بسم الله والحمد لله
أجمل لحظة فى حياتى
أحاطت بى الهموم، غشانى الكرب ،استبد بى القلق، التفتُّ لعلى أجد مفرا أو مخرجا ثم أخيرا وجدته وهو أقرب لى من حبل الوريد
إلهي ..أتيت أطباء عبادك ليداووا لي خطيئتي، فكلهم عليك دلني .
ما أضيق الطريق على من لم تكن دليلَه ، وما أوحش الطريق على من لم تكن أنيسَه
فى أجمل لحظة فى حياتى،يوم عدت إلى الله ، ولدتُّ من جديد.
يا ملاذى
يامن يرى مافي الضمير ويسمع *** أنت المعدُّ لكل ما يتوقع
يامن يرجى للشدائد كلها *** يامن إليه المشتكى والمفزع
يامن خزائن رزقه في قول كن *** امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلةٌ *** فبالإفتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلةٌ *** فلئن رددت فأيَّ باب أقرعُ
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه *** إن كان فضلك عن فقير يمنعُ
حاشا لجودك أن يقنط عاصيا *** الفضل أجزل والمواهب أوسع
الحياة بدون الله سراب، و القلب لا يصلح إلا بالله ، فإذا أقبل على الله اجتمع وانضم بعضه إلى بعض، ووجد نفسه وسلمت فطرته .
يقول ابن القيم في الوابل الصيب :
إن فى القلب خُلة وفاقة لايسدها شىء البتة إلا ذكر الله عز وجل ، فاذا صار الذكر شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة واللسان تبع له ، فهذا هو الذكر الذى يسد الخلة ويغنى الفاقة، فيكون صاحبه غنيا بلا مال ،عزيزا بلا عشيرة ، مهيبا بلا سلطان . أما إن كان غافلا عن ذكر الله عز وجل فهو بضد ذلك ، فقير مع كثرة جدته، ذليل مع سلطانه ، حقير مع كثرة عشيرته.
فيا أيها العاصي .. ألك قدر إن فارقت دينه؟ ألك قدر إن فارقت دربه ؟ ، حتي النحل يزيد عليك فضلا ، فليس ما يخرج من بطنه مثل ما يخرج من بطنك.
جدُّك البعيد تراب ذليل ، وأبوك القريب ماء مهين ، وأنت خرجت من مجري البول مرتين .. أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين هذا وهذا تحمل العذرة . هذا قدرك .. دورة مياه ، كنيف متحرك إن أعرضت عن جَنابه .. وإن عدت إلي رحابه فأنت الجوهرة المرادة له من هذا الكون.
كم كائد نصب لك المكايد فوقاك.. كم عدو حطّ منك بالذم فرقّاك كم أمات من لم يبلغ بعض مرادك وأبقاك .
لقد أعطاكِ أيتها النفس مالم تأمُلي وبلّغكِ مالك تطلبي ، وستر عليك من قبيحك مالو فاح لضجت المشام .
فيا أيها العاصي الذي حاد عن الطريق .. بئس العبد عبد سها ولها ونسي المبدأ والمنتهي.
بئس العبد ، عبد طغا وعتا ، ونسي الجبار الأعلي
ثق أنك سقطت من عين الله عندما عصيته ، ولو كان لك قدر عند الله لعصمك . قال الحسن : هانوا عليه فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم ، وإذا أراد الله أن يُهين أحد فلن يكرمه أحد (ومن يُهن الله فما له من مكرم)
تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولي عنك الوليّ ، فلا تظن أن الشيطان غلب ، ولكن الحافظ أعرض
يا أيها الماء المهين*** من الذي سواك ؟.
ومن الذي في ظلمة*** الأحشاء قد والاك.
ومن الذي غذاك من نعمائه*** ومن الكروب جميعها نجاك.
ومن الذي شق العيون فأبصرت *** ومن الذي بظهوره أعلاك.
ومن الذي تعصي ويغفر دائماً*** ومن الذي تنسي ولا ينساك.
يا أيها الإنسان مهلا ما الذي *** بالله جل جلاله أغراك.
انظروا إلي هذا الكلام والجود
يقول عز وجل (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)
وقال في حق المنافقين (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ، إلا الذين تابوا وأصلحوا) وقال (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا)
قال الحسن البصري : انظروا إلي هذا الكلام والجود ، قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلي التوبة والمغفرة !
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة
قال قتادة فقال الحسن : ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره
وفي رواية : "فكان إلي القرية الصالحة أقرب بشبر فجُعل من أهلها
وتنبه 1- أنه أمره بتغيير بيئته والفرار من أصحاب السوء فللبيئة أثر جسيم في استمرار الغفلة بالإنسان ، تدعوه للكسل والخمول .
إن الماء يفسد بقربه من الجيف وكذا الهواء ، فإذا بعدت قليلا عن مكان الجيف يزول ما كنت تجده ، فكيف بأنفاس العصاه ؟
ألا تنظر إلي فعل المعصية بآبار ثمود بعد آلاف السنين ؟ لما مر عليهم الرسول وصحابته وأرادوا أن يستقوا منها ، فمنعهم الرسول صلي الله عليه وسلم وأمرهم أن يلقوا بعجينهم إلي النواضح
إن الجوهرة إذا وقعت في مكن نجس ، فإن تنظيفها وهي في مكانها يحتاج الكثير من الماء ، في المقابل إذا ما أخرجتها من مكانها لسهل تنظيفها بقليل من الماء فتنبه!
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي.
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم *** ولا تصحب الأردي ، فتري مع الردي.
2- إن الالتفات حول العناصر المثبتة من أعظم أسباب الثبات على الحق ،
يقول الحسن البصري :" أخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا ، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وأخواننا يذكروننا بالآخرة .."
يقول ابن القيم عن شيخه ابن تيمية رحمها الله :
وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط ، مع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا ، وأسرهم نفسا ، تلوح نضرة النعيم على وجهة ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ، ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة.
كالصبى ..الزم بابه
بسطت ثوب الرجا والناس قـد رقـدوا ***وبت أشكو إلى مولاي ما أجـد.
فقلت يا أمـلى في كـل نائـبـة ***ومن عليه بكشف الضر أعتـمـد.
أشكو إليك أمـوراً أنت تعلمهـا ***مـا لي على حملها صبـر ولا جلـد.
وقد مـددت يديّ بالـذل مبتهـلا ***إليك يا خيـر من مدت إليه يـد.
فـلا تـردنـها يـا رب خائـبة ***فـبحر جودك يروي كل من يـرد.
المسك دم غزال برئ فإذا تغرب صار على يدي الملوك ، والذهب في باطن الأرض تراب حقير فإن تغرب وخرج عز مطلبه وغلا وعلا ، وأنت يا جوهرة الوجود ما تعرف قدر نفسك ؟ ويحك لو سافرت من ظلمة طبعك ورفعت حجاب غفلتك ،
قال رجل للدينوري وهو يعظ الناس : يا شيخ : ما الذي أصنع وكلما وقفت على باب المولي صرفني عنه قواطع والمحن والبلوي ، فطرحتنى على أرض الغفلة؟ فقال له الشيخ : يا ولدي كن على باب مولاك مثل الصبي الصغير مع أمه كلما ضربته أمه ترامي عليها ، وكلما طردته تمرغ بين يديها ، فلا يزال كذلك حتي نحن عليه وتضمه إليها
يا هذا هب أنه صرفك عن بابه ، إلي باب من تروج ؟ وإلي أي طريق تذهب ؟ وإلي أي جهة تقصد ؟ الزم الوقوف بالباب لعل وعسي يتمرد عود عسي
فقيرا جئت بابك يا إلهي*** ولستُ إلي عبادك بالفقير.
غنيُُ عنهمُ بيقين قلبي *** وأطمع منك في الفضل الكبير.
إلهي ما سألت سواك عونا*** فحسبي العون من رب قدير.
إلهي ما سألت سواك عفوا*** فحسبي العفو من رب غفور.
إلهي ما سألت سواك هديا*** فحسبي الهدي من رب بصير.
إذا لم أستعن بك يا إلهي*** فمن عوني سواك ومن مجيرى.
____________
______أجمل لحظة فى حياتى
أحاطت بى الهموم، غشانى الكرب ،استبد بى القلق، التفتُّ لعلى أجد مفرا أو مخرجا ثم أخيرا وجدته وهو أقرب لى من حبل الوريد
إلهي ..أتيت أطباء عبادك ليداووا لي خطيئتي، فكلهم عليك دلني .
ما أضيق الطريق على من لم تكن دليلَه ، وما أوحش الطريق على من لم تكن أنيسَه
فى أجمل لحظة فى حياتى،يوم عدت إلى الله ، ولدتُّ من جديد.
يا ملاذى
يامن يرى مافي الضمير ويسمع *** أنت المعدُّ لكل ما يتوقع
يامن يرجى للشدائد كلها *** يامن إليه المشتكى والمفزع
يامن خزائن رزقه في قول كن *** امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلةٌ *** فبالإفتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلةٌ *** فلئن رددت فأيَّ باب أقرعُ
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه *** إن كان فضلك عن فقير يمنعُ
حاشا لجودك أن يقنط عاصيا *** الفضل أجزل والمواهب أوسع
الحياة بدون الله سراب، و القلب لا يصلح إلا بالله ، فإذا أقبل على الله اجتمع وانضم بعضه إلى بعض، ووجد نفسه وسلمت فطرته .
يقول ابن القيم في الوابل الصيب :
إن فى القلب خُلة وفاقة لايسدها شىء البتة إلا ذكر الله عز وجل ، فاذا صار الذكر شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة واللسان تبع له ، فهذا هو الذكر الذى يسد الخلة ويغنى الفاقة، فيكون صاحبه غنيا بلا مال ،عزيزا بلا عشيرة ، مهيبا بلا سلطان . أما إن كان غافلا عن ذكر الله عز وجل فهو بضد ذلك ، فقير مع كثرة جدته، ذليل مع سلطانه ، حقير مع كثرة عشيرته.
فيا أيها العاصي .. ألك قدر إن فارقت دينه؟ ألك قدر إن فارقت دربه ؟ ، حتي النحل يزيد عليك فضلا ، فليس ما يخرج من بطنه مثل ما يخرج من بطنك.
جدُّك البعيد تراب ذليل ، وأبوك القريب ماء مهين ، وأنت خرجت من مجري البول مرتين .. أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين هذا وهذا تحمل العذرة . هذا قدرك .. دورة مياه ، كنيف متحرك إن أعرضت عن جَنابه .. وإن عدت إلي رحابه فأنت الجوهرة المرادة له من هذا الكون.
كم كائد نصب لك المكايد فوقاك.. كم عدو حطّ منك بالذم فرقّاك كم أمات من لم يبلغ بعض مرادك وأبقاك .
لقد أعطاكِ أيتها النفس مالم تأمُلي وبلّغكِ مالك تطلبي ، وستر عليك من قبيحك مالو فاح لضجت المشام .
فيا أيها العاصي الذي حاد عن الطريق .. بئس العبد عبد سها ولها ونسي المبدأ والمنتهي.
بئس العبد ، عبد طغا وعتا ، ونسي الجبار الأعلي
ثق أنك سقطت من عين الله عندما عصيته ، ولو كان لك قدر عند الله لعصمك . قال الحسن : هانوا عليه فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم ، وإذا أراد الله أن يُهين أحد فلن يكرمه أحد (ومن يُهن الله فما له من مكرم)
تالله ما عدا عليك العدو إلا بعد أن تولي عنك الوليّ ، فلا تظن أن الشيطان غلب ، ولكن الحافظ أعرض
يا أيها الماء المهين*** من الذي سواك ؟.
ومن الذي في ظلمة*** الأحشاء قد والاك.
ومن الذي غذاك من نعمائه*** ومن الكروب جميعها نجاك.
ومن الذي شق العيون فأبصرت *** ومن الذي بظهوره أعلاك.
ومن الذي تعصي ويغفر دائماً*** ومن الذي تنسي ولا ينساك.
يا أيها الإنسان مهلا ما الذي *** بالله جل جلاله أغراك.
انظروا إلي هذا الكلام والجود
يقول عز وجل (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)
وقال في حق المنافقين (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ، إلا الذين تابوا وأصلحوا) وقال (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا)
قال الحسن البصري : انظروا إلي هذا الكلام والجود ، قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلي التوبة والمغفرة !
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة
قال قتادة فقال الحسن : ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره
وفي رواية : "فكان إلي القرية الصالحة أقرب بشبر فجُعل من أهلها
وتنبه 1- أنه أمره بتغيير بيئته والفرار من أصحاب السوء فللبيئة أثر جسيم في استمرار الغفلة بالإنسان ، تدعوه للكسل والخمول .
إن الماء يفسد بقربه من الجيف وكذا الهواء ، فإذا بعدت قليلا عن مكان الجيف يزول ما كنت تجده ، فكيف بأنفاس العصاه ؟
ألا تنظر إلي فعل المعصية بآبار ثمود بعد آلاف السنين ؟ لما مر عليهم الرسول وصحابته وأرادوا أن يستقوا منها ، فمنعهم الرسول صلي الله عليه وسلم وأمرهم أن يلقوا بعجينهم إلي النواضح
إن الجوهرة إذا وقعت في مكن نجس ، فإن تنظيفها وهي في مكانها يحتاج الكثير من الماء ، في المقابل إذا ما أخرجتها من مكانها لسهل تنظيفها بقليل من الماء فتنبه!
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي.
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم *** ولا تصحب الأردي ، فتري مع الردي.
2- إن الالتفات حول العناصر المثبتة من أعظم أسباب الثبات على الحق ،
يقول الحسن البصري :" أخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا ، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وأخواننا يذكروننا بالآخرة .."
يقول ابن القيم عن شيخه ابن تيمية رحمها الله :
وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط ، مع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرا وأقواهم قلبا ، وأسرهم نفسا ، تلوح نضرة النعيم على وجهة ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ، ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة.
كالصبى ..الزم بابه
بسطت ثوب الرجا والناس قـد رقـدوا ***وبت أشكو إلى مولاي ما أجـد.
فقلت يا أمـلى في كـل نائـبـة ***ومن عليه بكشف الضر أعتـمـد.
أشكو إليك أمـوراً أنت تعلمهـا ***مـا لي على حملها صبـر ولا جلـد.
وقد مـددت يديّ بالـذل مبتهـلا ***إليك يا خيـر من مدت إليه يـد.
فـلا تـردنـها يـا رب خائـبة ***فـبحر جودك يروي كل من يـرد.
المسك دم غزال برئ فإذا تغرب صار على يدي الملوك ، والذهب في باطن الأرض تراب حقير فإن تغرب وخرج عز مطلبه وغلا وعلا ، وأنت يا جوهرة الوجود ما تعرف قدر نفسك ؟ ويحك لو سافرت من ظلمة طبعك ورفعت حجاب غفلتك ،
قال رجل للدينوري وهو يعظ الناس : يا شيخ : ما الذي أصنع وكلما وقفت على باب المولي صرفني عنه قواطع والمحن والبلوي ، فطرحتنى على أرض الغفلة؟ فقال له الشيخ : يا ولدي كن على باب مولاك مثل الصبي الصغير مع أمه كلما ضربته أمه ترامي عليها ، وكلما طردته تمرغ بين يديها ، فلا يزال كذلك حتي نحن عليه وتضمه إليها
يا هذا هب أنه صرفك عن بابه ، إلي باب من تروج ؟ وإلي أي طريق تذهب ؟ وإلي أي جهة تقصد ؟ الزم الوقوف بالباب لعل وعسي يتمرد عود عسي
فقيرا جئت بابك يا إلهي*** ولستُ إلي عبادك بالفقير.
غنيُُ عنهمُ بيقين قلبي *** وأطمع منك في الفضل الكبير.
إلهي ما سألت سواك عونا*** فحسبي العون من رب قدير.
إلهي ما سألت سواك عفوا*** فحسبي العفو من رب غفور.
إلهي ما سألت سواك هديا*** فحسبي الهدي من رب بصير.
إذا لم أستعن بك يا إلهي*** فمن عوني سواك ومن مجيرى.
____________