بسم الله الرحمن الرحيم
مد البدل
تعريفه وضابطه وأقسامه ووجه تسميته بالبدل وبالجائز
وهذا هو المد الثالث والأخير بسبب الهمز
وتعريفه : أن يتقدم الهمز على حرف المد واللين وليس بعد حرف المد واللين همز أو سكون والهمز المقصود , هو : همزة القطع
مثال:
﴿ ءَادَمَ ﴾ الأعراف: ٢٦ ﴿ إِيمَـٰنًا ﴾ التوبة: ١٢٤ ﴿ وَأُوذُواْ ﴾ آل عمران: ١٥
ولكن هناك سؤال_هل مد البدل مدا طبيعيا أم مدا فرعيا؟
نقول وبالله التوفيق هناك الكثير من كتب التجويد قد أدرجت مد البدل مع المد الطبيعي دون تفصيل ولكن الأصل هو التفصيل لأن المد الطبيعي هو المد الذى لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب كهمز أو سكون ولكن مد البدل كما تعلمون أن سببه هو تقدم الهمزة على حرف المد واللين إذن هو له سبب وهو الهمز ولأن المد الطبيعي لا يمد أكثر من حركتين عند جميع القراء فنجد أن ورشا له فيه تثليث البدل فزاد عن القراء فيه التوسط والاشباع
ولذلك نقول أن مد البدل حالة خاصة من المد الفرعي وفى حكمه طبيعي عند من قصره ويدرج مع المد الفرعي بسبب الهمز
سبب تسميته
وسمي بمد البدل لإبدال حرف المد من الهمز فإن الأصل في هذه الكلمات (أأمن , إِئْمانا, وأؤْذوا) بهمزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة فأبدلت الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها على القاعدة الصرفية المعروفة فالهمزة المفتوحة يناسبها الألف والمضمومة يناسبها الواو والمكسورة يناسبها الياء فصارت الكلمات ﴿ ءَادَمَ ﴾ الأعراف: ٢٦﴿ إِيمَـٰنًا ﴾ التوبة: ١٢٤ ﴿ وَأُوذُواْ ﴾ آل عمران:١٥
أما تسمية مد البدل بالهمز الممدود:
فعلى سبيل المجاز , لا الحقيقة , لأن الممدود هو حرف المد واللين الآتي بعد الهمز وليس الهمزة.
القراء فيه على مرتبتين
الأولى: القصر لجميع القراء
الثانية : القصر بمقدار حركتين لجميع القراء والتوسط أربع حركات والطول ست حركات لورش من طريق الأزرق
وورد عن حمزة في وجه له من طريق الطيبة ولكن المشتهر بمد بدل والمختص به هو ورش من طريق الأزرق
حكمه
وكان حكمه الجواز لجواز قصره بمقدار حركتين وتوسطه بمقدار اربع حركات ومده بمقدار ست حركات غير أن حفص ليس له فيه الا القصر و كذلك باقي القراء الا ورش من طريق الأزرق فله فيه التوسط والإشباع زائدان وورد عن حمزة في وجه له من طريق الطيبة ولكن المشتهر بمد البدل والمختص به هو ورش
وحكم القصر فيه للجميع مشروط بألا يقع بعده همز او سكون فان وقع بعده همز او سكون انتفى مد البدل ويعمل بالمد الجديد نحو : ﴿ ءَآمِّينَ ﴾ المائدة: ٢
﴿ بُرَءَٲٓؤُاْ ﴾ الممتحنة: ٤ ﴿ رَءَآ أَيۡدِيَ?ُمۡ ﴾ هود: ٧٠
هذا وينقسم مد البدل الى قسمين
الأول :
مد البدل الأصلي : هو الذي تنطبق عليه القاعدة الصرفية المذكورة ويمد بمقدار حركتين ملحقا بالمد الطبيعي لأن حرف مد غير أصلي ومبدل من الهمز
وأمثلته: الكلمات الثلاث
﴿ ءَادَمَ ﴾ الأعراف: ٢٦ ﴿ إِيمَـٰنًا ﴾ التوبة: ١٢٤
﴿ وَأُوذُواْ ﴾ آل عمران:١٥
الثاني :
المد الشبيه بالبدل : وهو الذي يتفق مع البدل الأصلي في:
مجىء الهمز قبل حرف المد واللين ويختلف عنه في
أن حرف المد اصلي وغير مبدل من الهمز
في حالة الوصل نحو : ﴿ مُّتَّكِـِٔينَ ﴾ الكهف: ٣١
﴿ مَـَٔابٍ ﴾ ص: ٢٥ ﴿ يَشَآءُونَۚ ﴾ النحل: ٣١
وسمي شبيها بالبدل لأن حرف المد واللين الواقع بعد الهمزة فيه أصليا وليس مبدلاَ من الهمز كما في الأصلي ولتقدم الهمز على حرف المد في الكلمة
ومن هنا يتبين ان بين مد البدل الأصلي وشبيه البدل بينهما اتفاق واختلاف
أما الاتفاق
فلأن الهمزة تقدمت على حرف المد واللين في كل منهما
وأما الاختلاف
فلأن حرف المد واللين الذي بعد الهمز في الأصلي مبدل من الهمز الذي كان ساكنا بخلاف حرف المد واللين الذي بعد الهمز في الشبيه بالبدل فإنه أصلي وليس مبدلا من الهمز .
وهذا النوع عند مده بمقدار حركتين يعتبر مدا طبيعيا لأن حرف المد أصلي وغير مبدل من الهمز
والتفرقة بين البدل الأصلي والشبيه بالبدل من اختصاص الصرفين أما عند المجودين فلا فرق بين الاثنين من حيث الحكم أو الاسم فإذا أطلق اسم البدل جازعلى النوعين معا
حكمه:
الجواز لقصره عند جميع القراء وجواز توسطه ومده عند ورش وحمزه
وجه القصر:
ضعف سببه لكون الهمز متقدما على حرف المد واللين لأن علة المد في كل من المتصل والمنفصل: التمكن من النطق بالهمز والهمز في البدل متقدم على حرف المد فليس هناك ما يدعوا الى المد
وجه التوسط:
حمله على المتصل حملا جزيئيا بإعطاء حرف المد واللين الذي تقدم الهمز عليه مرتبة دون مرتبة ما تأخر الهمز عنه
وجه الاشباع:
حمله على المتصل حملا كليا بجامع مجىء حرف المد والهمز في كلمة واحدة سواء تأخر الهمز عن حرف المد أو تقدمه عليه
ومن المعلوم أن كلا من ورش وحمزة الذين وردت الرواية عنهما في مد بدل يمدان المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات قولا واحدا.
سبب اجتماع القراء على قصره إلا ورشا من طريقي الشاطبية والطيبة وحمزة من طريق الطيبة :
أن نطق الهمزة فيه قبل حرف المد لا يعطي للهمزة مزية عن غيرها من الحروف فلا فرق بين الهمزة التي قبل الألف في ﴿ ءَامَنَ ﴾ البقرة: ١٣ والقاف التي قبل الألف في
﴿ قَالَ ﴾ البقرة: ٣٠ فكما لم يكن للقاف أثر على زيادة في الألف بعدها كذلك الهمزة
ولذلك لا تعتبر الهمزة سببا للمد ولا يزاد في حرف المد واللين عن مقداره الطبيعي
وعلى ذلك : فالبدل يعتبر حالة خاصة من المد الفرعي
ويشترط لمد البدل ألا يأتي بعد حرف المد واللين همز أو سكون والسبب:
لأن القارئ في مد البدل ينطق بالهمز ثم بحرف المد وبذلك يستغني عن الهمز المتقدم (كسبب المد) بالهمز أو السكون الآتي بعده.
ويؤخذ مما ذكرنا أن مد البدل مطلقا
تارة يثبت وصلا ووقفا نحو ﴿ ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ ﴾ البقرة: ٢٨٥
﴿ أَنۢبِـُٔونِى ﴾ البقرة: ٣١
وتارة يثبت وصلا لا وفقا ﴿ وَٱللَّهُ عِندَهُ ۥ حُسۡنُ ٱلۡمَـَٔابِ ﴾ آل عمران: ١٤
﴿ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَأَتٍۖ ﴾ الأنعام: ١٣٤
وتارة يثبت وقفا لا وصلا كالوقف على نحو
﴿ غُثَآءً ﴾ الأعلى: ٥
وجاءوا من ﴿ وَجَآءُوٓ أَبَاهُمۡ ﴾ يوسف: ١٦
وتارة يثبت ابتداء فقط كما لو ابتدئ بنحو
﴿ ٱؤۡتُمِنَ ﴾ البقرة: ٢٨٣ - ﴿ ٱئۡذَن لِّى ﴾ التوبة: ٤٩
فتلك أربع حالات للمد البدل مطلقا
والمعنى :
إن كل سبب من أسباب المد يأتي بعد حرف المد الذي قبله همز يعمل بهذا السبب ولا يعمل بالبدل
وهذا الحكم عام لجميع القراء على تفصيل سيأتي.
أحوال مد البدل :
الحالة الأولى :
أن يأتي حرف المد واللين وقبله همزة قطع وليس بعده همز أو سكون نحو : ﴿ ءَامَنَ ﴾ البقرة: ١٣
﴿ أَنۢبِـُٔونِى ﴾ البقرة: ٣١
وما شابهها
حكمه :
ثبوت مد البدل بحسب مذاهب القراء فيه فيقصره الجميع ويثلثه ورش أي يقرأ بالقصر او التوسط او الاشباع .
الحالة الثانية:
أن يأتي حرف المد واللين وقبله همزة قطع وبعده ساكن سكونه لازم نحو:﴿ ءَآمِّينَ ٱلۡبَيۡتَ ﴾ المائدة: ٢ وما شابهه
حكمه :
سقوط مد البدل لجميع القراء ومن بينهم ورش والسبب مجيء السكون اللازم بعد حرف المد واللين .
الحالة الثالثة :
أن ياتي حرف المد واللين وقبله همزة قطع وبعد ساكن سكونه عارض للوقف نحو: ﴿ مُسۡتَ?ۡزِءُونَ ﴾ البقرة: ١٤
﴿ مُّتَّكِئِينَ ﴾ الكهف: ﴿ مَـَٔابٍ ﴾ الرعد: ٢٩
حكمه :
سقوط مد البدل والعمل بالمد العارض للسكون فيمد حرف المد واللين بمقدار حركتين أو أربع أو ست وذلك لجميع القراء عدا ورشا .
الحالة الرابعة:
أن يأتي حرف المد واللين وقبله همزة قطع وبعده همزة قطع نحو ﴿ بُرَءَٲٓؤُاْ ﴾ الممتحنة: ٤
حكمه:
سقوط مد البدل والعمل بالمد المتصل وذلك لجميع القراء ومن بينهم ورش والسبب: الهمز الآتي بعد حرف المد واللين والمتصل به في كلمة واحدة .
الحالة الخامسة :
أن يأتي حرف المد واللين وقبله همزة قطع وبعده همزة قطع منفصلة في أول الكلمة التالية وذلك
﴿ رَءَآ أَيۡدِيَ?ُمۡ ﴾ هود: ٧٠
﴿ وَجَآءُوٓ أَبَاهُمۡ ﴾ يوسف: ١٦ وما شابهه
حكمه:
سقوط مد البدل والعمل بالمد المنفصل وذلك عند جميع القراء ومن بينهم ورش وذلك في حالة الوصل أما ان وقف على ﴿ رَءَا ﴾ - ﴿ وَجَآءُوٓ﴾
فالقراء على مذاهبهم في مد البدل فيقصره الجميع ويثلثه ورش .
الحالة السادسة:
أن يأتي حرف المد واللين وقبله همزة قطع وبعده همزة وصل كما نحو: ﴿ رَءَا ٱلشَّمۡسَ ﴾ الأنعام: ٧٨ , ﴿ تَرَٲٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ ﴾ الشعراء: ٦١
حكمه:
سقوط حرف المد واللين مع همزة الوصل وذلك عند الوصل وبإجماع القراء ومن بينهم ورش أما عند الوقف على ﴿ رَءا ﴾, ﴿ تَرَٲٓءَا ﴾ فهم على مذاهبهم فيقصره الجميع ويثلثه ورش
وسبب ذلك : أن الألف أصلية في كلمتها وذهابها وصلا عارض فلا يعتد به عند الوقف وهذا منصوص عليه عند القراء جميعا.
الحالة السابعة :
ثبوت مد البدل عند الابتداء فقط وذلك فيما يأتي:
﴿ ٱئۡذَن لِّى ﴾ التوبة: ٤٩
﴿ ٱؤۡتُمِنَ ﴾ البقرة: ٢٨٣
﴿ ٱئۡتِ ﴾ يونس: ١٥
﴿ ٱئۡتِنَاۗ ﴾ الأنعام:٧١
﴿ ٱئۡتِيَا ﴾ فصلت: ١١
﴿ ٱئۡتُواْ ﴾ طه: ٦٤
﴿ ٱئۡتُونِى ﴾ يونس: ٧٩
وهذه الكلمات السبع اجتمع في كل منهما همزتان الأولى همزة وصل والثانية همزة قطع فإذا وصلت الكلمة بما قبلها حذفت همزة الوصل وبقيت همزة القطع ساكنة
أما اذا ابتدىء بها فحينئذ همزة الوصل متحركة وتبدل همزة القطع حرف مد من جنس حركة ما قبلها
فإن كانت الفعل مضوما ضما لازما بدىء بهمزة الوصل مضومة مثل ﴿ ٱؤۡتُمِنَ ﴾ البقرة: ٢٨٣
وهي حالة الضم الأصلي الوحيدة فى هذه الكلمات ولا ثاني لها
وإن كان ثالث الفعل مفتوحا مثل: ﴿ ٱئۡذَن لِّى ﴾ التوبة: ٤٩
أو مكسورا مثل: ﴿ ٱئۡتِنَاۗ ﴾ الأنعام:٧١
أو مضموما ضما عارضا مثل: ﴿ ٱئۡتُواْ ﴾ طه: ٦٤
بدء بهمزة الوصل في ذلك كله مكسورة
حكمه:
القصر ابتداءً لجميع القراء.