ماكان ماوهبها الله من جمال ، ورشاقة ، ولطف ، وروح رقيقه وقريبة
إلى الجميع ،ماكان لكل هته الصفات أن تجعلها تندمج مع واقع ترفضه في داخلها ، زوج غير
ملتزم ، ومجتمع يميل للهاوية تدريجيا ، لكنها وسط ذلك لم تكن على قدر من الوعي الذي يؤهلها
لأن ترفض بشدة ماترى ولم تملك سوى قلب يتحسس الخطأ بصورة كبيرة وكثيرا ماحرمها النوم
من شدة قلقه وعدم راحته ،وهاهي الآن متذبذبه بين ماترى بعينها وبين نداء قلبها الذي يشدها الى
الأعلى إلى شيء طاهر ونور يناديها من وراء الأفق ...
قال لها زوجها : سأسمي طفلي القادم نابليون .
أجابته بامتعاض شديد : نابليون !!!
قال : بلا ؛ أنا أحب شخصية نابليون وأريد لأبني أن يكون مثله
صمتت ولم ترد ...
نظرت إليه نظرة إستغراب !
جاءت الممرضة وخاطبت زوجها:
عن إذنك سيدي
يجب أن ندخل السيدة لصالة العمليات الآن فموعد عمليتها القيصرية قد حان والطبيبة في الإنتظار
إمتثل الزوج لطلب الممرضة ...
ودع زوجته بقبله على رأسها هامسا في إذنها
_ لاتنس ؛ إسمه نابليون
صمتت كعادتها ... كأنها رحلت لعالم آخر
ولم تفق إلا على صوت الطبيبة تكلمها
- مبارك لقد أنجبت طفلا ًجميلا ً جدا ً مثلك.
نظرت إليها وعلت وجهها إبتسامة عريضة لم تخفها آثار المخدر الذي سيطر على كل جسدها
سألتها الطبيبة : أعتقد أنك هيأت له إسما ًجميلا ً مثله
أخبريني ماذا ستسمين ولدك ؟
أجابت بقوة أحيت كل تقاطيع وجهها المتعب :
سأسميه محمدا
عدل سابقا من قبل نور الهدى في الأربعاء 05 نوفمبر 2008, 12:39 am عدل 1 مرات