4- ما ينافي الإخلاص في الدعوة
إن منأعظم ما يقدح في إخلاص الداعية ، ويفسد أعماله آفة الرياء ، وهو العمل لأجل الناس
واستقطابهم ، واستمالة المجتمع لشخص الداعية لا لدعوته .
حتى يتحققالإخلاص في الدعوة ، لا بد أن يتخلص الداعية من الآفات النفسية التي تخل
بإخلاصه ،وتوجه نيته إلى غير رضا الله تعالى ،
ومن أهم هذه الآفات :
أولا : حبالشهرة وهو التطلع إلى انتشار الصيت والسمعة بين الناس ،
حتى يصبح مشهورا عندهم ،معروفا لديهم ، وعلامته أن يميل إلى الأعمال التي تشهر اسمه ،
وتظهر شخصيته ، وينفرمن الأعمال التي تغمر هويته ، ومن علاماته أيضا حب المخالفة
والاعتراضات لكونهاطريقا سهلا للشهرة وذياع الصيت ،
ومن أكبر إماراته حب نسبة الأعمال إليه ، أو مايسمى بالسرقة الأدبية والفكرية
.
ثانيا : حب التصدر والظهور وهو التطلع إلىحيازة أماكن الصدارة ،
فإذا جلس في مجلس فلا يقنع بما دون صدره ، وإذا عقدت ندوةفلا يرضى إلا أن يكون في
الواجهة ،وإذا نسب مشروع إلى مجموعة ما وهو من بينهم ، لابد أن يوضع اسمه في الصدارة
وهكذا ، ويحز في نفسه أن يوضع في غير هذه المواضع ، كمايحب أن يمشي الناس خلفه ، ويعجب بالتفاف الطلاب والمريدين حوله .
ثالثا: حب المدح وهو القيام بالأعمال الدعوية من أجل الحصول على امتداح الناس ونيل إطرائهم
وعلامته أن يجد الداعية ميلا للأشخاص الذين يتملقون له ويمتدحونه ، وينفر منسواهم ممن
يدلونه على أخطائه أو يهمشون دوره ، ولا يعترفون بأفضاله الدعوية - علىحد زعمه –
ولا يغشى إلا المواطن التي تطرى فيها أعماله ويكثر فيها إطراؤه .
رابعا :جعل الدعوة وسيلة لجلب المال ،
وعلامة ذلك أن يسعى جاهدا فيالأعمال الدعوة التي يجنى من وراءها مالا ، ويتكاسل عن
غيرها ، بل قد يرفضها البتة .
خامسا : جعل الدعوة وسيلة لشهوات دنيوية أخرى ..
وذلك أن يدخل في سلكالدعوة من أجل التقرب إلى امرأة لأجل الزواج ، أو التقرب إلى شيخ أو إمام ، للحصولعلى منفعة دنيوية لديه .
أثر الإخلاص في الدعوة :
الإخلاص سببمباشر وطريق موصل لنجاح دعوة الداعية ، وإتيانها الثمار المطلوبة ، لما يورثه
الإخلاص من راحة نفسية وقوة قلبية تعين صاحبها على التخطيط السليم واجتياز مصاعب
الدعوة ، وتحمل مشاق التبليغ .
نصر الله كل من دعا إلى الخير ، وأرشد إلى طريقالصلاح .