بسم الله الرحمن الرحيم
لام التعريف
فلا بد من إظهارها عند هذه الحروف :
الياء ، والجيم ، والحاء ، والخاء ، والعين ، والغين ، والفاء ، والقاف ، والكاف ،والميم، والهاء،والواو ، والياء .
وإدغامها فيما بقي . وقد نظمتها أوائل كلم هذين البيتين ، فإذا حفظت يفهم أن ما عداها مظهر ، وهي قولي :
واللام للتعريف أدغمها تنل ثواب داء زانه ذو شفا رماه سهم صائب لحظــه نائبة ظلم طبيب ضفا
كقوله : التراب ، الثواب ، الدار ، الزاني ، الذل ، الشراب ، الرحمن ، السماء ،
الصراط ، الليل ، النار ، الظالم ،الطير ، الضالين .
فإن قيل لم أدغمت اللام الساكنة في نحو النار والناس ، وأظهرت في نحو قوله : قل نعم وكل منهما واحد ؟ قلت: لأن هذا فعل قد أعل
بحذف عينه ، فلم يعل ثانياً بحذف لامه ، لئلا يصير في الكلمة إجحاف ، إذ لم يبق منها إلا حرف واحد .
و(آل) حرف مبني على السكون لم يحذف منه شيء ، ولم يعل بشيء ، فلذلك أدغم ،
ألا ترى أن الكسائي ومن وافقه أدغم اللام من ( هل وبل ) في نحو قوله : هل تعلم و بل نحن
،ولم يدغمها في قل نعم و قل تعالوا .
فإن قيل : قد أجمعوا على إدغام قل ربي والعلة موجودة ؟ قلت : لأن الراء حرف مكرر منحرف فيه شدة وثقل ،
يضارع حروف الاستعلاء بتفخيمه واللام ليس كذلك ، فجذب اللام جذب القوي للضعيف ، ثم أدغم الضعيف في القوي ،
على الأصل ، بعد أن قوي بمضارعته بالقلب ، والراء قائم بتكريره مقام حرفين كالمشددات ،
وأما النون فهو أضعف من اللام بالغنة ، والأصل أن لا يدغم الأقوى في الأضعف ، ألا ترى أن اللام إذا سكنت كان إدغامها
في الراء إجماعا ، ولا كذلك العكس . وكذلك إذا سكنت النون كان إدغامها في اللام إجماعا ، ولا كذلك العكس ،
وإذا جاورت اللام لاماً مغلظة فتعمل في بيانها وتخليصها ، وإلا فخمت ما لا يجوز تفخيمه ، كقوله: جعل الله و قال الله .
وكذلك إن لاصقها حرف إطباق ، فبين ترقيقها ، نحو: اللطيف و ما اختلط و لسلطهم ونحوه ،
ومع ذلك فلا بد من تفخيم اسم ( الله ) تعالى إذا كان قبله ضمة أو فتحة ،
ومن ترقيقه إذا كان قبله كسرة . وبعد الإمالة فيها خلاف .