أهمية النصيحة
النصيحة أساس في حياة البشر، فالأنبياء عليهم السلام جاءوا ناصحين لقومهم، فهذا نبي الله نوح يقول لقومه: (وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون) وذاك نبي الله هود يقول: (وأنا لكم ناصح أمين) ونبي الله صالح يقول لقومه: (يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين).
ونبي الله شعيب يقول لقومه: (لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم) فهؤلاء الأنبياء وغيرهم نصحوا قومهم لعبادة الله، وترك الأوثان، وعدم الإشراك مع الله، وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نصح أمته، فكان خير ناصح لهم، دلهم إلى ما يسعدهم في الدنيا والآخرة، وأخبرنا بجوامع كلمة صلى الله عليه وسلم بقوله: (الدين النصيحة).
نعم أيها الأحبة : إن الدين النصيحة، فالمسلم لا بد أن يكون ناصحاً لنفسه ولمجتمعه ولأسرته، والنصيحة أمر مهم في شريعة الإسلام، فهو الدين كله ظاهره وباطنه، ويحتاج إليه كل إنسان حاكم أو محكوم، سيد أو مولى، غني، أو فقير، ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أدرك إيجابية النصيحة فقال : (رحم الله من أهدى إليّ عيوبي) أي نصحني وقومني ووجهني فالنصيحة تقويم للاعوجاج، وتصحيح للأخطاء، وإيقاف للباطل، وإيقاظ للهمم، بل إنها أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ولكن هذه النصيحة إذا خرجت عن التوضيح والتسديد وتحولت إلى التشهير والتوبيخ، فإنها تكون فضيحة بدلا أن تكون نصيحة والعياذ بالله .ورحم الله الإمام الشافعي إذ يقول:
تعمدني بنصحك في انفرادي ........ وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ............. من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي .......... فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
تعمدني بنصحك في انفرادي ........ وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ............. من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي .......... فلا تجزع إذا لم تعط طاعة