من طرف هدي عبد الرحمن الإثنين 14 يناير 2019, 12:57 pm
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلي اله وصحبه ومن والآه الي يوم الدين
نبداء الإجابة علي اختبار الفقه الاول بحول الله وقوته مستعينين به متوكلين عليه دايما وأبداً
السوال الاول:
١-اذكر بعض الأمور التي يستحب لها الوضوء مع ذكر الدليل إن وُجد.
نقول بفضل الله تعالي وبفضل ما تعلمناه من استاذنا ومعلمنا الفاضل الشيخ احمد رشاد حفظه الله وزاده علما وفضلاً:
المسائل التي يستحب للمسلم ان يكون فيها متوضأً :
أولاً مسالة الطواف بالكعبة. لم نقف علي دليل صحيح بوجوب الوضوء عند الطواف بالكعبة
وقد كانت إعداد من المسلمين لا يحصيهم الا الله عزَّ وجلَّ في عهد الرسول صل الله عليه وسلم يطوفون بالبيت، ولم يرد لنا انَّ الرسول صَل الله عليه وسلم انَّهُ أَمر أَحداً بالوضوء مع احتمال ورود ناقض اثناء الطواف، ودخول كثيراً منهم الطواف بلا وضوء وخاصة في تلك الأيام التي يشتد فيها الزحام كطوائف القدوم والإفاضة . فلما لم يرد دليل علي إيجاب الوضوء عند الطواف في ذلك الفترة ، فليس هناك اجماع علي الوجوب مع استدلال البعض علي إيجاب الطواف بحديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً:
والحديث هذا عند الترمزي والنسائي وعند الحاكم وغيرهم ، قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ , إلا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ ) . رواه الترمذي (960) وصححه الألباني في إرواء الغليل (121).
قالوا واستدلوا علي انَّهُ بما ان الطواف صلاة فيجب فيه الوضوء كما يجب للصلاة ، لأكنه مردود عليهم
والردعي ذلك : أَنَّ هذا الحديث مرفوعاً عن ابن عباس رضي الله عنهما كما رجح الإمام الترمزي والبيهقي وابن ماجة وابن تيمية وغيرهم.
الرد الثاني: علي صحة فرضية صحة هذا الحديث فلا يفترض أن الطواف يشبه الصلاة في كل شي حتي يشترط له مايشترط للصلاة. ثم أنَّ الصلاة الشرعية التي يشترط لها الطهارة ونحوها ما كان تحريمها التكبير وتحليلها التسليم وهذا مانميل اليه " أن الوضوء مستحب عندالطواف ولا يجب علي الطايف الوضوء" والله تعالي اعلي واعلم
ثانياً عند ذِكر الله تبارك وتعالى مطلقاً:
يستحب للمسلم ان يكون متوضأً اذا أراد ذكر الله تعالي وذلك من قراءة قران وطواف وغير ذلك وذلك لما جاء من حديث صحيح عن النسائي وأبو داوود بسند صحيح:
روى أبو داود عن المهاجر بن قنفذٍ: أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يبولُ، فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال: ((إني كرهتُ أن أذكر الله عز وجل إلا على طُهرٍ، أو قال: على طهارةٍ))؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني - حديث: 13).
وان كان ذلك ليس بلازم لحديث عايشة رضي الله عنها والحديث عند مسلم قالت : ( كان النبي صَل الله عليه وسلم يذكر الله تعالي علي كل أحواله. فعندما نتحدث هنا نتحدث عن المواطن التي يستحب للعبد أن يكون علي وضوء فيها.هل هذا يعني انني عندما اجلس لذكر الله تعالي أن أكون علي وضوء؟ الجواب لا ، ولاكن يسن ويندب ويستحب للعبد عندما يجلس لذكر الله تعالي أن يكون علي وضوء.
الموطن الثالث الذي يستحب للعبد أن يكون علي وضوء هو عند النوم:
الدليل في الصحيحين روى الشيخانِ عن البراء بن عازبٍ رضي الله عنهما، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتيتَ مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجِعْ على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمتُ نفسي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة، فاجعلهن آخر ما تقول))، فقلتُ أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت، قال: ((لا، وبنبيِّك الذي أرسلتَ))؛ (البخاري - حديث: 247 / مسلم - حديث: 2710).
الموطن الرابع الذي يستحب للعبد فيها ان يكون متوضأً الجُنب إذا أراد الطعام أو الشراب أو الجِماع أو معاودة الجماع أو النوم. والدليل:
لما جاء في الصحيحين عن حديث عايشة رضي الله عنها :
روى الشيخان عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جُنبًا فأراد أن يأكل أو ينام، توضَّأ وضوءَه للصلاة؛ (البخاري - حديث: 288 / مسلم - حديث: 305).
روى مسلمٌ عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتى أحدُكم أهلَه ثم أراد أن يعودَ، فليتوضَّأْ))؛ (مسلم - حديث: 308).
الموطن الخامس من المواطن التي يستحب فيها الوضوء فيها الوضوء قبل الاغتسال:
سواء كان الغسلُ واجبًا أم مستحبًّا.
روى الشيخانِ عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسَل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شِماله فيغسل فَرْجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر، حتى إذا رأى أنْ قد استبرأ حفَن على رأسه ثلاث حفناتٍ، ثم أفاض على سائر جسده، ثم غسل رِجْليه؛ (البخاري - حديث: 248 / مسلم - حديث: 316).
الموطن السادس من المواطن التي يستحب للمسلم عندها الوضوء تجديد الوضوء لكل صلاة:
فإذا صلي احد الناس فرضيتين أو ثلاثة بوضوء واحد ولم ينقض فإن صلاته صحيحة ، ولاكنه مستحب ان يتوضأ لكل صلاة، لما جاء في الصحيحين من حديث بريدة رضي الله عنه انه قال: ( كان النبي صَل الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة) . هذا يعني علي سبيل الاستحباب، فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح علي خفيه صَل الله عليه وسلم بوضوء واحد، هذا يبين أن فعل النبي صَل الله عليه وسلم هنا الاستحباب ، وعند الفتح انه توضأ صَل الله عليه وسلم بوضوء واحد هذا يبين انه يمكنه الصلاة بوضوء واحد ما لم ينقض الوضوء فان صلاته صحيحة ولا حرج
وفي الحديث أيضاً
روى البخاريُّ عن أنس بن مالكٍ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاةٍ، قلت: كيف كنتم تصنعون؟ قال: يجزئ أحدَنا الوضوءُ ما لم يُحدِثْ؛ (البخاري - حديث: 214).
الموطن السابع من المواطن التي يستحب للمسلم ان يتوضأ عندها الوضوء عقِبَ كل ناقض للوضوء. والدليل:
روى الترمذي عن بُريدة، قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالًا، فقال: ((يا بلال، بمَ سبقتني إلى الجنة، ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي، فأتيت على قصرٍ مربعٍ مشرفٍ من ذهبٍ، فقلت: لِمن هذا القصر؟ فقالوا: لرجلٍ من العرب، فقلت: أنا عربي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجلٍ من قريشٍ، قلت: أنا قرشي، لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجلٍ من أمة محمدٍ، قلت: أنا محمد، لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب))، فقال بلال: يا رسول الله، ما أذَّنت قط إلا صليت ركعتين، وما أصابني حدَث قط إلا توضأت عندها، ورأيت أن لله عليَّ ركعتينِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بهما))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني - حديث: 2912).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
هذا والله سبحانه وتعالي اعلي واعلم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.