الـــــــــــــــــــــــــــــــــــدرس(11)
أذكار الصـــــــــــــلاة من التكبيرإلى التسليــــــــــم
http://www.mashahd.net/video/152c9d43ad7df4fedf4c&s=1
حديث : من قال حين يسمع المؤذن: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله رضيت بالله ربا و بمحمد رسولا و بالإسلام دينا غُفِر له ذنبه" رواه مسلم
و حديث : من قال حين يسمع المؤذن: "و أنا أشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا غُفِر له ذنبه" رواه بن ماجة و صححه الألباني.
إذن هنا ذكر آخر في الآذان : "رضيت بالله"، "ربــــــــا" أي رضيت بربوبيته، و إذا قلت: "رضيت به ربا" يعني رضيت بأحكامه يعني رضيت بشرعه.
ترى كلمة عظيمة هذه : رضيت بالله ربا
"رضيت بالله ربـــــــــا" : ما في إعتراض على أي حكم.
"و محمدٍ رسولا" فما معنى الرضا بمحمدٍ رسولا ؟
تصديقه فيما أخبر و طاعته فيما أمر و الإنتهاء عن ما نهى عنه و زجر و تقديم قوله على قول أي أحد و عدم الإعتراض عليه و تقبّل سنّته و العمل بها.
و "بالإسلام دينا" يعني يتبرأ من اليهودية و النصرانية و البوذية و المجوسية و كل الأديان الأخرى.
و أنت خارج الى الصلاة، بن عباس روى لنا فيه حديثا
لمّا وصف تهجد النبي عليه الصلاة و السلام عندما بات عند خالته ميمونة قال فأذن المؤذن لصلاة الصبح فخرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى الصلاة و هو يقول : اللهم اجعل في قلبي نورا و في لساني نورا و اجعل في سمعي نورا و اجعل في بصري نورا و اجعل من خلفي نورا و من أمامي نورا و اجعل من فوقي نورًا ومن تحتي نورًا اللهم أعطيني نورا.
اللهم اجعل في قلبي نورا ما معناها ؟
سأل النور في أعضائه وجهاته
نلاحظ الحديث هذا فيه قسمان :
أعضاء و جهات
أعضاء مثلا: قلب لسان سمع بصر،
وجهات : خلف أمام فوق تحت
أعضاء و جهات
حتى لا يزيغ شيء منها عنه و يكتمل النور.
و هذا الدعاء يقوله الذاهب إلى المسجد و هو في غاية المناسبة لأن النبي عليه الصلاة و السلام قال :
و "الصلاة نور"
فلما كانت الصلاة نورا للمسلم في الدنيا و الآخرة كان من المناسب و هو ذاهب إلى الصلاة أن يسأل الله أن يعطيه أكثر و أوفر ما يكون من النور و أن يضاعف له حظه منه و أن يشمل النور جسمه كله و أن يكون محيطا به من جميع جوانبه .فتأمل فضل هذا الذكر و عظمته.
و إذا أراد أن يدخل في الصلاة "الله أكبر" ليذكر نفسه أن الله أكبر من كل كبير و أن كل ما سواه حقير.
قال بن القيم رحمه الله : لما كان المصلي قد تخلى عن الشواغل و قطع جميع العلائق و تطهّر و أخذ زينته و تهيأ للدخول على الله تعالى و مناجاته شُرع له أن يدخل عليه دخول العبيد على الملوك فيدخل بالتعظيم و الإجلال بأبلغ لفظ يدل على هذا المعنى و هو قول الله أكبر ففيه من التعظيم و التخصيص و الإطلاق مالا يوجد في غيره ولذلك كان الصواب أن غيره لا يقوم مقامه و لا يؤدي معناه و لا تنعقد به الصلاة.
فلو قال: الله أعلى، الله أجلّ، الله أعظم، ما تنعقد الصلاة إلا بقوله "الله أكبر"
و إذا تأملت في دعاء الإستفتاح بعده : "اللهم باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب"
الناس إذا أرادوا وصف المباعدة بين الشيئين يقولون: بين المشرق و المغرب أو بين السماء و الأرض.
باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب باعد بيني و بين خطاياي بحيث لا أفعلها و إذا فعلتها باعد بيني و بين عقوبتها.
"اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس" : الثوب إذا كان أبيض الوسخ يُؤثّر فيه أشد ما يكون بخلاف الأسود و لذلك قال كما ينقى الثوب الأبيض ما قال الثوب الأحمر و الأخضر و الأصفر و الأسود قال الثوب الأبيض من الدنس لأن البياض يُؤثّر فيه أدنى شيء.
فإذا أسألك أن لا أفعل الخطايا.
شوف يعني هذا دعاء الإستفتاح الذي ربما يغيب عن كثير من الناس معانيه.
لا أفعل الخطايا و إذا فعلتها نقني منها و أزل آثارها عني بالتطهير بالماء و الثلج و البرَد و معلوم أن الماء وحده مطهر لكن لمّا كانت الذنوب لها حرارة و حرق بالنار سأله زوال الأثر بالثلج و البرَد المعاكس لحرارة النار فالوسخ يناسبه تنقية و الحرارة يناسبها برد.
فالماء فيه تنظيف و الثلج و البرَد فيهما التبريد
فتأمل قوله : اللهم نقني من خطاياي بالماء و الثلج و البرَد فالماء للتنظيف و الثلج و البرَد للتبريد و لذلك سأله التنقية بهذه الثلاثة.
و يقول عند الركوع سبحان ربي العظيم و هذه من الأذكار .. في ذاته و صفاته و تنزه ربّك عن ما لا يليق به و لا تقرأ القرآن في هذا الإنحناء لأنه لا يناسب بل يُقرأ في حال القيام.
"وسمع الله لمن حمده" إستجاب و هو المحمود مع المحبة و التعظيم و هذا وصف بالكمال. و كان النبي صلى الله عليه و سلم يحمد ربه وهو يعلم أن من الشعراء من يمدح شخصا ليتقي شره. وتقول اللهم ربنا لك الحمد ملىء السماوات و الأرض و ملئ ما شئت من شيء بعده أهل الثناء و المجد و هكذا كما جاء في الألفاظ.
ما معنى أهل الثناء و المجد ؟
يعني أنت يا الله أهل أن يثنى عليك و أن تمجد بعظيم صفاتك وكمال نعوتك.
"أحق ما قال العبد" أحق ما قال العبد لما فيه من التفويض إلى الله و الإذعان له و الإعتراف بوحدانيته و التصريح بأنه لا حول و لا قوة إلا به والخير منه سبحانه وتعالى.
"و لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت" قبضا منعا خفضا بسطا رفعا عطاءا.
"و لا ينفع ذا الجدِّ" يعني صاحب الحظ العظمة و السلطان, فلا ينفعه حظه من الدنيا من مال و ولد و سلطان و لا ينجيه من عذابك و إنما الذي ينفعه و ينجيه عمله الصالح.
و في أخفض مكان يقول: "سبحان ربي الأعلى" : النزول فيه نقص فلذلك تسبح ربّك، مثل: السفر تقول: سبحان الله، إذا الطائرة تهبط و الطلوع فيه علوّ، ولذلك تكبّره "الله أكبر" يناسب هنا مثل إقلاع الطائرة.
السجود الآن لما تنزل للسجود تقول في السجود: "سبحان ربي الأعلى" و كذلك في الركوع فيه إنحناء و نزول سبحان ربي العظيم,
"وسبُّوح" مُبرّأ من النقائص والشريك،
قُدُّوس مطَهَّر من كل ما لا يليق،
"رب الملائكة و الروح" ، الروح جبريل هذا خاص بعد العام.
و تأمّل الجمع بين خيري الدنيا و الآخرة في قوله بين السجدتين: "اللهم اغفر لي و ارحمني و اجبرني و و اهدني و ارزقني و عافني و ارفعني" فتشمل من الدنيا الخير كلّه و كذلك الآخرة و طلب الرزق مع طلب المغفرة مع طلب العافية مع طلب الجبر.
و ما معنى اجبرني ؟
يعني عوضني عن النقص كل إنسان ناقص مفرط مسرف يحتاج إلى جبر ليعود سليما سواء كان النقص في الدين أو النقص في الدنيا. فلمّا تقول: "اجبرني" عوّضني عن ما نقص مني في الدين أو في الدنيا، والإنسان إذا نقص شيء في الدنيا تجده منزعجا متألما متحسّرا فإذا قال: "اجبرني" عوّضني عمّا نقص مني في موت ولد في حادث سيارة في إحتراق كذا ، اجبرني ينقص على الإنسان أشياء في الدنيا و كذلك ينقص من الدين.
فقوله اجبرني هذه الكلمة العظيمة ليعود قائلها سليما بعد النقصان أو الكسر فما أجمع هذا الدعاء للمعاني.
و تأمل في قوله: اللهم بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم و أسألك خشيتك في الغيب و الشهادة"
هذه " بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق" تفويض الأمور إلى الخالق كلها و تتوسل إليه بعلمه المحيط بكل شيء و ماذا تقول ؟ أحيني ما علمت الحياة خيرا لي و توفني إذا علمت الوفاة خيرا لي لأنك لا تدري أنت عن الغيب لا يعلمه إلا الله.
"اللهم و أسألك خشيتك في الغيب و الشهادة في السر و العلانية و الظاهر و الباطن و كلمة الحق في الرضا و الغضب" لأن قول الحق في الغضب عزيز نادر لأن الغضب يحمل صاحبه على قول خلاف الحق و الجور و الظلم.
"و أسألك القصد في الفقر و الغنى" : التوسط و الإعتدال فإذا كان فقيرا لم يُقتِّر خوفا من نفاد الرزق و إن كان غنيا لم يسرف و يبذّر.
و "أسألك نعيما لا ينفد" : نعيم الآخرة
و "قرة عين لا تنقطع" : هذه محبّة الله و ذكر الله هذه قرة العين التي لا تنقطع الطاعات.
و "أسألك الرضى بعد القضاء" : و أما قبل وقوع القضاء فهو مجرد عزم على الرضى لكن إذا وقع القضاء
واحد ما يموت له قريب؟ ما يموت له حبيب؟
المهمّ أن يكون راضيا.
و "أسألك برد العيش بعد الموت" : طيب العيش بعد الموت.
و "لذة النظر إلى وجهك و الشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة و لا فتنة مضلة اللهم زينّا بزينة الإيمان و اجعلنا هداة مهتدين".
و إذا سلم في الصلاة يقول السلام عليكم : على الملائكة أم على من الى جانبه من المصلين ؟ أو عليهما جميعا ؟
عليهما جميعا عن يمينه ملَك و عن يساره ملَك و في صلاة الجماعة عن يمينه مصلّي و عن يساره مصلّي فهو للجميع.
و نختم هذا الدرس موعدنا معكم
بمشيئة الله تعالى في الدرس القادم.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد
المصدر