ما أجمل روائح نسيم المحبة بين المتحابين وإن كتموها،
وما أظهر دلائلها على أنفسهم وإن أخفوها ،
فلقد كانت الأخوة في الله صفحة ناصعة في تاريخ الإخاء الإسلامي ..
فهى إحدى الدعامات والروابط في تأسيس دولة الإسلام
..في تلك البقعة الطاهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام بعد هجرته صلى
الله عليه وسلم،
وإذا انفكت هذة الرابطة وانعدمت بين المجتمع الإسلامي تحقق الفشل والضياع للامة..
فإليكم إخوتي باقة من الخواطر والنوادر في الصحبة ، والحب والمحبة .والألفة
والمودة في الله عز وجل..
الخاطرة الاولى
أن المحبة في الله سبحانه وتعالى
عبادة من أعظم العبادات ،وهى مما تزيد الإيمان وتحقق كماله،
قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام
: ( من أحب في الله وأبغض في الله ، وأعطى لله ، ومنع لله،فقد استكمل الإيمان )
بالمحبة في الله تعالى يتذوق المسلم طعم الإيمان ولذته
لبلوغ الكمال المنشود قال عليه الصلاة والسلام :
(من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه الا الله عز وجل)
إن المحبة في الله طريق الى الولا ء لله و لرسوله عليه الصلاةوالسلام
والبراءة من كل ما يضادهما قال الله تعالى :
( لا
تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ
أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ
فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ
حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون.) المجادلة 22
إنها سبيل الى ظل عرش الرحمن جل جلاله، قال عليه الصلاة والسلام:
(ورجلان تحابا في الله،اجتمعا عليه وتفرقا ..)
وأنها سبب في دخول الجنة قال عليه الصلاة والسلام :
(حتى تؤمنوا ،ولا تؤمنوا حتى تحابوا...)
بالمحبة يحرص المسلم على استشعار مشاعر الأخرين في أفراحهم وأتراحهم ،قال عليه الصلاة والسلام :
( من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا)
الخاطرة الثانية
أن تكون خالصة لله تعالى مجردة من المقاصد المادية والدنيوية
أن تقترن بالإيمان القوي ، وقد بين الله عز وجل تبدد العلاقات وانفكاك الروابط إلاما كان عماده التقوى ،فقال :
(الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِينَ)
(الزخرف 67)
التعاون على البر والتقوى ، واختلاله يؤذن بزوال الأخوة
( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) ( المائدة 2)
التضحية والتعاون والتكافل على ضرورات المعيشة وحاجاتها والاستعانة على نوائب الدهر.
قيامها على النصيحة في الله تعالى ،والالتزام بمبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه ،
وبغيره تتلاشى الأخوة وتزول المحبة قال عليه الصلاة والسلام:
(ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه )..(رواه البخاري)
الخاطرة الثالثة
أن مما يريح النفس ، ويزيل الغم ويفرح القلب ، رؤية الأحبة والخلان ،
فبسماع حديثهم ، ورؤية وجوههم ،
تحلو مشاركتهم والحياة معهم،
ومن اراد أن يسعد مع الأحباب ،فليعاملهم بما يحب أن يعامله به،ولايبخسهم..
إفشاء السلام ورده،عيادة المريض ،واتباع الجنازة،واجابة الدعوة،
وتشمية من عطس ،وإبرارقسمه إذا أقسم الوقوف بجانبه،
وتلبية حاجاته في السراء والضراء ، تم بشاشة الوجه.. ولطافة اللسان
واحسان الظن بهم وحمل كلامهم على أحسن الوجوه..
هذةكلها من الحقوق والآداب .
الخاطرة الرابعة
سلامة الصدر مطلب من مطالب هذا الدين الحنيف،
وهو مما تميز نبينا محمد عليه الصلاة والسلام،
فقد أوتي قلبا طاهرا ، وصدرا فسيحا رحبا،
ومما يعين على سلامة الصدر ما يلي:
امتلاء قلب العبد برضا الله سبحانه وتعالى،
فالرضا يفتح للعبد باب السلامة،فيجعل قلبه نقيا من الغش والدغل والغل الدعاء،
وهو أفضل ماتقرب به العبد الى ربه ،كيف لا وهو مخ العبادة وروحها،وبه يعرف العبد
حقيقة ربه وعظمته،وإفتقاره إليه ..وضعفه وقلة حيلته،
بذل الصدقة للمحتاجين ،فهى طهارة للقلب،وتزكية للنفس.
الخاطرة الخامسة
كن سليم اللسان طيب الكلام ، عذب الألفاظ، وإياك وتجريح الأشخاص والخلان
فإنه مما يغير الاخلاق ويسئ العشرة مع اللأحباب ،
ويفسد المودة ويقطع الصلة، ومما يفسد الاخوة ويفصم عراها.
الخاطرة السادسة
إن خير الاصحاب من تتق به وترتاح إليه ،
وتفضى اليه بمتاعبك ويشاركك همومك ،ولا يفشي سرك ،وصدق رسولنا الكريم
عليه الصلاة والسلام حين قال:
( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)
الخاطرة السابعة
طهر قلبك من الحقد ، ونقه من الحسد ، وأخرج منه البغضاء،
وأزل منه الشحناء، تكن أسعد الناس،
وأبشش وجهك لمن تحب تكسب مودته ومحبته،
ولاتتخد جليسا سيئا، وعليك بالجليس الصالح المتفائل ،
فهو يهون عليك الصعاب ويفتح لك باب الرجاء ،ولا تقطع وصال المحبة ،
فماؤها ..وغذاؤها ..وهواؤها.. وضياؤها الحب في الله،
ففي الله من أجل الله تنال محبة الله،فما أجمل المحبة، وما أجمل الحب في الله
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى الله ..أمين
اعجبتنى فنقلتها لكم
اللهم اجمعنا فى ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك
و اجعلنا جميعا رفقاء النبى صلى الله عليه و سلم فى الجنة