأنس بن مالك وهو يخالطه
فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ. قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللَّهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوِ الْمِائَةِ الْيَوْمَ وفي رواية وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ) رواه مسلم.
وعلى هذه الخطى سار السلف:
فوجدناهم يهتمون بالإكثار من الدعاء للأبناء؛ فهذا الفضيل بن عياض -رحمه الله- سيد من سادات هذه الأمة، وعالم من علمائها الأكابر يدعو لولده علي -رحمه الله- وهو صغير فيقول: "اللهم إنك تعلم أني اجتهدت في تأديب ولدي علي فلم أستطع، اللهم فأدبه لي"،
وهو مع هذا لم يتوانَ عن تعهده بالإصلاح والرعاية وحسن الأدب، لكنه يعلم أن الأمر كله لله فيدعوه -سبحانه- ويتضرع إليه في إصلاح ولده؛ فيستجيب الله -تعالى- دعاءه ويصلح له ولده
حتى إن بعض العلماء ليفضل علي بن الفضيل على أبيه على جلالة قدر أبيه -رحمهما الله-.
وهكذا كان أكثر السلف
احذروا الدعاء على أولادك:
إن مما ينبغي أن يكون معلومًا ومستقرًّا في نفوس الآباء أن الدعاء على الأبناء من الممنوعات التي لا يجوز الاقتراب منها بحال،
ولقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الدعاء على الأطفال فقال (لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ)( رواه مسلم.
إن الوالدين أو أحدهما قد يغضب لإساءة بعض الأبناء أو عقوقه،
لكن ينبغي ألا يلجأ الوالدان أو أحدهما إلى الدعاء على الأولاد؛
فأنهما أول من يكتوي ويتألم إن أصاب أبناءهما مكروه،
لا تقر أعين الآباء بالأبناء حقيقة إلا إذا كانوا صالحين، لهذا فإن الصالحين من عباد الله يجتهدون في صلاح أبنائهم، ويعلمون أن الأمر كله بيد الله -عز وجل-،
وأن من أعظم أسباب صلاح أبنائهم كثرة الدعاء لهم والتضرع إلى الله ليصلحهم.
وقد ذكر الله -تعالى-
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) الفرقان:74)،
ونظرًا لما للدعاء من أثر عظيم في صلاح الأبناء وجدنا خير خلق الله -تعالى- وصفوتهم الأنبياء والرسل يسألون ربهم ويلحون عليه -سبحانه- أن يصلح لهم ذرياتهم، حتى إنهم دعوا الله -تعالى- من أجلهم قبل أن يولدوا.
الخليل -عليه السلام- يسأل ربه الذرية الصالحة:
فهذا سيدنا إبراهيم يرفع أكف الضراعة طالبًا من الله -تعالى- أن يرزقه أبناء صالحين مصلحين فقال
(رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ )الصافات:100
إنه قد بلغ سنًّا كبيرة، وامرأته عجوز، وهو يشتهي الولد، لكنه لا يريد أي ولد؛ إنما يريد ولدا صالحًا، فكانت الاستجابة من الله وأعجب من ذلك أن الخليل -عليه السلام- لم ينقطع عن الدعاء لذريته، بل ظل يتعهدهم بالدعوات الصالحات طوال حياتهم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ )إبراهيم:35)،
ويستمر في الدعاء
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبل دعاء)
ونبي الله زكريا:
إذ دعا الله -تعالى- لأبنائه قبل أن يولدوا، (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً( مريم:5-6)، ولقد استجاب الله -تعالى- لدعائه، وحملت الملائكة إليه البشرى بالولد والنبي الصالح
النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو لأبناء المسلمين:
إذا رجعنا إلى هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم- لوجدناه يكثر من الدعاء لأبناء المسلمين، ويوجّه المسلمين إلى الدعاء لأبنائهم حتى قبل أن يولدوا، فيحث من أراد إتيان أهله قضاءً لشهوته وطلبًا للولد أن يحرص على وقايته من الشيطان فيقول
(بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا. فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرُّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا
ويدعو لهم عند ولادتهم:
فعن عائشة -رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ -تعني حديثي الولادة- فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُمْ) متفق عليه.
ويدعو لهم أثناء مخالطتهم تشجيعًا وتثبيتًا لهم على الخير:
حيث دعا لأنس بن مالك وهو يخالطه
فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ. قَالَ أَنَسٌ: فَوَاللَّهِ إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ عَلَى نَحْوِ الْمِائَةِ الْيَوْمَ وفي رواية وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ) رواه مسلم.
وعلى هذه الخطى سار السلف:
فوجدناهم يهتمون بالإكثار من الدعاء للأبناء؛ فهذا الفضيل بن عياض -رحمه الله- سيد من سادات هذه الأمة، وعالم من علمائها الأكابر يدعو لولده علي -رحمه الله- وهو صغير فيقول: "اللهم إنك تعلم أني اجتهدت في تأديب ولدي علي فلم أستطع، اللهم فأدبه لي"،
وهو مع هذا لم يتوانَ عن تعهده بالإصلاح والرعاية وحسن الأدب، لكنه يعلم أن الأمر كله لله فيدعوه -سبحانه- ويتضرع إليه في إصلاح ولده؛ فيستجيب الله -تعالى- دعاءه ويصلح له ولده
حتى إن بعض العلماء ليفضل علي بن الفضيل على أبيه على جلالة قدر أبيه -رحمهما الله-.
وهكذا كان أكثر السلف
احذروا الدعاء على أولادك:
إن مما ينبغي أن يكون معلومًا ومستقرًّا في نفوس الآباء أن الدعاء على الأبناء من الممنوعات التي لا يجوز الاقتراب منها بحال،
ولقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الدعاء على الأطفال فقال (لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ)( رواه مسلم.
إن الوالدين أو أحدهما قد يغضب لإساءة بعض الأبناء أو عقوقه،
لكن ينبغي ألا يلجأ الوالدان أو أحدهما إلى الدعاء على الأولاد؛
فأنهما أول من يكتوي ويتألم إن أصاب أبناءهما مكروه،