الرئيسية
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أما بعد
اليوم ان شاء الله سنتحدث عن أحكام الميم الساكنة
يقول الشيخ الجمزورى رحمه الله في التحفة
وَالمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْـلَ الْهِجَـا *** لاَ أَلِـفٍ لَيِّنَـةٍ لِــذِي الْحِـجَـا
أَحْكَامُهَـا ثَلاَثَـةٌ لِـمَـنْ ضَـبَـطْ *** إِخْفَـاءٌ ادْغَـامٌ وَإِظْهَـارٌ فَـقَـطْ
فَـالأَوَّلُ الإِخْفَـاءُ عِـنْـدَ الْـبَـاءِ *** وَسَـمِّـهِ الشَّـفْـوِيَّ لِـلْـقُـرَّاءِ
المعنى اللغوى
والميم إن تسكن تجي قبل الهجا ......................
قوله " تجي " أصلها " تجئ" وحذفت الهمزة للضرورة ، ولو أثبتناها لانكسر وزن البيت.
.......................... إخفاءٌ ادغامٌ وإظهارٌ فقط
بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها في " إخفاءٌ ادغام " كقراءة ورش ؛ وذلك لضرورة وزن البيت ، وحذفت واو العطف من " وادغام " لضرورة الوزن أيضاً.
قوله "عند الباء " :في بعض النسخ : " قبل الباء " بدل من " عند ".
قوله " وسمِّه الشَفْوىَّ " بسكون الفاء لضرورة النظم ، ولو حركت بالفتح كما يقول البعض لانكسر البيت ولأصبح " متفاعلن " وهي تفعيلة أخرى،وكذا يقال في " وسمِّها شفْوية" ، والله أعلم ( من تعليقات الشيخ الوراقي )
والبيت الأول به بلاغة إجمالية ثم بعد ذلك بلاغة تفصيلية في البيت الثاني فقد أجمل أحكام الميم الساكنة في البيت الأول ثم فصلها في البيت الثاني
شرح الأبيات
اى أن الميم الساكنة تأتى قبلها جميع أحرف الهجاء ما عدا الألف اللينة وهنا ذكر الألف اللينة عوضا عن حروفى الواو والياء المديتين لان الواو والياء يجوز أن تكون مدية ويجوز أن تكون لينه أما الألف لا تكون الا مدية فقط لابد من وجود حركة مجانسة قبلها لذلك ذكرها نائبة عن أحرف المد الثلاثة لأنها أم حروف المد
لذي الحجا أي لصاحب العقل
ثم ذكر في البيت الثاني أحكام الميم الساكنة وهى الإخفاء والإدغام والإظهار ثم ذكر وفصل أول حكم من أحكام الميم الساكنة وهو الإخفاء وذكر أنه إذا أتى حرف الباء بعد الميم الساكنة يسمى هذا الحكم إخفاء شفوي
تعريف الميم الساكنة
هي الميم الخالية من الحركة والتي سكونها أصلي ثابت في الوصل والوقف فيخرج من ذلك الميم المتحركة سواء حركتها اصلية ام عارضة مثل الميم التي في فعل الأمر مثل ( قمِ الليل ) الحركة هنا عارضة لالتقاء الساكنين ويخرج أيضا من التعريف الميم المشددة ويخرج أيضا من تعريف الميم التي سكونها ليس أصلي الميم التي سكونها عارض من أجل الوقف (الرحيم ) حال الوقف
صور وجود الميم الساكنة
تأتي الميم الساكنة فى الأسماء مثل : الحمد
وتأتي فى الأفعال مثل : أنعمت ومثل يعتصم
وتأتي فى الحروف مثل : أم ومثل لم
وتأتي أصلية من بنية الكلمة مثل الحمد فلو حذفنا الميم لأختل معنى الكلمة
وتأتي زائدة عن بنية الكلمة مثل (لهم )فلو حذفنا الميم لوجد كلمة لها معنى ( له )
الحكم الأول من أحكام الميم الساكنة : الإخفاء الشفوي ويسمى أيضا إخفاء مجازي
الإخفاء لغة : الستر
وكلمة الشفوي أي يؤدى هذا الحكم عند الشفتين
وكلمة المجازي أي الذي لا يحمل حقيقة معناه
واصطلاحا : هو النطق بالميم الساكنة عارية عن التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة
حروفه : له حرف واحد فقط وهو حرف الباء فإذا وقع حرف الباء بعد الميم الساكنة يكون حكمها الإخفاء الشفوي أو الإخفاء المجازي
سبب الإخفاء الشفوي
طبيعة مخرج الباء لان طبيعة مخرج الباء لا تسمح بالاظهار
لانه لما كان الإظهار فيه ثقل لان الميم والباء يخرجان من نفس المخرج وهو الشفتين ففيه ثقل عند النطق بالحرفين منفصلين لان الفصل من دواعي الإظهار
وأيضا طبيعة مخرج الباء لا تسمح بالإدغام لما به من الثقل بسبب التشديد وتنتفي الغنة مع وجود تشديد الباء فكان الحكم الاخفاء
فائدة الإخفاء الشفوي
التسهيل والتخفيف و إيجاد سبب للغنة المطولة
سبب تسميته بالإخفاء الشفوي أو المجازي
لخروج الميم والباء من الشفتين
وسمى مجازيا لان إخفاء الميم عند الباء لا يمثل ترجمة حقيقة لكلمة الإخفاء وذلك لوجود جزء من الميم عند الإخفاء فالإخفاء الحقيقي يعدم فيه جسم الحرف بالكلية وتبقى فقط الغنة الدالة عليه أما عند إخفاء الميم مع الباء لا تختفي الميم بالكلية بل يوجد جزء منها لانه لا يمكن ان تكون الغنة للميم الا بمشاركة الشفتين
كيفية أداء حكم الإخفاء الشفوي
يؤدى بنفس الطريقة التي تحدثنا فيها عن حكم القلب وهى أن ننتقل من مخرج الميم مع ملامسة الشفتين بدون كز على الشفتين وبدون مباعدة ثم ننتقل بعد أدائي للغنة بالضغط على الشفتين للنطق بالباء
أوجه التشابه والخلاف بين الإخفاء وبين الإظهار والإدغام
تشابه مع الإظهار في أننا نتصادم في مخرج الميم ثم الباء وخالف الإظهار في وجود الغنة المطولة وضعف الاعتماد
وتشابه مع الإدغام في وجود الغنة وخالف الإدغام في عدم وجود التشديد
علامة في المصحف
تعرية الميم من الحركة وعدم تشديد حرف الباء
أوجه التشابه والاختلاف بين الإخفاء الشفوي وبين القلب
بداية لا فرق في الكيفية وفي الزمن وفي بيان الغنة في الإخفاء الشفوي والقلب لان الغنة هي غنة ميم
اما الاختلاف بينهما
1-أن القلب يأتي في كلمة مثل " أنبؤني" وفى كلمتين مثل " أن بورك"
أما الإخفاء الشفوي لا يأتي إلا في كلمتين مثل " يعتصم بالله "
2-أن الميم في القلب ليست أصلية وإنما منقلبة عن نون
أما الميم في الإخفاء الشفوي هي ميم أصلية
3- الميم في القلب موجودة لفظا فقط أما الميم في الإخفاء الشفوي موجودة لفظا وخطا
4- الميم في القلب ثابتة وصلا فقط وعند الوقف لا وجود لها لأنها منقلبة عن نون
أما في الإخفاء الشفوي الميم ثابتة وصلا ووقفا لأنها أصلية
أوجه التشابه والخلاف بين الإخفاء الشفوي وبين الإخفاء الحقيقي
بالنسبة للإخفاء الحقيقي فهو يخص أحكام النون الساكنة أما الإخفاء الشفوي فهو يخص أحكام الميم الساكنة
وجه الاختلاف
1- أن الإخفاء الحقيقي يعدم جسم النون كلية فلا يكون هناك تصادم في مخرج النون بل ننتقل من الحرف الذي قبل النون إلى الحرف الذي بعد النون وينعدم جسم النون وتبقى فقط الغنة
أما فى الإخفاء الشفوي لا يعدم جسم الميم كلية ولا يظهر كلية
2- الإخفاء الحقيقي يأتي في كلمة مثل "ينقلب "ويأتي فى كلمتين مثل " من طين "
أما الإخفاء الشفوي أو المجازي لا يأتي إلا في كلمتين مثل " يعتصم بالله"
3- الإخفاء الحقيقي اتفق عليه القراء العشرة فجميعهم متفقين على إخفاء النون الساكنة عند ملاقاتها احد أحرف الإخفاء الخمسة عشر
أما الإخفاء الشفوي ففيه خلاف بين القراء بعضهم يظهروه وبعضهم يخفوه
4- بالنسبة للزمن غنة الإخفاء الحقيقي تكون مساوية لغنة الإخفاء الشفوي أما بالنسبة للبيان فبيان الغنة عند الإخفاء الحقيقي أبين من الغنة عند الإخفاء الشفوي لأن غنة النون أبين وأوضح من غنة الميم 5- غنه الاخفاء الحقيقى قد تكون مفخمة او مرققة حسب الحرف التالى لها اما غنة الاخفاء المجازى فهى دائما مرققة لانها تؤدى عند حرف واحد فقط وهو الباء
الاسئلة
-اذكرى احكام الميم الساكنة على الاجمال مع الاستشهاد بالتحفة ؟
-- عرفى الاخفاء الشفوى وما هى حروفة وسبب التسمية وهل له تسميه اخرى ولماذا؟
-اذكرى كيفية الاخفاء الشفوى ؟
-قارنى بين الاخفاء المجازى والقلب ؟
-قارنى بين الاخفاء لحقيقى والاخفاء الشفوى ؟
قامت بالتفريغ الاخت سندسة الجنة فى منتديات الاخت المسلمة
