من طرف انتصار الإثنين 26 مايو 2008, 10:45 pm
ماذا تعرف عن الياءات في أواخر الكلمات في كتاب الله العزيز؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تجد الدرس السابق على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread....&threadid=1806
تنبيه:
العنواوين التي بين [ ] من زياداتي وكذا ما بين ( وفيه قلت، أو ما يشير إلى كونه من كلامي ) وجميع الترقيمات من صنعي إلا ما جاء في العناوين وفي باب الحذف.
وبإمكانك أخذ فكرة من قراءة التعاريف والاطلاع على الفروقات في آخر الدرس، وما عدا ذلك فهو مبحث تخصصي ، جعلنا الله جميعا من خواص أهل القرآن آمين
وأترككم مع درس اليوم وهو الياآت الزوائد وياآت الإضافة
من كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع،
شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
==================
(36 – ياءات الإضافة)
ياء الإضافة في صناعة القراء : عبارة عن الياء الزائدة الدالة على المتكلم، وتتصل بالاسم والفعل والحرف
نحو: نفسي وذكري وفطرني وليحزنني ولي وإني.
وهي في القرآن على قسمين:
1- مدغم فيها ما قبلها
2- وغير مدغم
فالثانية [أي ياء الإضافة، غير المدغم فيها ما قبلها] فيها لغتان فاشيتان في القرآن وكلام العرب
وهما:
1- الإسكان
2- والفتح.
والإسكان فيها هو الأصل الأول، لأنها مبنية، والأصل البناء على السكون.
والفتح أصل ثان لأنها اسم على حرف واحد فقوي بالحركة وكانت الفتحة للتخفيف.
والياءات الواقعة في القرآن من هذا القسم 876 وتنقسم على قسمين:
[القسم الأول]:
متفق عليه، وهو 664 ياء، منها:
566 متفق على سكونهن
و 98 متفق على فتحهن لموجب إما*:
1- سكون بعد الياء:
أي لام تعريف أو شبهه وجملته أحدى عشرة كلمة، في ثمانية عشر موضعا. وهي نعمتي التي، ثلاثة مواضع، وبلغني الكبر، وحسبي الله، في موضعين، وبي الأعداء، ووليي الله، وما مسني السوء ، في الأعراف ، ومسني الكبر بالحجر، وشركائي الذين، أربعة مواضع، وأروني الذين، وربي الله وجاءني البينات ونبأني العليم
2- أو ألف قبلها:
أي وذلك في ست كلمات في ثمانية مواضع وهي: هداي وإياي فإياي ورءياي ومثواي وعصاي
3- أو ياء بعدها:
أي وذلك في تسع كلامات وقعت في اثنين وسبعين موضعا وهي: إلي وعلي ولدي وبني وابنتي ولوالدي وبمصرخي ويا بني وبيدي
[القسم الثاني]
و 212 مختلف فيهن بين الإسكان والفتح.
وتفصيلهن في الشاطبية في أواخر السور من باب فرش الحروف.
والأولى [أي ياء الإضافة] وهي التي يدغم فيها ما قبلها،
نحو: لدي وعلي.
فالكثير الشائع لغة وقراءة: فتحها.
وجاء كسرها في لغة قليلة وهي لغة بني يربوع، حكاها الفراء وغيره. وعليها جاءت قراءة حمزة بمصرخيِّ بكسر الياء.
---------------
*تفصيل الضباع للأنواع الثالثة كان في الهامش فنقلته لصلب الكتاب
(37- ياءات الزوائد)
الياء الزائدة في اصطلاح القراءة عبارة عن الياء المتطرفة المحذوفة رسما للتخفيف لفظا.
واختلف القراء في إثباتها وحذفها لفظا وصلا ووقفا، أو وصلا فقط، أو وقفا فقط.
فخرج بقيد "التطرف" مثل ياء يعلم، وياء يبيع.
وبقيد "الحذف رسما للتخفيف لفظا" ما لم تحذف رسما أصلا مثل:
ياء واحشوني ولأتم نعمتي ويأتي بالشمس، كلاهما في البقرة.
وفاتبعوني يحببكم في آل عمران.
والمهتدي في الأعراف.
وفكيدوني في هود.
وما نبغي ، ومن اتبعني في يوسف.
وفلا تسألني في الكهف.
وفاتبعوني في طه.
وأن يهديني في القصص.
ويا عبادي الذين آمنوا في العنكبوت.
وأن اعبدوني في يس.
ويا عبادي الذين أسرفوا في الزمر.
ولولا أخرتني في المنافقون.
ودعائي في نوح.
مما اجتمعت المصاحف على إثبات الياء فيه،
أو حذفت رسما ولكن لا لفائدة ترجع إلى اللفظ مثل: ياء أني يحيي.
فإنه وإن خفف رسما بحذف إحدى ياأيْهِ لم يخفف لفظا.
وبقيد "اختلاف القراء في إثباتها وحذفها لفظا" ما اتفق القراء على حذفها فيه مثل: ياء الاسم المنادى المحذوفة لفظا استغناء عنها بالكسرة كما في "رب اغفر لي"، و"يا قوم استغفروا ربكم"، و"يا عبادي الذي آمنوا اتقوا ربكم".
فإنه لم تثبت الياء رسما في شيء منه سوى ثلاثة مواضع ، موضعان باتفاق وهما:
1-يا عبادي الذي آمنوا في العنكبوت
2-ويا عبادي الذي أسرفوا في الزمر
وموضع بالخلاف وهو:
3-يا عبادي لا خوف عليكم في الزخرف.
ولم تثبت لفظا إلا [لعله الأولى حذف إلا، للمراجعة] في موضعين وهما:
1- يا عباد فاتقون
2- ويا عباد لا خوف عليكم
فإن كلا منهما من القراء من يثبته لفظا في الحالين، ومنهم من يحذفه لفظا فيهما كما سيأتي، فلا شيء من هذا يعد في جملة الزوائد إلا يا عباد فاتقون، لحذفه رسما بالاتفاق وإثباته لفظا في الحالين، باختلاف القراء،
ويا عباد لا خوف عليكم لحذفه رسما من بعض المصاحف وإثباته لفظا في الحالين، مع اختلاف القراء في إثباته لفظا وصلا ووقفا.
واعلم أن الياءات الزوائد الواقعة في القرآن [121] مائة وإحدى وعشرون ياء وتنقسم إلى أربعة أقسام، لأنها تكون في وسط الآي وفي رءوسها وفي كل تكون أصلية وزائدة
[القسم الأول]
فتكون في وسط الآي أصلية
في [13] ثلاثة عشر، وهي:
الداع موضع بالبقرة وموضعان بالقمر، ويأت بهود، والمهتد بالإسراء والكهف، ونبغ فيها، والباد بالحج، وكالجواب بسبأ، والجوار بـ[ال]ـشورى، والمناد بـ ق، ويرتع ويلعب بيوسف.
[القسم الثاني]
وتكون في وسط الآي زائدة
في [22] اثنين وعشرين وهي:
دعان واتقون يا أولي في البقرة، واتبعن وخافون بآل عمران، وتسئلن وتخزون بهود، وتؤتون بيوسف، وأشركتمون بإبراهيم، ولئن أخرتن بالإسراء، وأن يهدين وإن ترن وأن يؤتين وأن تعلمن بالكهف، وتتبعن بـ طه، وأتمدونن وفما آتان الله بالنمل ، وإن يردن بـ يس، ويا عباد فاتقون وفبشر عباد لالزمر، ويلتحق بها يا عباد لا خوف عليكم نظرا لحذفها من بعض المصاحف.
[القسم الثالث]
وتكون في رأس الآي أصلية
في ست وهي:
المتعال بالرعد، والتلاق والتناد بالمؤمن، ويسر وبالواد بالفجر.
[القسم الرابع]
وتكون في رأس الآي زائدة
في [75] وهي :
فارهبون وفاتقون ولا تكفرون بالبقرة، وأطيعون بآل عمران، وفلا تنظرون بالأعراف ويونس، وثم لا تنظرون بهود، وفأرسلون وولا تقربون ولولا أن تفندون بيوسف، ووإليه متاب وفكيف كان عقاب ووإليه مآب بالرعد، ووعيد ودعاء بإبراهيم، وفلا تفضحون وولا تخزون بالحجر، وفاتقون وفارهبون بالنحل، وفاعبدون موضعين وفلا تستعجلون بالأنبياء، ونكير بالحج، وبما كذبون موضعين، وفاتقون وأن يحضرون ورب ارجعون وولا تكلمون بالمؤمنين، وأن يكذبون وأن يقتلون وسيهدين وفهو يهدين ويسقين ويشفين وثم يحيين وأطيعون ثمانية وإن قومي كذبون بالشعراء، وحتى تشهدون بالنمل، وأن يقتلون وأن يكذبون بالقصص، وفاعبدون بالعنكبوت ونكير بسبأ وفاطر، وولا ينقذون وفاسمعون بـ يس، ولتردين وسيهدين بالصافات، وعقاب وعذاب بـ ص، وفاتقون بالزمر، وعقاب بغافر، وسيهدين وأطيعون بالزخرف، وأن ترجمون وفاعتزلون بالدخان، ووعيد معا بـ ق، وليعبدون وأن يطعمون وفلا تستعجلون بالذاريات، ونذر ستة بالقمر، ونذير ونكير بالملك، وأطيعون بنوح، وفكيدون بالمرسلات، وأكرمن وأهانن بالفجر، ودين بالكافرون.
فهذه [121] مائة وإحدى وعشرون ياء ، وهي جملة ما اختلف القراء في إثباته وصلا ووقفا أو وصلا فقط
وبقي ما اختلفوا في أثباته وقفا فقط نحو:
هاد وباق، ونحو: اخشون اليوم في المائدة، ويقض الحق في الأنعام، وننج المؤمنين بيونس، ولهاد الذين آمنوا بالحج، وبهاد العمي في الروم، وبالواد المقدس في طه والنازعات، وواد النمل في سورته، ويوم التناد في ق، وفما تغن النذر في القمر ، والجوار في الرحمن والتكوير.
وقد جرت عادة المصنفين بعدم درج هذا النوع في الحصر المذكور تسمحا مع أنه داخل في ضابط الباب إذ علة الاتصاف بالزيادة وهو زيادة اللفظ على الخط موجودة فيه كما لا يخفى، وإنما اتبعتهم على ذلك جريا على سنتهم وتبركا بصنيعهم كي أكون مشمولا ببركاتهم نفعنا الله بهم.
ثم اعلم أن الفرق بين ياآت الإضافة وياآت الزوائد ظاهر من جهات:
1- أن الياآت الزوائد تكون في الأسماء والأفعال ولا تكون في الحروف، بخلاف ياآت الإضافة فإنها تكون متصلة بالأسماء والأفعال والحروف
2- أن الياآت الزوائد محذوفة من المصاحف بخلاف ياآت الإضافة فإنها ثابتة فيها.
3- أن الخلاف في ياآت الإضافة دائر بين الفتح والإسكان ، وفي الياآت الزوائد بين الحذف والإثبات.
4- أن الخلاف في المضافات جار في الوصل، وفي الياآت الزوائد جار في الوصل والوقف.
5- أن الزوائد تكون أصلية وزائدة فتكون لاما للكلمة بخلاف ياءات الإضافة فإنها لا تكون إلا زائدة
وهنا تم المقصد و لله الحمد و المنة.