رايت هذه التجربة لإحدى الأخوات على النت
وشعرت أنها ربما تكون حافزا لنا لكي نحدد نيتنا قبل البدأ في حفظ كتاب الله تعالى
فإن اردت حفظ كتاب الله بسرعة وبدون توقف ضعي لك هدفا وجدول زمني لتحقيق الهدف
ولا تقولي حفظ كتاب الله هدفي
ولكن حفظ كتاب الله وسيلتي لتحقيق هدفي
وبدون إطالة أكثر من ذلك أليكن تجربة أختنا الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأكتب لكن تجربتي في حفظ كتاب الله تعالى ’ سائلة المولى عز وجل ان يكون فيها الفائدة .
منذ ان كنت طفلة صغيرة وأنا أنظر إلى حافظي وحافظات كتاب الله تعالى على أنهن قمم
أغبطهن وأشعر أن حفظ كتاب الله تعالى إنجاز عظيم ومرتبة عالية تهفو لها النفس واتمنى لو أكون منهن , ومع ذلك لم احدث نفسي أبدا بإتمام حفظ كتاب الله تعالى , وبالرغم من أني كنت أحفظ أغلبه بسبب دراستي بالأزهر الشريف إلا أني لم أفكر في معاهدت ما حفظته ناهيك عن إتمام الحفظ .
واستمر بي الحال هكذا أحفظ , أختبر ,أنسى ................ أسأل الله المغفرة والعفو .
إلى أن أنهيت دراستي الجامعية ووجدت نفسي أمام هذه الحقيقة (لقد تفلت الحفظ كله ,يا لها من مصيبة وأي مصيبة ) وظل داخلي الشعور بالذنب الشديد ومحاولة تدارك ما فات وكلما أحاول لا أتجاوز سورة البقرة يدخل لي الشيطان بأن قدرتي على الحفظ ضعيفة (وهذا صحيح , فلقد كنت أعاني من ذلك أثناء دراستي وكنت أركز على الفهم ) وتشغلني المشاغل وأعود .................
إستمر الحال هكذا لأربعة سنوات ثم حدث التغير في حياتي .
شاهدت سلسلة خواطر قرآنية للدكتور عمرو خالد فعرفت :
أن حال الأمة لن ينصلح إلا بعد أن ناخذ بأسباب الإصلاح .
وأن على كل منا بذل كل ما يستطيع وإخلاص النية لله والدعاء , أما النتائج فبيد الله وحدة يدبرها بحكمته كيف يشاء .
عرفت الوكيل.......
عرفت أني إنسانة سلبية أبكي لحال الأمة ولا أقدم شيئا لإصلاحها .
عرفت عيوبي وكان علي إصلاح نفسي بالإستعانة بالله وإصلاح ما أستطيع من حال الأمة بعون الله وتوفيقة .
فكرت بم أخدم الإسلام وبعد تفكير طويل في مميزاتي وعيوبي دلني الله على الطريق .
طريق القرآن ............ والدعوة إلى الله .
وكانت النية ( الهدف ):
1تعلم التجويد وتصحيح القراءة فلم أكن أطبق في ذلك الوقت إلا الغنن والمدود وكانت كل المخارج غير منضبطة ناهيك -عن الصفات ودقائق علم التجويد .
2 - حفظ كتاب الله حفظا متقنا على يد شيخة مجازة .
3- الإجازة برواية حفص .
4- الدعوة إلى الله بكل الطرق .
5- تعليم القرآن وتحفيظة لأخواتي في كل مكان ممكن .
فالتحقت بدار لتحفيظ القرآن الكريم (دار الهدى بالرياض ) يسر الله لي فيها معلمات فاضلات وأخوات صالحات جزاهن الله عني خيرا , وسخر لي شيختي التي لها علي بعد الله كل الفضل في تجويد وحفظ كتاب الله تعالى .
طبعا مرت بي صعوبات كثيرة جدا , كلما ضاقت بي الدنيا تذكرت الهدف ’ تذكرت حال الأمة ’ فررت لكتاب الله ’ فوجدت الآيات تخاطبني تحتويني وتحتوي صعوباتي تقول لي اصبري ,
كانت تسيل دموعي مع الآيات ويتسع صدري وأزداد عزما , كم كانت أياما رائعة أتمنى لو تعود بعد أن عزت الدموع وقست القلوب .
كانت طريقتي في الحفظ كالتالي :
- أثناء حفظي في سورة أسمع السورة التالية لها باستمرار من شريط الكاست وأقرأ أو أستمع لتفسيرها فتشتاق نفسي للسورة التالية فأسرع في حفظ السورة التي أنا بصدها .
-التجويد أولا والحفظ ثانيا , أتدرب علي النصاب الذي حددته لنفسي في اليوم لأجوده أولا ثم أحفظ .
-لا أحفظ إلا بعد أن أفهم .
-عندما تسقط مني في التسميع آيه أوبعض آيه أتفكر فيها حتى يفتح لي الله تعالى بالرابط المعنوي لها فتثبت بإذن الله .
-السماع الدائم لما حفظت وما سأبدأ في حفظه من شيخ يقرأ بالتحقيق على شريط كاست وعدم تغير الشيخ الخاص بالمراجعة الصوتية فهذا اثبت للحفظ .
بفضل اله تعالى وبعد فترة وجيزة تحقق الهدف كاملا وزادني الله هبة لم أطلبها ولا أحلم بها إجازة أخرى برواية شعبه إنه غفور شكور , وأصلح الله لي دنياي بالقرآن وأسأله تبارك وتعالى أن يجعل صلاح آخرتي بالقرآن إنه على ما يشاء قدير.
فلله الحمد في الأولى والآخرة وله الملك وإليه راجعون
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم