س6/ مالحكمة الربانية من يتم النبي عليه الصلاة والسلام وفقده لأبيه ومن ثم لأمه في سن صغيرة جدا؟
سأقوم بعون الله بالاجابة عن هذا السؤال لانى قد قرأت عن سبب كون النبى يتيم الابوين والحكمة من هذا والله تعالى اعلى واعلم
نجد ان اى انسان منا يولد لابوين يربيانه ويصيغان شخصيته من خلال افكارهما التى ينبتونها بداخل ابناءهم فدائما نقول ان فلان اشبه بابيه ومن شابه اباه او امه فما ظلم ليس شبها خلقيا انما شبها شخصيا يعنى افكار وطباع وسلوك
نجد ان الرسول ولد يتيما حتى تبقى هذه الشخصية بعيدة عن دوائر التأثير الطبيعية التي تؤثر في صياغة شخصيته أو تتدخل في تكوين أفكاره، ولد يتيم الأب فلما كان جنيناً في بطن أمه وقبل أن يولد توفى أبوه عبد الله فأبصر الحياة وهو يتيم الأب
وفي السنة السادسة من عمره تموت أمه آمنة وهو بعد لم يعش في حضن الأم ولم تلمسه يداها بالرعاية والعطف وعموما الانبياء تصاغ شخصياتهم الرسالية صياغة خاصة كما يقول الله بالنسبة إلى موسى (عليه السلام): (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) و(وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي
وذلك لانهم يثورون على الاوضاع الفاسدة والنظام الجاهل فلا يصح أن تتأثر شخصيتهم بأي قالب من القوالب السائدة في
المجتمع الجاهلي، بل يترك لهم مجال النمو والتكوين في أجواء تتوفر فيها العناية الربانية
هذا والله اعلم فأن كان خطأ فمن نفسى ومن الشيطان وان كان صوابا فمن الله عز وجل