من طرف جنان الرحمن الأحد 29 يناير 2017, 4:28 pm
التفريغ النصي:
الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين
القلب
نقول القلب ولا نقول الإقلاب لأن القلب هو الأفصح
تعريف القلب في اللغة : (( التحويل )) أي تحويل الشيء عن وجهه
أما اصطلاحا: جعل حرف مكان حرف آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب
أو قلب النون الساكنة أو التنوين أو نون التوكيد الخفيفة الشبيهة بالفعل المضارع ميما خالصة لفظا لا خطا
ونخفي هذه الميم عند ملاقاة حرف الباء مع مراعاة الغنة بمقدار حركتين في الحرف المقلوب.
حكم القلب له حرف واحد وهو الباء
كيف يتحقق القلب؟
1- إبدال النون الساكنة أو التنوين أو نون التوكيد الخفيفة الى ميم خالصة لفظا لا خطا تعويضا صحيحا بحيث لا يبقى أثر للنون الساكنة أو التنوين.
2- إخفاء هذه الميم عند ملاقاة حرف الباء ومعنى الإخفاء هنا هو إضعاف الاعتماد على الميم في مخرجها حتى لا تخرج ميما صريحة مشددة.
وذلك بتقليل الاعتماد عليها في مخرجها
3 - إظهار الغنة بمقدار حركتين والغنة هي غنة الميم المنقلبة وليست النون الساكنة ، لأن النون الساكنة والتنوين قلبت آلى ميم فتحول الحكم من أحكام النون الساكنة والتنوين إلى أحكام الميم ولم يبق من النون الساكنة والتنوين شيء.
انقسم العلماء في حكم القلب على مذهبين :
1- منهم من قال بترك فرجة: وهو ترك فرجة خفيفة بين الشفتين وهو قول الشيخ عامر عثمان وتلاميذه من بعده.
2- ومنهم من قال بعدم ترك فرجة مع عدم كز الشفتين: وهو قول الشيخ محمد كريم راجح شيخ المقارئ السورية والشيخ المعصراوي شيخ المقارئ المصرية وبه أقول
وتعليل ذلك أنه عند ترك الفرجة تخرج الميم مبهمة .
أما عند عدم ترك الفرجة تخرج ميما صحيحة منقلبة من النون الساكنة والتنوين
والمذهبين صحيحين ومقروء بهما ولا ينكر أحدهما على الآخر :
القلب يكون في النون في كلمة أو في كلمتين ﴿ أَنۢبُِٔونِي ﴾ البقرة: ٣١ - ﴿ مِنۢ بَعۡدِ ﴾ البقرة: ٢٧
أما التنوين فلا يكون إلا في كلمتين ﴿ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ ﴾ الحج: ٦١
ويأتي حكم القلب في نون التوكيد الخفيفة في موضع واحد ﴿ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ ﴾ العلق: ١٥
علامة ضبط المصحف في حكم القلب:
1- في النون وضع علامة الميم المدلاه فوق النون الساكنة ﴿ مِنۢ بَعۡدِ ﴾ البقرة: ٢٧
2- في التنوين كما نعلم أن التنوين هو مضاعفة الحركة
ففي حكم القلب تكون علامة ضبط المصحف في التنوين وضع حركة من حركات التنوين ووضع الميم المدلاة مكان الحركة الثانية:
في الفتح ﴿ تَوَّابَۢا ﴾ النصر: ٣
والضم ﴿ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ﴾ الحج:٦١
والكسر ﴿ مَّسَدِۭ ﴾ المسد: ٥
هكذا
علة القلب :
إنه لم يحسن الإظهار لأنه يستلزم الإتيان بالغنة في النون والتنوين ثم إطباق الشفتين من أجل النطق بالباء عقب الغنة وفي كل هذا عسر وكلفة، وكذلك لم يحسن الإدغام لبعد المخرج وفقد السبب الموجب له - ولما لم يحسن الإظهار ولا الإدغام تعين الإخفاء ثم توصل إليه بالقلب ميمًا لمشاركتهما للباء مخرجًا وللنون بالغنة.
محترزات القلب
هو أن يحترز عند التلفظ به من كز الشفتين على ميم مقلوبة بالأ يتولد من كزهما غنة ممطة فليسكن الميم بلطف من غير ثقل ولا تعسف وكذلك الحكم في إخفاء ﴿ تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٍ ﴾ الفيل:٤
في حكم الاخفاء الشفوى فى أحكام الميم الساكنة.