هل البسملة آية من الفاتحة أو لا؟
للشيخ العلامة ابن عثيمين
رحمة الله تعالى
في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة.
أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: ( الحمد لله رب العالمين ) قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: ( الرحمن الرحيم ) قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: ( مالك يوم الدين ) قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: ( إياك نعبد وإياك نستعين ) قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: ( اهدنا الصراط المستقيم )... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل"(1) ؛
وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول قراءة، ولا في آخرها"(2) : والمراد لا يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها.
أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآية على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن ( الحمد لله رب العالمين ): واحدة؛ ( الرحمن الرحيم ): الثانية؛ ( مالك يوم الدين ): الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ ( إياك نعبد وإياك نستعين ): الرابعة . يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ ( اهدنا الصراط المستقيم ) للعبد؛ ( صراط الذين أنعمت عليهم ) للعبد؛ ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) للعبد.
فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد، وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه، وهي الرابعة الوسطى.
ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل.
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة، كما أن البسملة ليست من بقية السور..
المصدر " تفسير سورة الفاتحة ".
للشيخ العلامة ابن عثيمين
رحمة الله تعالى
في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة؛ ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة.
أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: ( الحمد لله رب العالمين ) قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: ( الرحمن الرحيم ) قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: ( مالك يوم الدين ) قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: ( إياك نعبد وإياك نستعين ) قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: ( اهدنا الصراط المستقيم )... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل"(1) ؛
وهذا كالنص على أن البسملة ليست من الفاتحة؛ وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول قراءة، ولا في آخرها"(2) : والمراد لا يجهرون؛ والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر وعدمه يدل على أنها ليست منها.
أما من جهة السياق من حيث المعنى: فالفاتحة سبع آيات بالاتفاق؛ وإذا أردت أن توزع سبع الآية على موضوع السورة وجدت أن نصفها هو قوله تعالى: ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وهي الآية التي قال الله فيها: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"؛ لأن ( الحمد لله رب العالمين ): واحدة؛ ( الرحمن الرحيم ): الثانية؛ ( مالك يوم الدين ): الثالثة؛ وكلها حق لله عزّ وجلّ ( إياك نعبد وإياك نستعين ): الرابعة . يعني الوسَط؛ وهي قسمان: قسم منها حق لله؛ وقسم حق للعبد؛ ( اهدنا الصراط المستقيم ) للعبد؛ ( صراط الذين أنعمت عليهم ) للعبد؛ ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) للعبد.
فتكون ثلاث آيات لله عزّ وجل وهي الثلاث الأولى؛ وثلاث آيات للعبد، وهي الثلاث الأخيرة؛ وواحدة بين العبد وربِّه، وهي الرابعة الوسطى.
ثم من جهة السياق من حيث اللفظ، ، فإذا قلنا: إن البسملة آية من الفاتحة لزم أن تكون الآية السابعة طويلة على قدر آيتين؛ ومن المعلوم أن تقارب الآية في الطول والقصر هو الأصل.
فالصواب الذي لا شك فيه أن البسملة ليست من الفاتحة، كما أن البسملة ليست من بقية السور..
المصدر " تفسير سورة الفاتحة ".