الفرق بين الياء المثبتة والغير مثبتة في رسم المصحف
" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " البقرة 258
قوله: (يُحْي وَيُمِيتُ ) هذه الياء تسمى «الياء المحذوفة رسما»، رغم أنها مرسومٌة في رسم المصحف الحالي؛ لأنها لم تكن مكتوبة في رسم المصحف في عهد سيدنا عثمان ولكن ُوضعت في عهد التابعين بعدما كُتب المصحف بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي، وتم وضع نقاط الإعراب، وزيادة بعض الحروف الثابتة لفظًا والمحذوفة رسما، ونقف عليها بإثبات الياء و يكون فيها مد تمكين، ُويلحق بالمد الطبيعي.
ولاحظ كلمة (تُحْيِ الْمَوْتَىٰ ) في قوله تعالى :
" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " البقرة 260
وهي أيضًا محذوفة رسماً ورسمت في المصحف بياء واحدة بنية حذفها؛ بسبب التقاء الساكنين، علما بأن المصحف رسم كحال الوصل .
َ
فالعلماء فيها على مذهبين :
منهم من قال: نقف عليها بياء واحدة كما الرسم، وهو القول الذي يقول به الشيخ أحمد التميمي، وهذا ما أميُل إليه.
ومنهم من قال: هي محذوفة وصلا، وأما وقفًا فُنعيدها إلى أصلها ونقف عليها بياءين و يكون فيها مد تمكين و يلحق بالمد طبيعي، كما في الكلمة السابقة و هو الذي يقول به الشيخ توفيق ضمرة