الإضافة اللفظية
الإضافة في اللغة العربية عند النحاة تعني: "ربط اسمين أحدهما بالآخر على وجه يفيد تعريفا أو تخصيصا"[1]، وتبعا لهذا التعريف فإن الاسم الأول يسمى مضافا ويُعرب حسب موقعه في الجملة، فإما أن يكون فاعلا، أو نائب فاعل، أو مفعولا به، أو مبتدأ، أو خبرا،...إلخ، أما الاسم الثاني فيسمى مضافا إليه ويكون ملازما للجر دائما.
وقد قسم نحاة العربية الإضافة إلى قسمين: "محضة وغير محضة"[2]، فالمحضة هي التي يكون فيها الاتصال بين المتضايفين قويا، ويستفيد المضاف من المضاف إليه تعريفا أو تخصيصا، من خلال تقدير حرف جر معنوي لا لفظي، لذلك سميت أيضا إضافة معنوية، فإما أن يكون الحرف المقدر "في"[3] كما في "شهداء الانتفاضة"، أي شهداء في الانتفاضة، وإما
أن يكون "اللام المفيدة للملك والاستحقاق"[4] كما في "كتابي"، أي كتاب لي، وإما أن يكون "من" كما في "هذا خاتم ذهب"، أي خاتم من ذهب، ويمكن تقدير حروف أخرى حسب ما يقتضيه المعنى. أما الإضافة غير المحضة، التي تكون بتقدير الانفصال[5]، وتسمى أيضا الإضافة اللفظية، فهي التي سيعالجها هذا التقرير.
الإضافة اللفظية[6] هي إضافةٌ ليست على معنى حرف من حروف الجر، وإنما هي نوع من التخفيف اللفظي فحسب، لا يستفيد المضاف من خلالها تعريفا إذا أضيف لمعرفة، "بدليل وصف النكرة به"[7]، كما لا يستفيد تخصيصا، "لأن الاختصاص موجود قبل الإضافة"[8] والغالب فيها أن يكون المضاف اسما مشتقا، زمنه الحال أو الاستقبال أو الدوام[9]، ويكون المضاف إليه معمولا للمشتق المضاف[10]، وهذا المشتق إما أن يكون اسمَ فاعلٍ، أو اسمَ مفعولٍ، أو صفةً مشبهةً.
فمن أمثلة اسم الفاعل قولنا: "هذا ضاربُ زيدٍ"، فـ"ضارب" اسم فاعل أضيف لمفعوله وهو "زيد"، ولو لم نخفف اللفظ، وفصلنا ونطقنا بالجملة حسب معناها لقلنا: "هذا ضاربٌ زيداً"، فيتضح إعمال المشتق "ضارب" في معموله "زيد". ويندرج تحت اسم الفاعل أيضا صيغة المبالغة، كما في قولنا: هذا "كَتّابُ الرسائلِ"، فصيغة المبالغة "كَتّاب" أضيفت إلى مفعولها وهو "الرسائل".
ومن أمثلة اسم المفعول قولنا: "فلانٌ مُقطَّعُ الأوصالِ"، فاسم المفعول "مُقَطَّع" أضيف إلى نائب الفاعل "الأوصال"، ولو لم نخفف اللفظ، وفصلنا ونطقنا بالجملة حسب معناها لقلنا: "فلان مُقَطَّعٌ الأوصالُ"، فيتضح إعمال المشتق "مُقطَّع" في معموله "الأوصال".
ومن أمثلة الصفة المشبهة قولنا: " فلانٌ طويلُ القامةِ"، فالصفة المشبهة "طويل" أضيفت إلى معمولها "القامة"، ولو لم نخفف اللفظ، وفصلنا ونطقنا بالجملة حسب معناها لقلنا: "فلان طويلٌ القامةَ" بنصب المعمول على التشبيه بالمفعول به، أو "قامةً" بالنصب على التمييز.
دخول الألف واللام على المضاف:
اشترط النحاة دخول الألف واللام على المضاف المشتق بأن تدخلا أيضا على المضاف إليه، أو على ما أضيف إليه المضاف إليه[b][11]، ومثال الأول: "المُطيعُ الأميرِ"، ومثال الثاني: "المُطيعُ رسولِ الأميرِ"، هذا إذا كان المضافُ مفردا كما في المثالين السابقين، أو جمعَ تكسيرٍ ومثاله: "القُرّاءُ القرآنِ" و"القُرّاءُ تفسيرِ القرآنِ"، أو إذا كان جمعَ مؤنثٍ سالماً ومثاله: "الملازماتُ البيوتِ" و"الملازماتُ غرفِ البيوتِ".
وينطبق ما سبق- أيضا- على المضاف إلى ما أضيف لضمير يعود على المعرف بالألف واللام كما في: "الفضلُ أَنتَ الجامعُ أَطرافِهِ"، فالهاء في "أطرافه" تعود على "الفضل" الذي دخلته الألف واللام.
أما إذا لم تدخل الألف واللام- فيما سبق- على المضاف إليه، أو على ما أضيف إليه المضاف إليه، أو لم يكن المشتق مضافا إلى ما أضيف لضمير يعود على المعرف بهما، فيمتنع دخولهما على المضاف المشتق[12]، غير أن ذلك يجوز إذا ما كان المضاف المشتق مثنًّى أو جمعَ مذكر سالما، فيُكتَفى بهما فيه، كما في قولنا: "أنتما المساعدا زيدٍ"، و"أنتم المساعدو زيدٍ"، بحذف النون للإضافة.
تعقيبات:
- إذا اتصل ضميرُ بالمشتق المجرد من الألف واللام يكون مضافا إليه، كما في قولنا: "إنا محيوك"، ولا يجوز أن يكون في محل نصب على المفعولية، لأن المضاف المشتق ليست فيه الألف واللام.
- إذا اتصل الضمير بالمشتق المفرد أو جمع التكسير أو جمع المؤنث السالم، المعرفة بأل؛ فعندها يكون مفعولا به، كما في: "هذا هو المُحيّيك"، أما إذا اتصل بالمشتق المثنى أو جمع المذكر السالم، المعرفين بأل؛ فيجوز أن يكون في محل نصب أو جر، كما في: "هذان المساعداك" و"هؤلاء المساعدوك"، وينطبق ذلك أيضا على المثنى وجمع المذكر السالم المشتقين إذا وليهما اسم ظاهر، حيث تحذف النون للتخفيف في حالة النصب، مع أن الأفصح الجر على الإضافة[13]، وذلك في نحو: "المساعدا زيدٍ، أو زيداً" والمساعدو زيدٍ، أو زيداً".
- أجاز الفراء إضافة المشتق المفرد المعرف باللام إلى المعارف كلها، كأن يُقال: "فلان المساعدُك" بإضافته إلى الضمير، و"فلانٌ المساعدُ الرجلِ" بإضافته إلى المعرف بأل، و"فلانٌ المساعدُ زيدٍ" بإضافته إلى العلم. وجمهور النحاة لا يجيزون إضافته إلى غير المعرف بأل[14].
[/b]
الإضافة في اللغة العربية عند النحاة تعني: "ربط اسمين أحدهما بالآخر على وجه يفيد تعريفا أو تخصيصا"[1]، وتبعا لهذا التعريف فإن الاسم الأول يسمى مضافا ويُعرب حسب موقعه في الجملة، فإما أن يكون فاعلا، أو نائب فاعل، أو مفعولا به، أو مبتدأ، أو خبرا،...إلخ، أما الاسم الثاني فيسمى مضافا إليه ويكون ملازما للجر دائما.
وقد قسم نحاة العربية الإضافة إلى قسمين: "محضة وغير محضة"[2]، فالمحضة هي التي يكون فيها الاتصال بين المتضايفين قويا، ويستفيد المضاف من المضاف إليه تعريفا أو تخصيصا، من خلال تقدير حرف جر معنوي لا لفظي، لذلك سميت أيضا إضافة معنوية، فإما أن يكون الحرف المقدر "في"[3] كما في "شهداء الانتفاضة"، أي شهداء في الانتفاضة، وإما
أن يكون "اللام المفيدة للملك والاستحقاق"[4] كما في "كتابي"، أي كتاب لي، وإما أن يكون "من" كما في "هذا خاتم ذهب"، أي خاتم من ذهب، ويمكن تقدير حروف أخرى حسب ما يقتضيه المعنى. أما الإضافة غير المحضة، التي تكون بتقدير الانفصال[5]، وتسمى أيضا الإضافة اللفظية، فهي التي سيعالجها هذا التقرير.
الإضافة اللفظية[6] هي إضافةٌ ليست على معنى حرف من حروف الجر، وإنما هي نوع من التخفيف اللفظي فحسب، لا يستفيد المضاف من خلالها تعريفا إذا أضيف لمعرفة، "بدليل وصف النكرة به"[7]، كما لا يستفيد تخصيصا، "لأن الاختصاص موجود قبل الإضافة"[8] والغالب فيها أن يكون المضاف اسما مشتقا، زمنه الحال أو الاستقبال أو الدوام[9]، ويكون المضاف إليه معمولا للمشتق المضاف[10]، وهذا المشتق إما أن يكون اسمَ فاعلٍ، أو اسمَ مفعولٍ، أو صفةً مشبهةً.
فمن أمثلة اسم الفاعل قولنا: "هذا ضاربُ زيدٍ"، فـ"ضارب" اسم فاعل أضيف لمفعوله وهو "زيد"، ولو لم نخفف اللفظ، وفصلنا ونطقنا بالجملة حسب معناها لقلنا: "هذا ضاربٌ زيداً"، فيتضح إعمال المشتق "ضارب" في معموله "زيد". ويندرج تحت اسم الفاعل أيضا صيغة المبالغة، كما في قولنا: هذا "كَتّابُ الرسائلِ"، فصيغة المبالغة "كَتّاب" أضيفت إلى مفعولها وهو "الرسائل".
ومن أمثلة اسم المفعول قولنا: "فلانٌ مُقطَّعُ الأوصالِ"، فاسم المفعول "مُقَطَّع" أضيف إلى نائب الفاعل "الأوصال"، ولو لم نخفف اللفظ، وفصلنا ونطقنا بالجملة حسب معناها لقلنا: "فلان مُقَطَّعٌ الأوصالُ"، فيتضح إعمال المشتق "مُقطَّع" في معموله "الأوصال".
ومن أمثلة الصفة المشبهة قولنا: " فلانٌ طويلُ القامةِ"، فالصفة المشبهة "طويل" أضيفت إلى معمولها "القامة"، ولو لم نخفف اللفظ، وفصلنا ونطقنا بالجملة حسب معناها لقلنا: "فلان طويلٌ القامةَ" بنصب المعمول على التشبيه بالمفعول به، أو "قامةً" بالنصب على التمييز.
دخول الألف واللام على المضاف:
اشترط النحاة دخول الألف واللام على المضاف المشتق بأن تدخلا أيضا على المضاف إليه، أو على ما أضيف إليه المضاف إليه[b][11]، ومثال الأول: "المُطيعُ الأميرِ"، ومثال الثاني: "المُطيعُ رسولِ الأميرِ"، هذا إذا كان المضافُ مفردا كما في المثالين السابقين، أو جمعَ تكسيرٍ ومثاله: "القُرّاءُ القرآنِ" و"القُرّاءُ تفسيرِ القرآنِ"، أو إذا كان جمعَ مؤنثٍ سالماً ومثاله: "الملازماتُ البيوتِ" و"الملازماتُ غرفِ البيوتِ".
وينطبق ما سبق- أيضا- على المضاف إلى ما أضيف لضمير يعود على المعرف بالألف واللام كما في: "الفضلُ أَنتَ الجامعُ أَطرافِهِ"، فالهاء في "أطرافه" تعود على "الفضل" الذي دخلته الألف واللام.
أما إذا لم تدخل الألف واللام- فيما سبق- على المضاف إليه، أو على ما أضيف إليه المضاف إليه، أو لم يكن المشتق مضافا إلى ما أضيف لضمير يعود على المعرف بهما، فيمتنع دخولهما على المضاف المشتق[12]، غير أن ذلك يجوز إذا ما كان المضاف المشتق مثنًّى أو جمعَ مذكر سالما، فيُكتَفى بهما فيه، كما في قولنا: "أنتما المساعدا زيدٍ"، و"أنتم المساعدو زيدٍ"، بحذف النون للإضافة.
تعقيبات:
- إذا اتصل ضميرُ بالمشتق المجرد من الألف واللام يكون مضافا إليه، كما في قولنا: "إنا محيوك"، ولا يجوز أن يكون في محل نصب على المفعولية، لأن المضاف المشتق ليست فيه الألف واللام.
- إذا اتصل الضمير بالمشتق المفرد أو جمع التكسير أو جمع المؤنث السالم، المعرفة بأل؛ فعندها يكون مفعولا به، كما في: "هذا هو المُحيّيك"، أما إذا اتصل بالمشتق المثنى أو جمع المذكر السالم، المعرفين بأل؛ فيجوز أن يكون في محل نصب أو جر، كما في: "هذان المساعداك" و"هؤلاء المساعدوك"، وينطبق ذلك أيضا على المثنى وجمع المذكر السالم المشتقين إذا وليهما اسم ظاهر، حيث تحذف النون للتخفيف في حالة النصب، مع أن الأفصح الجر على الإضافة[13]، وذلك في نحو: "المساعدا زيدٍ، أو زيداً" والمساعدو زيدٍ، أو زيداً".
- أجاز الفراء إضافة المشتق المفرد المعرف باللام إلى المعارف كلها، كأن يُقال: "فلان المساعدُك" بإضافته إلى الضمير، و"فلانٌ المساعدُ الرجلِ" بإضافته إلى المعرف بأل، و"فلانٌ المساعدُ زيدٍ" بإضافته إلى العلم. وجمهور النحاة لا يجيزون إضافته إلى غير المعرف بأل[14].
[1] المعجم الوسيط، 1/547.
[2] شرح ابن عقيل، 2/44.
[3] م.ن، 2/43.
[4] العمدة في النحو، 2/593.
[5] م.ن، 2/596.
[6] تسمى اللفظية لأن فائدتها التخفيف اللفظي بحذف التنوين ونون المثنى وجمع المذكر السالم وملحقاتهما من آخر المضاف، يُنظر شرح ابن عقيل 2/46.
[7] العمدة في النحو، 2/595.
[8] م.ن، 2/595- 596.
[9] موسوعة النحو والصرف والإعراب، ص97.
[10] يُنظر شرح ابن عقيل، 2/45.
[11] يُنظر م.س، 2/47.
[12] يُنظر م.ن، 2/47.
[13] يُنظر العمدة في النحو، 2/596.
[14] م.ن، 2/597.
أعد هذا الموضوع: إياد الرجوب.
منقول للفائدة