معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بك يا زائر في معهد دار الهجرة للقراءات وعلوم القرآن الكريم


5 مشترك

    رحلة .. مع صحابة رسول الله


    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 11 أبريل 2010, 11:59 am

    أبيض بن حمّال بن مرثد
    رضي الله عنه


    من هو؟

    هو أبيض بن حمّال بن مرثد المازني الحميري ، له صحبة ورواية
    كان في وجهه حزازة فالتقمـتْ أنفه ، فدعاه الرسـول -صلى الله
    عليه وسلـم- فمسح على وجهه فلم يُمْـسِ ذلك اليوم وفيه أثرٌ


    أبيض والرسول

    وفد على النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- فاستقطعه الملح الذي بمأرب فأقطعه
    إيّاه ، فقال رجل ( أتدري ما أقطعتَه يا رسـول اللـه ؟ إنما أقطعته الماء
    العدّ )أي الدائم الذي لا انقطاع له ، فرجع فيه وقال ( فلا آذن ) ثم
    قطع له -صلى اللـه عليه وسلم- أرضاً وغيلاً بالجوف ، جوف مراد ، وقد سأل
    النبـي عن صدقة القطن فصالحه على سبعين حُلّة من بزِّ المعافر كلّ سنة عمن
    بقي من سبأ وسأله عن حمى الأراك ، فقال ( لا حِمَى في الأراك )

    أبيض وأبو بكر

    وعاد أبيض الى اليمن ، وأقام بها إلى أن جاء أبو بكر الصديق ، فوفد على
    أبي بكر لمّا انتقض عليه عمّال اليمن ، فأقرّه أبو بكر على ما صالح عليه
    النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصدقة ، ثم انتقض بعد أبي بكر وصار الى
    الصدقة
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 11 أبريل 2010, 12:02 pm

    أرطاة بن كعب
    رضي الله عنه


    ]كان وأخوه من أجمل أهل زمانهما
    وأنطقهم ، دعا لهم الرسول الكريم بالخير


    من هو؟

    أرطاة بن كعب بن شَراحيل النخعيّ ، وفد على الرسول -صلى الله عليه
    وسلم- فأسلم مع أخيه ، عقد له الرسـول الكريم لواءً ، وقد شهـد به
    القادسيـة ، واستشهد في القادسيـة ومعه اللواء فأخذه أخوه دُريد بن
    كعـب فقُتِـلَ

    ذي الخلصة

    عن جرير بن عبد اللـه أن النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- بعثه إلى ذي الخلصة
    يهدمها ، قال فبعث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بريداً يُقال له أرطاة
    ، فجاء فبشره ، فخرّ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ساجداً

    النخع

    مرّت النخع بعمر بن الخطاب ، فأتاهم فتصفّحهم ، وهم ألفان وخمسمائة وعليهم
    رجلٌ يقال له أرطاة ، فقال ( إني لا أرى السرو فيكم متربعاً سيروا الى
    إخوانكم من أهل العراق فقاتِلوا ) فقالوا ( بل نسير الى الشام ) قال (
    سيروا الى العراق )فساروا الى العراق قال أبو الحارث ( فأتينا
    القادسية ، فقُتِلَ منا كثير ، ومن سائر الناس قليل) فسئل عمر عن ذلك
    فقال ( إنّ النخع وَلُوا عِظَمَ الأمر وحده )
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 11 أبريل 2010, 12:08 pm

    البراء بن مالك
    رضي الله عنه


    رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره ، منهم البراء بن مالك " حديث شريف


    من هو؟

    البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم ، ولقد

    تنبأ له الرسول الكريم بأنه مستجاب الدعوة ، فليس عليه الا أن يدعو وألا يعجل

    وكان شعاره دوما ( الله و الجنة ) ، لذا كان يقاتل المشركين ليس من أجل النصر

    وانما من أجل الشهادة ، أتى بعض اخوانه يعودونه فقرأ وجوههم ثم قال ( لعلكم

    ترهبون أن أموت على فراشي ، لا والله ، لن يحرمني ربي الشهادة )


    يوم اليمامه


    كان البراء -رضي الله عنه- بطلا مقداما ، لم يتخلف يوما عن غزوة أو مشهد ،
    وقد كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون البراء قائدا أبدا ، لأن اقدامه
    وبحثه على الشهادة يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة كبيرة ، وفي يوم
    اليمامة تجلت بطولته تحت امرة خالد بن الوليد ، فما أن أعطى القائد الأمر
    بالزحف ، حتى انطلق البراء والمسلمون يقاتلون جيش مسيلمة الذي ما كان
    بالجيش الضعيف ، بل من أقوى الجيوش وأخطرها ، وعندما سرى في صفوف المسلمين
    شيء من الجزع ، نادى القائد ( خالد ) البراء صاحب الصوت الجميل العالي (
    تكلم يا براء ) فصاح البراء بكلمات قوية عالية ( يا أهل المدينة ، لا
    مدينة لكم اليوم ، انما هو الله ، والجنة ) فكانت كلماته تنبيها للظلام
    الذي سيعم لا قدر الله

    وبعد حين عادت المعركة الى نهجها الأول ، والمسلمون يتقدمون نحو النصر ،
    واحتمى المشركون بداخل حديقة كبيرة ، فبردت دماء المسلمون للقتال ، فصعد
    البراء فوق ربوة وصاح ( يا معشر المسلمين ، احملوني وألقوني عليهم في
    الحديقة ) فهو يريد أن يدخل ويفتح الأبواب للمسلمين ولوقتله المشركون
    فسينال الشهادة التي يريد ، ولم ينتظر البراء كثيرا فاعتلى الجدار وألقى
    بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب واقتحمته جيوش المسلمين ، وتلقى جسد البطل
    يومئذ بضعا وثمانين ضربة ولكن لم يحصل على الشهادة بعد ، وقد حرص القائد
    خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه


    في حروب العراق


    وفي احدى الحروب في العراق لجأ الفرس الى كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل
    محماة بالنار ، يلقونها من حصونهم ، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا
    يستطيعون منها فكاكا ، وسقط أحد هذه الكلاليب فجأة فتعلق به أنس بن مالك ،
    ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه ، اذ كانت تتوهج نارا ، وأبصر
    البراء المشهد ، فأسرع نحو أخيه الذي تصعد به السلسلة على سطح جدار الحصن
    ، وقبض البراء على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قطعها ،
    ونجا أنس -رضي الله عنه- وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما
    مكانهما ، لقد ذهب كل مافيها من لحم ، وبقى هيكلها العظمي مسمرا محترقا ،
    وقضى البطل فترة علاج بطيء حتى برىء



    موقع تستر والشهاده


    احتشد أهل الأهواز والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين ، وكتب أمير
    المؤمنين عمر الى سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهما- بالكوفة ليرسل الى
    الأهواز جيشا ، وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا
    على أن يجعل أمير الجند سهيل بن عدي وليكون معه البراء بن مالك ، والتقى
    الجيشان ليواجهوا جيش الأهواز والفرس ، وبدأت المعركة بالمبارزة ، فصرع
    البراء وحده مائة مبارز من الفرس ، ثم التحمت الجيوش وراح القتلى يتساقطون
    من الطرفين

    واقترب بعض الصحابة من البراء ونادوه قائلين ( أتذكر يا براء قول الرسول
    عنك ( رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره منهم
    البراء بن مالك )يا براء اقسم على ربك ، ليهزمهم وينصرنا ) ورفع
    البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعيا ( اللهم امنحنا أكتافهم ، اللهم
    اهزمهم ، وانصرنا عليهم ، وألحقني اليوم بنبيك )وألقى على أخيه أنس
    الذي كان يقاتل قريبا منه نظرة كأنه يودعه ، واستبسل المسلمون استبسالا
    كبيرا ، وكتب لهم النصر

    ووسط شهداء المعركة ، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة كضوء الفجر ،
    وتقبض يمناه على حثية من تراب مضمخة بدمه الطهور ، وسيفه ممدا الى جواره
    قويا غير مثلوم ، وأنهى مع اخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 11 أبريل 2010, 12:21 pm

    حسّان بن ثابت
    شاعر الرسول


    "يا حسّان ! أجبْ عن رسول الله

    اللهم ايده بروح القدس"
    حديث شريف


    من هو؟


    حسّان بن ثابت بن المنـذر الأنصاري الخزرجي النجاري المدنـي

    وكنيته أبو الوليد ، شاعر رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-اشتهر

    بمدحه للغساسنة والمناذرة قبل الإسلام ، وثم بعد الإسلام منافحاً عنه

    وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، لم يشترك بأي غزاة أو معركة

    لعلّة أصابته فكان يخاف القتال


    العلّة


    كان حسّان بن ثابت شجاعاً لَسِناً ، فأصابته علّةٌ أحدثتْ به الجبن ، فكان
    بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال ولا يشهده ، لذلك لم يشهد مع رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم- مشهداً ، ولم يعبه على ذلك لعلّته


    الشعر


    قال أبو عبيدة ( فُضِّلَ حسّان بن ثابت على
    الشعراء بثلاث كان شاعر الأنصار في الجاهلية ، وشاعر النبي -صلى الله عليه
    وسلم- في أيام النبوة ، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام ) وكان يُقال له
    أبو الحُسَام لمناضلته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولتقطيعه
    أعراض المشركين


    في مدح الرسول


    متى يَبْدُ في الدّاجي إليهم جبينُه******يَلُحْ مثلَ مصباح الدُجى الموقّد


    فمن كان أو مَن قد يكون كأحمد******نظـامُ لحـقّ أو نكالٌ لملحـد [


    الرسول وحسّان


    مرَّ عمر بن الخطاب على حسّان وهو ينشد في مسجد رسول الله -صلى الله عليه
    وسلم- ، فانتهره عمر ، فأقبل حسّان فقال ( كنتَ أنشد وفيه مَن هو خيرٌ منك
    )فانطلق عمر حينئذٍ ، وقال حسان لأبي هريرة ( أنشدك الله هل سمعتَ رسول
    الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( يا حسّان ! أجبْ عن رسول الله -صلى الله
    عليه وسلم- ، اللهم أيّده بروح القُدُس )قال ( اللهم نعم )

    كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت ( اهجهم وهاجهم
    وجبريلُ معك)وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لا تسبّوا حسّاناً
    ، فإنه ينافحُ عن الله وعن رسوله )


    يوم الأحزاب


    لمّا كان يوم الأحزاب ، وردّ الله المشركين بغيظهم لم ينالوا خيراً ، قال
    رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( من يحمي أعراض المسلمين ؟) قال كعب بن
    مالك ( أنا ) وقال عبد اللـه بن رواحة ( أنا يا رسـول اللـه )قال (
    إنّك لحسنُ الشعر )وقال حسان بن ثابت ( أنا يا رسول الله ) قال (
    نعم ، اهجهم أنتَ ، وسيعينُكَ عليهم رُوح القُدُس )


    وفاة الرسول


    وبكى حسّان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال


    بطَيْبـةَ رسـمٌ للرسولِ ومعهـد******منيـرٌ وقد تعفو الرسومُ وتَهْمُـدُ [


    ولا تمتحي الآياتُ من دارِ حُرْمَةٍ******بها منبر الهادي الذي كان يَصْعَدُ


    وواضـحُ آثارٍ وبـاقي معـالمٍ*******ورَبـعٌ له فيه مُصلّىً ومسجـدُ


    بها حُجُـراتٌ كان ينزلُ وسْطَها******من الله نـورٌ يُستضاءُ ويوقـدُ


    معارفُ لم تُطمَس على العهدِ آيُها******أتاها البِلـى فالآيُ منها تجَـدَّدُ

    عرفتُ بها رسمَ الرسول وعهدَه******وقبراً بها واراهُ في الترب مُلْحِدُ

    *****

    *****

    فبورِكتَ يا قبرَ الرسولِ وبوركتَْ******بلادٌ ثوى فيها الرشيـدُ المسـدد

    وبوركَ لحـدٌ منك ضُمّـِن طيّبـاً******عليه بنـاءٌ من صَفيـحٍ منضَّـدُ

    تهيـلُ عليه التربَ أيـدٍ وأعيـنٌ******عليـه وقـد غارت بذلك أسعُـدُ

    لقد غيّبـوا حلماً وعِلْماً ورحمـ
    ******عشيـة عَلَّوه الثـرى لا يُوسّـدُ
    وراحوا بحـزنٍ ليس فيهم نبيّهـم******وقد وهنَتْ منهم ظهورٌ وأعضُـد

    يُبَكّونَ مـن تبكي السمواتُ يومَـه******ومن قد بكتْه الأرضُ فالناسُ أكْمد

    وهـل عَدَلَـتْ يوماً رزيةُ هالـك******رزيـةَ يـومٍ ماتَ فيـه محمـدُ؟

    *****

    *****

    فبكيِّ رسولَ الله يا عينُ عبرةً******ولا أعرفنْك الدهرَ دمعُك يجمد

    ومالك لا تبكين ذا النعمة التي******على الناس منها سابغٌ يُتَغَمّـدُ

    فجودي عليه بالدموعِ وأعولي******لفقد الذي لا مثلُه الدهرَ يوجَـدُ

    وما فقـدَ الماضون مثلَ محمد******ولا مثلُـه حتى القيامـة يُفْقَـدُ


    وفاة حسّان


    توفي حسّان بن ثابت -رضي الله عنه- على الأغلب في عهد معاوية سنة ( 54 هـ )
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 11 أبريل 2010, 12:29 pm

    حذيفة بن اليمان
    رضي الله عنه


    كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن "
    " الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني
    حذيفة بن اليمان


    من هو؟

    حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول الله -صلى
    الله عليه وسلم- ، جاء حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا الى رسـول الله واعتنقوا الإسلام
    ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الديـن ، وكانت له موهبـة في قراءة الوجوه و
    السرائر ، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها ، فقد
    جاء الى الرسول يسأله ( يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن يدخلني
    النار )فقال له النبي ( فأين أنت من الاستغفار ؟؟اني لأستغفر الله في اليوم
    مائة مرة )هذا هو حذيفة -رضي الله عنه-

    يوم أحد

    لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا ، فها هو يرى والده يقتل
    خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة ، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه ( أبي ، أبي
    ، انه أبي !!)ولكن أمر الله قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن
    والوجوم ، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال ( يغفر الله لكم ، وهو أرحم
    الراحمين ) ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة وبعد انتهاء
    المعركة علم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذلك ، فأمر بالدية عن والد
    حذيفة ( حسيل بن جابر ) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين ، فزداد الرسول
    له حبا وتقديرا

    غزوة الخندق

    عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم
    ، دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- حذيفة بن اليمان ، وكان الطقس باردا
    والقوم يعانون من الخوف والجوع ، وقال له ( يا حذيفة ، اذهب فادخل في
    القوم فانظر ماذا يصنعون ، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا !) فذهب ودخل في
    القوم ، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لاتقر لهم قدرا ولا نارا ولا
    بناء ، فقام أبوسفيان فقال ( يا معشر قريش ، لينظر امرؤ من جليسه ؟) قال
    حذيفة ( فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت من أنت ؟ قال فلان بن
    فلان ) فأمن نفسه في المعسكر ، ثم قال أبو سفيان ( يا معشر قريش ، انكم
    والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنوقريظة ،
    وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما تطمئن لنا قدر
    ، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل) ثم نهض
    فوق جمله، وبدأ المسير، يقول حذيفة ( لولا عهد رسول الله -صلى الله عليه
    وسلم- الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني ، لقتلته بسهم )وعاد حذيفة الى
    الرسول الكريم حاملا له البشرى

    خوفه من الشر

    كان
    حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة ، ولكن الشر هو المخفي
    ، لذا فهو يقول (كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن
    الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني

    قلت ( يا رسول الله ، انا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟) قال ( نعم )
    قلت ( فهل من بعد هذا الشر من خير ؟)قال ( نعم ، وفيه دخن )
    قلت ( وما دخنه ؟)قال ( قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر )
    قلت ( وهل بعد ذلك الخير من شر ؟)قال ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها )
    قلت ( يا رسول الله ، فما تأمرني ان أدركني ذلك ؟)قال ( تلزم جماعة المسلمين وامامهم )
    قلت ( فان لم يكن لهم جماعة ولا امام ؟)قال ( تعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )

    المنافقون

    كان حذيفة -رضي الله عنه- يعلم أسماء المنافقين ، أعلمه بهم رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم- ، وسأله عمر ( أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين
    ؟) قال ( نعم ، واحد ) قال (مَن هو ؟) قال ( لا أذكره )قال
    حذيفة ( فعزله كأنّما دُلَّ عليه )
    وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر

    آخر ما سمع من الرسول

    عن حذيفة قال ( أتيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي توفاه
    الله فيه ، فقلت ( يا رسول الله ، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟!) فردَّ
    عليّ بما شاء الله ثم قال ( يا حذيفة أدْنُ منّي ) فدنوتُ من تلقاء
    وجههِ ، قال ( يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله
    تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعاً أراد به الله ، أدخله الله
    الجنة ، ومن كسا عارياً أراد به الله ، أدخله الله الجنة ) قلتُ ( يا
    رسول الله ، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه ) قال ( بلْ أعلنْهُ ) فهذا آخر
    شيءٍ سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)

    أهل المدائن

    خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضي الله عنه- لهم ،
    فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم ، وأمسك بيديه رغيفا
    وملحا ، وهويأكل ويمضغ ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة
    بن اليمان- المنتظر ، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك ، وحين رآهم
    حذيفة يحدقون به قال لهم ( اياكم ومواقف الفتن ) قالوا ( وما مواقف
    الفتن يا أبا عبدالله ؟) قال ( أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على الأمير
    أو الوالي ، فيصدقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه ) فكانت هذه البداية
    أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد ، ومنهجه في الولاية

    معركة نهاوند

    في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا ، اختار
    أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة ( النعمان بن مقرن ) ثم كتب الى
    حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه
    يقول ( اذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش
    جميعا ( النعمان بن مقرن) ، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ،
    فاذا استشهد فجرير بن عبدالله )وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى
    منهم سبعة
    والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدا ، وقبل أن تسقط
    الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليا وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد
    النعمان حتى تنجلي المعركة ، ودعا ( نعيم بن مقرن ) فجعله مكان أخيه (
    النعمان ) تكريما له ، ثم هجم على الفرس صائحا ( الله أكبر صدق وعده ،
    الله أكبر نصر جنده ) ثم نادى المسلمين قائلا ( يا أتباع محمد ، هاهي ذي
    جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار)وانتهى
    القتال بهزيمة ساحقة للفرس
    وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين ، وتزوّج فيها


    اختياره للكوفة

    أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا ، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص
    كي يغادرها فورا بعد أن يجد مكانا ملائما للمسلمين ، فوكل أمر اختيار
    المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد ، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت
    حصباء جرداء مرملة ، قال حذيفة لصاحبه ( هنا المنزل ان شاء الله ) وهكذا
    خططت الكوفة وتحولت الى مدينة عامرة ، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم

    فضله

    قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( ما من نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة
    نُجباء رفقاء ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر سبعة من قريش عليّ والحسن والحسين
    وحمزة وجعفر ، وأبو بكر وعمر ، وسبعة من المهاجرين عبد الله ابن مسعود ،
    وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال ) رضوان الله عليهم
    قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( استخلفتَ )فقال ( إنّي إنْ
    استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم ، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة
    فصدِّقوه ، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه )
    قال عمر بن الخطاب لأصحابه ( تمنّوا ) فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا
    فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر ( لكني أتمنى رجالاً
    مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله
    عزّ وجلّ ) ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال ( انظر ما يصنع )فقسَمَهُ
    ، ثم بعث بمالٍ إلى حذيفة وقال ( انظر ما يصنع)فقَسَمه ، فقال عمر (
    قد قُلتُ لكم )

    من أقواله

    لحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة ،
    وكان يقول للمسلمين ( ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين
    يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه )
    يقول حذيفة ( أنا أعلم النّاس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ،
    وما بي أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اسرَّ إليَّ شيئاً لم
    يحدِّث به غيري ، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه ، فذكر ثلاثاً لا
    يذَرْنّ شيئاً ، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري)
    كان -رضي الله عنه- يقول ( ان الله تعالى بعث محمدا -صلى الله عليه
    وسلم-فدعا الناس من الضلالة الى الهدى ، ومن الكفر الى الايمان ، فاستجاب
    له من استجاب ، فحيى بالحق من كان ميتا ، ومات بالباطل من كان حيا ، ثم
    ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجها ، ثم يكون ملكا عضوضا ، فمن الناس
    من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، أولئك استجابوا للحق ، ومنهم من ينكر بقلبه
    ولسانه ، كافا يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ، كافا
    يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لاينكر بقلبه ولا بيده
    ولا بلسانه ، فذلك ميت الأحياء )
    ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالة فيقول ( القلوب أربعة قلب أغلف ، فذلك
    قلب كافر وقلب مصفح ، فذلك قلب المنافق وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ،
    فذلك قلب المؤمن وقلب فيه نفاق و ايمان ، فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها
    ماء طيب ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم ، فأيهما غلب غلب )

    مقتل عثمان

    كان حذيفة -رضي الله عنه- يقول ( اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان ، والله ما شهدتُ ولا قتلتُ ولا مالأتُ على قتله )

    وفاته

    لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً ، فقيل ( ما
    يبكيك ؟)فقال ( ما أبكي أسفاً على الدنيا ، بل الموت أحب إليّ ، ولكنّي
    لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ )
    ودخل عليه بعض أصحابه ، فسألهم ( أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا ( نعم
    )قال ( أرونيها ) فوجدها جديدة فارهة ، فابتسم وقال لهم ( ما هذا لي
    بكفن ، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص ، فاني لن أترك في
    القبر الا قليلا ، حتى أبدل خيرا منهما ، أو شرا منهما ) ثم تمتم بكلمات
    ( مرحبا بالموت ، حبيب جاء على شوق ، لا أفلح من ندم ) وأسلم الروح
    الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ،
    وبعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 11 أبريل 2010, 12:33 pm

    حبيب بن زيد
    رضي الله عنه

    وراح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة
    وعضوا عضواوالبطل العظيم لا يزيد على
    لا اله الا الله ، محمد رسول الله


    من هو؟

    كان حبيب بن زيد وأبوه زيد بن عاصم -رضي الله عنهما- من السبعين المباركين
    في بيعة العقبـة الثانيـة ، وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتين اللتين بايعتا
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- أما السيدة الثانية فهي خالته ، ولقد عاش الى جوار
    رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هجرته الى المدينة لا يتخلف عن غزوة ولا
    يقعد عن واجب

    كتاب مسيلمة للرسول ورد الرسول عليه

    في آخر السنة العاشرة بعث مسيلمة بن ثمامة الى رسول الله- كتابا جاء فيه
    ( من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد فاني قد
    أشركت في الأمر معك ، وان لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشا
    قوم يعتدون )
    فرد عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكتاب جاء فيه ( بسم الله الرحمن
    الرحيم ، من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى
    ، أما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )


    مبعوث الرسول لمسيلمة

    ومضى الكذاب ينشر افكه وبهتانه ، وازداد أذاه للمسلمين ، فرأى الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- أن يبعث له رسالة ينهاه فيها عن حماقاته ، ووقع الاختيار
    على حبيب بن زيد ليحمل الرسالة وفض مسيلمة كتاب رسول الله له فازداد
    ضلالا وغرورا ، فجمع مسيلمة قومه ليشاهدوا يوما من الأيام المشهودة وجيء
    بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه
    فقال مسيلمة لحبيب ( أتشهد أن محمدا رسول الله ؟) وقال حبيب ( نعم ، أشهد أن محمدا رسول الله )
    وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة ، وعاد يسأل ( وتشهد أني رسول الله ؟) وأجاب حبيب في سخرية ( اني لا أسمع شيئا !!)
    وتلقى الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم ليشهدوا معجزته ، ونادى جلاده الذي
    أقبل ينخس جسد حبيب بسن السيف ، ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة
    وعضوا عضوا والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد اسلامه ( لا
    اله الا الله ، محمد رسول الله )

    الثأر للشهيد

    وبلغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- نبأ استشهاد حبيب بن زيد ، واصطبر لحكم
    ربه ، فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب ، أما أمه نسيبة بنت كعب فأقسمت
    على أن تثأرن لولدها من مسيلمة ودارت الأيام وجاءت معركة اليمامة ،
    وخرجت نسيبة مع الجيش المقاتل ، وألقت بنفسها في خضم المعركة ، في يمناها
    سيف ، وفي يسراها رمح ، ولسانها يصيح ( أين عدو الله مسيلمة ؟) ولما قتل
    مسيلمة وأتباعه ، رأت نسيبة وجه ولدها الشهيد ضاحكا في كل راية نصر
    رفعت
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 11 أبريل 2010, 12:43 pm

    تميم بن أوس
    رضي الله عنه


    من هو؟

    تميم بن أوس بن خارجة بن سُود بن جَذيمة بن وداع الدَّاري ، أسلم في السنة التاسعة
    من الهجرة ، وروى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، كانت له ابنة اسمها رقية

    إيمانه

    كان من علماء الكتابين ( نصرانياً ) ، وكان يختم في ركعة ، وكان كثير
    التهجّد ، وقام ليلة بآية حتى أصبح وهي قوله تعالى ( أم حَسِبَ الذين
    اجترحوا السّيئات ) سورة الجاثية
    كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أقْطَعه بيت حَبْرون عندما سكن في
    فلسطين ، وهو أول من أسْرَج السِّراج في المسجد ، وأول من قصّ القصص في
    عهد عمر


    حديث تميم الكبير

    نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الصلاة جامعة ) فخرج
    المسلمون الى المسجد وصلوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فلمّا قضى
    رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- صلاتـه جلس على المنبـر وهو يضحـك فقال
    ( ليلْزَمْ كلُ إنسانٍ مصّلاه)ثم قال ( أتدرون لِمَ جمعتُكم ؟)
    قالوا ( الله ورسوله أعلم )قال ( إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا رهبة ،
    ولكن جمعتكم لأنّ تميماَ الداري كان رجلاً نصرانياً ، فجاء فبايعَ وأسلمَ
    ، وحدّثني حديثاً وافقَ الذي كنتُ أحدّثكم عن المسيح الدَّجال
    حدّثني أنه ركب في سفينة بحرية ، مع ثلاثين رجلاً من لخم وجُذام ، فلعب
    بهم الموجُ شهراً في البحر ، ثم ارْفَؤوا إلى جزيرةٍ في البحر ، حتى مغرب
    الشمس ، فجلسوا في أقْرُب السفينة -أي في السفن الصغيرة تكون مع السفينة
    الكبيرة- فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابّةٌ أهلب -أي غليظة الشعر- كثيرة
    الشعر ، لا يدرون ما قُبُلُـه من دُبـُره ، من كثرة الشعـر ، فقالوا (
    ويلك ما أنتِ ؟!) فقالت ( أنا الجسّاسة ) قالوا ( وما الجسّاسة
    ؟) قالت ( أيها القوم ! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدّير ، فإنه إلى
    خبركم بالأشواق )قال لمّاسمّتْ لنا رجلاً فرِقْنا منها -أي خِفنا
    منها- أن تكون شيطانة
    قال فانطلقنا سْرَاعاً ، حتى دخلنا الدّير ، فإذا فيه أعظمُ إنسانٍ رأيناه
    قطّ خَلْقاً ، وأشدُّهُ وِثاقاً ، مجموعةٌ يداه إلى عُنقه ، ما بين
    رُكبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا ( وَيْلَك ! ما أنت؟)قال ( قد
    قَدَرْتُم على خبري ! فأخبروني ما أنتم ؟) قالوا ( نحن أناس من العرب ،
    ركبنا في سفينة بحريّة ، فصادفنا البحر حين اغتَلم -أي هاج- فلعب بنا
    الموجُ شهراً ، ثم أرفأنا إلى جزيرتِكَ هذه ، فجلسنا في أقرُبها ، فدخلنا
    الجزيرة ، فلقِيَتْنا دابّة أهلبُ كثير الشعر ، لا يُدرى ما قُبُلُهُ من
    دُبِرِه من كثرة شعره ، فقلنا ( ويلك ! ما أنتِ ؟) فقالت ( أنا الجسّاسة
    ) قلنا ( وما الجسّاسة ؟) قالت ( اعمِدُوا إلى هذا الرجل في الدّير
    فإنّه إلى خبركم بالأشواق ) فأقبلنا إليك سْرَاعاً ، وفزِعْنا منها ،
    ولم نأمن أن تكون شيطانة ؟)
    فقال ( أخبروني عن نخـل بَيْسَـانَ -قرية بالشام-)قلنا ( عن أيِّ شأنها
    تَسْتَخْبـِر ؟)قال (هل في العيـن ماءٌ ؟ وهل يزرع أهلهـا بماء العيـن
    ؟) قلنا له ( نعم ، هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها )قال (
    أخبروني عن نبيِّ الأمّيّين ما فَعل ؟) قالوا ( قد خرج من مكة ونزل يثرب
    ) قال ( أقاتله العرب ؟) قلنا ( نعم )قال ( كيف صنع بهم
    ؟)فأخبرناه أنّه قد ظهرَ على من يليه من العرب وأطاعوه ) قال لهم (
    قد كان ذلك ؟) قلنا ( نعم )قال ( أما أنّ ذاك خيرٌ لهم أن يطيقوهُ ،
    وإني مخبركم عني
    إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يُؤذن لي في الخروج ، فأخرج فأسير في الأرض
    فلا أدعُ قريةً إلاّ هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة وطيبة فهما محرّمتان
    عليّ كلتاهما ، كلّما أردت أن أدخل واحدةً أو واحداً منها ، استقبلني
    مَلَكٌ بيده السيفُ صلْتاً ، يصدُّني عنها ، وإنّ على كلِّ نقبٍ منها
    ملائكةً يحرسونها )
    فقال
    رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- وطعَنَ بمخْصرتِهِ في المنبـر (هذه
    طَيْبَةٌ ! هذه طَيْبَةٌ ! هذه طَيْبَةٌ -يعني المدينة- ، ألا هلْكنتُ
    حدّثتكم ذلك ؟) فقال الناس ( نعم ) قال ( فإنّه أعجبني حديثُ تميمٍ أنّه
    وافق الذي كنت أحدّثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر
    الشام أو بحر اليمن ، لا بل من قِبَلِ المشرق ما هو ، من قِبَلِ المشرق ما
    هو ، من قِبَلِ المشرق ما هو ) وأوْمَأ بيدِهِ إلى المشرق

    فضله

    قدِمَ
    معاوية بن حَرْمـَل المدينـة ، فلبث في المسجد ثلاثاً لا يُطْعِـم ، فأتى
    عمـر فقال ( يا أمير المؤمنيـن تائبٌ من قبل أن يُقْـدَرَ عليـه ؟) قال (
    من أنت ؟) قال ( أنا معاوية بن حَرْمَل ) قال ( اذهب إلى خير المؤمنين
    فانزل عليه ) وكان تميم الدّاري إذا صلى ضربَ بيده عن يمينه وعن شماله
    فأخذ رجلين فذهَبَ بهما ، فصلّى معاوية إلى جنبه ، فضرب
    يده فأخذ بيده فذهب به ، فأتيا الطعام ، فأكل أكلاً شديداً ما شبع من شدة الجوع

    وفاته
    انتقل
    الى الشام بعد قتل عثمان -رضي اللـه عنه- ونـزل بيـت المقـدس ، ووجِدَ على
    قبـره أنه مات سنـة (40 للهجرة )وقبره في بيت جِبْرون
    حَبرون ) في فلسطين
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الثلاثاء 13 أبريل 2010, 1:38 pm

    حمزة بن عبد المطلب
    أسد الله وسيد الشهداء


    " سيد الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب "
    حديث شريف


    من هو؟

    حمزة بن عبد المطلب ( أبو عمارة ) ، عم النبي -صلى الله عليه وسلم-
    وأخوه من الرضاعة فهما من جيل واحد نشأ معا ، ولعبا معا ، وتآخيا معا
    كان يتمتع بقوة الجسم ، وبرجاحة العقل ، وقوة الارادة ، فأخذ يفسح لنفسه
    بين زعماء مكة وسادات قريش ، وعندما بدأت الدعوة لدين الله كان يبهره
    ثبات ابن أخيه ، وتفانيه في سبيل ايمانه ودعوته ، فطوى صدره على أمر
    ظهر في اليوم الموعود يوم اسلامه

    اسلام حمزة

    كان حمزة -رضي الله عنه- عائدا من القنص متوشحا قوسه ، وكان صاحب قنص
    يرميه ويخرج اليه وكان اذا عاد لم يمر على ناد من قريش الا وقف وسلم وتحدث
    معه ، فلما مر بالمولاة قالت له ( يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك
    محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام ، وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه ، وبلغ منه
    مايكره ، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد -صلى الله عليه وسلم-) فاحتمل
    حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته ، فخرج يسعى ولم يقف على أحد ،
    معدا لأبي جهل اذا لقيه أن يوقع به ، فلما وصل الى الكعبة وجده جالسا بين
    القوم ، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له ( أتشتم محمدا وأنا
    على دينه أقول ما يقول ؟ فرد ذلك علي ان استطعت )
    وتم حمزة -رضي الله عنه- على اسلامه وعلى ما تابع عليه رسول الله -صلى
    الله عليه وسلم- ، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله -صلى الله عليه
    وسلم- قد عز وامتنع ، وان حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه
    ، وذلك في السنة السادسة من النبوة

    حمزة وجبريل

    سأل حمزة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يريه جبريلَ في صورته ، فقال (
    إنك لا تستطيع أن تراه ) قال ( بلى ) قال ( فاقعد مكانك ) فنزل
    جبريل على خشبة في الكعبة كان المشركون يضعون ثيابهم عليها إذا طافوا
    بالبيت ، فقال ( أرْفعْ طَرْفَكَ فانظُرْ ) فنظر فإذا قدماه مثل الزبرجد
    الأخضر ، فخرّ مغشياً عليه

    حمزة و الاسلام

    ومنذ أسلم حمزة -رضي الله عنه- نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى
    خلع النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه هذا اللقب العظيم ( أسد الله وأسد
    رسوله ) وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين حمزة وبين زيد بن حارثة ،
    وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها حمزة -رضي اللـه
    عنه- وأول راية عقدها الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- لأحد من المسلمين
    كانت لحمزة ويوم بدر كان أسد اللـه هناك يصنع البطولات ، فقد كان يقاتل
    بسيفين ، حتى أصبح هدفا للمشركين في غزوة أحد يلي الرسول -صلى الله عليه
    وسلم- في الأهمية

    استشهاد حمزة

    (اخرج مع الناس ، وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق)
    هكذا وعدت قريش عبدها الحبشي ( وحشي غلام جبير بن مطعم ) ، لتظفر برأس
    حمزة مهما كان الثمن ، الحرية والمال والذهب الوفير ، فسال لعاب الوحشي ،
    وأصبحت المعركة كلها حمزة -رضي الله عنه- ، وجاءت غزوة أحد ، والتقى
    الجيشان ، وراح حمزة -رضي الله عنه- لايريد رأسا الا قطعه بسيفه ، وأخذ
    يضرب اليمين والشمال و ( الوحشي ) يراقبه ، يقول الوحشي ( وهززت حربتي
    حتى اذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ( ما بين أسفل البطن الى
    العانة ) حتى خرجت من بين رجليه ، فأقبل نحوي فغلب فوقع ، فأمهلته حتى اذا
    مات جئت فأخذت حربتي ، ثم تنحيت الى العسكر ، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره ،
    وانما قتلته لأعتق )
    وقد أسلم (الوحشي) لاحقا فهو يقول ( خرجت حتى قدمت على رسول الله -صلى
    الله عليه وسلم- المدينة ، فلم يرعه الا بي قائما على رأسه أتشهد بشهـادة
    الحـق ، فلما رآني قال ( وحشي ) قلت ( نعم يا رسـول اللـه ) قال (اقعد
    فحدثني كيف قتلت حمزة ؟) فلما فرغت من حديثي قال ( ويحك غيب عني وجهك
    فلا أرينك !) فكنت أتنكب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث كان ،
    لئلا يراني حتى قبضه الله -صلى الله عليه وسلم-)
    واستشهاد سيد الشهداء -رضي الله عنه- لم يرض الكافرين وانما وقعت هند بنت
    عتبة والنسوة اللاتي معها ، يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله -صلى الله
    عليه وسلم- ، يجدعن الآذان والآنف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنفهم
    خدما ( خلخال ) وقلائد ، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطتها وحشيا وبقرت عن
    كبد حمزة ، فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها ، فلفظتها

    حزن الرسول على حمزة

    وخرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلتمس حمزة بن عبد المطلب ، فوجده ببطن
    الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به ، فجدع أنفه وأذناه ، فقال الرسول
    -صلى الله عليه وسلم- حين رأى ما رأى ( لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من
    بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على
    قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم !) فلما رأى المسلمون
    حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا (
    والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد
    من العرب )

    فنزل قوله تعالى ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو
    خير للصابرين ، واصبر وما صبرك الا بالله ، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق
    مما يمكرون)
    فعفا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونهى عن المثلة ، وأمر بحمزة فسجي
    ببردة ، ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات ، ثم أتى بالقتلى فيوضعون الى حمزة
    ، فصلى عليهم وعليه معهم ، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة وكان ذلك
    يوم السبت ، للنصف من شوال ، سنة (3) للهجرة

    البكاء على حمزة

    مرّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل
    وظَفَر ، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم ، فذرفت عينا رسول الله -صلى
    الله عليه وسلم- فبكى ، ثم قال ( ولكن حمزة لا بواكي له ) فلما رجع سعد
    بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل ، أمرا نساءهم أن يتحزمن ثم
    يذهبن فيبكين على عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ولمّا سمع رسول
    الله -صلى الله عليه وسلم- بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده
    يبكين عليه ، فقال ( ارجعن يرحمكن الله ، فقد آسيتنّ بأنفسكم )


    فضل حمزة

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( سيد الشهداء عند الله حمزة بن عبد
    المطلب)كما قال لعلي بن أبي طالب ( يا عليّ أمَا علمتَ أنّ حمزة أخي
    من الرضاعة ، وأنّ الله حرّم من الرضاع ما حرّم من النّسب )

    عَيْن معاوية

    لمّا أراد معاوية أن يُجري عَيْنَهُ التي بأحد كتبوا إليه ( إنّا لا
    نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء ) فكتب إليهم ( انْبُشُوهم
    ) يقول جابر بن عبدالله ( فرأيتهم يُحْمَلون على أعناق الرجال كأنّهم
    قوم نيام ) وأصابت المسحاةُ طرفَ رِجْلِ حمزة بن عبد المطلب فانبعث
    دَمَاً
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الثلاثاء 13 أبريل 2010, 1:41 pm

    رفاعة بن رافع بن مالك
    رضي الله عنه


    من هو؟
    رفاعة بن رافع بن مالك بن العَجْـلان ، وكنيته أبو معاذ الزُّرَقـيُّ ،
    شهد بدرا ، أبوه أول من أسلم من الأنصـار ، وشهد هو وابنه العقبـة ، كما
    شهد مع علي -كرم الله وجهه- الجمل وصِفّين ، ومات سنة إحدى أو اثنتين
    وأربعين
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الثلاثاء 13 أبريل 2010, 1:52 pm

    خُبيب بن عدي
    رضي الله عنه


    صقراً توسط في الأنصار منصبه سمْحُ السّجية محضاً غير مؤْتَشَب
    حسان بن ثابت


    من هو؟

    خبيب بن عدي من الأوس ، تردد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- مذ هاجر إليهم
    وآمن بالله رب العالمين ، كان عذب الروح شفاف النفس وثيق الإيمان ، عابدا
    ناسكا


    غزوة بدر

    شهد غزوة بدر ، وكان مقاتلا مقداما ، وممن صرع يوم بدر المشرك ( الحارث بن
    عامر بن نوفل ) وبعد إنتهاء المعركة ، عرف بنو الحارث مصرع أبيهم ، وحفظوا
    اسم قاتله المسلم ( خبيب بن عدي)


    يوم الرجيع

    في سنة ثلاث للهجرة ، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أحد نفر من
    عضل والقارة فقالوا ( يا رسول الله ، إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفراً
    من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام
    ) فبعث معهم مرثد بن أبي مرثد ، وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت ،
    وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبدالله بن طارق ، وأمر الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- على القوم مرثد بن أبي مرثد

    فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع ( وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور
    الهدأة ) غدروا بهم ، فاستصرخوا عليهم هذيلا ، ووجد المسلمون أنفسهم وقد
    أحاط بهم المشركين ، فأخذوا سيوفهم ليقاتلوهم فقالوا لهم ( إنا والله ما
    نريد قتلكم ، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ، ولكم عهد الله
    وميثاقه ألا نقتلكم ) فأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن
    ثابت فقالوا ( والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا )ثم قاتلوا
    القوم وقتلوا

    وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبدالله بن طارق فلانوا ورقوا فأسروا
    وخرجوا بهم الى مكة ليبيعوهم بها ، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبدالله
    بن طارق يده من الأسر وأخذ سيفه وقاتلهم وقتل وفي مكة باعوا خبيب بن عدي
    لحجير بن أبي إهاب لعقبة بن الحارث ابن عامر ليقتله بأبيه ، وأما زيد بن
    الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف

    صلب خبيب

    وبدأ المشركين بتعذيبهما -رضي الله عنهما- وقتل نسطاس زيدا ، أما خبيب فقد
    حبس وعذب وهو صابر ثابت النفس ، حتى أنه يروى بأن ماوية مولاة حجير بن أبي
    إهاب قد دخلت عليه يوما فوجدته يأكل عنبا ، فخرجت تخبر الناس بذلك ، فلا
    يوجد في مكة عنبا يؤكل

    ثم خرجوا بخبيب إلى مكان يسمى التنعيم ، واستأذنهم ليصلي ركعتين ، فاذنوا
    له ، وصلى ركعتين وأحسنهما ثم قال لهم ( أما والله لولا أن تظنوا أني طولت
    جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة ) فكان خبيب بن عدي أول من سن هاتين
    الركعتين عند القتل للمسلمين ثم رفعوه على خشبة وصلبوه ، فقال ( اللهم
    إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يصنع بنا !)ثم قال ( اللهم
    أحصهم عددا واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا !) ورموه برماحهم
    وسيوفهم وقتل-رضي الله عنه-
    وشعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمحنة أصحابه ، وترائى له جثمان أحدهم
    معلقا ، فبعث المقداد بن عمرو ، والزبير بن العوام ليستطلعا الأمر ، ووصلا
    المكان المنشود وأنزلا جثمان خبيب ودفنوه في بقعة طاهرة لانعرف اليوم
    مكانها

    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الثلاثاء 13 أبريل 2010, 2:06 pm

    خباب بن الأرت
    رضي الله عنه


    " اللهم انصر خبابا "

    حديث شريف


    من هو؟


    خبّاب بن الأرت بن جندلة التَّميمي وكنيته أبو يحيى وقيل أبو عبد الله

    صحابي من السابقين إلى الإسلام ، فأسلم سادس ستة ، وهو أول من

    أظهر إسلامه ، وكان قد سُبيَ في الجاهليـة ، فبيع في مكة ثم حالف

    بني زُهرة ، وأسلم وكان من المستضعفين


    اسلامه


    لقد كان خباب سيافا ، يصنع السيوف ويبيعها لقريش ، وفي يوم اسلامه جاء الى
    عمله ، وكان هناك نفر ينتظرون فسألوه ( هل أتممت صنع السيوف يا خباب
    ؟) فقال وهو يناجي نفسه ( ان أمره لعجب ) فسألوه ( أي أمر ؟) فيقول
    ( هل رأيتموه ؟ وهل سمعتم كلامه ؟) وحينها صرح بما في نفسه ( أجل رأيته
    وسمعته ، رأيت الحق يتفجر من جوانبه ، والنور يتلألأ بين ثناياه ) وفهم
    القرشيون فصاح أحدهم ( من هذا الذي تتحدث عنه يا عبد أم أنمار ؟) فأجاب
    ( ومن سواه يا أخا العرب ، من سواه في قومك يتفجر من جوانبه الحق ، ويخرج
    النور من بين ثناياه ؟) فهب آخر مذعورا قائلا (أراك تعني محمدا) وهز
    خباب رأسه قائلا ( نعم انه هو رسول الله الينا ليخرجنا من الظلمات الى
    النور ) كلمات أفاق بعدها خباب من غيبوبته وجسمه وعظامه تعاني رضوضا
    وآلاما ودمه ينزف من جسده فكانت هذه هي البداية لعذاب وآلام جديدة
    قادمة


    الاضطهاد و الصبر


    وفي استبسال عظيم حمل خباب تبعاته كرائد ، فقد صبر ولم يلن بأيدي الكفار
    على الرغم من أنهم كانوا يذيقونه أشد ألوان العذاب ، فقد حولوا الحديد
    الذي بمنزله الى سلاسل وقيود يحمونها بالنار ويلفون جسده بها ، ولكنه صبر
    واحتسب ، فها هو يحدث ( شكونا الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو
    متوسد ببرد له في ظل الكعبة ، فقلنا يا رسول الله ألا تستنصر لنا
    ؟؟ فجلس -صلى الله عليه وسلم- وقد احمر وجهه وقال ( قد كان من قبلكم
    يؤخذ منهم الرجل فيحفر له في الأرض ، ثم يجاء بالمنشار فيجعل فوق رأسه ،
    ما يصرفه ذلك عن دينه ! وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء
    الى حضرموت لا يخشى إلا الله عز وجل ، والذئب على غنمه ، ولكنكم تعجلون
    ) وبعد أن سمع خباب ورفاقه هذه الكلمات ، ازدادوا إيمانا وإصرارا على
    الصبر والتضحية


    أم أنمار


    واستنجد الكفار بأم أنمار ، السيدة التي كان خباب -رضي الله عنه- عبدا لها
    قبل أن تعتقه ، فأقبلت تأخذ الحديد المحمى وتضعه فوق رأسه ونافوخه ، وخباب
    يتلوى من الألم ، ولكنه يكظم أنفاسه حتى لايرضي غرور جلاديه ، ومر به
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- والحديد المحمى فوق رأسه ، فطار قلبه رحمة
    وأسى ، ولكن ماذا يملك أن يفعل له غير أن يثبته ويدعو له ( اللهم انصر
    خبابا ) وبعد أيام قليلة نزل بأم أنمار قصاص عاجل ، اذ أنها أصيبت بسعار
    عصيب وغريب جعلها -كما يقولون- تعوي مثل الكلاب ، وكان علاجها أن يكوى
    رأسها بالنار !!


    خدمة الدين


    لم يكتف -رضي الله عنه- في الأيام الأولى بالعبادة والصلاة ، بل كان يقصد
    بيوت المسلمين الذين يكتمون إسلامهم خوفا من المشركين ، فيقرأ معهم القرآن
    ويعلمهم إياه ، فقد نبغ الخباب بدراسة القرآن أية أية ، حتى اعتبره
    الكثيرون ومنهم عبدالله بن مسعود مرجعا للقرآن حفظا ودراسة ، وهو الذي كان
    يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن
    الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله لكنه لم
    يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة ( دلوني على محمد )


    وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح ( يا عمر والله إني لأرجو أن
    يكون الله قد خصك بدعوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس
    يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر
    بن الخطاب ) فسأله عمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب
    ؟) وأجاب خباب ( عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم ) فمضى عمر الى مصيره العظيم


    الدَّيْن


    كان خباب رجلاً قَيْناً ، وكان له على العاص بن وائل دَيْنٌ ، فأتاه
    يتقاضاه ، فقال العاص (لن أقضيَكَ حتى تكفر بمحمد ) فقال خباب ( لن
    أكفر به حتى تموتَ ثم تُبْعَثَ )قال العاص (إني لمبعوث من بعد الموت
    ؟! فسوف أقضيكَ إذا رجعتُ إلى مالٍ وولدٍ؟!)فنزلت الآية الكريمة


    فنزل فيه قوله تعالى "( أفَرَأيْتَ الذَي كَفَرَ بِآياتنا وقال لأوتَيَنَّ
    مَالاً وَوَلَداً ، أَطَّلَعَ الغَيْبَ أمِ اتَّخَذَ عند الرحمنِ عَهْداً
    ، كلاّ سَنَكتُبُ ما يقول ونَمُدُّ له من العذاب مَدّا ، َنَرِثُهُ ما
    يقولُ ويَأتينا فرداً ")


    سورة مريم (آية 77 إلى آية 80 )


    جهاده


    شهد خباب بن الأرت جميع الغزوات مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-وعاش عمره
    حفيظاً على إيمانه يقول خباب ( لقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه
    وسلم- ما أملك ديناراً ولا درهماً ، وإنّ في ناحية بيتي في تابوتي لأربعين
    ألف وافٍ ، ولقد خشيت الله أن تكون قد عُجّلتْ لنا طيّباتنا في حياتنا
    الدنيا )


    في عهد الخلافة


    عندما فاض بيت مال المسلمين بالمال أيام عمر وعثمان -رضي الله عنهما- ،
    كان لخباب راتب كبير بوصفه من المهاجرين السابقين إلى الإسلام ، فبنى
    داراً بالكوفة ، وكان يضع ماله في مكان من البيت يعلمه أصحابه ورواده ،
    وكل من احتاج يذهب ويأخذ منه


    وفاته


    قال له بعض عواده وهو في مرض الموت ( ابشر يا أبا عبدالله ، فإنك ملاق
    إخوانك غدا)فأجابهم وهو يبكي ( أما إنه ليس بي جزع ، ولكنكم ذكرتموني
    أقواماً ، وإخواناً مضوا بأجورهم كلها لم ينالوا من الدنيا شيئا ، وإنا
    بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لم نجد له موضعاً إلا التراب ) وأشار
    الى داره المتواضعة التي بناها ، ثم أشار الى المكان الذي فيه أمواله وقال
    ( والله ما شددت عليها من خيط ، ولا منعتها عن سائل ) ثم التفت الى كفنه
    الذي كان قد أعد له ، وكان يراه ترفا وإسرافا وقال ودموعه تسيل ( انظروا
    هذا كفني ، لكن حمزة عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يوجد له كفن
    يوم استشهد إلا بردة ملحاء ، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه ، وإذا جعلت
    على قدميه قلصت عن رأسه )


    ومات -رضي اللـه عنه-في السنة السابعة والثلاثين للهجرة مات واحد ممن
    كان الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يكرمهم ويفرش لهم رداءه ويقول ( أهلاً
    بمن أوصاني بهم ربي ) وهو أول من دُفِنَ بظهر الكوفة من الصحابة


    قال زيد بن وهب ( سِرْنا مع علي حين رجع من صفّين ، حتى إذا كان عند باب
    الكوفة إذْ نحن بقبور سبعة عن أيماننا ، فقال ( ما هذه القبور ؟) فقالوا
    ( يا أمير المؤمنين إنّ خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين ، فأوصى أن
    يدفن في ظاهر الكوفة ، وكان الناس إنّما يدفنون موتاهم في أفنيتهم ، وعلى
    أبواب دورهم ، فلمّا رأوا خباباً أوصى أن يدفن بالظهر ، دفن الناس
    ) فقال علي بن أبي طالب ( رحم الله خباباً أسلم راغباً وهاجر طائعاً ،
    وعاش مجاهداً ، وابتلي في جسمه ، ولن يضيعَ الله أجرَ مَنْ أحسنَ عملاً
    ) ثم دنا من قبورهم فقال ( السلام عليكم يا أهل الدّيار من المؤمنين
    والمسلمين ، أنتم لنا سلفٌ فارطٌ ، ونحن لكم تبعٌ عما قليل لاحِقٌ ، اللهم
    اغفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم ، طوبى لمن ذكرَ المعاد وعمل للحساب
    وقنعَ بالكفاف ، وأرضى الله عزَّ وجلّ
    )
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الثلاثاء 13 أبريل 2010, 2:12 pm

    خالد بن سعيد
    رضي الله عنه


    " لن أدع الإسلام لشيء ، وسأحيا به وأموت عليه "
    خالد بن سعيد


    من هو؟

    هو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، والده زعيم في
    قريش ، كان شابا هادىء السمت ، ذكي الصمت ، منذ بدأ أخبار الدين الجديد كان
    النور يسري إلى قلبه ، وكتم ما في نفسه خوفا من والده الذي لن يتوانى لحظة عن
    تقديمه قربانا لآلهة عبد مناف


    اسلامه

    ذات ليلة رأى خالد بن سعيد في منامه أنه واقف على شفير نار عظيمة ، وأبوه
    من ورائه يدفعه نحوها بكلتا يديه ، ويريد أن يطرحه فيها ، ثم رأى رسول
    الله -صلى الله عليه وسلم- يقبل عليه ، ويجذبه بيمينه المباركة من إزاره
    فيأخذه بعيدا عن النار واللهب ويصحو من نومه فيسارع إلى دار أبي بكر
    ويقص عليه رؤياه ، فيقول أبو بكر له ( إنه الخير أريد لك ، وهذا رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم- فاتبعه ، فإن الإسلام حاجزك عن النار )
    وينطلق خالد إلى رسول الله فيسأله عن دعوته ، فيجيب الرسول الكريم ( تؤمن
    بالله وحده لا تشرك به شيئا ، وتؤمن بمحمد عبده ورسوله ، وتخلع عبادة
    الأوثان التي لا تسمع ولا تبصر ولاتضر ولا تنفع ) ويبسط خالد يمينه
    فتتلقاها يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حفاوة ويقول خالد ( إني
    أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ) وهكذا أصبح من
    الخمسة الأوائل في الإسلام

    والده والعذاب

    وحين علم والده (سعيد) بإسلامه دعاه وقال له ( أصحيح إنك اتبعت محمدا وأنت
    تسمعه يعيب آلهتنا ؟) قال خالد ( إنه والله لصادق ، ولقد آمنت به
    واتبعته ) هنالك انهال عليه أبوه ضربا ، ثم زج به في غرفة مظلمة من داره
    ، حيث صار حبيسها ، ثم راح يضنيه ويرهقه جوعا وظمأ ، وخالد يصرخ من وراء
    الباب ( والله إنه لصادق ، وإني به لمؤمن)
    وأخرجه والده الى رمضاء مكة ، ود سه بين حجارتها الملتهبة ثلاثة أيام لا
    يواريه فيها ظل ، ولا يبلل شفتيه قطرة ماء ، ثم يئس والده فأعاده الى داره
    وراح يغريه ويرهبه وخالد صامد يقول لأبيه ( لن أدع الإسلام لشيء ، وسأحيا
    به وأموت عليه )وصاح سعيد ( إذن فاذهب عني يا لُكَع ، فواللات لأمنعنك
    القوت ) فأجاب خالد ( والله خير الرازقين ) وغادر خالد الدار ، وراح
    يقهر العذاب بالتضحية ، ويتفوق على الحرمان بالإيمان

    جهاده مع الرسول

    كان خالد بن سعيد من المهاجرين الى الحبشة في الهجرة الثانية ، وعاد مع
    إخوانه الى المدينة سنة سبع فوجدوا المسلمين قد انتهوا للتو من فتح خيبر ،
    وأقام -رضي الله عنه- في المدينة لايتأخر عن أي غزوة للرسول -صلى الله
    عليه وسلم- ويحضر جميع المشاهد ، وقد جعله الرسول -صلى الله عليه وسلم-
    قبل وفاته واليا على اليمن

    خلافة أبوبكر

    لما وصل نبأ وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لخالد في اليمن عاد من فوره
    الى المدينة ، وعلى الرغم من معرفته لفضل أبي بكر إلا أنه كان من الجماعة
    التي ترى أحقية بني هاشم في الخلافة ووقف الى جانب علي بن أبي طالب ولم
    يبايع أبا بكر ، ولم يكرهه أبوبكر على ذلك ، وإنما بقي على حبه وتقديره له
    ، حتى جاء اليوم الذي غير فيه خالد رأيه فشق الصفوف في المسجد وأبو بكر
    على المنبر ، فبايعه بيعة صادقة


    عزله عن الإمارة

    يُسير أبو بكر الجيوش للشام ، ويعقد ل( خالد بن سعيد ) لواء ، فيصير أحد
    أمراء الجيوش ، إلا أن عمر بن الخطاب يعترض على ذلك ويلح على الخليفة حتى
    يغير ذلك ، ويبلغ النبأ خالدا فيقول ( والله ما سرتنا ولايتكم ، ولا ساءنا
    عزلكم ) ويخف الصديق -رضي الله عنه- الى دار خالد معتذرا له مفسرا له
    هذا التغيير ، ويخيره مع من يكون من القادة مع عمرو بن العاص ابن عمه أو
    مع شرحبيل بن حسنة ، فيجيب خالد ( ابن عمي أحب الي في قرابته ، وشرحبيل
    أحب الي في دينه )
    ثم يختار كتيبة شرحبيل ، ودعا أبو بكر -رضي الله عنه- شرحبيل وقال له (
    انظر خالد بن سعيد ، فاعرف له من الحق عليك ، مثل ما كنت تحب أن يعرف من
    الحق لك ، لو كنت مكانه ، وكان مكانك انك لتعرف مكانته في الإسلام ،
    وتعلم أن رسول الله توفى وهو له وال ، ولقد كنت ولّيته ثم رأيت غير ذلك ،
    وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه ، فما أغبط أحدا بالإمارة وقد خيرته
    في أمراء الأجناد فاختارك على ابن عمه ، فاذا نزل بك أمر تحتاج فيه الى
    رأي التقي الناصح ، فليكن أول من تبدأ به أبوعبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل
    ولْيَكُ خالد بن سعيد ثالثا ، فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا ، وإياك
    واستبداد الرأي دونهم ، أو إخفاءه عنهم )


    استشهاده

    وفي معركة ( مرج الصُفَر ) حيث المعارك تدور بين المسلمين والروم ، كان
    خالد بن سعيد في مقدمة الذين وقع أجرهم على الله ، شهيد جليل ، ورآه
    المسلمون مع الشهداء فقالوا ( اللهم ارض عن خالد بن سعيد
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 10:15 am

    زيد بن الدثنة
    رضي الله عنه


    يوم الرجيع

    في سنة ثلاث للهجرة ، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أحد نفر من
    عضل والقارة فقالوا ( يا رسول الله ، إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفراً
    من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام
    ) فبعث معهم مرثد بن أبي مرثد ، وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت ،
    وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبدالله بن طارق ، وأمر الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- على القوم مرثد بن أبي مرثد
    فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع ( وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور
    الهدأة ) غدروا بهم ، فاستصرخوا عليهم هذيلا ، ووجد المسلمون أنفسهم وقد
    أحاط بهم المشركين ، فأخذوا سيوفهم ليقاتلوهم فقالوا لهم ( إنا والله ما
    نريد قتلكم ، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ، ولكم عهد الله
    وميثاقه ألا نقتلكم ) فأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن
    ثابت فقالوا ( والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا )ثم قاتلوا
    القوم وقتلوا
    وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبدالله بن طارق فلانوا ورقوا فأسروا
    وخرجوا بهم الى مكة ليبيعوهم بها ، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبدالله
    بن طارق يده من الأسر وأخذ سيفه وقاتلهم وقتل وفي مكة باعوا خبيب بن عدي
    لحجير بن أبي إهاب لعقبة بن الحارث ابن عامر ليقتله بأبيه ، وأما زيد بن
    الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف


    استشهاده

    زيد بن الدثنة ابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف ، وبعث به
    صفوان بن أمية مع مولى له يقال له نِسْطاس ، الى التنعيم -موضع بين مكة
    وسرف ،على فرسخيـن من مكة- وأخرجوه من الحرم ليقتلـوه واجتمع رهـط من قريش
    فيهم أبوسفيان بن حـرب ، فقال له أبو سفيان حين قـدم ليقتل ( أنشدك الله
    يا زيد ، أتُحبُّ أن محمداً عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك
    ؟) قال ( والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة
    تؤذيه وأني جالس في أهلي !) يقول أبو سفيان ( ما رأيت من الناس أحداً
    يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمداً !) ثم قتله نِسْطاس ، يرحمه الله
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 10:20 am

    سالم ، مولى أبى حذيفة
    رضي الله عنه



    " الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك "
    حديث شريف


    من هو؟

    كان رقيقـا وأعتـق ، وآمن بالله وبرسوله إيمانا مبكرا ، وأخذ مكانه بين السابقيـن
    الأولين ، هذا هو الصحابي سالم بن معقل أو سالم مولى أبى حذيفة ، لأنه كان رقيقا
    ثم ابنا ثم أخاً ورفيقاً للذي تبناه وهو الصحابي الجليل أبو حذيفـة بن عتبة ، وتزوج
    سالم ابنة أخيه ( فاطمة بنت الوليد بن عتبة ) ، ولذلك عُدّ من المهاجرين

    فضله

    كان سالم -رضي الله عنه- إمامـاً للمهاجريـن من مكة الى المدينة طوال
    صلاتهم في مسجد قباء و كان فيهم عمر بن الخطاب وذلك لأنه أقرأهم ، وأوصى
    الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- أصحابه قائلا ( خذواالقـرآن من أربعـة
    عبدالله بن مسعـود ، وسالم مولى أبى حذيفـة وأبي بن كعب ومعـاذ بـن جبـل
    )
    وعن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت ( احتبستُ على رسول الله -صلى الله
    عليه وسلم- فقال ( ما حَبَسَكِ ؟) قالت ( سمعت قارئاً يقرأ ) فذكرتُ
    من حُسْنِ قراءته ، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رِداءَ ه وخرج ،
    فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال ( الحمدُ لله الذي جعل في أمتي مثلك
    ) وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إن سالماً شديد الحبِّ لله
    ، لو كان ما يخاف الله عزَّ وجلّ ، ما عصاه )
    وقد كان عمر -رضي الله عنه- يجلّه ، وقال وهو على فراش الموت ( لو أدركني
    أحدُ رجلين ، ثم جعلت إليه الأمرَ لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة ، وأبو
    عبيدة بن الجراح )
    كان فزعٌ بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولى أبي حذيفة وهو
    مُحْتَبٍ بحمائل سيفِه ، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله ، فقال رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم- ( يا أيها الناس ! ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى
    رسوله ) ثم قال ( ألا فعلتم كما فَعَل هذان الرجلان المؤمنان )

    الجهر بالحق

    كانت الفضائل تزدحم حول سالم -رضي الله عنه- ولكن كان من أبرز مزاياه
    الجهر بما يراه حقا فلا يعرف الصمت ، وتجلى ذلك بعد فتح مكة ، حين أرسل
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعض السرايا الى ما حول مكة من قرى وقبائل ،
    وأخبرهم أنهم دعاة لا مقاتلين ، فكان سالم -رضي الله عنه- في سرية خالد بن
    الوليد الذي استعمل السيف وأراق الدم ، فلم يكد يرى سالم ذلك حتى واجهه
    بشدة ، وعدد له الأخطاء التي ارتكبت ، وعندما سمع الرسول -صلى الله عليه
    وسلم- النبأ ، اعتذر الى ربه قائلا ( اللهم إني أبرأ مما صنع خالد ) كما
    سأل ( هل أنكر عليه أحد ؟) فقالوا له ( أجل ، راجعه سالم وعارضه) فسكن غضب الرسول -صلى الله عليه وسلم-

    الرضاع

    وقصة سالم والرضاع مشهورة ، فقد أتت سهلة بنت عمرو رسول الله -صلى الله
    عليه وسلم- فقالت ( إنّ سالماً بلغ ما يبلغ الرجال ، وإنه يدخل عليّ ،
    وأظنّ في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً ) فقال لها الرسول -صلى الله عليه
    وسلم- ( أرضِعيه تَحْرُمي عليه وقد رجعت إليه وقالت ( إني قد أرضعته
    فذهب الذي في نفس أبي حذيفة ) وقد قال أزواج الرسول -صلى الله عليه
    وسلم- ( إنّما هذه رخصة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسالم خاصة)


    يوم اليمامة

    تعانق الأخوان سالم و أبو حذيفة ، وتعاهدا على الشهادة وقذفا نفسيهما في
    الخضم الرهيب ، كان أبو حذيفة يصيح ( يا أهل القرآن ، زينوا القرآن
    بأعمالكم ) وسالم يصيح ( بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمون من
    قِبَلِي )وسيفهما كانا يضربان كالعاصفة ، وحمل سالم الراية بعد أن سقط
    زيد بن الخطاب شهيدا ، فهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها ، فحمل
    الراية
    بيسراه وهو يصيح تاليا الآية الكريمة (وكأيّ من نبي قاتل معه ربيّون كثير
    ، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب
    الصابرين )

    الشهادة

    وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل ، ولكن روحه ظلت في جسده حتى
    نهاية المعركة ، ووجده المسلمون في النزع الأخير ، وسألهم ( ما فعل أبو
    حذيفة ؟) قالوا ( استشهد ) قال ( فأضجعوني الى جواره ) قالوا ( إنه
    إلى جوارك يا سالم ، لقد استشهد في نفس المكان !) وابتسم ابتسامته
    الأخيرة وسكت ، فقد أدرك هو وصاحبه ما كانا يرجوان ، معا أسلما ، ومعا
    عاشا ، ومعا ا ستشهدا ، وذلك في عام (12 هـ
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 11:01 am

    شيبة بن عثمان
    رضي الله عنه


    " اللهم اهدِ شيبة "
    حديث شريف


    من هو؟

    شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشيّ العبدريّ ، تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح
    وكان حاجب الكعبة المعظّمة

    يوم الفتح

    دفع الرسول -صلى الله عليه وسلم- لشيبة عام الفتح مفتاح الكعبة ، وإلى ابن
    عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وقال ( خُذُوها خالدة مخلّدَة تَالِدَة إلى
    يوم القيامة ، يا بني أبي طلحة ، لا يأخذها منكم إلا ظالم )

    الثأر و الإيمان

    في يوم حنين أراد شيبة بن عثمان الأخذ بالثأر لمقتل أبيه يوم أحد كافراً ،
    يقول شيبة ( اليوم أقتُل محمداً ، فأدرتُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    لأقتله ، فأقبل شيءٌ حتى تغشّى فؤادي ، فلم أطقْ ذلك ، فعلمت أنه ممنوع
    ) فقد قذف اللـه بقلبه الرعب ، قال شيبة ( يا نبي اللـه إنّي لأرى خيلاً
    بُلقاً ؟!) قال ( يا شيبة ! إنه لا يراها إلا كافر )فضرب بيده على
    صدر شيبة و قال ( اللهم اهدِ شيبة ) وفعل ذلك ثلاثاً ، يقول شيبة ( فما
    رفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من
    خلقِ الله أحبَّ إلي منه ) وثبت الإيمان في قلبه ، وقاتل بين يدي النبي
    -صلى الله عليه وسلم-
    ويقول شيبة أيضا في ذلك ( لمّا اختلط الناس اقتحم رسول الله -صلى الله
    عليه وسلم- عن بغلته ، وأصلتَ السيف ، ودنوتُ أريد منه ما أريد منه ،
    ورفعت سيفي حتى كدّت أسوّره ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني
    ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، والتفت إلى رسول الله -صلى الله عليه
    وسلم- فنادى ( يا شيبة آدْنُ مني )فدنوت ، فمسح صدري ثم قال ( اللهم
    أعذه من الشيطان ) فوالله لهو كان ساعة إذ أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي
    ، وأذهب الله ما كان بي ، ثم قال ( ادْنُ فقاتل )
    فتقدّمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أنّي أحبُّ أن أقيه بنفسي كلَّ شيء
    ، ولو لقيت تلك الساعة أبي ، لو كان حيّاً ، لأوقعت به السيف ، فجعلتُ
    ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون ، فكرّوا كرّة رجلٍ واحدٍ ، وقربت
    بغلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستوى عليها ، فخرج في إثرهم حتى
    تفرّقوا في كل وجه ، ورجع إلى معسكره فدخل خِباءه ، فدخلتُ عليه ، ما دخل
    عليه غيري حبّاً لرؤية وجهه وسروراً به ، فقال ( يا شيبة ! الذي أراد الله
    بك خيراً مما أردت بنفسك ) ثم حدّثني بكل ما ضمرتُ في نفسي ممّا لم
    أذكره لأحدٍ قطٌ ، فقلت ( أشهـد أن لا إلـه إلا وأنك رسـول الله ) ثم
    قلت ( استغفر لي يا رسول الله )فقال ( غفر الله لك )


    وفاته

    توفي شيبة -رضي الله عنه- سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 11:04 am

    سعد بن الربيع
    رضي الله عنه


    غزوة أحد

    بعد أن فرغ الناس لقتلاهم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( من رجل ينظر
    لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ أفي الأحياء هو أم الأموات ؟) فقال محمد بن
    مسلمة الأنصاري (أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد )


    فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رَمَق فقال له ( إن رسول الله -صلى الله
    عليه وسلم- أمرني أن أنظر ، أفي الأحياء أنت أم الأموات ؟)

    قال ( أنا في الأموات ، فأبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عني السلام
    وقل له إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته
    ، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر
    لكم عند الله ان خُلِص إلى نبيكم -صلى الله عليه وسلم- ومنكم عين تطرف) قال ( ثم لم أبرح حتى مات ، فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    فأخبرته خبره )
    جنان الرحمن
    جنان الرحمن
    الإدارة


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف جنان الرحمن الأحد 18 أبريل 2010, 11:05 am

    ماشاء الله !!
    ما أروع هذه الدرر ياغالية!
    و ما أروعك!
    دائما تتحفينا بالنفائس
    بارك فيك ربي وفي ما تقدمين
    موسوعة مختصرة و جميلة جدا
    جعلها ربي في موازين حسناتك
    وبارك فيك ولك.
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 11:17 am

    سعد بن عبادة
    رضي الله عنه


    " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة "
    حديث شريف


    من هو؟

    هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة سيد الخزرج ( أبو قيس ) ، أسلم مبكرا وشهـد
    بيعة العقبة والمشاهد كلها مع الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ، سخر أموالـه في
    خدمة الإسلام وكان يسأل الله قائلا ( اللهم إنه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه )
    حتى أصبح مثلا بالجود والكرم ، وكان يحسن العَوْمَ والرمي فسمي بالكامل

    تعذيب قريش له

    علمت قريش بأمر الأنصار ولقائهم مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فلحقت
    بهم وأدركت سعد بن عبادة أحد الاثنى عشر نقيبا ، وأخذوه وربطوا يديه إلى
    عنقه بنسع رحله ، وأدخلوه مكة وهم يضربونه ، يقول سعد ( فوالله إني لفي
    أيديهم إذ طلع علي نفر من قريش ، فيهم رجل وضيء أبيض ، شعشاع حلو من
    الرجال ، فقلت في نفسي إن يك عند أحد من القوم خير فعند هذا فلما دنا
    مني رفع يده فلكمني لكمة شديدة فقلت في نفسي والله ما عندهم بعد هذا من
    خير !
    فوالله إني لفي أيديهم يسحبونني إذ أوى لي رجل ممن كان معهم فقال ( ويحك !
    أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهد ؟) فقلت ( بلى والله لقد كنت
    أجير لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف تجّاره ، وأمنعهم ممن أراد
    ظلمهم ببلادي ، وللحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ) قال (
    ويحك فاهتف باسم الرجلين ،واذكر ما بينك وبينهما)
    قال ففعلت وخرج ذلك الرجل إليهما ، فوجدهما في المسجد عند الكعبة ، فقال
    لهما ( إن رجلا من الخزرج الآن يضرب بالأبطح ويهتف بكما ويذكر أن بينـه
    وبينكما جوار) قالا ( ومن هـو ؟) قال ( سعـد بن عبادة) قالا ( صدق
    واللـه ، إن كان ليجير لنا تجارنا ، ويمنعهم أن يظلموا ببلده) فجاءا
    فخلصا سعـد من أيديهـم ، فانطلق ، وكان الذي لكم سعـدا سهيـل بن عمرو
    العامـري ، وكان الرجـل الذي آوى إليه أبا البختري بن هشام


    جوده وكرمه

    كان سعد بن عبادة مشهوراً بالجود والكرم هو وأبوه وجدّه وولدُهُ ، وكان
    لهم أطُمٌ -بيت مربع مسطح- يُنادَى عليه كل يوم ( من أحبَّ الشّحْمَ
    واللحْمَ فليأتِ أطمَ دُليم بن حارثة)وكانت جَفْنة سعد تدور مع النبي
    -صلى الله عليه وسلم- في بيوت أزواجه

    السلام

    استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سعد بن عبادة فقال ( السلام
    عليكم ورحمة الله وبركاته ) فقال سعد ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
    )ولم يُسْمع النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى سلّمَ ثلاثاً ، وردَّ عليه
    سعد ثلاثاً ، ولم يُسْمِعْهُ ، فرجع النبي -صلى الله عليه وسلم- فاتبعه
    سعدٌ فقال ( يا رسول الله ! بأبي أنت ما سلّمتَ تسليمة إلا وهي بأذُني ،
    ولقد رددتُ عليك ولم أسْمِعْكَ ، أحببتُ أن أستكثرَ من سلامِكَ ومن البركة
    ) ثم دخلوا البيت فقرّب إليه زبيباً فأكل نبي الله -صلى الله عليه وسلم-
    ، فلمّا فرغ قال (أكلَ طعامكم الأبرار ، وصلّتْ عليكم الملائكة ، وأفطر
    عندكم الصائمون )


    الخُلُق الصالح

    جاء سعد بن عبادة وابنه قيس بن سعد بزاملةٍ -ناقة يُحمل عليها- تحمل زاداً
    ، يؤمّان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني يوم ضلّتْ زاملتُهُ -صلى
    الله عليه وسلم- في حجّة الوداع ، حتى يجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    واقفاً عند باب منزله ، فقد أتى الله بزاملته ، فقال سعد ( يا رسول الله !
    بلغنا أن زاملتَكَ ضلت مع الغلام وهذه زاملةٌ مكانها ) فقال رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم- ( قد جاءَ الله بزاملتِنا ، فارجِعا بزاملتكما بارك
    الله عليكما ، أما يكفيك يا أبا ثابت ما تصنع بنا في ضيافتكَ منذ نزلنا
    المدينة ؟) قال سعد ( يا رسول الله ! المنّة لله ولرسوله ، والله يا
    رسول الله للذي تأخذ من أموالنا أحبُّ إلينا من الذي تَدَعُ ) قال -صلى
    الله عليه وسلم- ( صدقتُم يا أبا ثابت ، أبشِرْ فقد أفلحت ، إن الأخلاقَ
    بيد الله ، فمن أراد أن يمنحَه منها خُلقاً صالحاً منحَهُ ، ولقد مَنَحَكَ
    الله خُلقاً صالحاً )فقال سعد ( الحمد لله هو فعل ذلك )

    راية الأنصار

    يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- ( كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في
    المواطن كلها رايتان ، مع علي بن أبي طالب راية المهاجرين ، ومع سعد بن
    عبادة راية الأنصار )

    غزوة الغابة

    في غزوة الغابة أقام سعد بن عبادة في المدينة في ثلاثمائة من قومه يحرسون
    المدينة خمسَ ليالٍ حتى رجع النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- وبعث إلى النبي
    -صلى الله عليه وسلم- بأحمالِ تمر ، وبعشر جزائر -ناقة- بذي قرد وكان في
    الناس قيس بن سعد بن عبادة على فرسٍ له يُقال له الوَرْد ، وكان هو الذي
    قرّب الجُزُرَ والتمرَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقال رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم- ( يا قيس ، بعَثَك أبوك فارساً ، وقوّى المجاهدين ،
    وحرس المدينة من العدو ، اللهم ارحم سعداً وآل سعد )
    ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( نِعْمَ المَرْءُ سعد بن عبادة
    ) فتكلمت الخزرج فقالت ( يا رسول الله ! هو نقيبنا وسيّدنا وابن سيدنا ،
    كانوا يُطعمون في المَحْـلِ ، ويحملون في الكَـلِّ ، ويَقْرون الضيـف ،
    ويُطعمون في النائبـة ، ويحملون عن العشيرة) فقال النبـي -صلى الله
    عليه وسلم- ( خيارُ النّاس في الإسلام خيارُهم في الجاهلية إذا فقهوا في الدّين )


    يوم الفتح

    كانت شخصية سعد تتسم بالشدة والقوة ، ففي يوم فتح مكة جعله الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- أميرا على فيلق من جيش المسلمين ، ولم يكد يصل الى مشارف
    مكة حتى صاح ( اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة )فكأنه عندما
    رأى مكة مستسلمة لجيش الفتح ، تذكر كل صور العذاب الذي صبته على المؤمنين
    وكان ذنبهم أن يقولوا لا إله إلا الله ، فدفعه الى توعدهم فسمعه عمر بن
    الخطاب وسارع الى النبي قائلا ( يا رسول الله ، اسمع ما قال سعد بن عبادة
    ، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة )فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-
    عليا كرم الله وجهه أن يدركه ، ويأخذ الراية منه ، ويتأمر مكانه


    يوم حنين

    أعطى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما أعطى من العطايا ولم يكن للأنصار
    منها شيء ، حتى كثرت منهم القالة ، وقال قائلهم ( لقي والله رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم- قومه )وقال سعد للرسول ( يا رسول الله إن هذا
    الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت
    ، قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي
    من الأنصار منها شيء ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( فأين أنت من
    ذلك يا سعد ؟)قال ( يا رسول الله ما أنا إلا من قومي ) قال ( فاجمع
    لي قومك في هذه الحظيرة )
    فلما اجتمعوا أتاهم الرسول -صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه
    وقال ( يا معشر الأنصار ، ما قالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في
    أنفسكم ! ألم آتكم ضُـلالا فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء
    فألف الله بين قلوبكم ! ) فقالوا ( بلى ، الله ورسوله أمـن وأفضـل
    ) ثم قال ( ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ؟) قالوا ( بماذا نجيبك يا
    رسول الله ؟ لله ولرسوله المن والفضل !) قال -صلى الله عليه وسلم- ( أما
    والله لو شئتم لقلتم ، فلصَدقتم ولصُدّقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ، ومخذولا
    فنصرناك ، وطريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، أوجدتم يا معشر الأنصار في
    أنفسكم في لُعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكَلْتكم الى إسلامكم
    ! ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول
    الله الى رحـالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجـرة لكنت أمرأ من
    الأنصـار ، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار !
    اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار)فبكى القوم
    حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا وسعد معهم ( رضينا برسول الله قسما وحظا )

    يوم السقيفة

    ولما قبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- انحاز بعض الأنصار الى سعد بن عبادة
    في سقيفة بني ساعدة منادين بأن يكون خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    ، وخطب فيهم سعد -رضي الله عنه- موضحا أحقية الأنصار بذلك ،ولكن لأن
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد استخلف أبا بكر على الصلاة أثناء مرضه ،
    فهم الصحابة أن هذا الاستخلاف مؤيدا لخلافة أبي بكر وتزعم عمر بن الخطاب
    هذا الرأي
    وسارع أبوبكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح -رضي الله عنهم- إلى الأنصار ،
    واشتد النقاش حول أحقية الخلافة ، وخطب أبوبكر الصديق خطبة بين فيها فضل
    المهاجرين والأنصار وقال في خاتمتها ( هذا عمر وهذا أبوعبيـدة فأيهما
    شئتـم فبايعـوا) فقال الاثنان (لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك )
    ثم قال عمر (ابسط يدك نبايعك ) فسبقهما بشير بن سعد -رضي الله عنه- وهو
    من كبار الأنصار وبايع أبا بكر وتلاه عمر وأبو عبيدة ، فقام الحاضرون من
    الأنصار والمهاجرين فبايعوه وفي اليوم التالي اجتمع المسلمون في المسجد
    وبايعوه بيعة عامة

    خلافة عمر

    في الأيام الأولى من خلافة عمر -رضي الله عنه- ، ذهب سعد الى أمير
    المؤمنين ، وقال بصراحته المتطرفة ( كان صاحبك أبو بكر -والله- أحب إلينا
    منك ، وقد -والله- أصبحتُ كارهاً لجوارك ) فأجاب عمر بهدوء ( إن من كره
    جوار جاره ، تحول عنه ) وعاد سعد فقال ( إني متحول إلى جوار من هو خير
    عنك ) وبهذا أراد سعد ألا ينتظر ظروفا قد تطرأ بخلاف بينه وبين أمير
    المؤمنين ، خلاف لا يريده ولا يرضاه


    وفاته

    شـدّ سعد بن عبادة -رضي اللـه عنه- الرحال إلى الشام ، وما كاد أن يبلغهـا
    وينزل أرض حوران حتى دعـاه أجله وأفضى إلى جوار ربـه الرحيم سنة ( 14 هـ


    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 1:29 pm



    نورتى الصفحه غاليتى جنان الرحمن بمرورك العطر جزاكى الله خير الاحسان والجزاء

    رحلة .. مع صحابة رسول الله - صفحة 3 Url%5Dرحلة .. مع صحابة رسول الله - صفحة 3 Download
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 1:37 pm

    سعيد بن عامر
    رضي الله عنه


    "لقد كان لي أصحاب سبقوني الى الله ، وما أحب أن
    انحرف عن طريقهم ولو كانت لي الدنيا بما فيها "
    سعيد بن عامر


    من هو؟

    سعيد بن عامر بن جِذْيَـم بن سَلامان القرشي ، أمـه أروى بنت أبي مُعَيـط
    أسلم قبل فتح خيبر وهاجر وشهدها ، ومنذ أسلم وبايع الرسول-صلى الله عليه
    وسلم- أعطاهما كل حياته ، شهد مع الرسول الكريم جميع المشاهد والغزوات
    كان أشعث أغبر من فقراء المسلمين ، كما كان من أكبر أتقيائهم


    جيش الشام

    بلغ سعيد بن عامر أن أبا بكر يريد أن يبعثه مدداً ليزيد بن أبي سفيان ،
    ومكث أياماً لا يذكر أبو بكر ذلك له ، فقال سعيد ( يا أبا بكر ، والله لقد
    بلغني أنك تريد أن تبعثني في هذا الوجه ، ثم رأيتك قد سكت ، فما أدري ما
    بدا لك ؟! فإن كنتَ تريد أن تبعث غيري فابعثني معه ، فما أرضاني بذلك ،
    وإن كنت لا تريد أن تبعث أحداً ، فما أرغبني بالجهاد ، إيذنْ لي رحمك الله
    حتى ألحق بالمسلمين ، فقد ذُكِرَ لي أنه قد جُمِعَت لهم جموع كثيرة )

    فقال له أبو بكر ( رحمكَ الله ، الله أرحم الراحمين يا سعيد ، فإنك ما
    علمتُ من المتواضعين المتواصلين المخبتين ، المجتهدين بالأسحار ، الذاكرين
    الله كثيراً )فقال سعيد ( يرحمك الله ، نِعَمُ الله عليّ أفضل ، له
    الطّوْل والمنُّ ، وأنت ما علمتُك يا خليفة رسول الله -صلى الله عليه
    وسلم- صدوقٌ بالحق قوامٌ بالقسط ، رحيمٌ بالمؤمنين ، شديد على الكافرين ،
    تحكم بالعدل ، ولا تستأثر بالقسم )
    فقال له ( حسبك يا سعيد ، اخرج رحمك الله فتجهّز ، فإني باعثٌ إلى
    المؤمنين جيشاً مُمِدّاً لهم ، ومؤمِّرَك عليهم )وأمر بلالاً فنادى في
    الناس ( ألا انتدبوا أيّها الناس مع سعيد بن عامر إلى الشام )


    السلامة

    وجاء سعيد بن عامر ومعه راحلته حتى وقف على باب أبي بكر والمسلمون جلوس ،
    فقال لهم ( أما إن هذا الوجه وجهُ رحمةٍ وبركة ، اللهم فإن قضيتَ لنا
    -يعني البقاء- فعلى عادتك ، وإن قضيتَ علينا الفرقة فإلى رحمتك ،
    وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ) ثم ولى سائراً
    فقال أبو بكر ( عباد الله ، ادعوا الله أن يصحب صاحبكم وإخوانكم معه ،
    ويُسلّمهم ، فارفعوا أيديكم رحمكم الله أجمعين ) فرفع القومُ أيديهم وهم
    أكثر من خمسين ، فقال عليّ ( ما رفع عدّة من المسلمين أيديهم إلى ربهم
    يسألونه شيئاً إلا استجاب لهم ، ما لم يكن معصية أو قطيعة رحم )

    فبلغ ذلك سعيداً بعدما وقع إلى الشام ، ولقيَ العدو فقال ( رحم الله
    إخواني ، ليتهم لم يكونوا دعوا لي ، قد كنت خرجتُ وأني على الشهادة لحريصٌ
    ، فما هو إلا أن لقيتُ العدو فعصمني الله من الهزيمة والفرار ، وذهب من
    نفسي ما كنت أعرف من حبي الشهادة ، فلمّا أن أخبرتُ أنّ إخواني دعوا لي
    بالسلامة ، علمت أني قد استجيب لهم !!)

    ولاية الشام

    عندما عزل عمر بن الخطاب معاوية عن ولاية الشام ، تلفت حواليه يبحث عن
    بديل يوليه مكانه ، يكون زاهد عابد قانت أواب ، وصاح عمر ( قد وجدته ، إلي
    بسعيد بن عامر ) وعندما جاء وعرض عليه ولاية حمص اعتذر سعيد وقال ( لا
    تَفْتِنّي يا أمير المؤمنين ) فيصيح عمر به ( والله لا أدعك ، أتضعون
    أمانتكم وخلافتكم في عنقي ثم تتركونني ؟!) واقتنع سعيد بكلمات عمر ،
    وخرج الى حمص ومعه زوجه


    الزوجة الجميلة

    خرج سعيد -رضي الله عنه- ومعه زوجته العروس الفائقة الجمال الى حمص ، ولما
    استقرا أرادت زوجته أن تستثمر المال الذي زوده به عمر ، فأشارت عليه بشراء
    ما تحتاج إليه من ثياب ومتاع ثم يدخر الباقي ، فقال لها سعيد ( ألا أدلك
    على خير من هذا؟نحن في بلاد تجارتها رابحة ، وسوقها رائجة ،فلنعط هذا
    المال من يتجر لنا فيه وينميه ) قالت ( فإن خسرت تجارته ؟) قال ( سأجعل
    ضمانها عليه !) قالت ( فنعم إذن )

    وخرج سعيد فاشترى بعض ضرورات عيشه المتقشف ، ثم فرق جميع المال على
    الفقراء والمحتاجين ومرت الأيام وكلما سألته زوجته عن تجارتهما يجيبها (
    إنها تجارة موفقة ، وإن الأرباح تنمو وتزيد ) وعندما شكت وارتابت بالأمر
    ألحت عليه لتعرف ، فأخبرها الحقيقة ، فبكت وأسفت على المال ، ونظر إليها
    سعيد وقد زادت جمالا ثم قال ( لقد كان لي أصحاب سبقوني الى الله ، وما أحب
    أن انحرف عن طريقهم ولو كانت لي الدنيا بما فيها ) وقال لها ( تعلمين أن
    في الجنة من الحور العين والخيرات الحسان ، ما لو أطلت واحدة منهن على
    الأرض لأضاءتها جميعا ، ولقهر نورها نور الشمس والقمر معا ، فلأن أضحي بك
    من أجلهن ، أحرى وأولى من أن أضحي بهن من أجلك )وأنهى الحديث هادئا
    مبتسما وسكنت زوجته وأدركت أنه لا شيء أفضل من السير مع سعيد في طريقه
    التقي الزاهد

    شكوى أهل حمص

    عندا زار عمر -رضي الله عنه- حمص تحدث مع أهلها فسمع شكواهم ، فقد قالوا (نشكو منه أربعا لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار ، ولا يجيب أحد بليل ،
    وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه ، وأخرى لا حيلة له فيها
    ولكنها تضايقنا وهي أنه تأخذه الغشية بين الحين والحين )فقال عمر همسا
    ( اللهم إني أعرفه من خير عبادك ، اللهم لا تخيب فيه فراستي ) ودعا سعيد
    للدفاع عن نفسه
    فقال سعيد ( أما قولهم إني لا أخرج إليهم حتى يتعالى النهار ، فوالله لقد
    كنت أكره ذكر السبب ، إنه ليس لأهلي خادم ، فأنا أعجن عجيني ، ثم أدعه حتى
    يختمر ، ثم أخبز خبزي ، ثم أتوضأ للضحى ، ثم أخرج إليهم) وتهلل وجه عمر
    وقال ( الحمدلله ، والثانية ؟!)
    قال سعيد ( وأما قولهم لاأجيب أحدا بليل ، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب ، إني جعلت النهار لهم ، والليل لربي
    وأما قولهم إن لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما ، فليس لي خادم يغسل ثوبي
    ، وليس لي ثياب أبدلها ، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر حتى يجف بعد حين وفي آخر
    النهار أخرج إليهم
    وأما قولهم إن الغشية تأخذني بين الحين والحين ، فقد شهدت مصرع خبيب
    الأنصاري بمكة ، وقد بضعت قريش لحمه ، وحملوه على جذعة ، وهم يقولون له
    أتحب أن محمدا مكانك ، وأنت سليم معافى ؟ فيجيبهم قائلا والله ما أحب
    أني في أهلي وولدي ، معي عافية الدنيا ونعيمها ، ويصاب رسول الله
    بشوكة فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته ، وأنا يومئذ من المشركين ، ثم
    تذكرت تركي نصرة خبيب يومها ، أرتجف خوفا من عذاب الله ويغشاني الذي
    يغشاني )
    وانتهت كلمات سعيد المبللة بدموعه الطاهرة ولم يتمالك عمر نفسه وصاح ( الحمد لله الذي لم يخيب فراستي ) وعانق سعيدا

    زهده

    لقد كان سعيد بن عامر صاحب عطاء وراتب كبير بحكم عمله ووظيفته ، ولكنه كان
    يأخذ ما يكفيه وزوجه ويوزع الباقي على البيوت الفقيرة ، وقد قيل له ( توسع
    بهذا الفائض على أهلك وأصهارك ) فأجاب ( ولماذا أهلي وأصهاري ؟ لا
    والله ما أنا ببائع رضا الله بقرابة ) كما كان يجيب سائله ( ما أنا
    بالمتخلف عن الرعيل الأول ، بعد أن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    يقول ( يجمع الله عز وجل الناس للحساب فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما
    تزف الحمام فيقال لهم قفوا للحساب فيقولون ماكان لنا شيء نحاسب
    عليه فيقول الله صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس )


    وفاته

    وفي العام العشرين من الهجرة ، لقي سعيد -رضي الله عنه- ربه نقيا طاهرا
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 1:42 pm

    سلمى بن الأكوع
    رضي الله عنه


    " خير رجّالتنا -أي مُشاتنا- سلمة بن الأكوع "
    حديث شريف


    من هو؟

    كان سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي من رماة العرب المعدودين ، ومن أصحاب
    بيعة الرضوان وحين أسلم أسلم نفسه للإسلام صادقا منيبا يقول ( غزوت مع
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات )


    بيعة الرضوان

    حين خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه عام ست من الهجرة ، قاصدين
    زيارة البيت الحرام ومنعتهم قريش ، وسرت شائعة أن عثمان بن عفان مبعوث
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى قريش قد قتـله المشركون بايع الصحابة
    الرسـول -صلى الله عليه وسلم- على الموت ، يقول سلـمة ( بايعـت رسول الله
    على الموت تحت الشجرة ، ثم تنحيت ، فلما خـف الناس ، قال الرسول -صلى الله
    عليه وسلم- ( يا سلمة ، مالك لا تبايع ؟) قلت ( قد بايعت يا رسول الله
    ) قال ( وأيضا ) فبايعته ) فبايع يومها ثلاث مرات أوّل الناس ،
    ووسطهم ، وآخرهم


    غزوة ذي قرد

    أغار عُيينة بن حصن في خيل من غطفان على لقاح لرسول الله -صلى الله عليه
    وسلم- بالغابة ، وفيها رجل من بني غفار وامرأة له ، فقتلوا الرجل واحتملوا
    المرأة في اللقاح ، وكان أول من نذر بهم سلمة بن الأكوع غدا يريد الغابة
    متوشحا قوسه ونبله ، ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله ، معه فرس له يقوده ،
    حتى إذا علا ثنية الوداع نظر الى بعض خيولهم ، فأشرف في ناحية سلع ثم صرخ
    ( واصباحاه !)

    ثم خرج يشتد في أثار القوم وكان مثل السبع ، حتى لحقهم ، فجعل يردهم
    بالنبل ويقول إذ رمى ( خذها وأنا ابن الأكوع ، اليوم يوم الرضع ) فيقول
    قائلهم ( أويكعنا هو أول النهار)وبقي سلمى كذلك حتى أدركه الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- في قوة وافرة من الصحابة ، وفي هذا اليوم قال الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- ( خير رجّالتنا -أي مُشاتنا- سلمة بن الأكوع )




    مصرع أخيه

    لم يعرف سلمة الأسى والجزع إلا عند مصرع أخيه عامر بن الأكوع في حرب خيبر
    ، في تلك المعركة انثنى سيف عامر في يده وأصابت دؤابته منه مقتلا ، فقال
    بعض المسلمين ( مسكين عامر حرم الشهادة ) فحزن سلمة وذهب الى الرسول
    -صلى الله عليه وسلم سائلا ( أصحيح يا رسول الله أن عامرا حبط عمله
    ؟)فأجاب الرسول ( إنه قتل مجاهدا ، وإن له لأجرين ، وإنه الآن ليسبح في
    أنهار الجنة )


    الإصابة

    رأى يزيـد بن أبي عُبَيـد أثرَ ضربة في ساق سلمة فقال له ( يا أبا مسلم ما
    هذه الضربـة؟)قال سلمة ( هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس ( أصيب
    سلمة ) فأتيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- فنفث فيها ثلاث نفثاتٍ ، فما
    اشتكيتُها حتى الساعة )


    جوده

    كان سلمة على جوده المفيض أكثر ما يكون جوداً إذا سئل بوجه الله ، ولقد
    عرف الناس منه ذلك ، فإذا أرادوا أن يظفروا منه بشيء قالوا ( نسألك بوجه
    الله ) وكان يقول ( من لم يعط بوجه الله فبم يعط ؟)


    وفاته

    حين قتل عثمان بن عفان أدرك سلمى بن الأكوع أن الفتنة قد بدأت ، فرفض
    المشاركة بها ، وغادر المدينة الى الربذة ، حيث عاش بقية حياته ، وفي يوم
    من العام أربع وسبعين من الهجرة سافر الى المدينة زائرا ، وقضى فيها يومان
    ، وفي اليوم الثالث مات ، فضمه ثراها الحبيب مع الشهداء والرفاق
    الصالحين



    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 1:50 pm

    سهيل بن عمرو
    رضي الله عنه


    "والله لا أدع موقفا مع المشركين ، إلا وقفت مع المسلمين
    مثله ، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن ، إلا أنفقـت مع
    المسلمـين مثلها ، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا"
    سهيل بن عمرو


    من هو؟

    في غزوة بدر وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين فقال عمر لرسول الله -صلى
    الله عليه وسلم- ( يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك
    خطيبا بعد اليوم ) فأجابه الرسول العظيم ( لا أمثل بأحد ، فيمثل الله بي ، وإن كنت
    نبيا ) ثم أدنى عمر منه وقال ( يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك !!)
    وتحققت النبـوءة وتحول أعظم خطباء قريش سهيـل بن عمرو الى خطيب باهر من
    خطباء الإسلام

    صلح الحديبية

    خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق
    به من العرب يريد العمرة ، فمنعتهم قريش من ذلك ، فنزل الرسول الكريم ومن
    معه في الحديبية ، وأرسلت قريش رسلها للمسلمين ، وكان الرسول -صلى الله
    عليه وسلم- يجيبهم جميعا بأنه لم يأت للحرب وإنما لزيارة البيت العتيق ،
    حتى بعث الرسول ( عثمان بن عفان ) لقريش فسرت شائعة بأنه قتل ، فبايع
    المسلمون الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الموت في بيعة الرضوان
    فبعثت قريش سهيل بن عمرو الى الرسول مفاوضا ، فلما رآه الرسول -صلى الله
    عليه وسلم- قال ( قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل ) فلما انتهى
    سهيل الى الرسول تكلما وأطالا حتى تم الصلح الذي أظهر التسامح الكبير
    والنبيل للرسول -صلى الله عليه وسلم-ودعا الرسول علي بن أبي طالب ليكتب
    الصلح فقال ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم )فقال سهيل ( لا أعرف هذا ،
    ولكن اكتب باسمك اللهم ) فكتبها ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (
    اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو)فقال سهيل ( لو
    شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ) فقال الرسول
    ( اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو ) وهكذا حتى تم
    ما قد اتفق عليه


    دعوة الرسول

    كان سهيل بن عمرو من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن هاشم وصفوان بن أمية فنزلت الآية الكريمة

    قال الله تعالى ( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون )آل عمران / 128
    فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم ، فتِيْبَ عليهم كلهم


    فتح مكة وإسلامه

    وفي يوم الفتح الكبيرفتح مكة ، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهل
    مكة ( يا معشر قريش ، ما تظنون أني فاعل بكم ؟)هنالك تقدم سهيل بن عمرو
    وقال ( نظن خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ) وتألقت الإبتسامة على وجه
    الرسول الكريم وقال ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) وفي هذه اللحظة التي سبقها
    الخوف والرهبة ثم تلاها الخجل والندم تألقت مشاعر سهيل بن عمرو وامتلأت
    عظمة وأسلم لرب العالمين فأصبح من الذين نقلهم الرسول بعفوه من الشرك
    الى الإيمان


    قوة إيمانه

    لقد أصبح سهيل -رضي الله عنه- بعد إسلامه في عام الفتح سمحاً كثير الجود ،
    كثير الصلاة والصوم والصدقة وقراءة القرآن والبكاء خشية الله ، وأخذ على
    نفسه عهداً فقد قال ( والله لا أدع موقفا مع المشركين ، إلا وقفت مع
    المسلمين مثله ، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن ، إلا أنفقـت مع
    المسلمـين مثلها ، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا )

    وفاة الرسول

    عندما توفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- هم أكثر أهل مكة بالرجوع عن
    الإسلام حتى خافهم والي مكة آنذاك ( عتاب بن أسيد ) فقام سهيل بن عمرو وقد
    كان مقيما بمكة آنذاك ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- وقال ( إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رابنا ضربنا
    عنقه ) فتراجع الناس وكفوا عما هموا به ، وتحققت نبوءة الرسول -صلى الله
    عليه وسلم- حين قال لعمر ( إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه )وحين بلغ
    ذلك أهل المدينة تذكر عمر حديث الرسول الكريم له فضحك طويلا

    باب عُمَر

    حضر باب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جماعة من مشيخة الفتح وغيرهم ، فيهم
    سُهيل بن عمرو ، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس ، فخرج الآذن فقال ( أين
    صُهيب ؟ أين عمّار ؟ أين سليمان ؟ ليدخلوا !) فتمعّرت وجُوه القوم ،
    فقال سهيل ( لِمَ تمعُّر وجوهكم ؟ دُعوا ودُعينا ، فأسرعوا وأبطأنا ، فلئن
    حسدتموهم على باب عمر ، فما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر من هذا !)


    الرباط

    أخذ سهيل بن عمرو مكانه في جيش المسلمين مقاتلا شجاعا ، وخرج معهم الى
    الشام مقاتلا ، وأبى أن يرجع الى مكة وطنه الحبيب وقال ( سمعت الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- يقول ( مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير له من عمله طوال
    عمره )وإني لمرابط في سبيل الله حتى أموت ، ولن أرجع مكة ) وظل
    مرابطاً حتى وافته المنية


    الشهادة

    استشهد سهيل بن عمرو في اليرموك سنة ( 15 هـ ) وكان له قصة في ذلك ، فقد
    كام ممن استشهد معه عكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام وجماعة من بينهم
    المغيرة ، فأُتوا بماء وهم صَرْعى ، فتدافعُوهُ حتى ماتوا ولم يذوقوه ،
    فقد أتي عكرمة بالماء فنظر الى سهيل بن عمرو ينظر إليه فقال ( ابدؤوا بهذا)فنظر سهيل إلى الحارث بن هشام ينظر إليه فقال ( ابدؤوا بهذا) فماتوا كلهم قبل أن يشربوا ، فمرّ بهم خالـد بن الوليـد فقال ( بنفسى
    أنتم
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 1:53 pm

    شجاع بن وَهْب بن ربيعة بن أسد
    رضي الله عنه
    صاحب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، من السابقين الى الإسلام


    الهجرة

    هاجر الى الحبشة ، الهجرة الثانية ثم عاد الى مكة لمّا بلغهم أن أهل مكة
    أسلموا ، ثم هاجر الى المدينة ، وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينه
    وبين أوس بن خَوْليّ

    جهاده

    شهد شجاع بن وهب بدراً هو و أخوه عقبة بن وهب ، وشهد المشاهد كلّها مع
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وأرسله الرسول الكريم الى المنذر بن الحارث
    بن أبي شمر الغسّاني ، وإلى جبلة بن الأيهم الغسّاني
    وقد بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم-شجاع بن وهب في سريّة في أربعة وعشرين
    رجلاً الى جمع هوازن بالسِّيّ من أرض بني عامر ناحية ركيّة ، وأمره أن
    يُغيرَ عليهم ، فصبّحهُم وهم غارّون ، فأصابوا نَعَماً وشاءً كثيراً

    الشهادة

    استشهد شجاعُ -رضي الله عنه- يوم اليمامة ، وهو ابن بضع وأربعين سنة


    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 1:56 pm

    شيبة بن عثمان
    رضي الله عنه

    " اللهم اهدِ شيبة "
    حديث شريف

    من هو؟

    شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشيّ العبدريّ ، تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح
    وكان حاجب الكعبة المعظّمة

    يوم الفتح

    دفع الرسول -صلى الله عليه وسلم- لشيبة عام الفتح مفتاح الكعبة ، وإلى ابن
    عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وقال ( خُذُوها خالدة مخلّدَة تَالِدَة إلى
    يوم القيامة ، يا بني أبي طلحة ، لا يأخذها منكم إلا ظالم )

    الثأر و الإيمان

    في يوم حنين أراد شيبة بن عثمان الأخذ بالثأر لمقتل أبيه يوم أحد كافراً ،
    يقول شيبة ( اليوم أقتُل محمداً ، فأدرتُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    لأقتله ، فأقبل شيءٌ حتى تغشّى فؤادي ، فلم أطقْ ذلك ، فعلمت أنه ممنوع
    ) فقد قذف اللـه بقلبه الرعب ، قال شيبة ( يا نبي اللـه إنّي لأرى خيلاً
    بُلقاً ؟!) قال ( يا شيبة ! إنه لا يراها إلا كافر )فضرب بيده على
    صدر شيبة و قال ( اللهم اهدِ شيبة )وفعل ذلك ثلاثاً ، يقول شيبة ( فما
    رفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من
    خلقِ الله أحبَّ إلي منه )وثبت الإيمان في قلبه ، وقاتل بين يدي النبي
    -صلى الله عليه وسلم-

    ويقول شيبة أيضا في ذلك ( لمّا اختلط الناس اقتحم رسول الله -صلى الله
    عليه وسلم- عن بغلته ، وأصلتَ السيف ، ودنوتُ أريد منه ما أريد منه ،
    ورفعت سيفي حتى كدّت أسوّره ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني
    ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، والتفت إلى رسول الله -صلى الله عليه
    وسلم- فنادى ( يا شيبة آدْنُ مني )فدنوت ، فمسح صدري ثم قال ( اللهم
    أعذه من الشيطان )فوالله لهو كان ساعة إذ أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي
    ، وأذهب الله ما كان بي ، ثم قال ( ادْنُ فقاتل )

    فتقدّمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أنّي أحبُّ أن أقيه بنفسي كلَّ شيء
    ، ولو لقيت تلك الساعة أبي ، لو كان حيّاً ، لأوقعت به السيف ، فجعلتُ
    ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون ، فكرّوا كرّة رجلٍ واحدٍ ، وقربت
    بغلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستوى عليها ، فخرج في إثرهم حتى
    تفرّقوا في كل وجه ، ورجع إلى معسكره فدخل خِباءه ، فدخلتُ عليه ، ما دخل
    عليه غيري حبّاً لرؤية وجهه وسروراً به ، فقال ( يا شيبة ! الذي أراد الله
    بك خيراً مما أردت بنفسك ) ثم حدّثني بكل ما ضمرتُ في نفسي ممّا لم
    أذكره لأحدٍ قطٌ ، فقلت ( أشهـد أن لا إلـه إلا وأنك رسـول الله ) ثم
    قلت ( استغفر لي يا رسول الله )فقال ( غفر الله لك )

    وفاته

    توفي شيبة -رضي الله عنه- سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الأحد 18 أبريل 2010, 2:03 pm

    صدي بن عجلان (أبو أمامة الباهليّ)
    رضي الله عنه

    " يا أبا أمامة ، أنت مني وأنا منك " حديث شريف

    من هو؟

    صُدَيّ بن عجلان بن وهب البَاهليّ السُّلَميّ كنيته أبو أمامة ، من قيـس غيلان
    صحابي فاضل زاهد روى علماً كثيراً ، أرسله الرسول -صلى الله عليه وسلم
    إلى قومه فأسلموا

    قومه

    بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو أمامة إلى قومه ، فأتاهم وهم على
    الطعام ، فرحّبوا به وقالوا ( تعال فَكُلْ ) فقال ( إني جِئْتُ لأنهاكم
    عن هذا الطعام ، وأنا رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتيتكم
    لتُؤمنوا به ) فكذّبوه وزَبَروه وهو جائع ظمآن ، فنام من الجهد الشديد ،
    فأتِيَ في منامه بشربة لبن ، فشَرِبَ ورويَ وعَظُمَ بطنه ، فقال القوم (
    أتاكم رجل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه ، اذهبوا إليه ، وأطعموه من الطعام
    والشراب ما يشتهي ) يقول أبو أمامة ( فأتوني بالطعام والشراب فقلت ( لا
    حاجة لي في طعامكم وشرابكم ، فإن الله عزّ وجلّ أطعمني وسقاني ، فانظروا
    إلى الحال التي أنا عليها ) فنظروا فآمنوا بي وبما جئتُ به من عند رسول
    الله -صلى الله عليه وسلم- )

    الشهادة

    أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أي غزواً ) فأتاه أبو أمامة فقال (يا رسول الله ! ادْعُ الله لي بالشهادة ) فقال ( اللهم سلّمْهُم ) وفي
    رواية أخرى ( ثَبِّتْهُم وغَنِّمْهم )فغزوا وسَلِموا و غَنِموا ، ثم
    أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزواً ثانياً ، فأتاه أبو أمامة فقال
    ( يا رسول الله ! ادْعُ الله لي بالشهادة )فقال ( اللهم ثَبّتْهُم
    )وفي رواية أخرى ( سَلّمهم و غَنِّمْهم ) فغزوا فسلموا وغنِموا

    ثم أنشأ رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- غَزْواً ثالثاً ، فأتاه أبو
    أمامة فقال ( يا رسـول الله ! إنّي قد أتيتُكَ مرّتين أسألك أن تدعوَ لي
    بالشهادة ، فقلت ( اللهم سلّمهم وغنّمهم )!! يا رسول الله فادعُ لي
    بالشهادة !) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (اللهم سلّمهم
    وغنّمهم ) فغزوا وسلموا وغنموا ، فأتاه بعد ذلك فقال ( يا رسول الله !
    مُرْني بعملٍ آخُذُهُ عنك ، فينفعني الله به ؟!)فقال ( عليك بالصَّوْم، فإنّه لا مثْلَ له )

    أنفع الأعمال

    أتى أبو أمامة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( يا رسول الله !
    أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني به ، فمُرْنِي بأمرٍ آخر عسى الله
    أن ينفعني به )قال ( اعلمْ أنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفع الله لك بها
    درجة )أو قال حطّ عنك بها خطيئة

    فضله

    قال أبو أمامة أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي ثم قال لي ( يا أبا أمامة ، إنّ مِنَ المؤمنين مَنْ يَلينُ له قلبي )

    كان -رضي الله عنه- كثير الصيام هو وامرأته وخادمه ، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( عليكَ بالصوم ، فإنه لا مِثْلَ له )

    جاء رجل إلى أبي أمامة وقال ( يا أبا أمامة ! إني رأيت في منامي الملائكة
    تصلي عليك ، كلّما دخلتَ وكلّما خرجت ، وكلّما قمت وكلّما جلست !!) قال
    أبو أمامة ( اللهم غفراً دَعُونا عنكم ، وأنتم لو شئتم صلّت عليكم
    الملائكة ) ثم قرأ

    قوله تعالى "( يا أيُّها الذين آمنوا اذكُروا اللّهَ ذِكْراً كثيراً
    وسبِّحوهُ بُكْرَةً وأصيلاً ، هو الذي يُصلّي عليكم وملائكتُهُ ليُخرجَكم
    مِنَ الظلماتِ إلى النُّورِ وكان بالمؤمنينَ رَحيماً ")

    الوصية

    قال سُلَيم بن عامر ( كنّا نجلس إلى أبي أمامة ، فيُحدّثنا كثيراً عن رسول
    الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يقول ( اعقِلوا ، وبَلّغوا عنّا ما تسمعون
    ) وقد قال سليمان بن حبيب ( أنّ أبا أمامة الباهليّ قال لهم ( إنّ هذه
    المجالس من بلاغ الله إيّاكم ، وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد
    بلّغ ما أرسل به إلينا ، فبلّغوا عنّا أحسنَ ما تسمعون )

    وقد دخل سليمان بن حبيب مسجد حمص ، فإذا مكحول وابن أبي زكريا جالسان فقال
    ( لو قمنا إلى أبي أمامة صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأدّينا من
    حقّه وسمعنا منه فقاموا جميعاً وأتوه وسلّموا عليه ، فردّ السلام وقال
    ( إنّ دخولكم عليّ رحمةٌ لكم وحجّة عليكم ، ولم أرَ رسول الله -صلى الله
    عليه وسلم- من شيءٍ أشدَّ خوفاً من هذه الأمة من الكذب والمعصية ، ألا
    وإنه أمرنا أن نبلّغكم ذلك عنه ، ألا قد فعلنا ، فأبْلِغوا عنّا ما قد
    بلّغناكم )

    العِظَة

    وعَظَ أبو أمامة الباهليّ فقال ( عليكم بالصبر فيما أحببتُم وكرهتم ، فنعم
    الخصلة الصبر ، ولقد أعجبتكم الدنيا وجرّت لكم أذيالها ، ولبست ثيابها
    وزينتها إنّ أصحاب نبيّكم كانوا يجلسون بفناءِ بيوتهم يقولون ( نجلس
    فنُسَلّمُ ويُسَلّمُ علينا )

    وقال أبو أمامة ( المؤمنُ في الدنيا بينَ أربعةٍ بين مؤمن يحسده ، ومنافق
    يُبغضه ، وكافر يُقاتله ، وشيطان قد يُوكَلُ به )وقال ( حبّبوا الله
    إلى الناس ، يُحْبِبْكُم الله )

    وفاته

    عُمِّر أبو أمامة طويلاً وتوفي سنة ( 81 أو 86 هـ ) في خلافة عبد الملك بن مروان ، وقد كان آخر من توفى من الصحابة بالشام
    زمزم
    زمزم


    جديد رد: رحلة .. مع صحابة رسول الله

    مُساهمة من طرف زمزم الثلاثاء 20 أبريل 2010, 2:18 pm

    صفوان بن أميّة
    رضي الله عنه

    " ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ
    أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبدُهُ ورسوله "
    صفوان

    من هو؟

    صفوان بن أميّة بن خلف بن وهب الجمحي القرشي ، أسلم بعد فتح مكة
    قُتِلَ أبوه يوم بدر كافراً ، وكان من كبراء قريش ، وكان صفوان أحد
    العشرة الذين انتهى إليهم شَرَفُ الجاهلية ، ووصله لهم الإسلام من عشر
    بطون ، شهد اليرموك وكان أميراً على كُرْدُوس من الجيش

    دعوة الرسول

    كان صفوان بن أمية من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن هاشم وسهيل بن عمرو فنزلت الآية الكريمة

    قال الله تعالى ( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون )آل عمران / 128
    فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم ، فتِيْبَ عليهم كلهم


    فتح مكة

    وفي يوم الفتح العظيم ، راح عمير بن وهب يُناشد صفوان الإسلام ويدعوه إليه
    ، بيْد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن ، فذهب عمير الى
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له ( يا نبي الله ، إن صفوان بن أمية
    سيد قومه ، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر ، فأمِّـنه صلى الله
    عليك )فقال النبي ( هو آمن ) قال ( يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها
    أمانك ) فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها
    مكة
    فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال ( يا صفوان فِداك أبي وأمي ، الله الله
    في نفسك أن تُهلكها ، هذا أمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به
    ) قال له صفوان ( وَيْحَك ، اغْرُب عني فلا تكلمني ) قال ( أيْ صفوان
    فداك أبي وأمي ، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر
    الناس ، وأحلـم الناس وخيـر الناس ، عِزَّه عِزَّك ، وشَرَفه شَرَفـك
    ) قال ( إنـي أخاف على نفسـي ) قال ( هو أحلم من ذاك وأكرم )
    فرجع معه حتى وقف به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي
    الكريم ( إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي ) قال الرسـول -صلى الله
    عليه وسلم- (صـدق)قال صفـوان ( فاجعلني فيها بالخيار شهريـن
    ) فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أنت بالخيار فيه أربعة أشهر
    ) وفيما بعد أسلم صفوان

    يوم حُنَين

    لمّا أجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السير إلى هوازن ليلقاهم ،
    ذُكِرَ له أن عند صفوان بن أمية أدراعاً له وسلاحاً ، فأرسل إليه وهو
    يومئذ مشرك ، فقال ( يا أبا أمية ، أعرنا سلاحك هذا نلقَ فيه عدونا غداً
    ) فقال صفوان ( أغصباً يا محمد ؟)قال ( بل عارِيَةٌ ومضمونة حتى
    نؤديها إليك ) قال ( ليس بهذا بأس ) وقد هلك بعضها فقال رسول الله
    -صلى الله عليه وسلم- ( إن شئت غَرِمتُها لك ؟) قال ( لا ، أنا أرغبُ
    في الإسلام من ذلك )

    إسلامه

    لمّا فرّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنائم حُنَين ، رأى صفْوان ينظر
    إلى شِعْبٍ ملآن نَعماً وشاءً ورعاءَ ، فأدام النظر إليه ، ورسول الله
    -صلى اللـه عليه وسلم- يَرْمُقُـهُ فقال ( يا أبا وهب يُعْجِبُـكَ هذا
    الشّعْبُ ؟) قال ( نعم )قال ( هو لك وما فيه )فقبـض صفوان ما في
    الشّعْب و قال ( ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ ، أشهد أن لا
    إله إلا الله ، وأن محمداً عبدُهُ ورسوله )وأسلم في مكانه

    الهجرة

    وأقام صفوان بمكة مسلماً بعد عودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى
    المدينة ، فقيل له ( لا إسلام لمن لا هجرة له ) فقدم المدينة فنزل على
    العباس ، فقال ( ذاك أبرَّ قريش بقريش ، ارجع أبا وهب ، فإنه لا هجرة بعد
    الفتح ولمن لأباطحِ مكة ؟!)فرجع صفوان فأقام بمكة حتى مات فيها

    العطاء

    لمّا أعطى عمر بن الخطاب أوّل عطاء أعطى صفوان ، وذلك سنة ( 15 هـ ) ،
    فلمّا دَعا صفوان وقد رأى ما أخذَ أهل بدرٍ ، ومن بعدهم إلى الفتح ،
    فأعطاه في أهل الفتح ، أقلَّ مما أخذ من كان قبله أبَى أن يقبله و قال (
    يا أمير المؤمنين ، لست معترفاً لأن يكون أكرم مني أحد ، ولستُ آخذاً
    أقلَّ ممّا أخذ من هو دوني ، أو من هو مثلي ؟) فقال عمر (أنّما
    أعطيتُهُم على السابقة والقدمة في الإسلام لا على الأحساب )قال ( فنعم
    إذن )فأخذ وقال ( أهل ذاكَ هُمْ )

    فضله

    كان صفوان -رضي الله عنه- أحد المطعمين ، وكان يُقال له ( سِداد البطحاء )وكان من أفصح قريش لساناً

    وفاته
    توفي صفوان بن أميّة في مكة في نفس سنة مقتل عثمان بن عفان سنة ( 35 هـ )

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 27 نوفمبر 2024, 12:33 am