أوشك الحبيب على الرحيل ........ فهلموا
الحمد لله الذي بلَّغَنا رمضان، ويَسَّر لنا ما شرع فيه من خِصال الإِيمان،
وأشهَدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، جعَلَ رمضان موسمًا من مواسم الخير؛
تُفتَح فيه أبواب الرحمة والجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتُصفَّد فيه الشياطين،
وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه سيِّد الصائمين، وأشرَفُ القائِمين،
وإمام المتَّقِين المحسِنِين، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين،
أمَّا بعد:
يكادُ الضيفُ الكريم يُغادرنا ، فطوبى لمنْ أكرم ضيفه ،
و يا لخسارة من أدرك رمضان ولم يُغير فيه شيئا .
هذا موسم للخير عظيم فيه يُضاعف الأجر ،
وهو شهر الغفران و شهر القرآن ولله فيه عتقاء من النَّار.
عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
((إن لله - تبارك وتعالى - عُتقاءَ في كل يومٍ وليلةٍ،
وإن لكل مسلمٍ في كل يومٍ وليلةٍ دعوةً مستجابةً)).
وعن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: دخل رمضانُ
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن هذا الشهر قد حضركم،
وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، مَن حُرِمها فقد حُرم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرَها إلا محرومٌ)).
فلْنتقِ الله ولْنسارعْ ولْنسابقْ، ولْنصبرْ أنفسنا، ولنصابرْ ولْنرابطْ؛
امتثالاً لأمر الله - عز وجل -
حيث قال:
{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
[آل عمران: 133]،
--------
وقال - سبحانه -:
{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
[الحديد: 21]،
--------
وقال - تعالى -:
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
[الكهف: 28]،